|
رد على مقال- الحركة الامازيغية واقع وتطلعات-
سالم محمود
الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 00:30
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
رد على مقال" الحركة الامازيغية واقع وتطلعات" سبق للتوجه الامازيغي الكفاحي أن نشر على صفحات موقعه بالإنترنت مقالا لعضو الشبكة الامازيغية من أجل المواطنة عبد الله بادو، ينتقد فيه ما أسماه " بالتراجعات التي بات يشهدها المشهد الحقوقي عموما و الأمازيغية خصوصا". أنشر هذا الرد موضحا فيه واقع الحركة الامازيغية الراهن و منتقدا تبريرات انبطاح مكونات الحركة الأمازيغية و نزوعها للخطاب اليميني.
بخلاف النقد الموجه عادة للحركة الأمازيغية وكتابات مناضليها المتسم بالتحامل والمزايدة، أتوجه بهذا النقد لتوضيح مجموعة من ألأفكار المغلوطة في مقال عبد الله بادو وكذا المنتشرة في صفوف مناضلي الحركة، مبديا أسباب التراجع و الإنبطاح الموضوعية والذاتية بهدف المساهمة في نقاش ذو نفس ديمقراطي لأجل الدفع بالحركة للخط النضالي السليم على غرار مثيلتها في الجزائر.
أشاد بادو في البداية "بالتزايد الملفت للانتباه لعدد الجمعيات المهتمة بالقضايا الأمازيغية كما وكيفا" وبـ"التطور الكبير الذي شهدته الحركة الثقافية الامازيغية الطلابية"، هذه الإشادة لا تقف عند طبيعة الجمعيات المتزايدة وطبيعة دفاعها عن القضية الامازيغية. فمن جهة أولى إن ما يتناسل كالفطر هي جمعيات بيافطات "تيفناغ"، لكن محتواها فارغ من أي مضمون نضالي ولا تتقن غير لغة المهرجانات الصيفية ويغيب في قاموسها أي فعل نضالي. فبعد الدينامية النضالية للحركة الامازيغية طيلة عقد التسعينات رغم محدوديتها، استطاع فتات المعهد الملكي بجاذبيته أن يجر معه غالبية نخبة الحركة ليتأزم منذ ذلك الحين النضال الامازيغي فعوض مسيرة تاودا الوطنية اكتفت الحركة الامازيغية بالمنتديات والندوات والمهرجانات للتحسر على واقع الحال، واقع تفنن النظام الملكي في إبداعه وأتممت نخبة الحركة دورها على أكمل وجه، بجر قاعدة الحركة وراء أساليب لا نضالية أقل ما يقال انتظار فتات نظام الاستبداد من قبيل المعهد الملكي والقناة الأمازيغية وإدماج اللغة الأمازيغية في منظومة التربوية. وليس اعتراف بادو بأن الحركة الامازيغية "أصبحت طرفا مساهما وفاعلا ذا قوة اقتراحية وتعبوية مهمة ورقما يصعب تجاوزه أو إقصاؤه من طرف بقية الفاعلين" سوى تزويقا لأزمة عصفت بالحركة والتي ساهمت فيها القيادة الليبرالية للحركة بأساليبها الأكاديمية و النخبوية بتنصيب نفسها محل الامازيغ بمنطق " فلتناموا أيها الأمازيغ مطمئني البال فرسائلنا وملتمساتنا للديوان الملكي والفرق البرلمانية و الأنظمة الإمبريالية... ستفي بالغرض". من جهة أخرى حرير كلام السيد بادو عن المكون الطلابي MCA " الحركة الثقافية الامازيغية الطلابية بمختلف المواقع الجامعية والتي باتت تتبوأ موقعا رياديا بفضل مساهمتها في التأطير و النضال من داخل الحرم الجامعي" يندرج في سياق الإفراط في مجاملة مكون الحركة داخل الجامعة المغربية، بمبرر أنه يكفي أن يكون هنالك صوت يتحدث "تامزيغت" ويكتب بـ"تيفناغ" من داخل الحرم الجامعي، أما الخط النضالي لهذا المكون ومواقفه فذلك لا يهم، إن هذا الخلط يتجاهل موقع MCA من إعادة الهيكلة الجارية لقطاع التعليم وبالخصوص الجامعة المغربية والتي تستدعي الوقوف عندها من قبل كل مناضل حقيقي وليس تكرار عبارات المجاملة. إن تجميد MCA لطاقات نضالية هائلة بمبررات عرقية، وعدولها عن لعب دور نضالي في مواجهة مخططات الخوصصة الجارية، ورفض كل صوت تقدمي، ولعب دور المتفرج في المعارك الطلابية... واقع يفرض إعادة النظر في المفاهيم وفي الممارسة وقف تكرار عبارات مثل "مساهمتها في التأطير و النضال من داخل الحرم الجامعي " "وتبؤأها لموقع ريادي". بما يسمح ببناء حركة مناضلة من داخل الجامعة .
انتقد عبد الله بادو واقع الحركة الامازيغية وأرجع ذلك لـ"بعض الانحرافات و السلوكات المشينة و المخلة بالقيم و المبادئ التي تأسست على أسسها و من أجلها مكونات الحركة" نتفق مع بادو في أن الحركة تشهد وضعا مأزوما، ولكن نختلف حول الأسباب، فعزو وضع الحركة الراهن "للانحرافات والسلوكيات المشينة" و"الارتماء في أحضان الانتهازية" هو إسقاط وتعميم لأشكال من الممارسات رسختها التربية الليبرالية في صفوف القواعد، لكن الأسباب الحقيقة هي مركبة تتجاوز المبررات السطحية للسيد بادو، فقد شهدت مكونات الحركة الامازيغة جزرا وتراجعا نضاليين بالمقارنة مع بداية عقد التسعينات لعوامل ذاتية وموضوعية نجملها فيما يلي:
طبيعة المحيط السياسي للحركة الامازيغية:
يتميز الوضع السياسي بإجماع حول النظام السياسي من طرف الأحزاب والنقابات، وهو ما يترجم بالإجماع على السياسة اللغوية القائمة، باستثناء مجموعات اليسار الجذري التي لها موقف تقدمي من اضطهاد الامازيغ ومسألة الاضطهاد القومي بشكل عام. لكن ضعفها يحول دون الدفع بالحركة الامازيغية في طريق النضال. أما باقي الأحزاب فتعلن تعلقها بسياسات مراكز القرار الأجنبية ونظام الاستبداد بل وتشرف على تطبيقها بحزم، ومواقفها لا تخرج عن الإجماع العام حول "الانتقال الديمقراطي" فحتى تلك المسماة زورا "بالكتلة الديمقراطية" فقد جعلها دخول دهاليز الحكومة تراجع مذكراتها بصدد الإصلاحات الدستورية التي كانت تطالب بها في بداية عقد التسعينات، في إطار المزايدة على الأحزاب التي تسميها "بالإدارية"، وأصبحت عمليا الآن تشرف على تسيير البلد وفق السياسات الليبرالية من منطلق الخادم والتابع مؤيدة كل السياسات الرجعية.
أما النقابات المغربية أو بالأصح البيروقراطية المغربية فبعكس نظيرتها بالجزائر (نقابات التعليم) التي لعبت دورا تقدميا في تجذير انتفاضة الربيع، تتلهى بأوهام "الحوار الاجتماعي" و"السلم الاجتماعي" غير مكثرة بواقع الحال (الاقتصادي، والاجتماعي والثقافي...) في ظل هذا الوضع السياسي العام تنشط الحركة الامازيغية، مما يضفي عليها طابع العزلة والانحراف نحو الخطاب اليميني.
الطبيعة الليبرالية لقيادة الحركة الامازيغية:
تزامن ميلاد ميثاق أكادير 1991 مع النضال"الديموقراطي" من أجل الإصلاحات الدستورية التي أطلقتها أحزاب الكتلة الليبرالية، مما منح لقيادة الحركة الامازيغية نموذجا للنضال المهادن، والذي رسخته تلك الأحزاب من تقاليد سياسية تمنع أية محاولة لتجذير النضال وتنمية كفاحيته، مما طبع الحركة الامازيغية منذ البداية بالخمول وتشضي الرؤية. فكما لخصت أحزاب الكتلة"الليبرالية" نضالها من أجل الإصلاحات الدستورية في الالتماسات والرسائل للقصر الملكي و الاستجداءات، اقتفت قيادة الحركة الامازيغية نفس الطريق من خلال بعث المسار الكاريكاتوري للكتلة الليبرالية: بمطالب مفرطة في الاعتدال، ومعزولة عن باقي قضايا الجماهير، واعتراف لنظام الاستبداد في حقه في الحكم المطلق.
مأزق الحركة الأمازيغية يكمن في أن أنظار قيادتها موجهة للأعلى: مبايعة الحاكمين واعتراف بحقهم في الحكم الفردي، وانزواء في دهاليز المقرات خوفا من تعقيدات النضال الميداني( التأجيلات المتكررة لمسيرة تاوادا الوطنية)، فلتتذكر قيادة الحركة أن لا الخطابي ولا مناضلي القبايل لم يراسلو الأنظمة بالاستجداءات بل جعلوا من الشارع وسلية فرض مطالبهم. إن المصير الذي وصلت إليه الحركة – بخلاف تبريرات عبد الله بادو" بالانتهازية" - مرتبط بالطبيعة الاجتماعية والطبقية لقيادة الحركة فجلهم من دائرة مثقفي البرجوازية ( محامون، جامعيون، أصحاب مهن حرة...) وهذا ما يفسر قبول جزء منهم بفتات المعهد الملكي ورفضه من طرف الباقين لأنه لا يتسع للكل، وتجميدهم طاقات الحركة، والاستنكاف عن الإتيان بأي فعل نضالي ميداني. إن قيادة الحركة تسير على نهج الكتلة الليبرالية، تلبية المطالب المعتدلة بتوافق مع المؤسسة الملكية وليس ضدها، داخل مشروعيتها السياسية لا خارجها.
إن قيادة تزيح ناظريها عن الأسفل- قاعدة الحركة وكل المضطهدين- لن يكون نضالها غير ترف فكري أيام العطل، وتعريفي في "المحافل الدولية" ولهذه الأسباب جعلوا من القضية الأمازيغية قضية تحسيسية عوض قضية طبقية.
إن قيادة الحركة تريد تغيير لون نظام الاستبداد بدستور أمازيغي وإعلام أمازيغي وتعليم أمازيغي لإدامة مسخ الديكتاتورية ، وهو ما سيديم اضطهاد الأمازيغ وباقي المفقرين.
الطبيعة الاعتدالية لمطالب الحركة الامازيغية:
صاغت قيادة الحركة المطالب الامازيغية المعروفة في ميثاق أكادير 1991 (الدسترة، الإعلام، التعليم)، باعتدال مفرط ومقصود. فكون القادة الليبرالين مفزوعون من النضال الميداني ومرتعبون من تعقيدات نضال الشارع سارعوا لصياغة مطالب مهادنة ومعتدلة بمبرر أن الحاكمين سيستجيبون للمطالب المعتدلة فيما ستفزعهم المطالب الجذرية. وهو مبرر واه فضحه واقع عدم الاستجابة حتى للمطالب المعتدلة. تجلى الرفض في عدم دسترة الامازيغية في التعديلين الدستوريين92/96 التي رممت الحكم المطلق، تم عدم إدراجه في مشروع إصلاح التعليم 1995، تم إقصاء الحركة من اللجنة الملكية للتربية والتكوين وجعل اللغة الامازيغية لغة للإستأناس فقط الوارد بميثاق التربية و التكوين.
خلف جدار الرفض الملكي الاستياء في صفوف الحركة الامازيغية، لكن عدم قدرة وخوف قيادة الحركة على سلوك سبيل النضال، عمق أزمة الحركة، وبدل البحث عن الحل في النضال إلى جانب الكادحين ومنظماتهم (كما فعل القبايليون)، تعلقت أنظار هذه القيادات المتقوقعة حول نفسها باستجداء المستبدين والتفنن في إرسال الملتمسات حتى لرؤساء الأنظمة الامبريالية( أمريكا- فرنسا- الاتحاد الأوربي). وعوض التعلم من دروس الربيع الأسود بالقبايل ( كيف تحولت الانتفاضة من مطالب لغوية وهوياتية إلى انتفاضة جارفة بمطالب عامة) تعلقت أنضار القيادة الليبرالية للحركة بمبادرات النظام من قبيل الإدماج الكاريكاتوري للأمازيغية في التعليم، وإنشاء قناة أمازيغية التي لن تكون غير نقل للأنشطة الملكية بتامازيغت وتمزيغ لبرامج الانبطاح.
إن عدم طرح المطالب العامة للجماهير يفوت فرصة مشاركة الجماهيرية ويجعل الحركة مستنقعا لثلة من المنبطحين الذين يجعلون من القضية الأمازيغية ترفا نضاليا في أوقات الفراغ بالمنتديات الملتقيات في دهاليز الفنادق الفخمة، إن سر جماهيرية انتفاضة القبايل يكمن في أن قادتها جسدوا طموح كل الفئات الشعبية( طلبة-معطلون-نساء-عمال...) في طرحهم لمطالب عامة ومتجذرة.
مادامت مطالب الحركة بعيدة عن طموحات وأمال جماهير المضطهدين فإنها ستبقى محكومة بالتأزم وبالنخبوية .
الطبيعة النخبوية لتنظيمات الحركة الأمازيغية:
طبيعة المطالب وتصور القيادة هو الذي يحدد في نهاية المطاف طبيعة التنظيمات المطلوبة للنضال لأجل تحقيقها.
تتشكل الحركة الأمازيغية بشكلها الراهن من مكونات جمعوية متعددة (أحزاب، جمعيات، تنسيقيات، تنظيمات عالمية...) لكن القاسم المشترك بينها: الفئوية والنخبوية المفرطة والانعزالية. مادامت مطالب الحركة معتدلة ولا تلبي طموح الجماهير( طلبة-تلاميذ-معطلون-عمال-نساء...) فإن تنظيمات الحركة ستكون نخبوية ولن تشمل إلا أولئك الذين تعودوا الأشكال التحسيسية بالقضية الامازيغية.
إن عجز الحركة الامازيغية عن تجاوز هذا المأزق يكشف ضعفا مريعا في إدراك حجم الأزمة التي وصلت إليها. وهو ما يفرض الالتفات إلى تجارب جماهيرية نضالية كفاحية من قبيل تجربة القبابل وتنسيقية العروش.
الطبيعة المهادنة للأشكال النضالية:
الملتمسات، المذكرات المطلبية، الرسائل للديوان الملكي والفرق البرلمانية والأنظمة الامبريالية(أمريكا- فرنسا-الاتحاد الأوربي...)، الندوات والملتقيات في الفنادق الفخمة، التحسيس في المحافل الدولية... هذه هي الأشكال التي تريد بها قيادة الحركة دسترة الامازيغية والدفاع عن الأمازيغ. أشكال أقل ما يقال عنها مفرطة في المهادنة ولن تزيح الاضطهاد قيد أنملة.
الشكل النضالي الفاصل بين النضال والمهادنة هو كفاح الشارع، وحده يرعب المستبدين ويفزعهم، أما الأشكال الراهنة فلن تزيد وضع الحركة إلا تخبطا وتربي قواعد الحركة على الخمول وتشضي الرؤية.
طبيعة الدعم المادي للحركة الامازيغية:
ألفت تنظيمات الحركة الامازيغية تلقي الدعم السخي وصدقات المنظمات الحكومية وغير الحكومية على السواء، فالشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة التي يناضل عبد الله بادو من داخلها حطمت الرقم القياسي في تلقي الدعم الخارجي المشروط طبعا والهادف إلى توجيه إطارات الحركة بعيدا عن الخط النضالي، فبعد معارك الاعتراف القانوني وبعدما انتزعت وصل الاعتراف القانوني، حشرت نفسها داخل الدهاليز المكيفة للفنادق الفخمة و المقرات الجذابة. بالرغم من موقفها من المعهد الملكي، أبانت على نضالية الملتمسات بلا منازع.
ليس نقاش بادو بصدد"هدر المال العام و اختلاسه" و"انجاز تقارير عن أنشطة وهمية لم تنجز إلا في مخيلات أصحابها" و" الارتزاق بواسطة الجمعيات حيث ظهرت (..) الإطارات الوهمية أو ذات العمل الموسمي بهدف الاستفادة من الدعم السخي الذي تمنحه بعض مؤسسات الدولة و المنظمات الوطنية و الدولية" إلا تهربا من أصل كل المصائب، المؤسسات والمنظمات التي تقدم دعما سخيا، رغم أنه لا أحد من داخل الحركة الامازيغية سأل نفسه لماذا هذا الدعم السخي؟ إنه لتمييع عمل الحركة وتوجيه نضالها إلى التحسيس وفق البرامج المملات من طرف نفس المؤسسات الموولة .
هل كان محمد بن عبد الكريم الخطابي يتلقى الدعم المادي من المؤسسات الاوربية، وهل كان مناضلي تنسيقية العروش يتلقون الدعم من ذات المؤسسات . إن الاسترزاق والاختلاس هما نتيجة لباب الدعم المفتوح، فعوض أن تنهمك قيادات الحركة في بلورة منظور نضالي للحركة، انهمكت في إعداد طلبات التمويل حتى أصبحت الحركة الامازيغية الطريق المختصر للإغتناء.
هذه هي مسببات أزمة الحركة الأمازيغية، أما مبررات السيد عبد الله بادو، بعيدة كل البعد عن إدراك جوهر الازمة، أما "الممارسات والانحرافات الانتهازية" فهي سلوكات رسختها التربية الليبرالية في صفوف الحركة ولا تصلح على كل حال لحجب عمق المشكل :
كل القيادات تعاقبت على الحركة الأمازيغية ماعدا القيادة الكفاحية والمناضلة.
كل المطالب تبنتها الحركة الأمازيغية ما عدا تلك التي ستلم شمل المضطهدين.
كل الأشكال النضالية قد استنزفتها الحركة ماعدا تلك التي قد تنتزع مطالبها وتوحد جماهيرها .
كل التنظيمات والجمعيات قد أسستها الحركة الأمازيغية ماعدا تلك التي تتسع للمضطهدين.
منظور السيد بادو للمعهد : مقترحات لاحتواء بقية الحركة
منذ تأسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية انقسمت مكونات الحركة الامازيغية بين القبول به ورفضه، وكانت الشبكة الامازيغية ( الاطار الذي يناضل عبد الله بادو في صفوفه) إحدى المكونات التي أعلنت موقفا تقدميا بصدده، بكونه مؤسسة ممنوحة ذات طابع استشاري وغير مستقل، ماليا وإداريا أي كونه حديقة خلفية للنظام الملكي لا أقل ولا أكثر.
لكن يطل علينا عبد الله بادو بموقف جديد حول هذه المؤسسة الاستشارية التي احتوت القسط الاكبر من القيادة الليبرالية للحركة، بل وأمدها بمقترحات من موقع الغيور على هذه المؤسسة الملكية:
"نتمنى أن يسهر المعهد (...) مستقبلا ليقدم نموذجا على المؤسسة الوطنية الشفافة المنفتحة على باقي الشركاء. و إذا كان المعهد في سياسته الانفتاحية تجاه فعاليات المجتمع المدني يرى بدا من استمرار تقديم التمويل، فالأجدر به أن ينشئ صندوقا خاصا لدعم المبادرات الأمازيغية و يمكنه من الآليات الضرورية للإشراف على مشاريع الجمعيات الرامية إلى دعم الجهود من اجل تحسين أوضاع الأمازيغية، مما سيكسبه شفافية أكثر في التدبير و نجاعة التدخل".
اقتراحات السيد بادو تسعى لجعل المعهد أكثر فاعلية، أي أكثر قدرة على احتواء نضال الاقسام المتبقية داخل الحركة الامازيغية، الممانعة و الرافضة لسياسة الدولة. إن السيد بادو قد أكمل دوره على أكمل وجه، بتقديم الاقتراحات المناسبة لانقاد المعهد لاستكمال عملية الاحتواء، وبهذا استحق لقب "المستشار للمؤسسة الاستشارية" وقد تكون هذه الخطوة الأولى من مسافة الخطوتين التي تفصله عن قبول المعهد والرغبة الحارقة في الدخول إليه، وعلى كل حال أتمنى له حظا موفقا.
من أجل حركة أمازيغية مناضلة وكفاحية
بخلاف بديل السيد عبد الله بادو بـ"حوار وطني حول الأمازيغية بعيدا عن الديماغوجية و المصالح الشخصية الضيقة، وما السلوكات الارتزاقية إلا جزيئة صغيرة من المعيقات التي تعرقل و تشوش على العمل الجاد" ما يجب أن يطرح على جدول أعمال الحركة هو المنظور الذي ألهم اللآلاف من القبايليين بالجزائر والزباتيين بتشيباس المكسيك و الوالونيون ببلجيكا، أي منظور النضال بعيدا عن التماس إحسان نظام الاستبداد ومصالح تأتيت وتأبيد نظام الاضطهاد، وما الازمة الراهنة للحركة إلا جزيئة صغيرة من مآزق القيادة الليبرالية للحركة التي تتحاشى النضال الجاد. عوض توافق قيادة الحركة مع المستبدين، فلنجعل من الإطارات التقدمية للحركة سلاحا بيد الامازيغ للدفاع عن حقوقهم في وجه المصير المظلم الذي تدفعهم إليه دولة الاضطهاد .
مناضل أمازيغي كفاحي
#سالم_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات انتقادية حول مطلب الحكم الذاتي
المزيد.....
-
م.م.ن.ص// هل كان ممكناً ألا تسمع اصواتهم؟ ...انتفاضة العاملا
...
-
عمر محمد علي يقضي عيد ميلاده العاشر خلف القضبان
-
الهدنة تعيد الجنوبيين إلى قراهم اللبنانية
-
مكافحة الإرهاب في لندن: ستة أشخاص رهن الاعتقال بسبب صلاتهم ب
...
-
مسلمو بريطانيا قلقون من اليمين المتطرف
-
العاصمة مغلقة والإنترنت مقطوع وسط اشتباكات بين متظاهرين والش
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يساند ويدعم النضالات والاحتجاجات ال
...
-
أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل
...
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|