أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بدر عبدالملك - الذين دخلوا قبورهم قبل الأوان














المزيد.....

الذين دخلوا قبورهم قبل الأوان


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 176 - 2002 / 7 / 1 - 06:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 


لا يوجد في الحياة أسوأ من شخصية تعسة وقد أغلقت الحياة في وجهها أبوابها شخصية شقية كتلك التي قررت أن تعلق الحبل في رقبتها وتنتحر ولكن هناك حيوات أخرى متعددة من التعاسات يدخلها المرء بيديه كتلك التي تدخله قبر الموت وهو مازال حياً. اعرف أشكالا عديدة من أنواع الموت كموت الجسد وموت البصيرة وموت الضمير وموتة أخرى هي (موتة الموتات) حيث يدخل الإنسان قبو حياته المظلم حالما تموت لديه المشاعر والأحاسيس. وبعض تلك الحالات تدخل أحيانا في منطقة الأمراض النفسية وتلك تحتاج منا الرعاية والاهتمام والحنان فنحن نتعامل معها كما نتعامل مع شخص مريض تبلدت أحاسيسه في الحياة وقبل أن يجعل من حياته جحيماً بعد أن ترك خلفه حياة كاملة من السعادة. مثل أولئك الأشخاص نلتقيهم في مساراتنا الحياتية ربما نتعرف عليهم بالصدفة ونلمس أنانيتهم المتناهية وبرغم جعلهم الغضب والغيظ لنا في درجة عالية من الحنق غير أننا سرعان ما نعود لحلمنا وعطفنا فنقدر محنتهم ونتمنى لهم الشفاء العاجل. أما النوع الذي ماتت أحاسيسه ومشاعره في زمن القهر وركض من أجل منصب وثروة اقتنصها بطريقة أبسط ما يمكننا وصفها دنيئة مع النفس بعد أن كانت صفقة دنيئة مع الأصدقاء والمحيط الإنساني برمته فكانت صفقة مع الشيطان. هؤلاء الموتى تتسع مساحة موت الأحاسيس لديهم حسب الفضاء الذي يحلقون فيه فهي لدى البعض منهم ضيقة ومحدودة ودائرتها لا تتجاوز السرقات الصغيرة ولا تتخطى مظهرا من مظاهر الفساد المستشري ولا تقفز إلى عالم التخريب والإبادة والتدمير للحياة وللوطن وللناس وإنما تبقى كالنار الصغيرة التي حرقت بيوت محدودة وتم انتشال الآخرين من الكارثة قبل فوات الأوان. ما هو شيطاني ومدمر ذلك الإنسان الذي قادته الأنانية إلى مساحة من الجشع والنهب وإلى درجة لا حدود لها فلم يعد يرى في الوطن ولا في الناس ولا في الحياة إلا ذلك التابوت الأسود وتلك الحسابات المصرفية المتكدسة، ولا يهمه طريقة الحصول على تلك الثروة!!. التمزيق الذي أصاب جسد الوطن و قلبه وشرايينه ليست واحدة و إنما تتعدد فيه الأصابع والألوان والمساحات أصابع النهب وألوان الوحشية في النهب ومساحات المنهوب بصورة فظيعة. سألت عن شخصيات كانت حتى سنوات قريبة تعيش من راتبها الشهري، وعن رجال اعتلوا مناصب عليا هنا وهناك، فإذا بهم يضخون من الوطن مياهه العذبة ويمتصون رحيقه الأخير ويحاولون امتصاص آخر قطرة دم فيه. سألت جيراني عن أسماء وأسماء في الحي وعن أصدقاء وأصدقاء في المناطق أخرى، فكانت الإجابات (قد أصبح يلعب بالفلوس!!) وهذا مصطلح بحريني يذكرنا بمفردة الذين يلعبون القمار وعادة كان أصحاب الثروة والبذخ وحدهم من يلعبون بالنقود، بينما لم يستطع الآلاف من أفراد الشعب إجادة كيف يلعبون بلعابهم أو حتى يلعبون بحسرتهم حينما يغلقون على أنفسهم الأبواب. قيل عن أسماء وأسماء لا يجوز أن تفلت بسهولة فأموال الوطن المنهوب بحاجة إلى عودتها للخزينة فهي ليست مئات من الدنانير يمكننا الغفران عنها أو نسيانها أو أن يتركها العهد تذهب سدا. فهناك من المدراء والوزراء وصغار الموظفين، لديهم ما يكفيهم ويزيد، بل ولديهم رواتب تقاعدهم التي يحسدون عليها ولا يجوز أن تبقي تلك الملايين بلا ملاحق. لا أحد في النظام الرأسمالي يمنع الأشخاص من مراكمة ثروتهم فتلك من خصائص السوق المفتوحة ولكن لم نسمع عن خزائن مفتوحة ملك للدولة تم نهبها بطرق شتى!!. تلك الملايين لو عادت ـ وينبغي أن تعود ـ فإنها ينبغي أن توظف في تدشين حدائق ومستوصفات ومراكز ثقافية ومشاريع مجتمعية وإنسانية نحن في أمس الحاجة إليها وسيصفق شعبنا للملك والعهد وسمو ولي العهد الذي سيدخل التاريخ لو ادخل مملكتنا من تلك البوابة التاريخية العظيمة. لماذا يراكم موظف كبير ثروة على حساب شعب هذا الوطن. هؤلاء في الجولات القادمة عليه أن يضعوا مفاتيح الخزنة لدى حارسها الأصلي، فعاهل المملكة عندها سيوزعه بشكل مختلف. واعتقد في ذلك الوقت بالإمكان الغفران لهم وقبول خطاياهم وبإمكانهم أن يحجوا طلبا للمغفرة، ولكن يجوز الغفران لكل من هب ودب بحجة الإغلاق المطلق للملفات جميعها. هؤلاء شر قد ماتوا قبل الأوان لحظة أن قرروا بأن الوطن مجرد سلعة للبيع.




#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعــــــلام المعاصــــــر وخطاباتــــــــه الغريبـــــــــ ...
- في سبيل ائتلاف واسع للديمقراطيين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بدر عبدالملك - الذين دخلوا قبورهم قبل الأوان