|
ضرورة وجود فضائية علمانية
ناجي نهر
الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 16:29
المحور:
الصحافة والاعلام
ليس من الأنصاف والعدل بشئ ان يظل العلمانيون لوحدهم بلا معين ولا فضائية تسهل لهم نشر ثقافتهم اسوة بالآخرين بسبب معصوميتهم من السرقة والأحتيال فقد عاشوا طوال حياتهم لا يملكون ذروى نقير لذا بقي المناضل العلماني يرنو الى امل لم يتحقق لحد الساعة حيث لا توجد فى ربوع الدنيا كلها فضائية متخصصة بنشر الفكر العلماني وناطقة بمضامينه ومحاورة فى اهميته وتحقيق اهدافه الأنسانية فى خلق الحياة وتطويرها والتعريف بمناضليه وشغيلته وما كابدوه عبر التاريخ وما زالوا يكابدونه من اهوال ومحن تشيب لها الأحاسيس القاسية . فمع ولادة الملكية الأستغلالية الخاصة ،المهيمنة على الثروة والسلطة ظلت تتجمع فى ايدي الملاك القدرة على ادامة بقاء ثقافة التسلط والأستغلال حيث تتسخر وسائل الأعلام والأتصال فى خدمتهم برغم كسلهم وعدم مساهمتهم فى انتاج الخيرات المادية او العلوم المفيدة لهم ولغيرهم . ولكن اكتساب العلم وتطويره أمر لا يقتصر على وصايا اصحاب الملكية الأستغلالية الخاصة والثروة والسلطة لوحدهم بل وايضآ يفرضه المنطق العقلي الموضوعي لعملية التطور ,لذا فالعلمانيون الرساليون مطالبون بدعم كل الإنجازات العلمية ووضعها بين يدي الناس لكي تثير فى نفوسهم مجددا روح العزيمة والثقة بالأنسان المنتج ومكانته فى خلق الحياة ولتوقف فى نفوس الأكثرية تداعيات التدهور والاحباط واليأس بخاصة فى شعوب العالم الثالث المظلومة بحكامها الأميين الذين يبتزون بواسطة وعاضهم المهرة فى الخديعة والأحتيال عقول البسطاء ويحشونها بكل ما هو ضار ولا يطاق من افكار الشعوذة والغيبيات والأساطير المجترة منذ الجاهلية الأولى والمزينة بالعواطف القاتلة للخلق والأبداع والتي اثرت بدورها على بعض العلمانيين الناشئين وطوتهم نحوالأرتداد الى افكار السلف وأعتبارالدين سند الضعفاء ومواسيهم وخالق الأشياء ومحركها، ذلكم بهدف ابعاد البسطاء عن الأطلاع على مكانة الأنسان الحقيقية وما حققه من انتاج للخيرات ومن تقدم فى علومه وافكاره الممنهجة والمبرجة النابعة من واقعه الموضوعي المعاش حيث لايجد العلماني مجالآ متاحآ لعملية نشر الوعي العلمي وترسيخ اثره فى التغيير الحضاري وما يحتاجه من لقاءات تحاورية وتحقيقات صحفية وايصال ونقل المعلومة بالسرعة المناسبة بوسائل اتصالاتية متطورة كالفضائيات . فمنذ اكثر من نصف قرن دخل العالم المتحضرالحوار المتمدن مع الآخر وحل مجمل القضايا والمشاكل التي تطرحها الحياة بهذا الأسلوب الناجح والفريد. ان مشاكل الحياة الأجتماعية والسياسية والعلمية لا تنقطع وهي تتوسع باطراد على نطاق الدول اوالمؤوسسات المختلفة وقد جرب الأنسان لسنين طويلة حلها بالقوة وفشل ولكنه اخيرأ نجح فى حلها بهذا الطراز من الممارسة والحوار المتحضر فغدى الحوار دليلآ على تجسيد سمو الأدراك والوعي النوعى ،وصيرورة العقل والعلم واضحى نشر مثل هذا الوعي رسالة ومسئولية أنسانية فى كل مكان وكان المناضل العلماني فى الصميم من هذه المهمة الأنسانية ان لم يكن المناضل الوحيد بحملها بصدق ومسئولية . ان جمع الكلمة المفيدة والمعلومة المتألقة بمضامينها وبتنوع ادبها واخبارها وفنونها الصحفية وبحوثها العلمية والفلسفية وخلفيات كتابها الميامين العلمية وتطوعهم لنشر العلم التنويري المتألق بالحداثة والتجديد الدائم انما هو الأمل الأنساني المرتجى وان مناضليه سيحضون بالثناء والتقدير فسلامآ لهم وبوركت اقلامهم الخلاقة . كما ان النضال من اجل التوسع فى نشر الثقافة العلمانية الهادفة اضحى ضرورة ملحة هادفة الى إقامة مجتمع مدني مؤسساتي ديمقراطي فى بلادنا والعالم الثالث اجمع ،حيث اصبح مثل هذا النضال مما يعد من الأعمال الوطنية والأنسانية العظيمة التي ستعم منافعه كوكب الأرض وما فيها من خيرين وخيرات ،لذا فحاجة العلماني اضحت ملحة بالأعتماد على وسائل اعلام حديثة متطورة كالفضائيآت . فمنذ اكثر من نصف قرن دخل العالم المتحضر ابواب الحداثة والنضال من اجل إقامة مجتمع مدني ديمقراطي هدفه انتشال الأنسان من النظم الفردية البالية والآيديولوجيا القديمة الى الآيديولوجيا الحديثة المتناغمة مع تطور العصر ,و هذه الأنتقالة كانت وستبقى من مسؤلية العلماني النضالية وهي مسؤلية واسعة سعت تنوع المجتمعات وتباين حضاراتها وثقافاتها ,فلا يمكن استقطابها وتغطيتها بكفاح فرد او مجموعة لمفردها وانما بجهد اجتماعي عام وبمشاركة مختلف التنظيمات والأحزاب السياسية وأتباع وسائل توعية وتثقيف علمية هادئة ومبرمجة وصبورة ومتغيرة على وفق تغير وتنوع الواقع الموضوعي وأهدافه . لكن العالم الثالث لا زال منكوبآ بثقافة حكامه المتخلفة وأنتهازيتهم الأنانية التي تجسدت عبر الزمن بنظرة فردية وحيدة الطرف غرضها المقدس والوحيد المحافظة على عروش الحكام ليس غير وذلك بمحاربة كل ما هو جديد و كل ما يفضي الى قمع الفكر العلماني بشتى الوسائل غير المشروعة بما فيها التصفيات الجسدية مما كان له الأثر على ضعف وعي العامة الذين يجددون البيعة للحكام الظلمة والمحافظون على تراث السلف وأيديولوجيته ،لذا اصبح من المنطق السليم والعملي والواقعي التفكير الجدي بايجاد الوسيلة الفعالة السريعة لنشرالفكرالعلماني وتنسيق العمل بين مثقفيه وتسهيل تبادل المعلومة النافعة وتيسير نشر الأفكار وجعل هذه المهمة على رأس المهمات والعمل المشترك على ايجاد فضائية ناطقة بأسم العلمانية وافكارها ومميزة لمنهجيتها وكوسيلة اتصالاتية معاصرة وفعالة بنشر المعرفة الحديثة ، لكن العين بصيرة واليد قصيرة و(الجيوب خاوية) ,فربما سيسعفهم يومآ ويحقق آمالهم امير خليجي حالم بقيمة العلم ومتمرد على ثقافة السيف والفخر العروبي الفارغ من المحتوى المطلوب ويستعيضها بمضامين القلم العلمي الأمين على مصالح الأنسانية جمعاء او ربما يتحقق حلم العلماني بانقلاب امير فضائية الأمبراطورية الشرقية على الرجعية تكفيرآ منه عما ألحقه هو وزبانيته من تشويه وعار ومهانة بالمثل الأنسانية الواعدة بالعلم والعلماء. =
#ناجي_نهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكمة غوته وما يجري فى العراق
-
المنهجية ليست حكرآ على الأكاديميين2
-
تناقض بعض الأكاديميون وشروط المنهجية1
-
لماذا الأمل والعطاء فى قائمة اتحاد الشعب ؟
-
جمعية الأنسان المتحضر
-
محاسبة قادة السلطات العراقية والعشائرية فورآ
-
واقع العراق الجديد !!
-
تفاوت تطبيقات مفهوم حقوق الأنسان
-
سر تفاوت الأجتهادات فى مفهوم حقوق الأنسان
-
الأنتهازية نقيض العلمانية ومنبع الوحشية 3
-
الأنتهازية نقيض العلمانية ومنبع الوحشية
-
مفهوم التطور بين ماركس وماكلوهان
-
الى قادة حماس مرة ثانية
-
من قتل الأبرياء فى غزة
-
انتخابات مجالس المحافظات
-
تألق القيادة الواعية
-
تهنئة واشادة بالعمل المثمر
-
المرأة فى وسائل الأعلام العربية المرئية ( تلبية لنداء موقع ا
...
-
الأنسان مخلوق وخالق
-
سموالوعي سموللعدل والمساواة//21
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|