غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 10:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تسعى بعض الأحزاب والتيارات السياسية إلى تجميل قوائمهم بمرشحين بعيدين عن محيطهم الجغرافي، الأيدلوجي، وثقلهم التنظيمي، كي يخرجوا، أو كما يظنون!، من قمم التقوقع الطائفي، وتجدهم يعلنون ان قوائمهم وطنية وتضم جميع الطيف العراقي.
نعم من حق أي مواطن الترشيح، ومع الجهات التي تلائم توجهاته ومصالحه، لكن ليس مع البعيدة عنه والتي تمتلك خطابها الخاص وبه حصدت الأصوات في الانتخابات الماضية، ولم تغير الآن سوى ثوبها بإضافة بعض المغمورين.
كنت ارغب ان يطرحوا على أنفسهم تساؤلا واحدا: ما فرص هؤلاء بالفوز؟
الأحزاب تحاول ان تكون قوائمها (وطنية!)، وتسعى لتحقيق ذلك إلى ضم الطيف العراقي بكل ألوانه، بحجة انها تجاوزت التقسيم الطائفي والقومي والديني، وهذا الادعاء يجعلهم يبحثون عن شخصيات شكلية من مختلف شرائح المجتمع، كي يصدحوا ويقولوا (قائمتنا وطنية!).
وهذا يتم بطريقة عجلة وساذجة، وأحيانا مضحكة، فقد اخبرني احد المرشحين، حين علمت انه مرشح ضمن إحدى القوائم، البعيدة عن جغرافيته، والمعروفة بتقوقعها الطائفي، بعد ان سألته (كيف استدلوا عليك) فأجاب: عن طريق الانترنت!!.
المهم ان يكون في قوائمهم (سني، شيعي، عربي، كردي، مسيحي، ايزيدي، شبكي، صابئي) إلى آخر الطيف، ليجملوا قوائمهم ببعض المغامرين، هم يدركون ان فرص هؤلاء (الزينة!) ضعيفة ان لم تكن معدومة، لكن هذه هي الوطنية العراقية للوطنيين الجدد!.
ما وزن الأشخاص الذين يختارونهم في قوائمهم (الوطنية!)، هذا غير مهم، فهم يؤسسون لوطنية جديدة بلبوس طائفي قديم. وعلى الموجة يصعدون.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟