أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - سعد الحريري رجل الممكن والضروري














المزيد.....

سعد الحريري رجل الممكن والضروري


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة تعريف متداول لعلم السياسة، هو أنها فن الممكن. ثمة ساسة يتخلّفون عنه بخطوة حذراً أو تريثاً، وثمة ساسة يسبقونه بخطوة طموحاً أو تسرعاً، وثمة ساسة يلتقون به دون نقص أو زيادة، وفي الزمان والمكان المناسبين، وهؤلاء ينطبق عليهم وصف رجل الدولة الموضوعي، المثقل بالهمّ العام، ان لم نقل المثقل بالهمّ الوطني، وهذا النوع الثالث، يبصر جيداً التغيرات والوقائع والممكنات المحلية والدولية، بعيداً عن الرغبات الذاتية أو الهوى الشخصي أو المصالح الفردية الأضيق كثيراً من مساحة البلد. رئيس وزراء لبنان سعد الحريري بعد لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، دل على انه من النوع الثالث ذاك.
لبنان لا ينفع معه غير الوفاق، فكان اللقاء في مصلحة الوفاق. ولبنان لا ينفع معه إلا احترام العدالة واحترام الشرعية الدولية وقرارات مجلس أمنها، فكان اللقاء قبولاً مشتركاً متساوياً لقيام المحكمة الدولية، وكل ما صدر وسيصدر عنها إحقاقاً للعدالة، في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.
كي تدير حكومة لبنان الحريرية شؤون الناس بما ينفع الناس، وكي تستطيع التخفيف من هموم اللبنانيين الخدمية والانتاجية، لا بد لها من أن تستند الى جدار اقليمي مستقر، والى جار متفهم لخصوصيتها ولمصالحه ولمصالحها، وللمشترك معاشياً بينهما وهو الأهم على الغالب.
قد يرى البعض أن ثمة إشكالاً في هذا اللقاء، ونحن نقول إن ثمة مصلحة لبنانية وسورية وعربية وحتى دولية فيه.
دولة العدوان الإسرائيلي لن تكون مرتاحة، ليس للقاء أي دولتين عربيتين فقط، مهما كان شكله أو مضمونه، وانما هي تعمل على تخريب أي وحدة أو وفاق وطني في أي أرض عربية. دولة العدوان تلك لا تعجبها إلا الفوضى والفرقة بين العرب، ولا يريحها إلا العداء بين العرب، وعدم الاستقرار في أي دولة عربية؛ وعدم استقرار العلاقات العربية هدف واستراتيجية ارتكزت عليها في كل سياساتها وكل حروبها ضد الشعوب العربية وحتى ضد حكوماتها، وتسيّدت على المنطقة بفضل الشقاق العربي، وبفضل الانقسام المزمن بين العرب منذ هزمتهم في حرب عام 1948، واغتصبت أرضهم وشردت أبناءهم، وهي مستمرة في عدوانها حتى هذه اللحظة، ومصرّة على رفض السلام والتطبيع معهم، حتى ولو قبلوا بها وفق المبادرة العربية للسلام، المستندة الى الانسحاب التام من أرضهم المحتلة عام 1967مقابل التطبيع التام مع دولة إسرائيلية في حدود عام 1948. لن يعجب إسرائيل أي لقاء بين سوريا ولبنان، وهذا ما يعطي اللقاء أهميته الوطنية اللبنانية والسورية، وأهميته القومية العربية.
القاصي والداني يعرف أن لقاء الحريري مع الأسد، قد تمّ ببركة القمة السعودية السورية في الرياض وفي دمشق. وأحد الأهداف الرئيسة لهذا اللقاء هو أن تدرك دولة العدوان الإسرائيلي أنها لن تتمكن من العدوان على لبنان تحت أي حجة، من دون أن تضع في حسابها وأمام عينيها، أن ثمة تفاهماً بين سوريا ولبنان والسعودية على منع ذاك العدوان. وهذا أمر بحد ذاته قد يلغي العدوان بطريقة وقائية واستباقية. لا أحد يحب الحروب غير إسرائيل، وشكلٌ من توازن القوى قد تحسب إسرائيل له كامل الحساب.
اللقاء السوري اللبناني، وقبله اللقاء السعودي السوري، كلاهما قد يمنعان العربدة الإسرائيلية ضد لبنان، وحرب تموز قد لا تتكرر في حماية لقاءات كهذه، وخاصة أن هذه اللقاءات قد حظيت ببركة الظروف الدولية.
للبنان كامل الحق في الحرية والسيادة والاستقلال، وعلى سوريا أن تدعم هذا الحق ولثلاثة أسباب، الأول تأكيد مصداقيتها الدولية تجاه الحق المذكور، والسبب الثاني تأكيد مصداقيتها أمام اللبنانيين، بالامتناع عن العمل إلا بما تراه الدولتان مناسباً وضرورياً لأمنهما واستقرارهما معاً. والسبب الثالث هو أن يعرف العالم أن العناق الحريري الأسدي صادق وليس أمام الكاميرات فقط.
لا أقوى ولا أضعف، لا أكبر ولا أصغر، لا قائد ولا مقود، كلٌ له نظامه السياسي والاقتصادي، ولا يعني اللقاء ولا يعطي أي مشروعية لأي شكل من التدخل يمس جوهر أي من النظامين، وكلاهما يواجهان همّاً عربياً واحداً، ويواجهان أكثر من عدو في المنطقة يتربص أي شقاق بينهما، ويعمل عليه ويستفيد منه حكماً بغضّ النظر عن تبريراته ودواعيه.
سعد الحريري فعل الممكن والضروري من دون خطوة زائدة، ومن دون خطوة ناقصة، وقادم الأيام لن يحكم إلا في حدود الممكن، وإذا أردت أن تطاع فاطلب على قدر المستطاع.
() كاتب سوري



#اديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمر الإيراني ليس الأقوى في -الغابة الدولية-
- بن لادن عدو أوباما الرقم واحد
- أوباما -مالئ الدنيا وشاغل الناس-
- أوباما يظهر عصاه!
- طريق أنقرة تل أبيب سالكة!
- العدواني نتنياهو عاجز عن ليّ ذراع أوباما
- سلام فياض يملك الحل!
- -عشتم وعاش لبنان-
- نتنياهو المتغطرس ضد العدالة الوقح ضد السلام
- تركيا تجد نفسها.. إسلامية برغماتية
- إيران ترقص على صفيح ساخن
- ليت أوباما قال: شكراً أنا لا أستحق نوبل الآن!
- الخيار العسكري ضد إيران ما زال قائماً
- -دفاعاً عن لبنان العظيم-
- -فلسطينيو أميركا- و-فلسطينيو القضية-
- أوباما لن يوقف تخصيب اليورانيوم الإيراني
- سوريا وايران ذاهبتان الى الحوار الاوبامي
- ملامح نجاح المشروع الامريكي الاوبامي في ايلول .
- ايران واسرائيل تتنافسان على المنطقة
- الرؤية الأوبامية ليست حلم يقظة لرئيس أميركي


المزيد.....




- مصر.. الداخلية: القبض على شخص نشر -عبارات مسيئة- على شاشة إع ...
- ألمانيا تحظر مجلة يمينية بدعوى نشرها الكراهية ومعاداة السامي ...
- 4 قتلى وجرحى آخرون جراء إطلاق نار بمحيط مسجد بمنطقة الوادي ا ...
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمي نائبه المنتظر ...
- رجل أعمال روسي يعرض مكافأة مالية كبيرة لإسقاط أول طائرات -إف ...
- مركز الأمن البحري العماني: 16 مفقودا بعد انقلاب ناقلة نفط قر ...
- -علاج خفي- محتمل للسرطان
- وسائل إعلام: ماكرون سيقبل استقالة حكومة أتال هذا المساء
- مصر.. مقطع فيديو لمقتل شخص في حي شعبي يثير جدلا
- وزيرة إسرائيلية تلوّح بإسقاط الحكومة إذا انسحب الجيش من محور ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - سعد الحريري رجل الممكن والضروري