أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مارسيل فيليب - أعياد الميلاد ليست احتفالية بعيد الجيش ، لتلغى بسبب تزامنها مع عاشوراء














المزيد.....

أعياد الميلاد ليست احتفالية بعيد الجيش ، لتلغى بسبب تزامنها مع عاشوراء


مارسيل فيليب

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 07:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من مفارقات شرقنا العربي والأسلامي ، والتي تستعصي على العد ، أن هذ الشرق رغم كونه منبع الأديان السماويه ، لكنه أيضاً منبع الرياء والفساد والخطيئه ، تسحق فيه حقوق الأنسان والمرأه والطفل .. تسحق فيه حقوق الأقليات الدينيه والقوميه بابشع الوسائل .. لكن سلطات الدول العربيه والأسلاميه تتفاخر رغم ذلك بعدلها البائس ، وتستمر عروض حكامنا على الفضائيات المختلفه رغم ذلك لحرق البخور حول مزابل تراث فضائلنا الأخلاقيه .
تطرز دساتيرها كما هو دستورنا العراقي بعبارات حقوق الأنسان ولضمان حرية التعبير والمساواة .. لكن وبشكل غير مباشر، يلغى ذلك بحدود وحواجز التنكيل والتكبيل والتكفير ، عندما يشترط الدستور ، بأن الأسلام هو دين الدوله الرسمي ، وهو مصدر أساس للتشريع ، وبأنه لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام ..!
وأمس أحتفل العالم كله بليلة عيد الميلاد المجيد ، تخللته قداديس منتصف الليل ، وفي باحات الكنائس هنا في سدني ، حمل الأطفال فوانيس الزينه الملونه والشموع المضيئه وهم يدورون متقافزين بفرح حول شجرة عيد الميلاد المزينه بمصابيح ملونه تحيطها الهدايا المغلفه التي تدغدغ قلوب الأطفال لمعرفة ماتخفيه من لعب وحلوى وملابس جديده ، وعلى مقربة منها مجسم لمغارة المهد ، وآخر لسانتاكلوز ( باب نوئيل ) ، والبعض منهم تشبه بكبار السن مزاحماً اياهم في شراء ايقونات الرموز الدينيه .
وحدهم مسيحي العراق حُرموا " قسراً " من الفرح علانيةً بحجة تزامن ميلاد السيد المسيح مع العاشر من محرم يوم مقتل الأمام الحسين بن علي وأخوه العباس في واقعة "الطف" قبل أكثر من 13 قرنا ، يوم الجمعة من عاشوراء في محرم سنة إحدى وستين من الهجرة .
لأن كما قيل .. أن القيادات الكنسيه في المحافظات العراقيه عدا أقليم كردستان العراق ، أتخذت قراراً بعدم إجراء مراسم الاحتفال بأعياد الميلاد والاقتصار على أداء القداس في الكنائس والبيوت لأن العيد يتزامن مع إحياء الشيعة لأيام عاشوراء ، حيث طلب رئيس اساقفة الكلدان في البصرة الاسقف عماد البنى الى جميع الكنائس عدم اقامة احتفالات عيد الميلاد علناً كونه يصادف ذكرى حزينة لدى الشيعة ، علماً أن ذكرى عاشوراء تصادف السبت غداً ، فيما عيد الميلاد هو اليوم الجمعة .. هذا القرار التي سارعت بعض القيادات الشيعيه للثناء عليه ، وبمبرر ما يعنيه من اننا ابناء وطن واحد .
ومع كامل احترامي لقناعات كل القيادات الدينيه ، لكن المفروض برجل الدين ، أي دين أن يكون صادقاً وصريحاً ، فالألغاء جاء لأسباب كثيره .. سوء الأوضاع بشكل عام وتدهور الوضع الأمني ، بدء مع أستهداف الكنائس بالتفجيرات والتصفيات الجسديه وتفجير المحتشدات السكانيه اينا كان ، ولا أستبعد هنا أن القرار أتخذ بضغوط من جهات مسلحه ومتطرفه معروفه للجميع ، خاصة بمدينة البصره .. لأننا لو اعتمدنا مبرر الغاء اعياد الميلاد لتزامنها مع احزان آل البيت كما قيل ، ومع مراسيم عاشوراء التي تبدأ طقوسها الحزينه من أول محرم ، وتنتهي في العشرين من صفر ، فأن ذلك يعني أننا لن نحتفل في 2011 ايضاً ، لأن اعياد الميلاد ستصادف 19 من محرم ، ورأس السنه الميلاديه ، للسادس من صفر 1433هـ ، ولن نحتفل أيضاً في 2012 ، لأن عيد الميلاد سيصادف الثاني عشر من صفر ، واعياد رأس السنه الميلاديه الثامن عشر من صفر 1434هـ .

ومع أحترامنا لمشاعر المسلمين بكل مذاهبهم الأربعه ، ولكل مناسباتهم الدينيه ، لكن القرآن نفسه يعتبر حدث الولادة واحدة من المعجزات التي اختص بذكرها ، في سورة مريم وسورة آل عمران وغيرها .. لكن أهم مانود الأشاره له ، ما ذكره القرآن في وصفه لمشهد الميلاد ، حتى أنه وصف الحلوى التي أكرم الله بها الحاضرين لذلك المولد، وهو التمر والرطب، حيث يقول ...
" وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً " 25 ، 26 ( مريم ) .

فأن كان الله قد أمر بتوزيع الحلوى والأحتفال بمولد السيد المسيح في القرآن ، فبأي حق تلغى الأحتفالات لتزامنها عاشوراء .

هل يمكن أن يكون الله قد غير قناعاته بعد مأساة واقعة الطف .. الا يكفي العراقيين احزاناً طوال أربعة عقود سوداء لحكم الدكتاتوريه المقبور ، وامتداداً لكل الكوارث التي عاشها شعبنا بكل انتماءاته بعد التغيير عام 2003 ، في ( عراقنا الديمقراطي الجديد والمزدهر ) .

قلوبنا معكم يامسيحي العراق ، قلوبنا معكم يامسيحي الموصل والبصره وبغداد ، قلوبنا معكم في كل شبر من العراق الموشح بسواد مكفهر يريده البعض أن يكون أبدياً .

مع صادق تمنياتنا بأعياد ميلاد آمنه لكم ولعوائلكم وكل الطيبيين والطيبات من بنات وابناء العراق .
نتمناه لكم عام سلام وأستقرار وفرح دائم ، نتمناه لكم غدٍ يغمره الأمن والتسامح ... وليكن المجد لله في العلى .. وعلى الوطن العراقي السلام .





#مارسيل_فيليب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الأحتلال الأيراني لحقل فكه ، وفي هذه المرحله بالذات ؟
- كل شيئ من أجل معركة التشبث بالسلطه
- تأخير موعد الأنتخابات حالياً أفضل من الموافقه على قانون غير ...
- أعلنوا رفضكم للمادتين اولا وثالثا .. من قانون تعديل قانون ال ...
- أوسع الحكام علماً ... لو مشى في طلب العلم الى الصين .. لما أ ...
- لا تنتخبوا هؤلاء المشعوذين .. مرة أخرى !!!
- سمجة جري .. فوق بوابة برلماننا الوطني
- أعضاء برلماننا الموقر ... لست خجولاً حين أصارحكم ... !
- الى الدكتور كاظم حبيب ... وفوضى الموت في العراق
- تعليق على مقال -ايها اليساريون- ارفعوا سيوفكم بوجه الحزب الش ...
- سيد راضي أيكول .. بدون زعل .. مدنيون رقم 460 .. هي الأمل
- لا تصادق شيوعياً .. كي تنجو من عقاب الله .. ( آية الله القزو ...
- الممهدون .. لمناهضة التيار العلماني !!
- الأخ العزيز زهاء عباس .. مع التحية
- هيلاري كلنتون .. هل سيصافحها المعممين منعاً للأحراج ..!
- أرتباك برلماني .. على وقع طبول التيار الصدري ..!
- الدستور والدولة الديمقراطية الأتحادية .. ومعايير الأسلام الس ...
- لماذا تصر حكومتنا الرشيدة على تكرار الأخطاء
- لماذا الأصرارعلى أعادة تأريخ العراق الجديد بشكل مهزلة
- فخامة رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مارسيل فيليب - أعياد الميلاد ليست احتفالية بعيد الجيش ، لتلغى بسبب تزامنها مع عاشوراء