|
رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟! 1 من 2
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 871 - 2004 / 6 / 21 - 08:46
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
منذ فترة ليست بالقصيرة، تتناقل وكالات الأنباء العالمية والعربية والمحلية، اخباراً عن نشاطات متنوعة بين اقارب ومقرّبين للدكتاتور، من عراقيين وعرب، وآخرين متنفذين، يسعون بكلّ الوسائل العنفية والأجرامية لترتيب الحفاظ على مصالح وسرقات وعمولات ووثائق، لم يكشف عنها واخرى لاتزال مجهولة كما يبدو . . مستغلين كل الظروف، من الأحتلال واخطاء قواته المتنوعة، السياسية والعسكرية والأمنية، الى البطالة واندلاع الجريمة وتكالب الأرهابيين، الى مواقف الجوار وغيرها، حتى صارت قضية الأمن والسلامة القضية الرئيسية التي يتوقّف عليها مآل مصير العراقيين والعراقيات . . حين صارت اوسع الأوساط لاتتمنى الاّ العيش بأمان لااكثر، وهي تعيش عملياً ذات السجن وذات الأرهاب الذي عملت وحلمت وضحّت للخلاص منه. واضافة الى جهود كبيرة متنوعة واساليب تنصح بها اقطاب متنوعة الغايات كثيرة التنوع ، لتحقيق نقلة نوعية في 30 حزيران القادم، من تسليم السلطة الى الحكومة الأنتقالية والبدء بانسحاب القوات الأجنبية الى خارج المدن . . تصعّد جهات معادية نشاطها في السعى الى ترتيب عودة القائد (فكّ الله اسره!) على حد تعبيرها، ليعود بشكل جديد ( صدامي ـ اسلاموي ) حيث لايدور ذكر في نداءاتها لحزب البعث، كما في بيان ما دعي بـ ( فيلق المجاهدين)، اضافة الى أخرى تنتظر عودة القائد وتحيي صموده ؟! مشيرة بذلك الى الأستعداد عن التخلي عن استمرار حزب البعث العفلقي كحزب، الاّ انها تنتظر الدكتاتور الذي كان بدوره قد مهّد لذلك قبيل الحرب، حين بدأ بانشاء حزب النواة، الذي عقد مؤتمره التأسيسي بقيادة عزت الدوري اواخر ايام الدكتاتورية . . لأستكمال المسيرة ؟! على حد تعبير بيانه. يجري ذلك في ظروف كثيرة التقلّب بسبب انعدام الأمن من جهة ولقرب موعد تسليم السلطة من جهة أخرى، الأمر الذي قد يفتح الباب امام انواع المساومات التي ينبغي ان لاتضيّع حقوق العراقيين بالوان طيفهم القومي، الديني، الطائفي والفكري وأملهم في العيش بسلام وعدل كباقي شعوب الأرض . . من ناحية اخرى، وبعد التصريحات النارية للسيدة رغد صدام التي عبّرت فيها عن (اصالة الأب القائد الذي علّم العراقيين لبس النعال والأكل بالملعقة؟!)، وعن وحشية اخوانه واقاربه واتباعه المقرّبين الذين اوقعوا بزوجها، وعن طهر والدها الحنون !! وعن (صمودها ونضالها) ايام الحرب ؟! تناقلت الصحافة ووكالات الأنباء معلومات، اجمعت على ان ملايين الدولارات مسجّلة باسماء ابنائها، وان نسبة فوائدها فقط تكفي لأن تعيش ابنة الدكتاتور وابنائها عيشة امراء في الفيلا الفخمة التي اشترتها في ضاحية عبدون في عمّان، وانها تكفي لأنشاء مشاريع كبيرة. ثم تتالت عدد من تصريحاتها وذكرياتها التي لم تنم الاّ عن سطحية وفقر، سواءاً في معرفة الشأن العراقي او في التعبير عن الأستعداد لمساعدة شعب العراق مهما كانت او في محاولة للتخفيف من آلام العراقيين والسعي لحقن دمائهم حسب ما تستطيع وبثرواتها، للتدليل على انتمائها للعراق على الأقل . . رغم انها كشفت عن قدرة على الحديث بالأنكليزية لحاجاتها السياحية لاأكثر، في تقدير ابرز المراقبين. وبعد العديد من المقابلات على الفضائيات، لم تخرج عن ذكرياتها عن عيشة القصور البائسة! وصراع الذئاب والضباع التي كانت ذاتها طرفاً فيها . . رغم الهالة الأعلامية المدفوعة التي حاولت بعض الفضائيات اسباغها عليها. وقد استمرّت على الحضور تحت الأضواء بأخبار عنايتها بصحتها ولياقتها الجسمية ودرجة جمال أعضائها، وعمليات الشّد والتجميل، وباثارة نقاشات وردود على اكاذيب في فنون طب التجميل النسائي، ومن هو الطبيب القدير في تلك الجراحات . . في الوقت الذي يستمر فيه النزيف العراقي مروّعاً. ليتطوّر الأمر الى تصريحاتها عن بدءها نشاط من نوع جديد، حيث تصرّح انها تريد النشاط والتهيؤ للترشيح لرئاسة الجمهورية في العام القادم، ومحاكاة السيدة بنازير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، التي عرفت بتعاطفها مع الدكتاتورية المقبورة التي من جانبها دعمتها مالياً في اعوام ماضية، والتعلم من خبرتها في ان تكون واجهة لمحصلة صراع الأقوى في البلاد باعتبارها حاملة اسم ـ مهما كان بشعاً ـ معتقدة بذلك امكانية محاكاتها. اضافة الى التعلم منها في الخروج من قضايا السرقات والفساد المالي التي ازكمت روائحها الأنوف، والتي مهدت لها كي ترشح لأنتخابات الرئاسة السابقة في الباكستان رغم اخفاقها بعدئذ . . وفق وكالات الأنباء الدولية حينها. وفي الوقت الذي يرى البعض عن حق، في مسألة حديث الأبنة عن الأستعداد للترشيح، بكونها ليست اكثر من نكتة، يرى البعض الآخر فيها مأساة، تدلل على ما وصلت فيه الأمور في البلاد، كنتائج لحكم الدكتاتورية، ثم بسبب اخطاء الأحتلال، اضافة الى الأرهاب الظلامي وفلول مجرمي صدام . . الاّ ان هناك بيوتات تتناول ذلك الخبر بشكل آخر، انها تتناوله بالحديث عن (مؤهلاتها) وبأن من صرن وصاروا، ليسوا بأفضل كثير منها، ان لم تبزّهم هي في مواصفات !! . . فهي بتقديرها من عوائل الحكام وليست من عوائل المحكومين!!، حيث انها استقبلت وتستقبل استقبال الأميرات في عدد من المجالس والفضائيات، وتُرسل لنقل امها واختها طائرات خاصة من قبل رجال دول، حتى بعد الأطاحة بالدكتاتورية. وترى بأنها ضمن المقاييس التي تسعى بعض الأقطاب الى تسويقها . . عربية مسلمة سنية ـ رغم ان غالبية السنّة براء منها ـ ، وانها تعود وفق (شجرة العائلة المصنّعة) الى النسب الشريف ؟! اضافة الى رؤيتها بانها وعائلتها من اصحاب المليارات، فقد قدرت مُلكية امها ابنة النائب الضابط السابق؟! في الثمانينات باكثر من مُلكية ملكة هولندا، بعد ان تجاوزت مُلكيتها، ملكية شاهنشاهة ايران السابقة فرح ديبا، اضافة الى المليارات المسجلة باسم زوجها القتيل (*)،. . التي اجمعت دوائر اختصاصية متعدد حينها بان لزوجته رغد وحدها حق التصرف بتلك الودائع المصرفية التي عُرفت آنذاك، ثم خفتت الأضواء عن مئات ملايين الدولارات المشغّلة في مشاريع وشركات عالمية كشركات سفر وسياحة " الشرق الأقصى" التي يبدو انها نسيت ؟! (يتبع)
20 / 6 / 2004 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــ (*) حسين كامل، وزير التصنيع العسكري السابق واقرب مقرّبي الدكتاتور، وباني حرسه الجمهوري، بعد ترقيته الصاروخية بضربة واحدة، من نائب عريف مراسل على دراجة بخارية، الى مستشار السيد الرئيس!!
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكمة صدام خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن!
-
من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! 2 من 2
-
من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! 1 من 2
-
حول الخصخصة في الحروب 2 من 2
-
حول الخصخصة في الحروب 1 من 2
-
تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 3
-
تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 2
-
تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 1
-
الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟
-
كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !
-
لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !
-
لم ينلْ (الكيمياوي) من شعلة النوروز !
-
المصالحة الوطنية كبديل للدكتاتورية
-
حازم جواد لايتذكّر 2 من 2 الزعامة مهما كان الثمن ؟!
-
في 8 آذار-الدفاع عن المرأة ودورها شرط اساس لتقدّم المجتمع
-
المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟
-
حازم جواد لايتذكر ـ 1 من 2 محاولة عقيمة لتجميل الماضي
-
نصفنا الآخر ـ 2 حقوق المرأة والصراع الأجتماعي الطائفي
-
نحو 8 آذار، نصفنا الآخر ـ 1 قضية المرأة، قضية المجتمع بأسره
-
ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|