أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (3 )















المزيد.....

بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (3 )


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 20:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


واحده من أهم الأمور التي تثير البلبله وحيرة الفكر في الفقه الإسلامي ... بل أكثر من هذا، ما يترتب عليها من نمط للحياه والسلوك في حاضر المسلم ومستقبله، تلك هي مسألة :

- الجبر والإختيار او القضاء والقدر او التسيير والتخيير .
الجبر : هو نفي الفعل عن الإنسان مهما كبر أو صغر ورده الى الله وحده لا شريك له، كل الأفعال الصادره عن الإنسان هي أفعال بأمر من الله ولا يملك المسكين أي إراده في رد ذلك الأمر، هو القضاء الذي لا مرد له، يولد الإنسان ويتربى في منزل والديه ثم يكبر ويعمل ويتزوج ويموت، دون أن يكون له اي فعل وتأثير في مسار حياته هذا، فقد سُطرت أحواله في اللوح المحفوظ من قبل أن يولد بدهور، يستحيل على الكافر أن يغير كفره وعلى القاتل ألا يقتل والزانيه تزني بمشيئه إلآهيه وأنت تفضل البلاك ليبل على البلانتاينز أيضا بأمره، وفي الموروث الديني الشعبي يقول الناس : " مقدر ومكتوب " و " كله من عند الله " . آيات الجبر في القرآن كثيره، بعض منها : عبده مسلوب الإراده ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله )، وخلقه عاجز متكئ عليه ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )، أما الهدايه والضلال فمن عنده ( فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء )، وبيده هداية كل الناس ( لو شاء لهداكم أجمعين )، الفاجر والتقي بمرسوم رباني ( فألهمها فجورها وتقواها )، وهو الذي يرزق الناس لا كدهم وتعبهم ( إن الله هو الرزاق ذو القوه المتين ) ثم ( يرزقكم من السماء والأرض )، والله ينفي عن المزارع مهنته وينسبها لنفسه ( أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) . وفي حديث محمد : ( من آمن فقد آمن بقضاء وقدر، ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) و ( جف القلم يا أبا هريره بما انت لاق ) و ( ... واعلم أنَّ الأمةَ لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبهُ الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضرّوك إلا بشئٍ قد كتبه الله عليكك ) .

على مثل هذه الآيات والأحاديث، وغيرها كثيره، إعتمد الفقه الأشعري في إثبات أن ليس للإنسان من أمره شيئا، هو يسير وفق قوانين إلآهيه لا حياد عنها ولا يملك حرف مسارها، الأخطر في هذا كله، أن فقه الجبر من قَبل الأشعري وحتى الآن، مثّل الأيدلوجية الفقهيه للطبقه الحاكمه، تروج رجالاتها لتلك الآيات والأحاديث لتدعيم ماتراه حق لها في السلطه المتوارثه، ومراكمة الثروات الهائله وبناء القصور الفاخره التي تعج بالجواري والغلمان والخصيان، وبالطبع، كان هناك دائما في بلاطات هؤلاء الحكام من يفتي من شيوخ الدين ويطلق الأحكام الشرعيه تدعيما للسلطان الجائر واعدا المخالف بالويل والثبور خالدا في سقير، وقلة من كان يعارض ويعترض . المحدّث عبدالله بن عمر خالف معاويه بن أبي سفيان في توريث إبنه الفاسق يزيد الخلافه من بعده، كان رد معاويه : ( أمرُ يزيد كان قضاء من القضاء، وليس للعباد خيره من أمرهم ) . الحسين بن علي وهو من هو كان مصيره القتل مع عائلته في " الطف " وقطع رأسه وطواف الأمصار بها على أسنة الرماح لرفضه بيعة قضاء القضاء هذه، قُتل عبدالله بن الزبير الذي كانت تُكنى به عائشه وهي خالته التي ربته وكان أول مصلوب منكس الرأس في الإسلام ( قدميه إلى السماء ) وفي فناء الكعبه التي أحرقها جيش الجبر، واستبيحت مدينة الرسول وبناتها ثلاثة أيام، حتى ان الرجل من بعد، كان يزوج ابنته ولا يضمن بكارتها، وقيل أن عشرة آلآف من بنات المدينه قد نقبن وايضا بقضاء من الله، يقول الله : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ويقول محمد : ( .. من يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني ) و ( السلطان ظل الله في الأرض فمن أهانه أهانه الله ومن أكرمه أكرمه الله )، حديث صحيح، وعن أنس أنه قال : ( إسمعوا وأطيعوا وإن أُمّر عليكم عبد حبشي مجدوع الأطراف ) ثم يقول : ( من خرج على أمتي، فاضرِبوا عنقه بالسيف، كائنًا من كان ) محمد إذن وحسب هذا المنطق الفقه هو الذي قتل حفيده الحسين وليس يزيد . يفتي الفقهاء أن طاعة ولي الأمر قضاء من الله ونبيه حتى لو كان ظالما، ولا يملك العبد في هذه الحاله إلا أن يدعو له بالصلاح، والبيعة قضاء واجب على كل مسلم، محمد يقول : (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) وتحت راية أمر الله الجبريه ونبيه المقضيان دون جدال، قَتَل الخلفاء وهم أولو الأمر كل من إعترض على قدره من الناس ، بدأ هذا مع خلافة الأول " الصدّيق " عندما رفضت قبائل واسعه من العرب مبايعته ودفع الضرائب له ( أسموها الزكاه ) ، شَن حروبه الواسعه ضدهم، تلك التي أسماها مؤرخي السلاطين بحروب الرده، وما كانو بمرتدين عن دين الإسلام بل مانعين للزكاه ورافضين الخنوع بالبيعه، وكل ما نسب لمسيلمه من أشعار وآيات ساذجه، وهو النصراني القديم الذي كان لمحمد معرفة به قبل الإسلام، ما هو إلا كذب وضحك على الذقون، قبائل الساحل الشرقي للجزيره نزولا ألى عُمان وحضرموت واليمن، ثم صعودا إلى يمامة مسيلمه، كلها انتفضت ضد البيعة والضرائب وتم قتل رجالاتها وسرقة أموالها وسبي نسائها اللواتي وزعن على مسلمي المدينه كجواري ( يقولون أن العرب لا يُستعبدون !!! ) ، قتل خالد بن الوليد، المسلم مالك بن نويره ومثل به بجعل رأسه ثالثة الأثافي ( أحجار ثلاثه توضع تحت قدر الطعام ) وتزوج من زوجته سلمى بنفس الليله ودون أن تبرأ، مقتديا بنبيه مع صفيه بنت حيي بن أخطب، مالك هذا كان سيدا في قومه وهو أول من حمى الحمى وتضرب العرب به الأمثال فتقول : أعز من مالك . " الصدّيق " قال بعد هذه الأموال والجواري التي أتى بها خالد : عجزت النساء أن يلدن مثل خالد، الخليفه هو قدر الله على الأرض وطاعته واجبه في كل الأمور كطاعة الله ورسوله، ولا يملك المسلم في هذا الدين أن يثور وينتفض ضد ساكني القصور وكانزي الأموال وجامعي الجواري بالألوف . " الرشيد " هارون أمتلك ثلاثة الآف جاريه، وعندما هفت نفسه الى جارية وطأها أبيه، كان هناك من الفقهاء من يحلل له بفتوى ذهبيه وطأ زوجة أبيه، المتوكل إمتلك أربعة آلآف جاريه وطأهن جميعهن، الى جانب هذا القضاء، هناك الفقر والجوع الذي كان وما زال قضاء الله المُلقى في جنبات بيوت الطين والصفيح من المسلمين، والقتل هو ما يقره القضاء والجبر لكل من تسول نفسه العمل للخلاص من منه، البابكيه والزنج والقرامطه، ثورات اشتعلت ضد الخلفاء الظالمين،والقتل والسبي وسرقة المال كان حقهم المقرون بقدرهم، بل طال القتل والتمثيل شخصيات ذو مكانه أدبيه وفقهيه معارضه، كمثال : الحلاج والسهروردي المقتول والشاعر البصري الضرير بشار بن برد . على مر التاريخ كان القتل والتمثيل ومصادرة المال والسبي، هو المصير المحتّم لكل من لايرضى بقدره، وفتاوى فقهاء السلاطين بوجوب طاعتهم والدعاء لهم ودفع الفقراء والمظلومين للصبر والسكون، هو المروج له من فوق المنابر كل صلاة جمعه وحتى الآن .

الإختيار عكس الجبر تماما، هنا الله أعطى الحريه الكامله لعباده في أعمالهم، هم مستقلون في القرار وتطبيقه، ثم هو يحاسبهم يوم الدين على ما إقترفت أيديهم بعد أن بين لهم طريقي الخير والشر، هو يقول : ( ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ) و ( ... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ) ويقول ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما شكورا ) .
المعتزله هم أول من إحتكم للعقل وأحلاله محل النقل، تم إهمال وتأويل الآيات والأحاديث التي تتعارض مع العقل، إذ انه يمتلك القدره على التمييز بين الحلال والحرام، الأسطوره والواقع، عندهم : الله خلق الإنسان وبين له مسالك الخير والشر وما يجزي به ويعاقب عليه من أفعال، الله لا يأمر عباده بشيئ، هو يبين، يوضح، والإنسان هو الذي يخلق أفعاله بإرادته الحره، الحاكم الظالم يجور بإرادة منه وليس قدر من الله . رفض المعتزله مبدأ الجبر الذي يوصل الله في النهايه الى مواقع الظالمين، إذ كيف يخلق إنسانا كافرا لا يملك الحياد عن كفره ثم يعاقبه أشد عقاب خالدا في نار جهنم، ثم هو يخلق إنسانا مسلما مؤمنا لا يحيد عن الخير ثم يجازيه بالخلود في الجنه بين أحضان حور العين !!! المعتزله ضد السلطان الجائر وتلك النصوص التي تروج له، لذا هم مكفرون من أهل السنه أصحاب فقه الجبر المتسلط على حياة الإنسان .

للفقه الجعفري موقف ثالث بين الموققين، الإنسان هنا ليس مجبر على أفعاله، له الحريه ولكن .... ضمن سلطان الله !! لا جبر ولا إختيار إنما الأمر بين أمرين، في نهاية التحليل، الفقه الجعفري في مسألة الجبر والإختيار يصطف الى جانب الأشاعره ... لا فرق في الجوهر أبدا .

هذه واحده أخرى من اشكاليات الفقه الإسلامي في التطبيق .

يتبع ( 4 )



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران تستعجل قدرها .
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (2)
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (1)
- فضاءات رحبه وأمينه في - الحوار المتمدن -
- حديث المئذنه ....
- أضواء على الأزهر ... غير الشريف .
- هل جاع - محمد - ومات فقيرا ؟
- هل قتل النبي محمد إبنه وابن عمه ؟
- قادة صغار ومهمات جسيمه . 2من2
- قادة صغار ومهمات جسيمه . 1من2
- ايران وما تعدنا به من تدمير .....
- مذكرات خليل الدليمي المهزله ... 2 من 2
- مذكرات خليل الدليمي المهزله...1 من 2
- وانتهت رحلة حماس ...
- لا إتفاق فلسطيني ... فما الحل ؟
- سوريا والتزاماتها مع دول الجوار .
- القائمه المفتوحه ... خيار الشعب العراقي .
- سوريا ما زالت بعيده ...
- حماس واكذوبة المصالحه الفلسطينيه .
- شهادة - حيدر- وشهادتي...عن المجاهدين المنافقين .


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (3 )