أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عزيز باكوش - الصحة العمومية على الطريقة المغربية















المزيد.....

الصحة العمومية على الطريقة المغربية


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 17:27
المحور: الطب , والعلوم
    


لا للسمسرة على حساب صحة الإنسان .لا لتعامل بعض المستشفيات مع المريض بمنطق الصفقة الطبية أو التجارية.1/3
برغم أن سيطرة لوبيات بعينها على قطاع الصحة العمومي بالمغرب حوله إلى مجال للسمسرة على حساب صحة الإنسان وهو أمر يخالف القانون ويستوجب الانتفاضة الشعبية والرسمية ضد تلك اللوبيات و المتلاعبين بالحق العام ، إلا إن عدم الجرأة لدى الكثير من المواطنين على فضح المتورطين والكشف عنهم ،و طرح الموضوع و مناقشة الظاهرة بصوت مسموع أدى إلى التسليم بالوضع القائم رغم سلبيته . ومع مرور الوقت ، تحول هذا التسليم الخاطئ إلى ما يشبه الواجب بأحقية هذه اللوبيات "اللاصحية " أخلاقيا في تلك السيطرة مما أعطى للقطاع الصحي وتدبيره الفاسد فرصة حقيقية للنزول بالمغرب الى أسفل الدرجات .
وعلى الرغم من كل ما قيل وسيقال حول ظاهرة توجيه المرضى إلى عيادات خاصة في ظروف خاصة أو تحت تأثير نفسي صعب أو إلى مختبرات بعينها أو صيدليات ذات صلة دموية أو بقرابة عائلية أو غيرها، فإننا مقتنعون كمغاربة أولا وكمواطنين ثانيا إن لدى الجهات الوصية من الدوافع والمبررات والموارد ما يمكنها من السيطرة على الوضع وضبطه وتصحيحه بما يفيد المجتمع ويرقيه ، شريطة استغلال هذه الدوافع والموارد على أحسن وجه وترشيد استغلالها على أساس إدراك عميق للمواطنة الحقة وللحق العمومي في العلاج والتعليم والسكن والشغل إلى غير ذلك . رحلة البحث عن المصداقية في الخدمات الطبية أو ما يمكن أن نسميه الصحة العمومية على الطريقة المغربية هي مقاربة سطحية للشأن الصحي ببلادنا نتوقف من خلالها عند ظاهرة يلفها الكثير من الغموض يتعلق الأمر بظاهرة توجيه المرضى إلى مصحات أو مختبرات أو صيدليات بعينها حيث استشرت هذه الممارسات وباتت النموذج المحتدى.
لابد أن تكتمل الحلقة ؟
فاطمة (36 سنة ) عرف جهازها الهضمي تدهورا كبيرا ، وزارت عددا من الأطباﺀ والمستشفيات داخل فاس وخارجه ، ولم تتبين الأسباب الحقيقية للمرض ، وظل الألم نفسه يعصرها والطبيب العام يحيلها على الطبيب الخاص ، ومن فحص بالأشعة إلى سكا نير ، وباتت الفحوصات والتحاليل المخبرية و صور الأشعة والايكوغرافات وكليشيهات الراديو السوداء من كل الأحجام تؤثث بيتها وعلب الدواء تتقافز هنا وهناك ، واستمرت فاطمة على هذا الوضع المقلق الكئيب لمدة ثلاث سنوات حتى هزلت وكادت تنتهي ، لولا أن واحدا من هؤلاء المخلصين لقسم ابقراط أرشدها للمرة الأولى . واستقرت صحتها لتنتهي قصتها ، ورغم أن طبيبها الأول كان مقتنعا أن فاطمة تعاني من حساسية تجاه نوع محدد من الأكل ، إذ بمجرد الالتزام بحمية محددة والابتعاد عن تلك المادة يوجد احتمال تحسن صحتها ،فإنه رجح احتمالا آخر ، فزوجته هي الأخرى فتحت عيادة للفحص بالأشعة ولابد أن تكتمل الحلقة ، أما السؤال الصادم ، هو هل كان لا بد من أن تصرف فاطمة كل مدخراتها وترفع حجم معاملات الأطباء في البنوك ، بل وتؤدي جزء غير قليل من مصاريف الأطباء والممرضين من صحتها وعرق جبينها ؟؟؟؟
" س م" أنجزت تحاليل وصفها طبيب مختص في الأعصاب شهر غشت من السنة الماضية ، وحينما اطلع عليها ، قال بالحرف إن هذه الأشعة لا تطابق معاييري لأنها لطبيب اسمه فلان...وأنا يقول الطبيب" اعرف ذاك الطبيب ....." مضيفا " لا ..لا... "عوديلي هدا التحاليل لكن من عند فلان ..." لتكتشف "س م" في النهاية أن الطبيب أرسلها إلى مختبر زوجته، وألح على إجراء التحاليل بمختبر صهره ، ولياسمينة بادو في وزارتها شؤون .
السرير 124
لم يدر في خلد " ل. م " انه سينام على سرير في الغرفة 124 في مصحة خصوصية ثمن الليلة بها يتجاوز 3000 آلاف درهم ، كل ما حصل ويتذكره بحسرة أن عجلات سيارة مجنونة حملته على وجه السرعة رفقة زوجته المذهولة من مستعجلات مستشفى عمومي قريب من مقر إقامته إلى مكان مجهول تحت وطأة مغص كلوي حاد .
" وميمون ل " لمن لا يدري رجل بسيط يعمل حارسا مساعدا بأحد المستودعات الليلية بأقل من خمسين درهما في اليوم ، لكن زوجته وفي ظل حالة الخوف والدهشة قدمته للطبيب العمومي لذي فحصه أول مرة، أنه مدير وصاحب مستودع ، مما حذا بهذا الأخير إلى إرساله عن سوء نية بعد هاتفين مطمئنين إلى إحدى المصحات بالمدينة الجديدة. والنتيجة إثقال كاهل الأسرة بمصاريف فاقت قدرته وأدت إلى مضاعفة الخطر. هذا مع إن جناح أمراض الكلي بالمستشفى عصري وحديث.
ضعف الرقابة مسؤولا مركزيا في الكارثة
والواقع انه ومنذ أمد بعيد يعرف القطاع الصحي بالمدينة بشقيه الخاص والعام ممارسات ومسلكيات غريبة اقل ما يقال في شانها أنها غير صحية تماما، ويخشى المواطنون إن استمرت الحال على ما هو عليه أن يستبعد مفهوم الصحة العمومية تماما من نطاق التداول العام ، وربما يصل الأمر إلى عدم القدرة على نطق هذه الكلمات حتى في المجالس الرسمية في ظل المسلكيات الغريبة المترسخة الآن وهنا ، والضاربة بأطنابها في القطاع الصحي بجميع شعبه وتخصصاته. خصوصا أن ضعـف الرقابـة والرصد من قبل الحكومة يعد مسؤولاً رئيسيًا عن هذه المخالفات الخطيرة التي أصبح القطاع الصحي يعاني من ويلاتها .
الغرفة 22
مناسبة هذا الكلام حالات كثير أبرزها زيارتي لصديق يرقد الآن في مصحة خاصة لا يعلم عن تفاصيل الإقامة بها شيئا ، زرت المصحة ظهرا برفقة صديقين وأحد أقارب المريض .وبمجرد ما دلفت باب الغرفة 22 صدمني مشهد لم أتعوده ، كان الصديق قد تعرف علي للوهلة الأولى ، لكنه بدأ يتوسل إلي راجيا مني الإنابة عنه في عملية تحر وبحث دقيقين بصفتي صحفيا حول ظروف وملابسات تواجده بالمصحة ، مؤكدا ضرورة موافاته باسم المصحة ومالكها وشروط العلاج والمبلغ المحتمل أداؤه ، مستعجلا مني إجراءات الخروج مادامت حالته الصحية مستقرة . وفيما نحن نتجاذب أطراف الحديث فاجأتنا ممرضة قائلة " لحظة من فضلكم.. زيارة الطبيب" .
مكثت لحظة أستجمع شتات الموقف، وتقافزت إلى ذهني العديد من الأسئلة المدهشة والغريبة ، وبت في حيرة من أمري ، كيف يطلب مني فلان اسم المصحة وهو الذي اختارها بشكل أو بآخر ؟ هل يتعلق الأمر بوعكة نفسية تفقد المريض ذاكرته فيهذي بكلام لا منطق فيه ؟
وبينما تستبد بي الحيرة لمحت زوجة الصديق المريض قادمة بخطوات حزينة ومنكبية ، وانجلت حيرتي لحظة وأنا أخاطبها سيدتي .. زوجك طلب مني اسم الطبيب المعالج واسم المصحة وفاتورة العلاج والتحاليل وووو هل لي أن اعرف يجري ..ثم هل فاتحك في الأمر ؟
فكانت الصدمة أقوى ، السيدة نفسها لا تعلم ما جرى ..
هل مستشفى "كوكار" لا وجود فيه لطبيب لكلاوي؟؟؟؟؟؟؟؟ .

وضعت " ف ل" كيسا كانت تحمله وبدا عليها الإرهاق تنهدت ثم قالت" سيدي أنا بدوري لا أعلم شيئا عما جرى كل ما في الأمر ، أن زوجي أحس بمغص شديد على الجانبين ، وطلب مني أن أنادي سيارة الإسعاف ، وبعد ساعة وصل الإسعاف ، وتوجهنا إلى مستشفى ابن الخطيب ، كانت الساعة تقارب 11 ليلا ، ولأن الفاتورة أولا، ثم كشف بسيط فيما بعد عبارة عن بضع أسئلة حول السبب.. وكم مضى من الوقت وأنت تشعر بالألم ؟ أقنعنا مسئول صحي بخطورة الوضع وعلينا أن نتوجه على وجه السرعة إلى الدكتور فلان المتخصص والمعروف بكفاءته في معالجة الكلي ، ولم يمهلنا لحظة حتى كانت سيارة تقف بباب المستعجلات ، لم نستوعب الموقف ، كان الألم يعصر زوجي والخطورة تزداد ، والأمل في استقرار صحته وهو المعيل الوحيد يتقلص ووضعيتي النفسية تزداد تأزما ، خاصة أن أكبر أولادي في الثامنة وغدا المدرسة على الثامنة، ولا مال لدي، حتى إنني اقترضت من البقال 200 درهم من أجل درء مصاريف الإسعاف وأداء فاتورة الفحص الأولي ، وما هي إلا لحظة حتى وجدنا أ نفسنا بباب إحدى المصحات ، حيت تم استقبالنا بسرعة وتحديد غرفة وتم إجراء كشف فوري وقياس درجة حرارة والضغط والقيام ببعض الإسعافات التي تمكن من خلالها زوجي من حصول بعض الاستقرار في صحته ، وحال ذلك توجهت إلى المنزل كي اضبط مواعيد الأطفال وأقوم بالمتعين ، وأنا الآن للمرة الثانية هنا بعد يومين. واستطردت قبل أن تغادر " دعني أسألك سيدي ولا ديرها مني قلة الصواب " هل مستشفى "كوكار" ابن الخطيب لا وجود فيه لطبيب لكلاوي؟؟؟؟؟؟؟؟ . عزيز باكوش يتبع





#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطولة الجهوية للعدو الريفي المدرسي- تيساف- بولمان -المغرب
- الفضاء السمعي البصري بفاس المغربية يتعزز
- حول الأوضاع في إذاعة فاس الجهوية - المغرب -
- القدس في الفكر العربي والدولي
- فاس المؤتمر الدولي حول القدس عاصمة للثقافة الاسلامية
- إلى الحوار المتمدن في ذكراه الثامنة
- توزيع المنح وشهادات الإستحقاق الدراسي لطلبة جهة فاس-بولمان ف ...
- تازة لأننا نحبك ...كفي عن إهانتنا /على هامش الدورة الثانية ل ...
- فاس..كأي زمن غابر
- أحزابنا ..قراءة متبصرة في واقعنا السياسي المغربي على ضوء الأ ...
- المدينة الخضراء خير مجال لتفعيل الميثاق البيئي وجهة نظر ملزم ...
- واقع المسرح العربي الجامعي وآفاقه
- سكرتير جريدة النخبة الاسبوعية - أصداء -في حوار شفيف
- الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس تسع دورات ...
- المدرسة المغربية والتيكنولجيات الحديثة بين الادماج والاندماج
- فائزة السباعي نائبة وزارة التربية الوطنية على اقليم صفرو في ...
- البطل المغربي في رياضة بناء و كمال الأجسام شكيب بوهلال يتألق ...
- عبد الرحيم بنبراهيم نائب وزارة التربية الوطنية بفاس في حوار ...
- مؤشر الحكم الراشد في إفريقيا الجزائر في المرتبة 14 وجزر موري ...
- اعتداءات دموية على سطوح فاس المغربية


المزيد.....




- لمريض قصور الغدة الدرقية.. 8 أطعمة عليك تجنبها
- احذرها.. 5 أطعمة تسبب ارتفاعا فوريا بنسبة السكر فى الدم
- 5 عصائر على معدة فارغة لعلاج انسداد شرايين القلب بشكل طبيعى ...
- 12 إصابة وتعطيل المولد الكهربائي وشبكة الأوكسجين والمياه في ...
- 6 آثار جانبية للإفراط فى استخدام الكركم.. اعرف الكمية الموصى ...
- كيف يمارس مريض السكرى من النوع الأول الرياضة بشكل آمن؟
- القلق والاكتئاب عند الأطفال.. الأسباب وطرق العلاج
- الانهيار العصبي.. اعرف معناه ولاحظ أعراضه وطبق علاجه
- أعراض غريبة تعني إصابتك بفقر الدم.. اعرفها
- 6 آثار جانبية للإفراط في استخدام الكركم.. وما الكمية المناسب ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عزيز باكوش - الصحة العمومية على الطريقة المغربية