أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب محمد تقي - الشيعة : وسياسة تفريس المذهب ...!















المزيد.....

الشيعة : وسياسة تفريس المذهب ...!


حبيب محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2867 - 2009 / 12 / 24 - 15:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر شيخ ورائد علم الأجتماع والتاريخ . أبن خلدون ( 732 ه - 808 ه ) . هذا العالم العربي الجليل ، ومؤسس أعظم أنجاز معرفي . لم يسلكه من قبل أي عالم كان وفي أي زمان . ألا وهو ( علم فلسفة التاريخ ) .
يعتبر أبن خلدون شيخنا الجليل : " أن البذرة الأولى للشيعة والتشيع فيما بعد . قد غرست في السقيفة وبالتحديد من قبل الصحابة الذين كانوا يرون بعد وفاة الرسول . أن أهل بيته أولى خلق الله بخلافته " !!.
وأبرز هولاء الصحابة على سبيل الذكر وليس الحصر هم :
1 : أبو ذر الغفاري .
2 : سلمان الفرسي .
3 : المقداد بن الأسود الكندي .
4 : عمار بن ياسر .
5 : جابر بن عبدالله .
6 : حذيفة بن اليمان .
7 : بلال بن أبي رياح .

وشأَت الأحداث التاريخية اللاحقة والتي تلت غرسة السقيفة . أن تمد الحياة بهذه البذرة الأنشطارية .
بدءًا بفتنة ( الجمل عام 36 ه ) في البصرة . في عهد الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب .
ومروراً بفتنة ( النهروان عام 37 ه ) قرب بغداد وفي عهد علي بن أبي طالب أيضاً .
وتواصلاً بمذبحة ( كربلاء عام 61 ه ) في كربلاء وفي عهد الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان .
وظلت هذه الغرسة ( بذرة االشقاق ) مدفونة تحت الأرض . لم ترى النور بعد ، وفي ظل توفر مناخ ملائم لديمومتها . ساعد كثيراً على مد جذورها عمقاً . تفرد الأمويون ( 41 ه - 132 ه ) بالسلطة والجاه والنفوذ والثروة .

وأول ظهور للنور فوق السطح لهذه النبتة . تمثل في بروز بعض الدعاة الآوائل من الرعيل الثاني لهذا المذهب والذين توافرت لهم الشروط الملائمة لتأسيس النواة الأولى للحلقات الدراسية التي هدفت أساساً للتبشير والتبليغ بالمذهب . تعرف تلك الحلقات التبليغية والتبشيرية في مفردات لغة الخطاب الشيعي الأثنى عشري اليوم بأسم ( الحوزة ) .

ومع ظهور هذه الحوزات دشن المذهب الناشيء مرحلة جديدة من تاريخ نموه تمثل بالأستقطاب والجذب للطلاب والمريدين المتشيعين لهذا المذهب بعلومه وتعاليمه وطرق التبليغ فيه .
ومن آوائل هذه الحوزات التي تشكلت على يد الرعيل الثاني لدعاة هذا المذهب على سبيل الذكر وليس الحصر ( حوزة قم في بلاد فارس و حوزة النجف وكربلاء والكوفة في بلاد الرافدين ) . ثم تبعتها لاحقاً حوزات عديدة سيما بعد أنتشار أتباع هذا المذهب وفي أماكن متفرقة من البلاد الاسلامية .

والذي ساعد وسهل من ظهور هذه الحوزات التبليغية وأنتشارها . مجموعة من العوامل المتداخلة ومن أهمها على سبيل الذكر وليس الحصر :
1 : حجم الأضطهاد والتهميش الذي تعرض له الرعيل الأول والثاني من حَمَلتْ بذور هذه الغرسة في ظل الحكم العربي الأسلامي الأموي .
2 : ضعف وعجز الدولة العربية الأسلامية الأموية عن ملاحقة خصومها والمتربصين بها خصوصاً في عهد أخر حكامها ( الوليد بن يزيد ) والذي يعد أكثر حكام الدولة الأموية ضعفاً في ممارسة سلطانه وأنفلات الحكم من يديه . فراحت تتهاوى الدولة الأموية وتسقط في النهاية على يد العباسيون الذين لم ينافسهم أحد على مسرح الصراع على السلطة آنذاك .
3 : وصول العباسيون الى حكم الدولة الأسلامية بشعارات مظلومية أهل البيت .
4 : صلة المصاهرة والنسب التي كانت تربط الرعيل الأول والثاني من أهل المذهب بأهل فارس والذي شكل بدوره حاضنة في غاية الأهمية لبقاء وصمود ودعم ومساندة لشيعة هذا المذهب .
5 : تغلغل النفوذ الفارسي في مفاصل الدولة العباسية سواء بسبب من روابط المصاهرة والنسب معهم وبسبب من الدور المشهود للفرس في نصرة العباسيين وتدعيم حكمهم في بادء الأمر .
6 : بروز نجم الدولة الصفوية 906 ه التي أسهمت في تشيع معظم بلاد فارس ( تشيع صفوي بعيد كل البعد عن المنبع ) ، ومن ثم صراعها مع الدولة العثمانية على السلطة والنفوذ.

كل هذه العوامل مجتمعة وغيرها أسهمت في نمو هذه الطائفة والتي صار لها مذهب . قوى شأنه وأتسعت رقعته ، بفضل أحتضان الفرس له بالمقام الأول وتشيعهم له . مما مكنهم فيما بعد من حرف المذهب وذلك بتمرير وأدخال وأملاء الكثير من المغالطات التي تتصادم مع منابع العقيدة التي تفرع منها المذهب أصلاً . وتلك المغالطات المتصادمة والتي ألصقت بالمذهب الشيعي ألصاقاً . نابعاً أصلاً من معتقدات الفرس وأفكارهم وطقوسهم التي كانوا يدينوا بها من قبل أسلامهم أولاً ومن قبل تشيعهم ثانياً . بلغت البعض من هذه الأملاءات التحريفية والملصقة ألصاقاً بالمذهب عن قصد . بلغت مبلغ المغالات المفرطة والبدع العجيبة الغربية و المشوهة والمشبوهة والمثيرة للجدل . والبعيدة كل البعد عن المنابع الفكرية والعقائدية والاجتهادية للأباء الروحين لهذه الطائفة . التي تحولت مع مرور الوقت الى أطروحات تشكل خطورة بالغة . تثير الفرقة وتجاهر بالشقاق وتستفز وحدة الامة وتهدد تماسكها . وتسعى الى تعريضها وأشغالها بصراعات داخلية طاحنة ( بلغت مبلغ الابادة البربرية الجماعية في ظل العراق المحتل في الامس القريب ) .

وأخطر هذه الأطروحات الملصقة ألصاقاً شاذاً بالمذهب . أطروحة ( ولاية الفقيه ) . والتي تعني أن العمائم والملالي هي المسؤولة عن وجهة ومصير وقيادة الأمة حتى ظهور الطفل المعجزة . أبن الخمسة أعوام ( محمد بن الحسن بن علي المتولد في 255 ه والمتوفي في سنة 260 ه في سامراء عهد الخلافة العباسية ) . والملقب بالخطاب الشيعي المحرف ب ( المهدي المنتظر!! ) . فهل من عاقل اليوم يقبل بتسليم مقاليد مصيره الديني والدنيوي الى ملا معمم حتى يأذن الفرج بظهور الطفل الذي يزعمون بغيبته الكبرى ؟؟

وكما هو معلوم أن الذي كون تاريخ هذا المذهب وبلور هويته . وبعد جملة تراكمية من الاحداث التاريخية الجسيمة والذي شهد العراق جل أحداثها . لذلك فلا غرابة بأن نجد للوجود العربي الشيعي أرتباط عضوي بالعراق العظيم . ورغم أمتدادات هذا المذهب في بلاد فارس ورغم الخروقات الجسام التي تعرض ويتعرض لها هذا المذهب . فهناك كثر من مشايخ هذا المذهب المتمسكين بصفاء ونقاء العقيدة والرافضين لكل أشكال الأملاءات على الجوهر الخالص للمذهب ورفضهم القاطع لكل أشكال الخصومة والعداء مع بقية المذاهب التي يسعى البعض الى منع هذا التواصل مع بعضها البعض . هولاء الكثر يستشعرون أنهم لا يبتعدون كثيراً عن أشقاءهم من بقية المذاهب الاربع من حيث الجوهر والمضمون سواء منها المذهب الحنفي أو المالكي أو الشافعي أو الحنبلي . والعراق ذاته الذي تبلورت فيه رؤية أهل السنة والجماعة مثلما تبلورة في بوتقته المذهب الشيعي .

هذا العراق قادر بعلمائه العرب الشيعة و برجالات المذهب الشيعي النقي من الشوائب الفارسية ومن وصاياتها هولاء العلماء الدينيين الشيعة المشهود لهم بالمواقف الوطنية وبحب العراق والأخلاص له والمدافعين عن كرامته برفضهم التعاون مع المحتل الأمريكي البغيض والذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل تحرر بلدهم هم ذاتهم الذين رفضوا مقولة ولاية الفقيه . وهم ذاتهم الذين يسعون الى العودة بالمذهب الى جذوره النقية وهم ذاتهم الذين يمدون الجسور مع بقية الاشقاء من المذاهب الاربع الأخر ومع بقية القوى الوطنية على أختلاف ألوانها العقائدية والفكرية . من أجل تراصها وتماسكها أمام المحتل لأجباره على الانصياع والانسحاب من هذه الارض . الارض الطاهرة والمقدسة التي دنسها . ومن هولاء الرجالات ، فقهاء المذهب العرب الشيعة و الذين يستحقون وبفخر الانحناء أمام هاماتهم . وعلى سبيل الذكر : الشيخ الجليل الخالصي والشيخ اليعقوبي والشيخ البغدادي والشيخ المؤيد وعشرات غيرهم منمن أنجبهم العراق العظيم . بورك بهم وبورك العراق الولاد للاحرار الغيارة على وطنهم وأمتهم وثقافتهم .




#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا أعدام الوطن...!
- عربستان : الأقليم العربي العراقي الجذور والهوى . وحق تقرير ا ...
- عرس الفرات المؤجل...!
- تعاطي حكومة بغداد مع ملف ( معسكر أشرف ) ينم عن تفريط صارخ لم ...
- تسكن طفولتي...!
- حزورة باليرة : من هو شارون بشتاشان ؟ وأين منه المحكمة الجنائ ...
- (أقتباس ) للنشيد الوطني........!
- عودة الكفاءات المغتربة : بين تسفيه نوري المالكي و مهزلة خالد ...
- متوضأً من أغتراباتي...!
- غجر العراق : قبل وبعد أجتياح بغداد ..!
- الغجر : بين ماضي الأبادة و حاضر التميز العنصري !
- حروبهم الأمبريالية وتأويلاتهم لكتبهم المدنسة..!
- عذراً للتمنيات الطيبة : جلباب مارتن لوثر ليسَّ بمقاس أوباما. ...
- العملة الورقية الأمريكية و حرب الأبادة الغائبة الحاضرة ..!
- الحكومة الفسنجونية تزرع والمواطن العراقي يحصد وهم الانتخابات ...
- البحث عن سيف علي...!!!
- من مكارم أخلاق القطب الأوحد : المتاجرة بصحة البشر..!
- من يستفز دمعي...!
- إصلاح المنظمة الأممية ، صمام الأمان لعالم أكثر أمنناً وأستقر ...
- أمطري عذاباتي ...!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب محمد تقي - الشيعة : وسياسة تفريس المذهب ...!