أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الفيتوري بن يونس - نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع














المزيد.....

نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 20:14
المحور: حقوق الانسان
    


تكفل كافة دساتيرنا نظريا على الأقل حق مواطننا السعيد حتى البؤس في التفكير وبالتالي حقه في التعبير عن أفكاره ولكن واقعنا ولن أقول السياسي بل أضيف إليه الفكري والاجتماعي بل حتى والاقتصادي يصادر هذا الحق ملتفا عليه بشكل ماكر وخبيث بالضرب على وتر الدين تارة وان أعجزه هذا الوتر فسرعان ما يتشبث بقشة النظام العام وهو بكل أسف مصطلح قانوني فضفاض في خلط عجيب ومريب في الوقت ذاته، ففي مجتمعنا المزدهر لن يجهر لك احد بالقول أن حق في التفكير والتعبير مصادر بل على العكس تماما تدعوك الصحافة والإذاعة والتلفاز وحتى الرئيس والملك والأمير والغفير وشيخ الجامع ومطران الكنيسة إلى التألق والإبداع الفكري من اجل النهوض بمجتمعك و لأنك لست ساذجا فقط بل مغرر بك سرعان ما تمارس رذيلة التفكير ويزين لك شيطانك الرجيم الاقتراب من جحر الدبابير ، لتجد نفسك في اليوم الثاني مباشرة إن كنت محظوظا أو قبل أن تشرع في التفكير حتى أن كنت غير ذلك أمام قاض جليل أو محتسب فاضل ليس بتهمة التفكير أو التعبير فذلك حقل الدستوري إنما بتهمة إساءة استعمال هذا الحق واستعماله ضد الله ودينه أو لتقويض الأسس الراسخة التي يقوم عليها نظامك السياسي أو الاقتصادي أو الأخلاقي الفريد ليصدر ضدك حكما حتى من المحتسب بالردة والكفر والمروق وتطلق عليك زوجك .
وهو كما قلت نوع من الالتفاف الماكر إذ انك تحاكم على فكرك الذي كان يفترض إن يثير زخما ويحرك ساكنا لا أن يخلط عن عمد بينه وبين المساس بالشخوص والمقدسات فأنت لم تسب شخصا أو تتطاول على مقدس فهناك بون شاسع بين هذا وذاك فإن تنتقد مسلك شخص ما لا يعني بالضرورة انك سببته وان تقول رأيك في تفسير غيرك للمقدس لا يعني انك تطاولت عليه .
أقول هذه الكلمات بمناسبة المطالبة بمنع المفكر العربي الدكتور نصر حامد ابوزيد من دخول الكويت لاتجاهه الفكري , فرغم نشأتي الدينية التقليدية وتغذية الفكر المتولد عن هذه النشأة بالنهل من مدارس الفكر التقليدي بل اعتناق اشد الأفكار تطرفا حتى وصل الأمر إلى اعتباري منتم فكريا إلى جماعة التكفير والهجرة ، إلا أن قراءاتي المبكرة في الفكر الإنساني عامة والفلسفي خاصة أضف إلى ذلك دراستي للحقوق جعلت الجسر متصلا بيني وبين الفكر الإنساني المتحرر وحتى الملحد الأمر الذي رأى فيه الكثير ممن هم على اتصالا وثيق بي فصام في تكويني الفكري ، لدرجة إنني وأنا الإسلامي المتشدد كنت انتظر مجلة الناقد رحمها الله كما ينتظر المسلمون هلال عيدهم ، لأعب من مناهل فطاحلة العلمانيين الذين يدبجون أفكارهم على صفحاتها ، حتى وجدت نفسي بعد تنقل فكري طويل أحط رحالي على باب مدرسة النيهوم ونصر حامد أبو زيد وغيرهم من اللذين حاولوا ويحاولون فهم الدين كرسالة إنسانية وجهت إلى مجتمع ما وبالتالي يجب أن تكون هذه الرسالة مفهومة ممن تخاطبهم آخذة ثقافتهم السائدة في عين الاعتبار عند صياغة خطابها هذا جانب والجانب الآخر فأنني أدين ما جرى مع الدكتور أولا دفاعا عن فكر أؤمن بمقولاته وارى أنها تمثل فهما للدين يساهم في إخراج المسلمين من حالة الفصام بين معطيات نص خاطبت ثقافة لها خصائصها وواقع لن يجد لهذا النص في ظل الثقافة التي نزل فيها مكانا إلا إذا أراد أن يعيش نفس الحياة التي نزل فيها هذا النص ، وبمعنى أخر أرى في هذا الفكر محاولة لنقل الإسلام إلى عالم الناس اليوم وليس العودة بهم إلى العصر الذي نزل فيه الإسلام ، واعتقد أن كمال أتاتورك لم يعلن تركيا دولة علمانية إلا بعد أن وجد نفسه يواجه هذا المأزق وقد حله بطريقته في استبعاد الدين من واقع الدولة لان فهم الدين لم يكن يسمح أن تكون تركيا دولة حديثة وفي نفس الوقت متدينة .
وثانيا أدينه كحقوقي ترتكز أسس مهنتي على الدفاع عن حقوق الناس وحرياتهم وهذا هو الأهم بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع أفكار نصر حامد أبو زيد اتساقا مع إيماني بحقه في التعبير عن رأيه وعملا بمقولة اختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد لان أموت كي تقول رأيك.



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الفيتوري بن يونس - نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع