محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 17:36
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
الفساد كما لا يخفى مستشري في جسد الحكومة العراقية وأن أختلف في وزارة عنه في أخرى،ووزارة النفط العراقية كانت بؤرة للفساد منذ عقود وعقود وتضخم هذا الفساد بعد سقوط النظام لأسباب كثيرة ومعروفة في مقدمتها المثل العراقي (السمكة تخيس من رأسها) لذلك كان للوزارة الجليلة مكانها المرموق في ملفات الفساد مما أدى الى استجواب وزيرها من قبل البرلمان قبل ذهابه للعتبات المقدسة ليكون نظيفا ناصع البياض بعيدا عن أدران الفساد،ويبدو أن الوزارة بدأت هذه الأيام بسلوك طريق المواجهة مع الفاسدين بعد تغيير مفتشها العام ،والإتيان بآخر ربما يتحلى بالمصداقية والأمانة – أجهل أسمه- بدأ سعيه الجاد لكشف الفاسدين في وزارته وهو ما أظهره بالأرقام قبل فترة في لقاء مع جريدة الصباح وأثبته اليوم من خلال ما عرضته قناة الحرة عراق في تقريرها المصور عن اكتشاف مرآب كبير بالقرب من مصفى الدورة في بغداد استخدم لتهريب المنتجات النفطية من المصفى . وأن شرطة النفط اكتشفوا الموقع وبالتعاون مع المفتش العام بالوزارة . وأوضح إن المرآب يحتوي على حاويتين كبيرتين لتخزين المنتجات مربوطة بمضخات فائقة القدرة لسحب المنتجات من المصفى عبر أنابيب تحت الأرض، وتابع إن الزمن المستغرق لملء صهريج الوقود لا يستغرق سوى 15 دقيقة.وأشار إن التحقيق فتح لتعقب الجناة الذين غادروا الموقع مخلفين حارس المرآب .وعرض التقرير المصور مساحة من الأرض مسورة بالبلوك وفي احد إطرافها مستودعين حديديين كبيرين، وقام احد رجال الشرطة بإظهار التوصيلات التي تربط المستودعين بشبكة أنابيب المصفى .
وهذا يعني أن الوزارة -أي وزارة- قادرة على محاربة الفساد أن أرادت وأن لم تكن طرفا فيه لتقوم بالتستر عليه كما هو دأب أغلب الوزارات العراقية التي تعين المفسدين على الإفساد من خلال تهميش دور المفتش العام أو تعين الشياطين الخرس ممن يسكتون عن الفساد أو هم طرفا فيه،وهذا ما يجعل الوزير في مقدمة من يطالهم القانون لعدم قدرته أو تستره أو فشله في معالجة هذا الداء ويستدعي أن يكون المفتش العام مرتبطا بالجهة التشريعية وليس الوزارة ذاتها كما هو الحال الآن،مما جعل المفتشين العامين مرتبطين بشكل مباشر بالوزير وهذا يعني أنه مسئول مسئولية مباشرة عنهم وعن أخطائهم ويتحمل التبعة القانونية عن أي فساد في وزارته.
وكما هو واجبنا في كشف السلبيات وعرضها علينا الإشادة بالخطوات الهادفة لكبح الفساد وفضحه لذا نقولها بالفم المليان على قول أخواننا المصريين ،مرحى لمفتش وزارة النفط وبانتظار المزيد من الفضائح لسارقي قوت الشعب ،وهذا هو ديدن الشرفاء والمخلصين ممن يجب أن يتصدوا للمسئولية في العراق الجديد.
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟