أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان العروصي - الرشوة














المزيد.....


الرشوة


حنان العروصي

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 04:52
المحور: المجتمع المدني
    



في وقت قصير من الزمن بدأت تتفشى في مجتمعنا المغربي ظاهرة اجتماعية جديدة تهدده و تعمل على نزع قيمه و مبادئه التي كان ينبني عليها و يتبعها في جميع ميادينه و مجالاته التي يتأسس عليها إنها الرشوة.
هده الأخيرة التي بدأت تدفع سلبياتها و مخلفاتها التي لا يأتي من ورائها إلا الدمار و الخراب وتعمل على فساد هده المجالات التي كانت تتمتع بصلاحيات و انتماءات جيدة .
وكانت توصف بالنزاهة و العدل و كل الصفات الحميدة و التي كان يضرب بها المثل , لكن اليوم و في ظل ظهور هده الآفة تغيرت كل الايجابيات وكل شيء فيها تحول إلى أسوء ما يكون.
لقد استطاعت أن تميز وتفرق بين الإنسان, وبين الغني و الفقير بحيث أن الفقير لم يعد له وجود ولا مكان في المجتمع.
هدا المجتمع الذي يوصف بالسلام و الديمقراطية, فأين هده الديمقراطية ؟
انه زمن أصحاب المال و النفوذ و المعارف, إذا كان لك مال ومعارف فأنت من الناس النبلاء وكل يهتم بك ويضرب لك ألف حساب ولكن إن لم يكن لك احد فلن تجد من يهتم بك أو يعطيك ولو حتى وقت وجيز من وقته.
هده الأشياء مع الأسف نرها يوميا في مجتمعنا في مجالات لم تعهدها تقوم بمثل هده الرذائل,مجالات كانت تتمتع بصلاحيات وامتيازات.لكن الآن مع تعاطيها للرشوة تراجعت هده الصلاحيات التي كانت توظفها فلننظر مثلا في الإدارات التي تساعد الشعب في أن يحصل على أغراضه و حاجاته الآن فقدت هده الوظيفة فمثلا عندما تذهب إلى طلب أي غرض كان شهادة أو بطاقة أو ما إلى دلك قد تصل أنت الأول لكن إن لم تقدم الرشوة للموظفين الدين يتواجدون في هده الأخيرة فسوف تبقى هناك طيلة اليوم أو الأسبوع لكن إن أعطيتها لهم حتى ولو كنت آخر من يصل فمتطلباتك ستنجز في ظرف وجيز و لن تنتظر كثيرا .
أي مستوى نزلنا إليه و أي واقع هدا الذي نعيش فيه ؟
و المشكل الكبير أن الرشوة لم تنحصر في الإدارات فحسب بل انتقلت إلى ميدان آخر انه الوحيد الذي كن نأمل و نحس بأننا في مجتمع حقيقي فعلا لكن مع الأسف هو الآخر خضع لهده العادة انه ميدان لا يمكن للعقل أن يصدق بأنه يتعاط لها لكونه يتصف بالعدل و المساواة وينصف الضعفاء ويعطي كل ذي حق حقه انه يتعلق بمراكز الشرطة و المحاكم .
هده مثال على مدى تأثير الرشوة في هده الميدان : فادا كتب لك القدر أن تدخل إلى هذه الأماكن فستلاحظ أمرا غريبا يعج فيها فلنفترض مثلا أن أحدا ما قدم شكاية ضدك وذهبت لتستفسر عن الآمر. فالشرطي في أول المطاف سيتكلم معك بطريقة قاسية كما لو انك مجرم ولا يعطيك أي اهتمام أو حتى وقت كافي لتدافع عن نفسك ,لكن عندما تقدم له قدرا من المال حتى ولو كان قليل فستلاحظ أن الطريقة التي عاملك بها مسبقا ستتغير كثيرا . أولا سيكلمك بأسلوب متحضر و لبق ويعطيك الوقت الكافي ,حتى لو كنت مجرما و ظالما ولن يعاملك على أساس هده الإجرام يل سينضر إليك كأنك إنسان مظلوم المهم عنده أن يكسب مالا إضافيا لا يهمه من أنت و ما فعلتك.
أي مستوى هدا نراه في مجتمعنا حتى يتطابق الظالم مع المظلوم يصبح في نفس المكانة ؟
وأي مجتمع هدا حتى سار الفقير ينتزع عن ملكه وحقه؟
يالها من مفارقة عجيبة للان من يوفر الأمن و السلام و الإنصاف في المجتمع هم أنفسهم لا يطبقونها!
فما بالك أن يطبقها الناس العاديون!حقا إنها مفارقة غريبة .
لقد تغير كل شيء إلى الاسوء هدا زمن الأغنياء و الأقوياء و نكاد نصل إلى نفس مستوى الطبيعة القوي تأكل الضعيف و البقاء لأقوى و أصحاب النفوذ. إنها الحقيقة ,حقيقة مجتمعنا مع الأسف
كيف سنستطيع أن نتقدم إلى الأمام ما لم نعمل على محاربة مثل هده الظواهر والآفات؟
أمامنا عمل شاق يجب أن نقوم به و نتغلب عن مثل هده الرذائل و الأزمات.
إنها مسؤولية الجميع سواء المثقفين أو الدولة أو حتى الناس العاديون, فلكي نمحو مثل هده العادات السلبية يجب علينا نحن أولا أن نكف عن ممارستها حتى نصل إلى مستوى أرقى وأفضل يشرف بلدنا هده ويدفع به إلى الإمام والى التقدم والازدهار.
"هده ملاحظة شابة غيورة على بلدها كجميع الشباب الغيورين تطمح إلى أن ترى بلدها في أجمل الصور وأرقى المستويات".


حنان العروصي
باحثة في الفلسفة



#حنان_العروصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام عراقي: صدور مذكرة اعتقال بحق الجولاني
- عودة اللاجئين إلى حمص.. أمل جديد بين أنقاض الحرب
- حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25 ...
- الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج ...
- اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
- تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
- قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا ...
- قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم ...
- ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي ...
- الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان العروصي - الرشوة