|
النوم في العسل الي متي ...؟؟؟!!
خالد قمبر
الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 15:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن دول الخليج العربي تعد من الدول الغنية ..!! و بالتالي فنحن محسودون من قبل جيراننا القريبين و البعيدين أيضا..!!! لكوننا دول نفطية ..!! لذا فنحن نفطر علي العسل و نتغذى بالعسل و نتعشي بالعسل وكذلك ننام في العسل ..!!! ولكن كم سيدوم هذا العسل ..؟؟!!! و كم سيدوم نومنا في العسل ..؟!!! من واقعنا ..فان دول الخليج تعتمد علي النفط اعتمادا كليا .. فنسبة الدخل القومي من العسل ..اقصد النفط ...!!!! تصل من 75 % إلي 97 % وهي نسبة جدا عالية .. وفي نفس الوقت تعكس مدي ضعف التخطيط الاستراتيجي الخاص بتنويع مصادر الدخل .. قد يكون هذا الضعف أو بالا حري هذا التخلف بسبب دراسات وأماني وطموحات .. بأن واقع النفط سيظل المصدر الرئيسي للطاقة لمدة تتراوح من 30 إلي 50 سنة قادمة ..!!! وهذه الدراسات يشوبها الكثير من المغالطات بسبب العوامل السياسية و الاقتصادية ..و العلمية ...!! العالم اليوم وبسبب الأزمات المالية و السياسية المتوالية مثل ارتفاع و انخفاض أسعار النفط بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية المتتالية نعيش واقعا ضبابيا لا يمكن التكهن بما يؤل إليه في المستقبل المنظور ..!!! اليوم وفي كافة دول الخليج العربي ..يتم تمويل كافة المشاريع و الخدمات التعليمية والصحية والطرق و الأشغال (البنية التحتية ) بالإضافة إلي الأمنية و الدفاعية من موارد النفط التي تعد المصدر الأساسي إن لم يكن المصدر الوحيد لإيرادات دولنا الخليجية ..!!! من المؤسف حقا إن يكون أصحاب القرار والسياسة يفتقدون إلي الإستراتيجية المستقبلية .. فان عصر العسل .. عصر النفط .. انه و بلا شك سيزول ويختفي .. ويضمحل .. فكيف سيتم تمويل المشاريع في دولنا الخليجية ..من ماء و كهرباء علي سبيل المثال لا الحصر ..؟؟!! البعض يستبعد أن يضمحل النفط ..!!! وهذه مشكلة ... والآخرين علي الأقل قد يعترفون بهذه الحقيقة ويقبلون بها .. ليس إلا لكون هذا الاضمحلال لن يكون في زمانهم أو في عهدهم الميمون ....!!! اليوم و في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية المتقلبة و خاصة النفطية منها .. بدأ الكثيرون في البحث والدراسة لإيجاد البدائل .. ومن المؤمل أن تظهر هذه الأفكار والمخترعات / البدائل علي السطح في الأعوام القليلة القادمة ..!! فاليوم وعند التصفح في عالم الانترنيت الواسع تجد الكثير من التجارب المحدودة والناجحة في إيجاد البدائل عن النفط .. !! منذ عدة سنوات ظهر في الهند احد المخترعين الذي استطاع أن يسير سيارته باستخدام الماء ... بدل البترول ..!!! ولكن المخترع وحسب ما ورد في الأخبار قد لقي حتفه عندما احترق بيته وسيارته وكافة المستندات ...!!! وبعدها ظهر آخر من جنوب أفريقيا باختراع مشابه .. بأن استخدم الماء بدل النفط في تشغيل سيارته ..!! وأيضا وحسب الأخبار .. فقد اختفي الرجل ..!!! كيف للماء أن يكون طاقة..؟؟!! من المعروف إن جزئي الماء يتكون من الهيدروجين و الأكسجين ..يد2 أ / H2O فالهيدروجين غاز له قابلية كبيرة للاشتعال حتى في التركيزات القليلة حتى 4 % ولكن الصعوبة تكمن في كيفية الفصل بين هذين العنصرين المكونان للماء .. هناك طريق كثيرة لفصلهما كهربائيا ولكن الإشكال يكمن إن الثمن الباهظ لهذه العملية ... بالتالي تكون بلا جدوى اقتصاديا ..!!! عند التجول في المواقع الالكترونية وخاصة اليوتيوب (YouTube ) فإنها تعرض الكثير من الوقائع / الأفلام التي تثبت إن الكثير من السيارات أو المحركات (علي الأقل ظاهريا ) تسير فعلا بالماء أو جزئيا بالماء .. و في بعض الأحيان يكون الماء عاملا مساعد للتقليل أو الترشيد من الاعتماد علي النفط (البترول ) ..!!!!! بعض الأبحاث في عرضها تكون مقنعة إلي حد ما أن الماء سيكون الطاقة البديلة والنظيفة و الرخيصة ..!!! وعلي الافتراض بصحة هذه النظرية .. في وقتنا الحاضر فان العالم متجه إلى منعطف خطير .. يقلب كافة الموازين بأنواعها و أشكالها .. .. الاقتصادية و السياسية خاصة .. بالرغم من ذلك متى تبلور و ظهر ..فالمستقبل سيكون غامضا للبعض وخاصة تلك الدول التي تعتمد علي النفط اعتمادا كليا .. و في نفس سيكون مشرقا للبعض الآخر وخاصة تلك الدول الفقيرة أو التي تعاني من الفقر.. بالإضافة سيكون مشرقا للدول الغربية و الغنية التي ستتخلص من تبعات أو قيود منظمة الأوبك – التي تتحكم في أسعار النفط ظاهريا علي الأقل ..!! اعتمادا علي الأوضاع السياسية و الاقتصادية في ظل شح الموارد النفطية في الأسواق العالمية ..!!! علي فرضية إيجاد البديل .. الماء بديل النفط .. ( الماء بكافة مصادره سواء من الأمطار / البحار / الأنهار / المصارف الصحية / الينابيع و من بخار الماء ... ) ستكون كارثة علي دول الخليج المعتمدة كليا علي النفط ..فدولنا الخليجية اعتادت علي الكسل والبذخ و الإسراف الغير محدود .. فهناك القصور والجزر و الطائرات الخاصة و اليخوت والسيارات الفارهه والخدم و الحشم بالإضافة إلي الخيول و الجمال والغزلان والصقور ..لتي تصل أسعارها بضعة ملايين من الدولارات ..!!! بالإضافة إلى تلك المظاهر الخداعة من الثراء المزخرف .. وأشباه المتعلمين و الاكادمين الحاصلين علي الشهادات العالية .. المدفوعة الأجر ..!!!! وهناك حقيقة ساطعة بالرغم من هذا الثراء الفاحش .. فهناك في دولنا الخليجية فغالبية دولنا الخليجية بها فقر مدقق مشين .. !!! وهناك مواطنون يسكنون في بيوت الصفيح بالإضافة إلي كهوف الجهل ...!!! كان من الأحرى علي دولنا النفطية الغنية تخصيص نسبة من هذه الثروات النابضة في البحوث العلمية والمختبرات و الدراسات العملية الموضوعية .. فالعالم من حولنا يجري في سباق مع الزمن وهو اليوم علي عجل .. أما نحن فمازلنا نعيش علي العسل ..!!! أن مجرد التفكير في تحقق "نظرية الماء بدل النفط " وهي نظرية ستظهر لا محالة .. بسبب بسيط أن اصل الحياة هو الماء.." وجعلنا من الماء كل شيء حي " ... إن الموارد النفطية هي التي تمول كافة مجالات الحياة من صحة و تعليم وكهرباء وبنية تحتية وامن وغيرها من الأمور التي ننعم بها في حاضرنا المعاصر .. فكيف ستؤول هذه الأمور عندما تختفي هذه الموارد النفطية ..؟؟!! من السيناريوهات المتوقعة لدولنا الخليجية في حالة ما ثبتت نظرية الماء ( الهيدروجين + الماء ) بديل للنفط .. ستحل كارثة في كافة مجالات الحياة من الفوضى وانعدام الأمن وانتشار الجهل وتفشي الأمية وانعدام الرعاية الصحية .. بالإضافة إلي الفساد والي نشوب الحروب والمنازعات..وعدم الاستقرار ..!!! لكون الاقتصاد أو مردود النفط هو الركن الأساسي لما يسمي بالاستقرار الأمني والاجتماعي ..!!! وفي المقابل .. اذا ما تحققت نظرية ان الماء هو الطاقة البديلة سينعم كافة فقراء العالم والمعوزين .. فالماء سيولد الطاقة الكهربائية وبالتالي ستتوفر المياه الصالحة للشرب وللزراعة المستخلصة من مياه البحار وستتغير مفاهيم كثيرة كالصناعة و الزراعة والاقتصاد و الاجتماع والثقافة .. ولكن السياسة سيكون لها مفهوم آخر ..!!! حسب بعض التقارير من قبل بعض المخترعين الأمريكيين و الاستراليين علي وجه الخصوص تفيد إن أمريكا ( متمثلة بما يسمي بالأمن القومي ) تقوم بمراقبة كافة الاختراعات و المبتكرات و خاصة التي تتعلق بإيجاد البديل للنفط وخاصة من الماء .. ومحاولة واد آى اختراع أو ابتكار للطاقة .. فماذا لو كان هذا البديل هو الماء ذلك العنصر الرخيص و المتوفر و الأهم من هذا ذلك العنصر الصديق للبيئة .. .. باعتراف بعض الأمريكيين فان السلطات الأمنية والمتعلقة بالأمن القومي قد فرضت حضرا علي تطوير مثل هذه الاختراعات..!!! إعلاميا وظاهريا أمريكا تحاول إيجاد البديل للنفط تحت ما يسمي بالطاقة المستديمة أو الطاقة المتجددة .. وهي أيضا تطبق استخدام الطاقة الهوائية والتيارات البحرية بالإضافة إلي الطاقة الشمسية..!!! وهي أيضا إعلاميا تقدم بعض المساعدات المالية في مؤتمراتها الرسمية .. كمؤتمر المناخ إلي عقد بكوبنهاجن ..!!! الكثير من المفكرين الامريكيين يطالبون تقليل الاعتماد علي النفط الأجنبي .. وإيجاد البدائل وهذه أيضا حقيقة .. وبالتالي فهي تعارض ظاهريا ذلك الحظر علي تبني الاختراعات الأخرى البديلة للنفط ..!!!! فالسياسة الأمريكية لها توجهات غير أخلاقية سواء السياسة الداخلية و الخارجية.. فمن حيث السياسة الخارجية ...فهي تنشر الفتنة وتمول الحروب وتطلق الأكاذيب وتمول القوى المعارضة ضد خصومهم إذا كان ذلك يخدم مصالحها .. فجرائم أمريكا قد ملئت العالم خرابا وتدميرا وإفساد سواء للبشر أو للبيئة بشكل عام .. فهي تنشأ الحروب لتبيع السلاح .. وتطلق الأوبئة ..لتبيع الأمصال .. !!! فالحروب مازالت مشتعلة والأبرياء مازالوا يتساقطون سواء في أفغانستان أو العراق أو فلسطين.. فأمريكا لا تتردد في إرسال جنودها إلي الحروب.. لكي يلاقوا حتفهم ولا تتردد في الضغط علي حلفائها كبريطانيا وايطاليا في خوض حروب خاسرة .. أما ما يتعلق بالسياسة الداخلية فالأزمة الاقتصادية قد استفحلت فبنوك ومصارف تفلس و مديونيات بالمليارات .. والغريب إن الحكومة الأمريكية تساند إدارات البنوك بالمنح الكبيرة علي حساب دافعي الضرائب ....!!! هل سيكون الماء هو الطاقة البديلة للنفط قريبا ..؟؟!! البعض يعتقد إن الفكرة مجرد أوهام أو إنها مجرد خيال علمي صرف .. وإنها فكرة مستحيلة ..!!! وهنا نطرح مجرد سؤال أليست الاختراعات التي من حولنا كانت مجرد أفكار مجنونة أو من نسج الخيال..؟؟!! وسؤال آخر.. إلي متي ستظل دولنا الخليجية تنام في العسل..؟؟!!!
#خالد_قمبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل لدى البحرين خطة طوارىء لمواجهة الازمة المالية ..؟؟!!!
-
هل هناك حرية صحافة في البحرين ..؟!!
-
الهرولة الي الخلف ...!!!
-
فساد اداري و مالي و بالجملة ...!!!
-
وطني الجميع علي حبك .. قد اجمع ..!!!
-
هل التطعيم ضد انفلونزا الخنازير .. مضمون ..؟؟!!
-
مسلسل انقطاع الكهرباء مازال مستمرا ....!!!
-
مجرد تعليق
-
هل منظمة الامم المتحدة فاسدة ..؟!!!
-
رسميا .. لا ضرر من ابراج الاتصالات ..!!!
-
من آى المسلمين أنت ..؟؟!!!
-
لا للتطبيع .. و لا للهرولة..
-
من يقوم بعملية حجب المواقع ..؟؟!!
-
كرامة الانسان هل تقدر بثمن ..؟؟!!!
-
الجامعات الخاصة .. وغسيل الملابس ..!!
-
الجامعات الخاصة .. وعلاقتها بغسيل الملابس ...!!!
-
عندما تحرف حقيقة التعليم العالي اكاديميا ...!!
-
الغاء الكفيل .. ما هي مسوغاته ..؟؟!!!
-
هذا محظور بأمر من الناطور ...!!
-
الازمة المالية اختبار صعب .. فكيف يتم مواجهتها ..؟؟!!
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|