أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - الجماعات الدينية العراقية سوسيولوجيا














المزيد.....

الجماعات الدينية العراقية سوسيولوجيا


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 13:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين هو احد المتغيرات الاساسية في المجتمع البشري وفي المجتمعات المتعددة الاديان، يبرز هذا المتغير كاحد معايير التباين بين الجماعات حيث ان التنوع الديني في نفس المجتمع لا يكتسب اهمية سياسية الا اذا ترتب عليه تنافس او صراع في مجالات القيم او الثروة او السلطة ويحدد جوران ثوربون في كتابه (سلطة الايديولوجية ايديولوجية السلطة) ان الدين شكل ايديولوجي يشتق زحمة الجوهري من الاجوبة التي يعطيها على الاسئلة الوجودية حول الشروط الانسانية ومعنى الحياة وتحليلية للاصول التاريخية والنظام الطبيعي والحوادث والوجود الموضوعي للجماعات والافراد داخل حقل التاريخ. وتتضح قضيتين عامتين تتصلان بتحديد بنية المنظومة الدينية.
القضية الاولى: تاريخية أي شكل ايديولوجي (الدين احد الاشكال) من البروز والتمفصل مع ايديولوجيات اخرى.
القضية الثانية: مادية كل ايديولوجية، (الايديولوجيات) تعمل في رحم مادي من التأكيدات والاجراءات وهذا الرحم يحدد علاقاتها فيما بينها حيث ان نشاطها محاصر بالمعنى ولكل ايديولوجية (الدين) نوع من الوجود المادي.
وهنا يبرز الفرق بين مفهومين للاديان:
المفهوم الاول: يشير الى التنوع السوسيولوجي في المعتقدات والممارسات الدينية.
المفهوم الثاني: استخدام الدين لممارسات سياسية واقتصادية وثقافية لاغراض الهيمنة ويحتوي هذا المفهوم على سلسلة من التصنيفات المعرفية والمؤسساتية وانظمة القيم.
فالموقع الديني السياسي للجماعات الشيعية العراقية اخذ صفة معارضة مستديمة لجماعات سنية مركزية تأقلمت مع تخطيطات هوية الدولة ووظفت المكتشفات الايديولوجية في التجربة التاريخية، هذه الوضعية التاريخية فرضت على الجماعات الشيعية البحث عن تعويضات خارج التاريخ الواقعي العياني والذي هو ليس مجال تاريخ الدين الشيعي او وجوده الموضوعي وانما هو تاريخ جماعات افتراضية اخذت تحذف عناصر هذا التاريخ وتحيله الى دلالات ومعنى وميثولوجيات وسلطة اسطورة وفي صيغ مستديمة بهذا النسق المزخرف حيث استطاع الدين الشيعي ايجاد مخرجاً تعويضياً معبر عن رفض الدولة والانسحاب الكلي من المشاركة السياسية منذ العام 1921 خوفاً على قداسة الاسطورة من الدنس الايديولوجي فضلاً عن ذلك كان الدين الشيعي يعاني من الطرد المستمر خارج التاريخ امتداداً من عصر الفقهاء حتى عصر الفتاوى المعاصرة والاحاديث السياسية التي تتخذ مفهوم الروافض والولاءات المزدوجة السياسية والدينية موضوعاً لها وقد عبر هذا الدين عن ضرب من الطوباوية لكونه مهمشاً خارج حقل الممارسات التاريخية.
هنا نصل الى تأطيرات معرفية لمفهوم الدين الشيعي/ الدين السني فقد تشكلت هذه الاديان عبر التاريخية الاسلامية كجماعات سياسية اولاً لها انظمتها الفقهية ومعتقداتها الخاصة وتمايزاتها في شبكة الرموز والكاريزمات والتفرعات اللاهوتية والصور الدينية والمنظومات المقدسة الاساسية والمقولات الايديولوجية المطلقة.
وقد شكل المجال الجيويولتيكي العراقي مجال واسع لانتاج واعادة انتاج تراكمات الرأسمال الاصولي داخل الاديان (سني/ شيعي) عبر احلال مشاريع وهمية ثقافوية سلفية محدد الافاق. وبناءات مثيولوجية يقوم لاهوتها السياسي على نظام مستند لتأويل العالم كنموذج نهائي. نظام مغلق يتسلح دائماً بأدوات المناعة ضد قرارات الواقع الاجتماعي وتصورات اصولية. ويعود هذا الظهور (الاديان) الى اسباب متعددة.
اولاً: وجود مخزون تاريخي ضخم قائم على تمثيلات تاريخية ودينية او يتم اختراعها في حالة عدم وجودها وانغلاق هذه الجماعات على بنية معرفية اضافة الى وجود ايديولوجيات خلافية.
ثانياً: ازمة الهوية التي تعصف بالمجتمعات المتحولة تاريخياً ووقوع المجتمع بين هويتين التباسيتين هوية سياسية لم تتبلور وهوية دينية متكونة ومتبلورة قادرة على اعادة انتاج نظام الفروقات.
ثالثاً: توظيف الرأسمالي الرمزي للجماعات الدينية (الافكار، العقائد، التقاليد) التي تشكل محرك للتوترات المستديمة واحتكار الحقيقة السياسية والدينية والتحول الذي يصاحب بنية الطوائف الدينية وتحولها من هويات فرعية الى مؤسسات دينية متكاملة.
رابعاً: ان كل جماعة دينية اخذت تشكل سردياتها الانثربولوجية المتكاملة وكتلة المفاهيم والمقولات.



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوافقية ديمقراطية تمثيلية ام ديمقراطية محاصصة ؟
- المخيال الكولونيالي
- الرواية نواة السرديات الكبرى علي بدر انموذجا
- صباح العزاوي الشاعر الهارب نحو حافات الجنون
- د عقيل الناصري : الارث الفلسفي والسوسيولوجي والثقافي يلعب دو ...
- لوطنة العالم
- الذاكرة الموتورة ....... اشتغال السياسي ومركزته في الثقافة ا ...
- منتظر الزيدي والمخيلة الجمعية وهوس صناعة البطل
- الدين / الديمقراطية التباسات العلاقة في المجال الاسلامي
- آريون وساميون :ثنائية العناية الالهيه
- التباس المفاهيم معرفيا ( الاسلام / الحداثة )
- اسطورة المجتمع المدني في العراق
- مارسيل غوشية : استكشاف العلاقة بين الدين / الديمقراطية
- الباحث الاكاديمي سعد سلوم - المسألة العراقية : تتطلب بناء سي ...
- تشكيل نظري في بناء مؤسسة المجتمع المدني
- أزمة التكوين
- تأسيسات اولية
- اخفاق المشروع العقلاني
- الشعرية كنص ايروتيكي
- ميثم الجنابي في سؤال التوتاليتارية؟


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف محسن - الجماعات الدينية العراقية سوسيولوجيا