داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 12:40
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
دور الأديب في الانتخابات التشريعية مهم وفاعل في آن واحد . وللأسف الشديد قد لاحظنا في الانتخابات الماضية إن الأديب لم يشكل ذلك الحضور الذي يقع على عاتقه ، حيث كان هامشياً ولم تتبلور له الصورة الواضحة ، وكان المفروض منه أن يعي ما يدور من حوله ومن خلق الكواليس وأروقة السياسيين ، ولا ادري على من تقع مغبة ذلك أعلى الأديب نفسه؟ ام على السياسي الذي لم يفسح له المجال في خوض مراثون الانتخابات حتى يأخذ نصيبه أو حصته بصفته شريك فاعل في الحراك السياسي والثقافي ، وأنا أرى ان دور المثقف أكثر فاعلية من دور السياسي كونه المحور الأساسي الذي ترتكز عليه كثير من القضايا والأمور التي تصب في خدمة الصالح العام ومصلحة الوطن . الأديب قد يكون هو الذي لم يقحم نفسه في أتون السياسة وظل يغرد خارج السرب ، مما فتح للسياسي الباب على مصراعيه ، أو بالأحرى قد جعله سيد الساحة بلا منازع ، فلم يعطي رأيه أو كلمته الفصل ، وهذه النقطة كانت من صالح السياسي كأنه قد تحاينها ولم تأتيه على حين فجأة ، ولو كان الأديب قد شارك في القضايا التي تخص عمله ولم يفسح المجال للسياسي لشغل كل المناصب بما فيه المناصب الثقافية والإعلامية وما يصب في هذين الجانبين ، لتغير كثير من القضايا ولم تجر الأمور على ماهية عليه الآن حتى صار المثقف الأديب يستجدي السياسي في الكثير في الأمور التي تتعلق بشأنه ولم يستطع ان يحرك ساكناً، لان الحل والعقد بات بيد السياسي حصراً، أما المثقف الأديب فلا حول له ولا قوة . ولعل سائلاً يسال : ان المثقف ، وعبر التاريخ الطويل لم يتدخل في السياسة إلا ما ندر وترك زمام الأمور بيد السياسي ، فكيف والحال هذه ، تريدون من المثقف الأديب ان يشغل وقته ويترك إبداعه ويتجه إلى السياسة ، ومعلوم ان السياسة لا تجني الا المتاعب وصداع الرأس . وهذا الكلام فيه كثير من الصحة . لكننا نقول : إن المثقف شريك فاعل في عمل السياسي ولا يجب أن يداهن او يغض الطرف حول ما يجري في أروقة السياسة ، كأن في آذانه وقر ، وللأسف الشديد ان الواقع كذلك وهو ما وصلت إليه الحالة اليوم وهو ينذر بالشؤم .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟