|
العراق بين إحتلالين
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 10:46
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
قامت قوة إيرانية بإختراق حدود العراق والسيطرة على بئر فكة النفطي الواقع في محافظة ميسان الجنوبية ورفع العلم الايراني عليه
تلك هي الحقيقة فالعراق بلد محتل ، و لاحول ولاقوة له فلاجيش عنده مستعد وجاهز ، ولا ولاء للساسة فيه للوطن مما يحصنه من المكائد والمؤامرات ، والجيش الجديد غير قادر بالفعل على حماية الحدود ، وهو منهمك في إطفاء نار الحرب الأهلية التي أشعلها ويشعلها أعداء العراق في الداخل والخارج ، لهذا كان للعراق إتفاق أمني مع أمريكا ، إتفاق من مهامه الأولية حماية العراق وحماية شعبه ، أي إن على أمريكا في هذا الإتفاق إلتزام قانوني وأخلاقي في الحماية والدفاع عن العراق وشعبه ، ولهذا نقول : إن تقاعس الجيش الامريكي في صد هذا العدوان الإيراني الجديد ليس له مايبرره .
ونحن كعراقيين نحمل أمريكا المسؤولية كاملة في هذا الأختراق الفاضح من قبل إيران لحدودنا والإستيلاء على ممتلكات شعبنا ، فهي حين غزت العراق رفعت شعار الحرية والحماية وتطبيق الديمقراطية النزيهة ، والحق إنها لم تفعل ولم تحقق من الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام غير مانسمعه في الإعلام ، من توليفة غبية لحكومة فاشلة وبرلمان معتوه ، هذه الحكومة لم تصرح ولم تستنكر ولم تدن حتى اللحظة ما جرى من إنتهاك لسيادة العراق وحدوده ، صحيح إن الحكومة مغلوب على أمرها لامكان لها غير المنطقة الغبراء ، لهذا فنحن نحمل أمريكا هذا التقاعس في رد العدوان ومنع إيران هذا الجار الخبيث من الإعتداء والتجاوز على أرضنا ، وعلى حدودنا و حقوق وممتلكات شعبنا ، ونطلب منها أي - أمريكا - ان تكون بحجم ما يتعرض له العراق من أخطار وتداعيات من الجيران والعربان والغربان ، وعليها مسؤولية في إيقاف إيران عند حدها ، وذلك أقل ما يجب من إلتزام تجاه العراق وأمنه ،.
كما يجب على الحكومة ان تكون أكثر وضوحاً في تحديد ماتريد وماترغب فيه لتكون صالحة للبقاء ، وعليها مسؤولية في تذكير الجانب الأمريكي بواجباته في هذا المجال ليكون الشعب على دراية تامة بما يجري حوله من مشكلات وأحداث ، وأنا في هذا السياق أدعوا الحكومة ومن خلال رئيسها - الأخ أبو أسراء - ان يتصدى لهذه الهجمة الشرسة من إيران ، ويجعل من شعاراته عن الوطنية واقع ملموس يُجسد في رد العدوان وعودة الحقوق ، فهذا الشيء الممكن الذي يجعل منه رجل نحترمه ونجله ، فلاتساوم على كرامة العراق ، ولا القبول بأنصاف الحلول ، فالعراق العراق وإيران إيران أطماعها نعرفها ونواياها لم تخفى على كل ذي بصيرة ، وإن لم يستطع فعليه واجب أخلاقي وشرعي في التنحي عن رئاسة الحكومة ، فسيادة القانون وحماية العراق كل لا يتجزء .
وللتذكير بنوايا إيران سواء في مطاردتها للعراقيين وسجنهم وتعذيبهم وقتل أسرآهم شيء لم يعد بخاف على أحد ، منذ بداية ثمانينيات من القرن الماضي ولحد اليوم ، ونعجب كثيراً من تصريحات وقحة وغير مسؤولة وعدوانية من الجانب الإيراني تدعي ملكيتها لحقل فكه النفطي ، إلى جانب قولهم النشاز والقميء بمطالبة العراق بدفع تعويضات عن الحرب - الخمينية الصدامية - وماتلاها من دمار وتدمير اضر بنسيج وقيم الشعب العراقي على وجه الخصوص ، ونحن لو رجعنا الى الوراء قليلا لوجدنا ان الطرفين من قيادة البلدين كانو دعاة حرب وفتنة ، كانوا قيادات فاسدة دمرت كل البنى التحتية للبلدين الجارين وقضت على أحلامهم في العيش الحر الكريم ..
نقول هذا : ونحن نستذكر الإيام السود حين استرجعت إيران مدينة خرمشهر من يد القوات العراقية في سنة 1982 ، حينها اشار على الخميني واحد من عقلاء ايران مخاطباً إياه في رسالة مطوله يقول له فيها بأن يقبل بمبدأ - وقف اطلاق النار أولاً - والتحاور على الأشياء المختلف فيها ، وإعتماد منطق الحوار والمفاوضات طريقاً للتعايش وإسترداد الحقوق - جاء هذا الكلام من قبل : - آية الله الشيخ نعمت الله صالحي نجف آبادي رضوان الله تعالى عليه - لكن الخميني كعادته !! رفض وبشدة هذا المبدأ !! وماجاء في الرساله ، وقالها علانية : - ان لاصلح مع الكفار - والكفار في كلامه هنا هم أهل العراق ، الذين لا يجوز الصلح والسلام معهم ، وطبعاً هذالكلام إن إخذناه في سياقه الموضوعي وبحسب المصطلح الفقهي هو فتوى أو حكم بإعتباره كان ولياً للأمر !!! .
وإذا كان ذلك كذلك : فيجب بناءاً على هذه الفتوى أو هذ الحكم : - ان تدفع إيران للعراق تعويضات الحرب لأنها هي المصرة عليها وعلى أستمرارها - هذا بحسب الشرع والقانون فهي أي إيران من يتحمل مسؤولية إطالة أمد الحرب ، ومالحق بها من أضرار وكواراث وموت ودمار وضحايا ، إيران هذا الجار المسلم جداً !!! كانت دائماً في عناد وعنجهية فارغة ، مع إن شعوب العالم كله قد طالبها بوقف الحرب والإستماع إلى منطق السلام وإعتماد الحوار والتفاوض في حل الخلاف والمشاكل بين الدول ، شاركت الهيئة الأممية في ذلك ومؤتمر عدم الإنحياز ومنظمة العالم الإسلامي وشخصيات إسلامية بارزة ، ولكنها كانت تعتبر الحرب إلهية مقدسة !!! لذلك يجب ان تدوم وتدوم وتدوم إلى ماشاء الله !!!!! حتى ينقرض أخر فرد عراقي ، كان هذا هو المبدأ السائد ، واليوم تعد إيران غزوها على العراق إسترداد لحقوقها في الحرب ،!!! إيران هذه هي أسوء مثل في التاريخ يمكنه الحديث عن الحقوق والواجبات ، ولو صدقت في دعواها هذه لكان واجب عليها حقاً إحترام رأي شعبها في الإنتخابات الأخيرة حين أراد التغيير والإصلاح ..
العراق اليوم يعاني من مشكلات الإحتلال الأمريكي ، ومن مشكلات الإحتلال الإيراني الأسوء ، ومن تخلف القوى السياسية السائدة ، لكن أملنا لازال موجود في إرادة شعبنا وفي قوآه الخيره ، في ان يعود من جديد ليسترد حقوقه المغتصبة ، فالحق لن يضيع مادام هناك من يطالب ، مهما طال الزمان وتكاثر الأعداء .
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشخصية الليبرالية ج1
-
عيسى المسيح وأمه مريم
-
قصص من الكتاب المجيد
-
ضياع الهوية الوطنية
-
الليبرالية الديمقراطية والسلطة
-
العراق والمرحلة المقبلة
-
الليبرالية الديمقراطية و حاجات الأمة
-
إيران والإصلاح
-
صور صداميه تعود من جديد
-
الليبرالية الديمقراطية ومفهوم الدولة
-
الإنتقال إلى الدولة
-
الليبرالية الديمقراطية هي الحل
-
التغيير و الإصلاح
-
الدين لله والوطن للجميع
-
الإسلام بالمفهوم الليبرالي
-
الأخلاق الليبرالية
-
الليبرالية الديمقراطية في الوعي التاريخي
-
المرأة في الإسلام
-
كلمة في اليوم العالمي للمرأة
-
كيف هرب الدايني أو هُرب ؟
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|