الانطلاقة الحقيقية للمفاوضات .. بعد الاعتراف

منار مهدي
كاتب فلسطيني
(Manar Mahdy)

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أعتقد إن حكومة نتنياهو العنصرية وضعت إدارة الرئيس ( اوباما ) في وضع صعب ومحرج جدا , بعد رفضها الانصياع لمطلب( اوباما ) , بالتجميد الكامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية , ووضعت إسرائيل الصعاب في وجهها , وقد تكون مضطرة الولايات المتحدة إلي توجيه جهودها باتجاه أخر , و أعتقد أن الفرصة مازالت قائمة وموجودة أمام الإدارة الأميركية للانطلاقة من جديد في إعادة وصياغة موقفها وإطلاق تحرك جديد للوصول إلي حل الدولتين , لا أري أن واشنطن ستصمم الآن على الدعوة إلى بدء مفاوضات السلام بمجرد أن إسرائيل أعلنت وقفا جزئيا للاستيطان الذي هو في حقيقة الأمر، ليس وقفا على الإطلاق.

وحيث أن الأسابيع والأيام القادمة ستفرض على الإدارة الأميركية أن تتجه إلى طرح أفكار جديدة للخروج من المأزق الراهن للمفاوضات , في التحرك مع أطراف أخرى يكون لها تأثيرها ، للعودة مجددا بالزخم الدبلوماسي لهذا التحرك الجديد , وبالتالي يضغط على إسرائيل باتجاه تحقيق الهدف , والهدف هو أن تبدأ مفاوضات على أسس ومرجعيات واضحة ، أي علينا أن ننطلق في مفاوضات ونحن نعي ما يسمى نهاية الطريق ، وهذا له أطر محددة يتفق عليها الكثير من أطراف المجتمع الدولي ، ونحن في فلسطين نتمسك بها ، وحيث يجب أن تنص على ما يلي : إقامة دولة فلسطينية على مجمل أراضي عام 1967 م، وإذا ما ظهرت الحاجة لتبادل محدود للغاية للأراضي بين الطرفين و بناء على التراضي , بشرط أن يكون بنفس الحجم والقيمة ، فليكن ذلك , و كذلك يجب أن يكون هناك اتفاق على القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية القادمة حتما ، وهذا الأمر أصبح موقفا أوروبيا وأخذ في التحول إلى موقف دولي ، و ثم يجب أن تكون هناك تسوية عادلة لموضوع اللاجئين والأمن والعلاقات الطبيعية بين الفلسطينيين و العرب وإسرائيل.

وحيث ينبغي علي القيادة الفلسطينية والجامعة العربية ألان , التحرك السريع والمنظم والهادف علي أخذ الموقف الأوروبي وتحويله فعلا إلي موقف دولي حقيقي , بمطالبة الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول العالم بالاعتراف مجددا في الدولة الفلسطينية التي ستقام على أراضي وحدود عام 1967 م, وعاصمتها القدس الشرقية , فتكون القضية قد حسمت مسبقا , وبذلك تكون فلسطين- للفلسطينيين ، وما يخرج خارج الدولة الفلسطينية يكون لإسرائيل، وبالتالي نكون قد تجاوزنا مع المجتمع الدولي فكرة تجميد أو لا تجميد الاستيطان , وإذا نجحنا في الوضع الراهن أن نحصل على هذه الموقف من الولايات المتحدة والقوى الدولية ، ووضع ذلك في قرار لمجلس الأمن ، فإن ذلك سيمثل الانطلاقة الحقيقية للمفاوضات ، والانفراج الحقيقي للوضع.

#منار_مهدي (هاشتاغ)       Manar_Mahdy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات