أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - كرمى لعيني القومي النبيل














المزيد.....

كرمى لعيني القومي النبيل


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 869 - 2004 / 6 / 19 - 05:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما كتبنا عن أصول الاستبداد العربي، أو التخلف العربي، أو دوران العقل العربي في المكان وغير ذلك.. أسرع أكاديميو الفكر القومي إلى ذرف الدموع لتنكرنا لأجدادنا، وعروبتنا، وتاريخنا، ومنهم من يتهمنا بالأمركة أو ( الجلبنة= الجلبي ) التهمة المودرن..! مع أنَّ الجميع في الشرق والغرب يعرف أنَّ الأحزاب القومية التي استطاعت أخذ بعض الأوطان العربية رهائن هي التي تسعى باستمرار لأفضل العلاقات مع أمريكا وهذا شيء حسن ومطلوب لأن مصلحة البلاد تقتضي ذلك ولهذا نحن لا نتهم أحداً انطلاقاً من هذه الحقيقة..! وبالرغم من اعترافهم بالحالة المذرية التي أوصلتنا إليها الأحزاب القومية بمختلف أشكالها، وتصنيفاتها ، فإنهم يريدون معالجة المريض في الزمن الراهن بالطب القومي العربي أي بلا تحاليل، ولا صور أشعة، ولا تشريح، ولا عمليات جراحية لازمة..! أي بالذهاب إلى المزارات والأولياء الصالحين، وتناول الأعشاب نيةً ومغلية، وتقديم النذور والأضاحي للمعنيين بشؤون العباد.. بمعنى أنهم يريدون منا أن نغفر لهم موبقات هذا الفكر المعاشة على الأرض من خلال الواقع المذري وطنياً، وقومياً ..! البعض من القوميين أدرك من خلال المراجعة النقدية العقلانية التي أقدموا عليها بشجاعة وشرف عالي المستوى- لأنَّ المسألة تتعلق بمستقبل أولادنا وأحفادنا- وبالتالي تستوجب القضية الخروج من مربع المشاعر العصبوية، والعواطف الإيمانية، وكسر العقدة التي تتحكم بنظرتنا للأخر الأمريكي أو غيره وكل هذا يتطلب بدايةً التخلص من الفهم التآمري للتاريخ وللراهن منه، والتفاعل مع المعطيات على الأرض مباشرة وليس عبر نظارات الأيديولوجيا فحسب وقبل ذلك القليل من الشجاعة للنظر في المرآة العاكسة.! وهم يريدون منا أن نظل نغرِّد معهم فلا نخرج من السرب القطيعي الجماعي الذي يعني في واقع الأمر نظرية الاستمرارية التي بدأت منذ خلافة معاوية ولا تزال تتناسخ حتى اليوم..كل نقد نوجهه يعتبرونه جلداً للذات، وإهانة للعروبة، وشرشحةً للحضارة الإسلامية والعربية بنظر بعض المتعصبين الشوفينيين الذين لا يستطيعون أن يكونوا قوميين بدون استخدام مفردات الاستعمار، والعمالة، والمؤامرة وغير ذلك.. أما الأكاديميين المتمدنين منهم فيكتفون باعتباره تغريداً خارج السرب وهي تهمة نعترف بها وسنعمل على اقترافها دائماً فهذا هو دور المثقف الحقيقي أن يظل خارج السرب، وأن لا يشتغل لحساب أحد، وأن يبقى على مسافة من السلطة ولو كانت سلطته..! ومن الأحزاب حتى لو كانت من النوع الذي يؤيده، ويرضى عنه.
القومجي يترك أس القضية ويتكلم عن التفاصيل فمثلاً هو يهرب من الحديث عن الفرصة السحرية التي أتيحت للشعب العراقي، ويتجاهل أنه الآن يصنع مستقبله بيديه ومن الطبيعي أن تكون هناك مرحلة انتقالية فيها ما فيها وهل تلد المرأة من دون الآم المخاض والوضع..؟ وهكذا يغرق القومجي في تفاصيل هذه المرحلة الانتقالية، ويتباكى على ضحاياها، متجاهلاً أنَّ الشعب العراقي كله كان ضحية قبل وجود ( بريمر )..! نحن لسنا مع بريمر ولا مع وجوده ولكن لسنا ضده هكذا بالمطلق..! أما أننا مع الشعب العراقي فهي الحقيقة التي لا يريد أن يراها البعض..!
لهؤلاء وأولئك نكتب لهم بعضاً مما قاله أهم البُحاث العرب عن العرب.. ونسألهم في أي خانة خيانيةٍ يصنفونهم ..؟
من كتاب محمد كرد علي المعروف [ الإسلام والحضارة العربية ] ومن الصفحة /135/ ننقل ما ذكره ابن خلدون عن العرب:
(( ولم تكن أمة من الأمم أشغب عيشاً من مُضر يأكلون العقارب والخنافس ويفخرون بأكل العلهز وهو وبر الإبل يموهونه بالحجارة في الدم ويطبخونه وقريباً من هذا كانت حال قريش في مطاعمهم ومساكنهم )) وقال ابن خلدون في مقدمته المعروفة: ( إنهم-أي العرب- أكثر بداوةً من سائر الأمم وأبعد مجالاً في الفقر وهم أهل انتهاب وعبث ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب مخاطر ويفرون إلى منتجعهم في القفر )
ومما ذكره الجاحظ ننقل: (لم يكن العرب تجاراً ولا صناعا ولا أطباء ولا حساباً ولا أصحاب فلاحة ولا أصحاب زرع ولم يكونوا أصحاب جمع وكسب ولا طلبوا المعاش من ألسنة الموازين ورؤوس المكاييل..إلى آخره)
وعن الطبري ننقل: ( ومع غلبة الأمية على العرب فإن علومهم كانت ابتدائية وكانوا يأكلون الخنافس والجعلان والعقارب والحيات..إلى آخره).. نعم هكذا كان يكتب المثقفون، والمفكرون الأفذاذ قديماً.. والحقيقة أنه كان هناك أيضاً من يشبه قوميي هذه الأيام حيث حاول بعضهم إلصاق تهمة الشعوبية بالمفكر الفذ ابن خلدون..!
المهم نحن نريد من خلال التذكير بما كان يكتبه المفكرون والبحاثة من السلف أن نقول: إنَّ الهروب من الحقيقة، أو عدم الإتيان على ذكرها، لا يعطي الهارب امتيازاً وطنياً أو قومياً.. ونحن عندما قررننا الالتحاق بالمدرسة العراقية للتدرب على الممارسة الديمقراطية ونصحنا (( ولم نأمر )) الآخرين بالأمر نفسه كان واضحاً أشد الوضوح أننا كنا نقصد مدرسة القوى السياسية العراقية التي أتيح لها أن تنتقل من حقل التنظير إلى ميدان العمل وهو ما يراه الجميع باستثناء واضعي طماشات إيديولوجية، وعندهم عقدة من الأمريكان الذين يبحثون عن مصالحهم في كلِّ مكان وهذا أمرٌ منطقي..! لذلك تأخذ أغنية القوميين المكررة، والمملة، عن أنَّ أمريكا جاءت من أجل مصالحها، شكل الببغاء المنتوف ريشه..إنهم لا يستطيعون تفهم أنَّ مصلحة العراقيين تلاقت ولو مرحلياً مع الأمريكان..! والأكثر أهمية أن قضيتهم الوطنية عادت إليهم.. والحديث يطول لكن نقول لهؤلاء : انتظروا من فضلكم قليلاً فلربما العراق الجديد يكون خير حكم بيننا..!؟
18/6/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظافة لم تعد من الدين في الفلوجة
- اطلبوا العلم ولو في الصين
- تبويس اللحى بين الإخوان والرفاق
- حول هجرة أدمغتنا وهجرة ملائكتهم
- هذا الميت
- شجرة السرو والثرثرة الفارغة
- ويتاجرون بدمائنا
- بيان-حزب الكلكة هو الأقوى
- هذا الزمن العربي الرديء
- القوة الخارقة
- الكتابة عن الحب والأشباح
- حول التسلط وظواهره
- الحق على الشياطين
- صاحب الحزب وتبليط البحر
- كفى زعبرة
- التلميذ اللبناني النجيب
- حول الكتابة وتجارها
- بيان صادر عن حزب الكلكة القرمطي
- الله والفوج الرابع
- يا حسرتاه..!


المزيد.....




- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل
- قتيلان جراء اصطدام طائرتين عسكريتين فرنسيتين
- مصر.. إيقاف لاعب قطري معروف بأمر -الإنتربول-
- خطوات أساسية في تناول الطعام لحرق السعرات الحرارية
- إسبانيا.. ظهور أول خروف معدل وراثيا!
- فوائد الجبن ومخاطر الإكثار منه
- إسرائيل متخوفة من فتح جبهة الأردن
- سلالة -إلهة الشمس-.. قصة صعود وسقوط -الإمبراطور الإله- في ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - كرمى لعيني القومي النبيل