أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - الأوروبيون وشهوة الاستفراد الإسرائيلي















المزيد.....

الأوروبيون وشهوة الاستفراد الإسرائيلي


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على قاعدة أنه لا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يُقرر مُسبقا "نتائج مفاوضات التسوية الدائمة" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ثارت وتثور تلك "الحمية" الزائدة والاستثنائية لحكومة اليمين المتطرف، في مواجهة مشروع المبادرة السويدية التي تدعو للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وهي المبادرة التي جعلت بعض الحكومات الأوروبية تتبرأ منها، قبل أن تبدأ حكومة نتانياهو وأركان ائتلافه اتصالاتها بالحكومات الأوروبية لحثها على إدخال تعديلات جوهرية على مسودة المبادرة؛ تفرّغها من مضمونها.

وفي أعقاب الضغوط الكبيرة التي مارستها الحكومة الإسرائيلية، وبإسناد مباشر من حليفتها الإستراتيجية الأولى؛ الولايات المتحدة، لإجهاض مشروع المبادرة السويدية، تراجعت العديد من الدول؛ وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وتشيكيا، عن دعم مسودة مشروع المبادرة كما هي، عندما اقترحت تعديلات كانت كفيلة بإفراغها من أهم عناصرها الجوهرية.

وبهذا تكون أوروبا المنحازة للعدوانية العنصرية الإسرائيلية، قد فازت في مواجهة أوروبا المنحازة للعدل وللحق الفلسطيني وفق قرارات الأمم المتحدة التي تدين الاحتلال، وتطالب بالانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وبدلا من الرسالة القوية التي كان يجب أن توجه لحكومة نتانياهو، آثر البعض الأوروبي خيانة المبادئ التي التزم بموجبها الاتحاد الأوروبي العمل من أجل حل الدولتين، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، بدل هذا الرضوخ المخزي لحكومة يمين فاشي متطرفة، سبق وأن أدينت واتهمت بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، جراء احتلالها واغتصابها أرض ووطن الفلسطينيين.

هذه "النعومة" الأوروبية؛ كعنوان لتساهل المجتمع الدولي إزاء الممارسات والسلوكيات الفاشية للاحتلالية الاستيطانية الإسرائيلية، تؤشر إلى جانب نعومة وتساهل الولايات المتحدة، إلى فشل أو إفشال كامل جهود العملية السياسية التفاوضية، التي يبدو أنه بات من الصعب إنهاضها من عثراتها، وذلك بفعل العقبات الكؤود التي وُضعت وتوضع في طريقها، ليس بفعل الموقف الإسرائيلي، بل وبفعل الموقف الأميركي المتراجع عن كل ما نادت به إدارة أوباما، وما حُمّلت من آمال تغييرية قبل أن تبدأ ولايتها، وحتى بعد مضي عام على تلك الولاية التي كشفت مستور الموقف الأميركي غير المستتر أصلا. وأخيرا بفعل الموقف الأوروبي الذي يعيد اليوم كما بالأمس، تجاهل أن إسرائيل ذلك العبء الأخلاقي والأمني، ما زالت هي ذاك العبء، بل زادت عليه من أثقالها ثقلا، خاصة حين تذهب تداعيات الحروب الوحشية الإسرائيلية، حد أن تتعرض بعض بلدان أوروبا ومصالحها لهجمات إرهابية، جراء سلوكها المؤيد لجرائم الاحتلال في السر وفي العلن.

هذا الموقف الأوروبي – أو بعضه – ومن قبله الموقف الأميركي، يوجّها لطمة قاسية لجهود السلطة الفلسطينية، خاصة وهي تسعى وبجدية مفرطة للحفاظ على "خيار الدولتين"، وسط مخاطر الانزلاق نحو تلاشي هذا الخيار، في ظل التهديد بخيار "الدولة الواحدة"، ودون هذا الأخير مشقات تحولات كبرى داخل كيان الاستعمار الاستيطاني الصهيوني.

وفي هذا السياق، وإذا كانت السلطة الفلسطينية تضطر إلى تحديد خياراتها الداخلية والخارجية للمرحلة المقبلة، بالتوجه إلى الساحة الدولية بعد تعذر استئناف المفاوضات، وتحديد هدف استصدار قرار دولي يتبنى رسم حدود الدولة الفلسطينية العتيدة، فإن الطرف الآخر – الإسرائيلي – يسعى إلى عرض أقصى ما لديه من حلول "السلام الاقتصادي"، ولو على حساب أي تطورات سياسية ممكنة أو محتملة، وهذا ما لن يجدي معه الاضطرار إلى مراجعة مسيرة التفاوض برمتها، إذ ما الذي ومن بإمكانه إجبار إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة طي أو فكفكة ملف الاستيطان، والانسحاب من الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية وفي شرق القدس، كي يتلاءم ذلك مع حدود الدولة الفلسطينية المفترضة وفق حدود الرابع من حزيران، كما تأمل السلطة الفلسطينية؟.

وحتى لو اتجهت واشنطن نحو تقديم "طٌعم" هو بمثابة جزرة تستهدف من ورائها إعادة الروح إلى المفاوضات المتوقفة، وبما يستجيب لمطالب الطرف الفلسطيني، فإن الوعود وحدها؛ وحتى القرارات الأممية، وغيرها من المواقف الدولية غير الملزمة، لن يكون في مقدورها وقف زحف الجرافات والبلدوزرات الإسرائيلية، وهي تهدم بيوت الفلسطينيين وتصادر أراضيهم، أو تبني المزيد من الوحدات الاستيطانية، حيث الاستيطان هو الأيديولوجية العليا، والشغل الشاغل لهذه الحكومة؛ حتى وإن اتخذت قرارا بالتجميد أو التأخير، فإن قرارات الاستئناف الاستيطاني تبقى هي الأقوى في معمعة ترسيم حدود مفترضة للاستيطان، لا تستجيب إلاّ للضرورات الأمنية والسياسية الإسرائيلية، القابلة للصرف والتحويل ليس في إسرائيل وحدها، ولكن في أميركا وأوروبا، حيث العالم لا يسعى إلاّ نحو ما يرضي إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة، في الوقت الذي يتجاهل الاحتلال ويستبعده من بؤرة النظر إليه، كجريمة حرب ضد الإنسانية، حتى أمسى يجري تجاهل الاستيطان ذاته؛ كجريمة أخرى تضاف إلى جرائم الاحتلال.

وإذا كان نتانياهو بصلفه وعنجهيته، وبوقاحته المعهودة؛ يذهب إلى أنه لا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يقرر مسبقا نتائج مفاوضات التسوية الدائمة، فإلى أي المرجعيات إذن استندت وتستند الحكومات الإسرائيلية كي تبيح لنفسها مسبقا ودائما تقرير نتائج مفاوضات شكلية، طالما سعت من خلالها لفرض وقائع جوهرية، تٌناسب ما تُجريه على الأرض من فرض وقائع استيطانية واحتلالية دائمة؟. وأين المنطق في ما تسعى إليه حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، وهي تدعو الاتحاد الأوروبي لعدم التدخل بينها وبين السلطة الفلسطينية، وإلاّ فإنها سوف تحرم دول الاتحاد من الاشتراك في أي جهود سياسية مستقبلا، وكأن إسرائيل في الماضي أو في الحاضر، وافقت أو توافق على إشراك أطراف دولية، في جهود استفراد الطرف الفلسطيني، في ما يسمى مفاوضات ثنائية، بينها وبين السلطة الفلسطينية؟!. وبهذا تكون حكومة نتانياهو قد ردت محاولات التسلل الأوروبية، ونجحت في إبعادهم عن مرمى التدخل بينها وبين الفلسطينيين، حفاظا والتزاما بشهوة الاستفراد التفاوضي، ويبقى على الفلسطينيين أن يستمروا بمحاولاتهم الدؤوبة لطرق كل الأبواب، لأجل كل ما يفيدهم ويفيد قضيتهم الوطنية.





#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الصياغات الجديدة للعقائد العسكرية
- مأزق الشراكات التفاوضية
- جعجعة خطط ولا طحين لدولة في الأفق
- حدود العلاقات الندية اليابانية - الأميركية وآفاقها
- فساد السياسة والكيان في إسرائيل
- التحولات التركية وإمكانيات الاتجاه التواصلي
- المفاوضات.. الموعودة دون وعد والمأمولة دون أمل
- جائزة نوبل ل -سلام عدم الاستطاعة-!
- تقرير غولدستون: بداية انعطاف لا نهاية مطاف
- الفلسطينيون ومنطق الإرجاء والتأجيل الكارثي!
- تضارب المواعيد الفلسطينية
- رؤيا الدولة الواحدة.. واقعها وواقعيتها
- من يمتلك -شجاعة- إنهاء الصراع وانتهاء المطالب الفلسطينية؟
- أأفغانستان.. نقطة ضعف أميركية مقلقة
- الاستيطان التوافقي والمفاوضات غير التوافقية!
- مشنقة الشره الاستيطاني والدولة المستحيلة
- في الطريق نحو خطة أوباما
- أهداف الغرب المعجلة والتسوية الموعودة.. مؤجلة!
- حين تختزل -أسلمة- القضايا بجلباب وحجاب!
- بين ألق التحرر الوطني والتطلعات السلطوية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشيخ - الأوروبيون وشهوة الاستفراد الإسرائيلي