ميشيل الشركسي
الحوار المتمدن-العدد: 869 - 2004 / 6 / 19 - 05:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
-الى بلقيس ملكة سبأ-
قبل اسبوع قام حزب التجمع الوطني للاصلاح في اليمن بمظاهرة شاركت فيها العشرات من النساء ( المنقبات ) المتشحات بالجلابيب السود من الرأس حتى أخمص القدمين ، وهتفت النساء مطالبات بالغاء قرار الحكومة اليمنية ووزارة التعليم التي عممت زياْ مدرسياْ موحداْ على التلميذات في المدارس وهو عبارة عن حجاب ابيض اللون يحجب الشعر ويترك الوجه مفتوحاْ . طالبت النساء بحقهن الالهي بارتداء النقاب للتلميذات والطالبات في المدارس والمعاهد والجامعات .
هنا ينتهي الخبر ليبدأ الانسان في التأمل بالحال الذي آل اليه ( اليمن السعيد ) ، يمن الملكة بلقيس وحضارة سبأ في القرن الحادي والعشرين .
ان القرآن ككتاب مقدس يعطي أوامر غير قابلة للجدل لأنها أوحيت من السماء ، حكم على المرأة المسلمة شرعياْ بأنها ( ناقصة عقل ودين ) وصار عزلها فريضة في أصل الشريعة لدى أغلب الفقهاء ، وتحولت المرأة نفسها الى ( حرمة ) لايحق لأحد رؤيتها سوى الأقارب ، وصار النظر الى جسدها خطيئة ، حتى أن لمس يدها اعتبر ( نجاسة ) تفسد وضوء الرجال المسلمين .
أما حزب التجمع الوطني للاصلاح فهو حزب مرخص وشرعي في اليمن ، له منابره العلنية ونوابه ومؤيدوه الكثر ومؤيداته ( المنقبات ) ، وهو يجيز لنفسه أحياناْ استخدام العنف لأجل فرض نظرته الخاصة للمجتمع والمرأة ، أي أنه حزب يعادي المجتمع المدني بامتياز ، وهو رغم ذلك كله داخل في تحالف مع الحزب الاشتراكي اليمني ، الذي لا أدري كيف برر له قادته ومنظروه ذلك ، وهو الحزب الذي دّك في الحرب الأهلية دكاْ شديداْ .
ان العقلية التي قادت حزب - عبد الفتاح اسماعيل - الى ذلك التحالف الشيطاني ولو التكتيكي مع حزب يطالب بالجلابيب والنقاب لكل نساء الكون حتى الأطفال منهن ، هي العقلية التي أنجبت الخراب في معسكرنا ، وهي التي مازالت تعزف على الآلة الخروشوفية البريجنيفية التي يمتزج فيها الوطني بالمدسوس ، وكان الأجدى بمنظري وقادة الحزب الاشتراكي اليمني أخذ الدروس والعبر من المراحل السابقة واعادة النظر في مجمل مسيرة الحزب لتحويله فعلاْ الى حزب تقدمي يساري علماني ديمقراطي يساهم مع غيره من الأحزاب التي لا تساوم على العلمانية في بناء يمن جديد سعيد حقاْ بدون حجاب على عقول البشر .
#ميشيل_الشركسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟