أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاهر أحمد نصر - تحية إلى الصديق الأديب مالك صقور في يوم تكريمه















المزيد.....

تحية إلى الصديق الأديب مالك صقور في يوم تكريمه


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 20:04
المحور: سيرة ذاتية
    


أقامت جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب حفل تكريم تحت عنوان "مالك صقور أديباً" بتاريخ 9122009، في المركز الثقافي بطرطوس، وفي هذه المناسبة أوجه التحية التالية إلى الصديق الأديب مالك صقور:

مساء الخير

من يريد التعرف إلى جوهر الإنسان الكاتب، فليتعرف إلى مضمون كتاباته، التي تعكس تجاربه، وأسلوب تفكيره، ومنهجه في الحياة. ويبقى تسليط الضوء على أعمال الكاتب، وإمعان النظرة النقدية فيها ونشرها إبان حياته، أمراً مثيراً ومفيداً، وأحد أشكال تكريمه؛ وأصدقكم القول إنّ التعرف إلى إنتاج مالك صقور في مجال الترجمة أمرٌ ممتع ومفيد... والترجمة النابعة من الإرادة الذاتية، تعكس بهذا الشكل أو ذاك شخصية المترجم، فالمترجم يرى فيما يترجمه تعبيراً عن الكثير من آرائه التي يريد نقلها إلى الآخرين للإفادة منها... وإذا تناولنا الكتّاب والشعراء المبدعين الذين ترجم أديبُنا أعمالهم، ونشرها على نفقته الشخصية على الرغم من حالته المادية المزرية أمثال: بوشكين، وبيلينسكي، وتشيرنشيفسكفي، وماياكوفسكي وغوركي، فضلاً عن مواضيع الكتب التي ترجمها وألفها، لوجدناها تعكس كثيراً من محبّة الإنسان، والوطن، والخير، والجمال، والجدية والروح الثورية الكامنة في قلب ووجدان الإنسان النبيل...

أمامنا إنسان ترجم منذ أيام الدراسة الجامعية أهم الأعمال النقدية في الأدب الروسي، ليقدمها إلى أدباء وطنه لعلّهم يستفيدون منها... وجال بها سيراً على الأقدام، لأنّه لم يكن يمتلك أجرة التنقل بالحافلات، بين وزارة الثقافة، ومختلف دور النشر، ليجد الصد، والتجاهل، والسخرية أحياناً... إلاّ أنّ إرادته وعزمه ومحبته للأدب، والجمال، والناس كانت أقوى... لمَ لا؟؛ وهو وريث الاستقامة عن أهله، واكتسب الثورة من الأحزاب الثورية، ومن الكتب، وعاصر الشيوعيين الأوائل وناصرهم، إلى أن ضاقت أمامه ساحات النضال، فوصل إلى حالة صديقه ومعلمه بيلينسكي ذلك "الأديب المتمرد الذي ضاقت أمامه ساحات النضال، فتمرد على صفحات المجلات". وكم كان تمرده مفيداً ومثمراً، وما حضورنا اليوم لتكريمه إلاّ برهان على فائدته.

أعود للتعريف بأديبنا من خلال ترجماته. من المؤسف أن وزارة الثقافة لم تنشر ترجمته كتاب "ما العمل" لتشرشيفسكي، ونشرت بعد تقديمه ترجمته لها بمدة ليست قصيرة ترجمة لا تفوق ترجمته جودة... لا شكّ أنّ ذلك ترك امتعاضاً، وزاد "المشمئز" اشمئزازاً، لكنّه لم يكسر عزيمته، فنشر وصديقه الدكتور فؤاد مرعي، كتاب "الممارسة النقدية" لبيلينسكي، الذي أعده: الكتاب المقدس للأديب الأصيل، من الضروري لكل من يمارس مهنة الأدب أن يدرسه، ويتعرف إلى أصول الكتابة، والنقد الأدبيين، التي وضع بيلينسكي أسساً هامة لها، وهو من ناضل من أجل النقد الذي يربي في القارئ المحبّة الصادقة لوطنه وشعبه... وعلّم النقاد أنّ: "ما يقال عن العمل الفني العظيم لا يقل أهمية عن العمل نفسه". مبيناً جوهر الإبداع، قائلاً إنّ: "الأفكار تنبع من العقل، ولكن ما يبدع الأعمال الحية ويخلقها هو الحبّ لا العقل".

هذا بعض ما أراد أديبنا أن ينقله إلى كتابنا... بل ذهب أبعد من ذلك عندما نقل إلينا تجربة الكاتب الروسي العظيم غوركي، وكأنّ أديبنا أراد، على لسان غوركي، أن يجيب على تساؤلاتنا: لماذا صرت تكتب؟ قائلاً: "من جراء الضغط العنيف علي من "الحياة الفقيرة الصعبة"، ولأنّه تكونت لدي انطباعات كثيرة، حيث لم أستطع إلاّ أن أكتب... إنني تعلمت الكتابة لدى الكتاب العظماء...

وها هو أديبنا يطل علينا ثانية بلسان ماياكوفسكي، مترجماً أهم قصائد هذا الشاعر الذي يعد من أهم شعراء النصف الأول من القرن العشرين، والذي دوى صوته مجلجلاً في أصقاع روسيا القيصرية، مندداً بالعبودية والاستبداد. واعتنق الأفكار الثورية مبكراً، وانضم إلى حزب البلاشفة، واعتقل عدة مرات، ووقف حياته، وكل مواهبه من أجل الثورة الاشتراكية، وقضايا الشعب الكادح الغارق في مملكة الظلام. وتنتصر الثورة، لكن الشاعر العملاق سرعان ما يصطدم بالانتهازيين وبالبيروقراطيين، والمتسلقين، ويصاب بخيبة أمل كبيرة من عثرات الاشتراكية... بعد أن كوته الرأسمالية ببشاعتها، ليؤكد أنه لا يمكن أن تقوم علاقة إنسانية متكافئة في أحضان المجتمع الاستغلالي...

لم يكتف أديبنا بالترجمة بل قرنها بالتأليف، فكان أهم أعماله كتاب "بوشكين والقرآن"، والذي تناول فيه علاقة عظيم روسيا بوشكين بالنبي العربي محمد وبالقرآن، والذي يبين أن المبدع الحقيقي هو من يستطيع الاستفادة من إبداع الآخرين...

كم هو مفيد وضروري في أيامنا هذه تبيان دور هؤلاء المبدعين في تلاقي وتمازج الثقافات، للتأسيس لعلاقة صداقة روحية متينة بين الشعوب... وأستطيع القول بثقة: إنّ هذا الكتاب سيطبع اسم مؤلفه مالك صقور بحروف مضيئة في المكتبة العربية...

ولم ينس أديبنا الأطفال، ولم يكن مصادفة اختياره شخصية المعري، لتقديمها إلى الأطفال في سلسلة كتاب "أسامة"، وكتب القصة القصيرة، ولعل مجموعته القصصية "السماء ليست عالية" التي بصق فيها ثلاث مرات؛ "مرة على إسرائيل، ومرة على الحرب، ومرة على حظه"؛ تصل في أسلوبها ومضمونها إلى مرتبة القص العالمي، وفي الوقت نفسه تعكس كرهه للاستغلال والاستبداد وكل ما يشوه ويفسد الإنسان، ومحبته للحقيقة، والعدالة، والإنسان عندما يعود إلى براءته: إيه يا بهيجة؛ "ما أجمل هذا الشارع المكتظ بالناس... ما أطيب هؤلاء الناس، كم أتمنى أن أبقى بينهم".

وأجمل تحية أقدمها لأديبنا في هذه المناسبة معلقاً على كلمات بيلينسكي، التي ترجمها، والتي تقول: "من الأسهل دائماً أن يحسّ الإنسان بالرائع ويفهمه، من أن يجعل الآخرين يحسون به ويفهمونه. فإذا قرأ بعض القراء مقالتي، وقالوا: "هذه حقائق"، أو على الأقل: "توجد هنا بعض الحقائق"، أو إذا قرأها آخرون ثم رغبوا في قراءة المؤلفات التي عالجتها المقالة ـ فإنّ ذلك يعني أني نفذت واجبي وحققت هدفي." لأقول:

الأديب مالك صقور!

لقد نفذت قسماً هاماً من واجبك، رغم الصعاب، ورغم حجب اسمك في بعض المنابر الصحفية، متجاوزاً حسد وحقد الساليريين الأعمى، عندما ترجمت هذا الكتاب المقدس للكتاب، وعندما أطلعتنا على خطوات غوركي على طريق الكتابة، وعلى ملحمة ماياكوفسكي، وبوشكين والقرآن، وعندما كتبت قصصاً رائعة تحت سماء ليست عالية بل حانية على التراب، ويغمرها تراب الوطن، ومحبة الناس الكادحين، وكره الظلم والاستغلال والفساد، وحققت الكثير عندما أمتعتنا وأفدتنا، إنّك تسير على الطريق السليم، وننتظر منك المزيد، و"أجمل الكلمات التي لم تكتب بعد"!

الصفصافة ـ خريف عام 2009 شاهر أحمد نصر

[email protected]



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعد الله ونوس مبدع مسرح المستقبل
- رواية: (على صدري) تحية لحماة، وللحبّ، والحياة
- أفضل خمسين كتاباً روسياً في القرن العشرين
- ضرورة إدخال المبادئ الاشتراكية ضمن شرائع الأمم المتحدة
- في -السور والعتبات- علم الدين عبد اللطيف يعرف ماذا يريد
- صداقة الشعب الروسي في صالح العرب والروس معاً!
- الشعب الروسي يستحق المحبة والمساندة
- شعاع قبل الفجر مذكرات أحمد نهاد السياف
- الجواب الاشتراكي على العولمة الليبرالية
- ثمن الحماقة الاحتلال.. والثمن الذي تدفعه إسرائيل
- نصوص من وراء الجدران تداعيات عقل وقلب مضنيين قراءة في رواية ...
- السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
- معرفة -الجمالي والفني- ضرورة لكل مبدع
- التوازن الاستراتيجي المفقود في القرن الواحد والعشرين
- أجنة الديموقراطية في سورية في النصف الأول من القرن العشرين
- -النهضة والأطراف- مسألة تثير النقاش
- دعوة للتمسك بمكارم الأخلاق ، وليست دعوة للحجاب بالقسر، ولا ل ...
- إذا أردتم تحرير المرأة فابنوا مجتمعات على أسس متحضرة
- -ماذا يفعل النسر في السماء؟- قراءة في رواية -أوقات برية-
- في عيد العمال العالمي: للطبقة العاملة دور جوهري في إيجاد مخر ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاهر أحمد نصر - تحية إلى الصديق الأديب مالك صقور في يوم تكريمه