هاني طاهر
الحوار المتمدن-العدد: 869 - 2004 / 6 / 19 - 05:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما أشد الخلط الحاصل في العلاقة بين الإسلام والديمقراطية والعلمانية! فنحن أمام كذبة محترفين، وأمام أعداءٍ للدين يستغلون حماقة هؤلاء الكذبة المخادعين المنافقين!
أيها السادة، المسألة في غاية البساطة: إذا كان الإسلام يأمر بقتل المرتد لمجرد ردته، فالقول بالحرية الدينية كفر بواح، وكذب سمج.
وإذا كان الإسلام يأمر بقتال الكافرين لكفرهم، فالقول بإمكانية التعايش بين الإسلام وغيره دجل وتضليل.
وإذا كان الإسلام يأمر بإخضاع العالم كله إلى الحكومة الإسلامية العالمية، فالقول بالتعددية وتداول السلطة مرفوض كل الرفض.
على المتحدثين من كل الأطراف أن يكونوا صرحاء جدا في تناولهم لأي موضوع. فالملحد عليه أن يُظهر إلحاده منذ بداية مقاله، لا أن يسخر من الدين من خلال مقالات مشايخ لهم تفسيرهم الذي يستغله للاستهزاء بالدين نفسه، فليكن أمينًا ويذكر التفسيرات الأخرى لعلماء لا يقولون بهذا القول. وهكذا الحال بالنسبة للإسلاميين (الوسطيين)، الذين لا يقلون تضليلا عن هذا الملحد أو ذاك، فَقَبْل اتفاقهم مع الديمقراطية، عليهم أن يخبرونا عن قتل المرتد وعن الباعث على الجهاد، وعن تداول السلطة بكل صراحة.
لقد مللنا المقالات الضبابية الفضفاضة.. نريد أن نقرأ أمورا واضحة لا تحتمل فهميْن..
وهاأنذا أكتب رأيي في العنوان بسطريْن: إن الديمقراطية، بمعنى أن يختار أي شخص ما يريده من عقيدة وأحكام، لا تتعارض مع الإسلام، لكن الإسلام لم يتحدث عنها كوسيلة وحيدة للحكم. وإن العلمانية التي تعني حيادية الدولة تجاه الدين هي من العدل الذي يدعو إليه الإسلام ويعتبره مُقَدَّمًا على الأهل والأقربين. ومنطلقاتي لذلك إسلامية بحتة، فدليلي هو قوله تعالى (لا إكراه في الدين)، الذي لا يقوى على معارضته أي فهم مبتور لحديث نبوي أو حدث تاريخي. وللموضوع تفصيله لمن شاء.
هاني طاهر محاضر في كلية خضوري فلسطين
18-6-2004
#هاني_طاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟