|
خدام النظام المغربي وحيدر وحملة الصراخ العشوائية
عسو الزياني
الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 19:48
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
امينتو حيدر ورفاقها أو المتعاطفين معها يخوضون حملة دبلوماسية و إعلامية مدروسة بينما يخوض خدام و خدامات النظام المغربي –هكذا يحبون تسمية أنفسهم- حملة من الصراخ غير مدروسة. الوزراء و الدبلوماسيون المغاربة ومعهم الكثير من الزعماء السياسيين والصحافيين أصابهم الدوران حتى تظن أنهم يكتشفون لأول مرة بان الصحراء الغربية مدرجة في أروقة الأمم المتحدة تحت بند جلاء الاستعمار وان هناك صحراويون يطالبون بالاستقلال. الكل انخرط في حملة الصراخ الجماعية و نشر الحوارات الصحافية والتصريحات الإعلامية والزيارات الدبلوماسية وبهذه الحملة التي يراد منها شرح قضيتهم لا يزيدونها إلا غموضا. فهم لا يتحدثون لغة يفهمها الرأي العام العالمي الذي يرغبون في تعاطفه ولا يقتنع بها المواطن الصحراوي الذي يؤمن بان امينتو تعبر عن رغبته و طموحه لا يتحدثون لغة تستند الى المساطر والفصول القانونية لإسقاط الجنسية عن امينتو ونفيها. فإذا كانت حيدر رمت جواز السفر فهم بتصرفاتهم هذه داسوا على دستورهم وقوانينهم و أهانوا جهازهم القضائي بان نقلوا صلاحياته إلى موظفي المطار. امينتو سحب منها جواز السفر وربما "الجنسية المغربية" وتم إبعادها خارج الحدود بدون حكم قضائي وبدون أن يشرحوا لنا نحن المغاربة التهمة الموجهة إليها. و يريدون منا أن نساق وراءهم لأننا رعية وان ننخرط في حملة البكاء و الصراخ لان الذئب ربما يتربص بنا. هل التهمة الموجهة إلى امينتو هو الحملة الدبلوماسية و الإعلامية المدروسة التي وراءها؟ ثم ما هي الفصول القانونية لمحاكمة من ينظم حملة من اجل الدفاع عن مطالبه المشروعة؟ هل التهمة هي عرقلة المفاوضات مع البوليزاريو؟ وإذا كانت كذلك هل سيتم تكييفها مع عرقلة العمل التي يحاكم بها المضربون عن العمل في المغرب مع ظروف التشديد؟ هل التهمة هي الانتماء إلى الصحراء الغربية؟ وإذا كانت كذلك هل سيتم تكييفها وفق قانون الإرهاب وتصبح الصحراء الغربية مرادفا للتنظيم السري الإرهابي؟ خدام النظام المغربي يعرفون قبل غيرهم بان القانون الدولي لا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية وان الصحراويين انتفضوا و حملوا السلاح ضدا على هذه السيادة. وإذا كانوا جادين في تشبثهم بالمفاوضات فابسط الأمور التي يجب أن يعلموها بان جبهة البوليزايو لا تعترف بهذه السيادة وإذا كان المطلوب من الآخر التنازل عن هويته فلا داعي للمفاوضات لان النتيجة محسومة سلفا. و حتى لا نتهم بالكذب على خدام الملك هذه بعض النماذج من تصريحاتهم: _رشيد نيني مدير النشر بجريدة المساء يقول: " إن مشكلة بعضهم هي أنهم يخلطون مشاكلهم مع العدالة بقضية وطنية مصيرية، فينتقمون بتبني مواقف الخصوم وأطروحاتهم. كلنا لدينا مشاكل مع القضاء، لكن وحدة الوطن يجب أن تبقى فوق رؤوسنا جميعا. وليس لأن الدولة أو الحكومة أو النظام يتبنى موقفا صارما أمام قضية أميناتو فإنه علينا أن نتبنى العكس، فقط لكي نكون ضد الحكومة أو الدولة أو النظام. هناك قضايا لا تجوز فيها لعبة ليّ الأذرع. وقضية الصحراء على رأس هذه القضايا التي يجب أن يتجند الجميع للدفاع عنها، كلٌّ من موقعه. علينا في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها المغرب أن نستحضر صلابة وثبات و«قصوحية» رأس الحسن الثاني عندما طالبه مجلس الأمن بإلغاء المسيرة الخضراء، فأصر عليها ولم يتراجع". ( جريدة المساء 14.12.2009) حسب هذا الصحافي "الكبير" لا يهم أن تنتهك القوانين التي وضعها النظام بنفسه أو القوانين الدولية إذا تعلق الأمر بالمعارضين الصحراويين أمثال امينتو وفي السياق نفسه ربما نيني لا يمانع هذا النهج حتى مع المعارضين المغاربة الذين بتضحياتهم يستطيع اليوم أمثاله تأسيس جريدة واحتلال مكانة اجتماعية متميزة والنظر من الابراج. _و خالد الناصري، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة قال : "إن المدعوة أمينتو حيدر تعرف الطريق الذي يؤدي إلى المغرب وهو الاعتراف بذنبها، والاعتذار عن إهانتها لرموز البلاد".(جريدة المساء العدد 1003 الاحد 13 ديسمبر 2009 ). وفي تناغم تام مع هذا التصريح يشرح وزير اخر: _عبد الواحد الراضي وزير العدل لجريدتي «إيل باييس» و«لاراثون» الإسبانيتين: " _ما هي الإهانة بالضبط، هل إعلانها بأنها صحراوية؟ نعم _لكنها فعلت ذلك من قبل.. كلا، إنها المرة الأولى. لقد استغلت التسامح المغربي لتنفيذ استراتيجية تم التخطيط لها جيدا من قبل البوليساريو وقوى أجنبية أخرى ، والهدف من ذلك هو التصعيد والدعاية . عندما جاءت إلى العيون كان يرافقها في الطائرة صحافيين اثنين من أجل الدعاية.. الآن ما هي الوضعية القانونية لحيدر في المغرب ؟ نفس الوضعية التي لأولئك المتواجدين في تندوف والذين يوجدون في الخارج ويعملون ضد مصلحة بلادهم." (أعيد نشر الحوار بجريدة الاتحاد الاشتراكي 14.12.2009 ). _ أما الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون نقلا عن جريدة المغربية 14.12.2009: قال "أؤكد مرة أخرى، أن هذه السيدة ليست مناضلة في مجال حقوق الإنسان، لكنها عنصر يتحرك في إطار القرارات الإستراتيجية والأمنية لباقي الأطراف". و" في هذا السياق، أعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون عن أسفه لتأجيل الجولة الثانية من المفاوضات غير الرسمية بسبب "المواقف والمناورات التي تقوم بها الجزائر وبوليساريو"". وأنا أتساءل ما الجديد الذي سيحمله الفاسي الى المفاوضات إذا كان بالنسبة لوزير العدل اعتراف حيدر بأنها صحراوية تهمة و اهانة لرموز البلاد تستحق عنها الإبعاد حتى بدون صدور حكم قضائي؟ وما الجدوى من المفاوضات إذا كان النظام لا يقبل بغير السيادة المغربية على الصحراء؟ ثم هل المشكل في المناورة التي قامت بها البوليزاريو؟ أم أن ديمقراطية الواجهة انكشفت حقيقتها أمام امتحان بسيط؟ إن قبلنا بان ما قامت به امينتو حيدر مناورة مشتركة بين الجزائر و البوليزاريو فان الفضل يعود لها في كشف عورة النظام أمام العالم وزيف شعارات الديمقراطية و حقوق الإنسان التي يرفعها و روج لها الكثير من السياسيين و الصحافيين الذين يتبقى لهم الآن غير الانخراط في حملة صراخ جماعية عشوائية. من مظاهر عشوائيتها توجيهها تارة ضد اسبانيا وتارة ضد الجزائر و تارة ضد المجتمع الدولي الذي لا "يفهم حقيقة" الصراع في الصحراء بينما هم الذين صدقوا الأوهام التي ظلوا يروجونها ولم يرغبوا في فهم الصراع و لا طرق حله. والواقع أنهم تفاجئوا بحجم التعاطف في العالم مع قضية امينتو لأنهم ألفوا و استأنسوا صيد فرائس سهلة ليست وراءها حملة دبلوماسية أو إعلامية نشيطة. وأصبحوا يصورون المشكل القائم فقط في هذه الحملة التي تسند حيدر كأنهم بزوالها قادرون على حل القضية وفق القوانين الدولية. لكن الأمر ليس كذلك.. انهم ألفوا أن يختطفوا المغاربة و الصحراويين ويرمون بهم في السجون السرية لسنين طويلة دون أن يعلم بهم احد كسجن تزمامارت وقلعة مكونة وغيرهما.. ألفوا أن يغتالوا المنتفضين والمناضلين ويدفنوهم في المقابر السرية دون أن يكتشفهم احد إلا بعد عشرات السنين وربما بالصدفة.. إنهم ألفوا القتل تحت جنح الظلام.. هذا هو السبب وراء صراخهم في وجه الحملة الدبلوماسية و الإعلامية التي وراء امينتو.. فلو كان لهم حل غير الاستفراد بالضحية و الغدر الجبان لفعلوه دون الالتفات إلى هذه الحملة. إنهم ألفوا أن ينال الطلبة في الجامعات و المعطلين في الشوارع عقابا جماعيا من مختلف أجهزة القمع كلما تظاهروا و ان يقتادوا بعد ذلك للمحاكمة بتهمة الجهر بكلمة الحق وليس التجمهر ..هذا دون أن تتحرك أية آلة دبلوماسية أو سياسية لحمايتهم . السياسيون الذين نراهم الآن منشغلين بتنشيط الدبلوماسية الشعبية أو الموازية ويصرخون بان معارضتهم للنظام لا تمنعهم من التوحد معه حول قضية امينتو و خدمة "القضية الوطنية الأولى" كنا نراهم دائما صامتين أمام قمع أبناء الشعب المغربي ..صامتين أمام المحاكمات التي يتعرض لها الطلبة القاعديون بلا انقطاع .. صامتين امام المحاكمات السياسية ..صامتين أمام المحاكمات الترهيبية بتهمة المس بالمقدسات.. صامتين أمام قمع انتفاضة صفرو وسيدي افني وغيرهما من اللائحة الطويلة..صامتين أمام واجب الكشف عن السجون و المقابر السرية. صامتون ومنشغلون بترقيع بكارة النظام المغربي هذه هي حالتهم الدائمة ولا نطلب منهم تغييرها.. لكننا فقط نطلب منهم الكف عن إرغامنا على مشاركتهم الصمت.. هم يريدون منا الصمت حتى عن اغتيال أقربائنا بينما يتكلفون بدفنهم بدلا منا. و نصيحتي الأخيرة لهؤلاء السياسيين و الصحافيين أن يكفوا قليلا عن الكلام لان الكثير منه يدينهم و صالح لتقديمهم كمجرمي حرب ومروجي إبادة بشرية. و أن يكفوا قليلا عن الكلام لان كل حملات الكذب السابقة باءت إلى الفشل لطالما روجوا أن البوليزاريو مرتزقة أتوا من كل بقاع العالم لمحاربة المغرب حسدا على استقلاله و صوروا مقاتلي الجبهة بأبشع حتى لما ظهرت صورة زعيمها على إحدى الصحف المغربية بملامح بشرية وفضحت كذبهم حجزوها دون الحاجة إلى قضاء. و لطالما روجوا أن قضية الصحراء مفتعلة من طرف الجزائر والمطالبين بالاستقلال هم صنيعة العسكر الجزائري الآن فضحهم ملف حيدر لأنها ولدت بما يسمونه "أقاليم جنوبية" و ليست محتجزة و لا يمارس عليها ضغط العسكر المذكور ومع ذلك تطالب بالاستقلال. لذلك انزعج النظام و فقد خدامه الأوفياء صوابهم في حملة الصراخ هذه التي تصم آذانهم عن سماع أصوات الجياع و المحرومين بهذا الوطن.
#عسو_الزياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عسو الزياني : ملاحظات حول مقالّ-الموقع التاريخي للثورة الصين
...
-
عسو الزياني : ملاحظات حول مقالّ-الموقع التاريخي للثورة الصين
...
-
الطلبة القاعديون... مرة أخرى
-
اليأس و التفاؤل في السياسة المغربية
-
جماهير شعبنا هده الانتخابات ليست لكم
-
الحقيقة .. الغائب الأكبر في تاريخ المغرب المدون
-
ايكس ليبان : المؤامرة الكبرى في تاريخ المغرب
-
ضد العنصرية الأمازيغية - العربية
المزيد.....
-
جراح قديمة وطاقة جديدة في عاصمة الثورة السورية
-
غيراسيموف: قلة التدريب بسبب العقوبات الأمريكية وراء انهيار ا
...
-
دوجاريك: إسرائيل لا تزال ترفض توصيل المساعدات إلى شمال غزة
-
أكثر من مليون قتيل وجريح.. الأركان الروسية تحصي خسائر كييف خ
...
-
حزمة مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار ب
...
-
زاخاروفا تعلق على إمكانية رفع -هيئة تحرير الشام- من قائمة ال
...
-
شاهد.. شركة فضاء يابانية تلغي رحلة قمر صناعي بعد دقائق من ال
...
-
مقتل شخصين على الأقل إثر اصطدام طائرة بمبنى شحن في هاواي
-
نتنياهو يمثل أمام المحكمة من جديد بتهم فساد
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|