|
بين الحقيقه العلميه و الاوهام الاسطوريه
هاله طلعت
الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 00:56
المحور:
المجتمع المدني
منذ بدأت عملى كمعلمه لمادة العلوم بالمرحله الاعداديه وانا يواجهني تساءل و علامة استفهام حول رد فعل المتعلمين الاناث منهم تحديدا حول درس في منهج طويل به مختلف المعلومات العلميه التي لا تثير انتباه او حتى مجرد اهتمام الطالبات أو الطلاب بل على العكس يتسائلون دائما سؤال كان بالنسبه لى في بداية عملي مستفز جدا عن مدى أهمية دراسة هذا الكم من المعلومات المبهمه الغير متصله مع بعضها البعض التي لا يرون ان لها صله قويه بينها و بين ما يمارسونه من طقوس الحياه المختلفه و يعتبرونها مجرد حشو للراس أجهد العلماء أنفسهم لاكتشافها حتى يثقلون بها رؤسهم في النهايه و لا يستفيدون منها اكثر من حفظها و اللقائها كما هي بلا زياده او نقصان في ورقة الامتحان ثم ينسونه تماما كأن لم يكن بعد انتفاء الغرض منها باجتياز اختبار وهمي لا يقيس سوى قدرتهم على الحفظ و الاستظهار لكم هائل من المعلومات المتفككه الغير المتصله و الغير مجديه من وجهة نظرهم و قد توصلت من طول فترة عملي كمعلمه و احتكاكي المباشر بالمتعلم و طريقة تلقيه لما يطرح عليه هذا و بالإضافة إلى الطريقة التي يتناول بها الكتاب المقرر تلك المعلومات تجدها طريقه جافه لا تثير في نفوسهم أي رغبه في المعرفة أو التعلم و نضيف الى ذلك عدم اتصال مايدرسون بالبيئة المحيطه بهم ومدى احتياجهم لها عند ممارست حياتهم العامه خارج اطار المدرسه و يبقى هذا الدرس الهزيل في كل شيئ بداية من طرح المعلومات وصولا الى كم ما يقدمه منها بطريقه لايثير فيها اي اهتمام سوى ما في الدرس من عالم مبهم يتمنين الفتايات تحديدا ولوجه و التوغل فيه ولكن يفعلون ذلك على استحياء و شعور غريب بالعيب و العار لشدة ما يفرض عليهن من حصار بحجة حمايتهن و المحافظه عليهن من الذلل . أحيانا و يا للأسف يتحول هذا الشعور العالي بالذنب الى خيبة امل مستتره لضآلة ما يحصلون عليه بعد هذا الشوق الذي يستمر عام كامل حتى يصل موعد تدريس هذا الدرس الذي يتحدث باختصار و بشكل علمي مبتثر عن التكاثر في الانسان حيث يصعب التحدث عن الجهاز التناسلي و مراحل البلوغ دون ربطه بالتكاثر الهدف السامي من وجود هذا الجهاز المبهم الذي لايوازيه اي هدف او دور اخر له . منذ ان كنت طالبه و هذا الدرس يثير قلق و توتر عام و كأنه ينتهك كل المقدسات التي نحيا من اجل حمايتها و الحفاظ عليها حيث امتنعت المعلمه عن شرحه و طلبت مننا وقتها قراءته بعيدا عن المدرسه و قد اهملته بالتبعيه اثناء استذكاري لمنهج العلوم في هذه المرحله و كان في وقتها يتم تجاهله عمدا على ما اظن في الامتحان في هذه الفتره حيث كان الامتحان يشمل دروس العام الدراسي كله و لكن عندما قسم العام الدرسي الى فصلين دراسيين اصبح من الصعب تجاهله في الامتحان لان المنهج قسم الى نصفين فلم يكن امامهم الى تقليصه فبعد ان كان وحده دراسيه كامله اصبح مجرد درس من وحده بها دروس اخرى لها صله بمفهوم التكاثر ككل و تم طرح الدرس بطريقة ممله لاتدعو للاهتمام و لا تشفي غليل اي مهتم بما يطرح من معلومات و مع ذلك يثير اهتمام الطالبات و الطلاب و ينتظرون قدوم النصف الثاني من العام الدراسي بفروغ صبر ليدرسوا ما به من معلومات وتجد الطالبات يبحثن عن مدرسه تشرح لهن الدرس و لو صادف ان تكون تلك المدرسه صدرها رحب لاسئلتهن فهن يمطرونها اسئله كثيره تدور بخلدهن و ان كانت الطريقه التي يطرحون بها الاسئله يشوبها كثير من هذا الشعور الذي ينتاب المذنب الذي يقترف معصيه و كثير من التخابث اثناء طرح السؤال تحسبا لاحتمال ضيق او غضب المعلمه من كم و نوع ما يطرحون من اسئله إستطاعوا أن يتراجعوا في الوقت المناسب دون أن يقع على رأسهم سيل من التأنيب و الاتهام . السؤال الان اليس من الافضل أن يكون هذا الدرس وحده دراسيه متكامله تطرح فكرة التكاثر و مرحلة البلوغ التي تمر على الجسم اثناء نمو هذا الجهاز و دوره المهم في العلاقة بين الجنسين بشكل علمي و تربوي يراعى فيه كل قواعد علم النفس الصحيحه الشارحه لمراحل النمو و البلوغ المختلفه و أهم التغيرات التي تتطرأ على الجنسين و يكون بها رد على سيل تساؤلاتهم بشكل علمي صحيح يكون لهم خيال صحيح لا يشوبه الاساطير الوهميه التي يسمعنها من نساء الاسره وما بها من اخطاء علميه مهينه و يحدد للمعلمه او المعلم المسار الذي يسير فيه بعيدا عن ثقافته الشخصيه القائمه على الاوهام هي الاخرى مع شديد الاسف. دائما تطلق عبارة الحاجه أم الاختراع و هى تعني ان معانات العلماء لاكتشاف كل ما توصلوا اليه من علوم كانت نتاج حاجه حقيقية للمجتمع و البيئه المحيط بهم و قد افادوا البشريه كلها بما اكتشفوا من علوم أي ان ابحاثهم لم تكن لمجرد ترف المعرفه فلما لا يصل هذا للمتعلمين و يشعرون بالضيق من هؤلاء العلماء الذين اثقلوا كاهلهم بكل هذه العلوم الغير مجديه و التي تلقى في مزبلة الذاكره بمجرد انتهاء العام الدراسي . لما توضع المحازير على كثير من العلوم وتقدم باهمال و عدم اكتراث برغم انها تثير شغف المتعلم و اهتمامه مثل الموضوع الخاص بالجهاز التناسلي و الدروس التي تتحدث عن تطور علم الفلك و غيره من الموضوعات التي تثير علمات أستفهام و مع ذلك تقدم بشكل جامد و أهمال شديد.
#هاله_طلعت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
و باء لا مصل له
-
صورة أخرى على أرض الواقع
-
الخوف
-
أرض الواقع
-
احترس ممنوع اللعب
-
مسرحية هزلية
-
عندما تحدثت بدور
المزيد.....
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
-
مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|