أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الدين البهائي وأديان آخرى(مقال في مقالات).كيف يمكن أن يكون الدين البهائي ديناً مستقلاً وفي الوقت نفسه يؤمن بأن الأديان كلها دين واحد















المزيد.....

الدين البهائي وأديان آخرى(مقال في مقالات).كيف يمكن أن يكون الدين البهائي ديناً مستقلاً وفي الوقت نفسه يؤمن بأن الأديان كلها دين واحد


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 00:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يجب التأكيد منذ البداية أن الدين البهائي هو دين مستقلّ. فهو ليس طائفة من الإسلام، ولا هو مشتق من أية مجموعة دينية آخرى. يعتبر الدين البهائي أن جميع الأديان العالمية الرئيسية هى أديان حق وأن كلاً منها هو جزء من خطة الله عزّ وجلّ وهدفه للإنسانية . يؤمن البهائيون أن حاملي الأديان العالمية هم في الجوهر مظاهر لحقيقة واحدة. وبالتالي، إن الأديان هى أصلاً تهدي بني البشر إلى صراط واحد-وهو الصراط الذي يضمن وصولهم إلى أسمى درجات النمو الروحاني، صراط السلام والوحدة .
تُرشد الآثار البهائية المقدسة البهائيين إلى التوجّه بأجلّ الاحترام ومنتهى التقدير تجاه مؤسسي الأديان العالمية(الرسل والأنبياء) وكتبهم المقدسة. وعن النبي محمد(عليه سلام الله وبركاته) كتب حضرة بهاءالله(حامل الرسالة البهائية)-:
... وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى مَنِ ابْتَسَمَ بِظُهُورِهِ ثَغْرُ الْبَطْحَاء وَتَعَطَّرَ بِنَفَحَاتِ قَمِيصِهِ كُلُّ الْوَرَى الَّذِي أَتَى لِحِفْظِ الْعِبَادِ عَنْ كُلِّ مَا يَضُرُّهُمْ فِي نَاسُوتِ الإِنْشَآءِ. تَعَالَى تَعَالَى مَقَامُهُ عَنْ وَصْفِ الْمُمْكِنَاتِ وَذِكْرِ الْكَائِنَاتِ. بِهِ ارْتَفَعَ خِبَآءُ النَّظْمِ فِي الْعَالَمِ وَعَلَمُ الْعِرْفَانِ بَيْنَ الأُمَمِ. وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ بِهِمْ نُصِبَتْ رَايَاتُ التَّوْحِيدِ وَأَعْلاَمُ النَّصْرِ وَالتَّفْرِيدِ. وَبِهِمِ ارْتَفَعَ دِينُ اللهِ بَيْنَ خَلْقِهِ وَذِكْرُهُ بَيْنَ عِبَادِهِ.1
وقد وُصف النبي محمد(ص) في كتاب الإيقان، وهو من آثار حضرة بهاءالله الكتابيّة، على أنه"رسول الله"2 ،"جوهر الصدق"3، "الجمال الأزلي"4،"النور الإلهي"، و"شمس النبوة"5. وفيما يلي فقرة من كتاب الإيقان تصف مُهمّته:
ومن جملة ذلك السّلطنة الّتي ظهرت عن شمس الأحديّة محمّد عليه الصّلاة والسّلام. .......... كما تلاحظ أيضًا أنّه من جهة أخرى قد وصل وألّف بينهم، إذ قد شوهد أنَّ جمعًا من النّاس كان شيطان النّفس والهوى قد بذر فيما بينهم في سنين عديدة بذور العداوة والبغضاء، وبسبب الإيمان بهذا الأمر البديع المنيع صاروا متّحدين ومتّفقين بدرجة كأنّهم أتوا من صلب واحد. كذلك يؤلّف الله بين قلوب الّذين هم انقطعوا إليه وآمنوا بآياته وكانوا من كوثر الفضل بأيادي العزّ من الشّاربين. وعلاوة على ذلك، كم من أناس مختلفين في العقائد، ومتباينين في المذاهب، ومتفاوتين في المزاج، قد لبسوا قميص التّوحيد الجديد من هذا النّسيم – نسيم الرّضوان الإلهيّ وربيع القدس المعنويّ. وشربوا من كأس التّفريد6.

وفي الكتاب ذاته فقرة تشرح بإسهاب المظالم التي تحمّلها محمد(ص) على أيدي شعوب زمانه وتضحياته وصبره:
لهذا قال حضرة الرّسول: "ما أوذِي نبيٌّ بمثل ما أوذيت" فهذه المفتريات الّتي ألصقوها بحضرته، وذلك الإيذاء الّذي حلّ به منهم، كلّ ذلك مذكور في الفرقان. فارجعوا إليه لعلّكم بمواقع الأمر تطّلعون. واشتدّت عليه الأمور من كلّ الجهات بدرجة أنّه ما كان يعاشره أحد، ولا يعاشرون أصحابه مدّة من الزّمان. و كلّ من كان يتشرّف بحضرته ويتّصل به كانوا يؤذونه غاية الأذى.7

وقد خطب حضرة عبدالبهاء، وهو الابن الأرشد لحضرة بهاءالله الذي خلفه في تحمّل مسئولية الدين البهائي، مرات عديدة أمام الجماهير في الغرب، وحتى في الكنائس والكنيس، مادحاً إنجازات محمد(ص).وعلى سبيل المثال، قال أمام حشد من المسيحيين سنة1912 في الولايات المتحدة:
كان العرب في منتهى درجات الانحطاط. كانوا سفّاكي دماء، بربريين، ومتوحشين لدرجة أنه كان الأب يدفن ابنته وهى على قيد الحياة.يفكّروا، هل يمكن أن تكون هناك همجية أحط من هذا؟ وكانت بلادهم مكوّنة من شعوب قبليّة متحاربة متعادية، تسكن شبه الجزيرة العربية، يقتصر عملهم على محاربة ونهب بعضهم بعضاً، وأسر النساء والأطفال، والتقاتل فيما بينهم.ظهر محمد(ص) في هكذا شعب. فربّى ووحّد هذه القبائل البربرية وأنهى سفك الدماء بينهم. وبواسطة تربيته لهم، ترقّوا إلى درجة من الحضارة ما مكّنهم من السيطرة على قارات ودول وحَكَموها. ما أعظم الحضارة التي أقامها المسلمون في أسبانيا! وما أروع الحضارة التي أسسها المغاربة في مراكش! وكم كانت جبارة الخلافة التي انشئت في بغداد ! وكم ساهم الإسلام في حقل العلم وسار به قُدُماً!8
وفي لندن عاد حضرة عبدالبهاء إلى هذا الموضوع في مقالة كتبت لمجلة مسيحيّة، "ذا كريستيان كومنولث" The Christian Commonwealth:
.... وهذا ماحدث مع القبائل العربية التي كانت آنذاك غير متحضرة ترزح تحت الحكم الفارسي واليوناني. فعندما أشرقت الشمس المحمدية ابتهجت شبه الجزيرة العربية بكاملها. وتنورت هذه الشعوب المضطهدة وتثقفت إلى درجة أن تشرّبت دول آخرى حضارتها من بلاد العرب، وكان هذا برهاناً عن مهمة سيدنا محمد(ص) الإلهية.9

وأما القرآن الكريم،فغالباً ما يُستشهد بآياته المباركة في الآثار الكتابية البهائية المقدسة فهو يعتبر كلام الله المعتمد. وتوصف كلمات القرآن في الآثار البهائية على أنها "ما أنزله الرّحمن في الفرقان"10 و"هذا هو الدليل الذي علّمه سلطان الأحدية لعباده، مع ذلك، هل من الجائز أن يعرضوا عن هذه الآيات البديعة التي أحاطت الشرق والغرب، ويَعُدّوا أنفسهم من أهل الإيمان؟"11 وبالنسبة للهداية التي يحملها القرآن لشعوب العالم، يتفضل حضرة بهاءالله قائلاً: حيث أنَّ جميع ما تحتاج إليه تلك الأمّة من أحكام الدّين، وشريعة سيّد المرسلين، موجودٌ ومعَيَّنٌ في ذاك الرّضوان المبين. وإنّه لهو الحجّة الباقية لأهله من بعد نقطة الفرقان. إذ أنَّ حكمه مسلّم، وأمره محقّق الوقوع، والجميع كانوا مأمورين باتّباعه إلى حين الظّهور البديع في سنة السّتّين. وبه يصل الطّالبون إلى رضوان الوصال، ويفوز المجاهدون والمهاجرون بسرادق القرب. وإنّه لدليل محكم وحجّة عظمى. وما عداه من الرّوايات والكتب والأحاديث ليس لها ذلك الفخر، لأنّ الحديث وأصحاب الحديث، وجودهم وقولهم مثبوت بحكم الكتاب ومحقّق به.12
ويشير حضرة عبدالبهاء إلى حقيقة أن القرآن استبق العلم في كشف بعض الحقائق من أمثال تلك التي لها علاقة بعلم الفلك:
فمن ذلك تعلمون أنه في القرون الأولى والوسطى وحتّى القرن الخامس عشر الميلادي... اتفق جميع الرياضيّين في العالم على مركزية الأرض وحركة الشّمس،... ولكن نزلت في القرآن آيات تخالف رأي بطلميوس وقواعده، ومن ذلك الآية الكريمة (والشمس تجري لمستقرّ لها)13 المتضمنة ثبوت الشمس وحركتها على محورها،وكذلك الآية الكريمة "وكلّ في فلك يسبحون"14 فقد صرّح بأنّ الشّمس والقمر وسائر النجوم متحرّكة، فلمّا انتشر القرآن استهزأ الرّياضيّون بهذا الرأي ونسبوه إلى الجهل، حتى أن علماء الإسلام لمّا رأوا مخالفة الآيات لقواعد بطلميوس اضطرّوا إلى تأويلها...
...وذلك حتّى القرن الخامس عشر الميلادي أي بعد ظهور حضرة محمد بنحو تسعمائة سنة تقريباً حيثُ رصد رياضي شَهير رصداً جديداً واختُرعت الآلات التلسكوبية وحدثت الاكتشافات المهمّة فثبتت حركة الأرض وسكون الشّمس وكذلك عرفت حركة الشمس حول محورها، وصار من المعلوم أنّ صريح الآيات القرآنية يطابق الواقع وأصبحت القواعد البطلميوسية محض أوهام".15-(من كتاب-فهم الدين البهائي)
ونتابع معكم في القادم في مقال- " الدين البهائي وأديان آخرى".....
رابط كتاب الإيقان للإستطلاع
http://reference.bahai.org/ar/t/b/KI/
المراجع
1. مجموعة ألواح حضرة بهاءالله نزلت بعد الأقدس-ص153-154 (معرّب)
2. كتاب الإيقان-ص168(معرّب)
3. كتاب الإيقان ص124(معرّب)
4. كتاب الإيقان-ص137(معرّب)
5. كتاب الإيقان-ص45 (معرّب)
6. كتاب الإيقان-ص85(معرّب)
7. كتاب الإيقان-ص83(معرّب)
8. عبدالبهاء،Promulgation of Universal Peace ص346(معرّب بتصرف)
9. عبدالبهاء Christian Commonwealth,29 September1911,see Abdu l-Baha in Londan,pp.42-43(معرب بتصرف)
10. بهاءالله،الكتاب الأقدس،ج14(معرب)
11. كتاب الإيقان-ص185(معرب)
12. كتاب الإيقان-ص1690معرب)
13. القرآن الكريم سورة يس الآية 38
14. القرآن الكريم سورة يس الآية 40
15. من مفاوضات حضرة عبدالبهاء-ص29(معرب)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهدم البشري والبناء الإلهي
- وحدةالله ورسله وقياماتهم ودينوناتهم للعالم
- آدم وشجرة الحياة
- هل اتّحاد الأديان ممكن؟ وإذا كان ممكنًا فكيف يحدث؟ ومتى يحدث ...
- خاتم النبيين-وأبدية الرسالات الإلهية
- سؤال- إلى كم تنقسم أخلاق النّوع الإنسانيّ ومن أين جاء هذا ال ...
- براهين روحانية
- يا أهل العالم إلى متى هذا الهجوع والسّبات، وإلى متى النّزاع ...
- البهائية وقضايا إجتماعية- التطور الاخلاقي
- البهائية وقضايا إجتماعية -ازدهار العالم الانساني
- البهائية وقضايا إجتماعية -حقوق الانسان-المرأة والسلام
- البهائية وقضايا إجتماعية-التعصُّب نار تحرق العالم
- الدين العالمي
- الدين البهائي يقف على رؤية إنسانية موحّدة وأسلوب للحياة ليست ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي-النظم الإدراي و مرجع ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي- ولي أمر الله شوقي أ ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي -مقدمة عن النظم الاد ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(3/3)
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(2/3)


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الدين البهائي وأديان آخرى(مقال في مقالات).كيف يمكن أن يكون الدين البهائي ديناً مستقلاً وفي الوقت نفسه يؤمن بأن الأديان كلها دين واحد