أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ِالصبار - الاحتلال يؤجل الدولة المؤقتة















المزيد.....

الاحتلال يؤجل الدولة المؤقتة


ِالصبار

الحوار المتمدن-العدد: 175 - 2002 / 6 / 29 - 21:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


قررت الحكومة الاسرائيلية اعادة الاحتلال المباشر للضفة الغربية، في محاولة لحسم العمليات الانتحارية التي هزت المجتمع الاسرائيلي وسببت له ضررا امنيا واقتصاديا كبيرا. جاء هذا بعد ان فشلت عملية السور الواقي في تحقيق هدفها، وهو تمهيد الطريق لترتيب سياسي جديد يُعاد فيه تكوين السلطة الفلسطينية على اسس جديدة. وكان على عرفات محاربة المنظمات المسلحة وعلى رأسها كتائب الاقصى وحماس والجهاد، واجراء اصلاحات داخلية تناسب الحاجات الامنية الاسرائيلية، مقابل الاعلان الامريكي عن الدولة الفلسطينية المؤقتة في المناطق التي سبق للسلطة ان تسلمتها في اتفاق اوسلو.

ولكن يبدو ان الاجندة الامريكية والاسرائيلية لا تنسجم تماما مع اجندة المنظمات المسلحة. فقد قررت هذه الاخيرة ان مصلحة الشعب الفلسطيني تقضي بمواصلة الحرب، حتى دحر الاحتلال او القضاء على اسرائيل. وتسعى هذه المنظمات لحسم المواجهة باستخدامها سلاح الانتحار الذي كبد اسرائيل خسائر فادحة دون ان تجد وسيلة للرد عليه.

في ظل هذا صار واضحا ان الارضية للتسوية الامريكية الاسرائيلية لم تتبلور بعد، لان السلطة الفلسطينية فقدت القدرة على الحكم. اما المنظمات المسلحة فتعيش نشوة خيالية بانها مقبلة على الحسم والانتصار، لذا فهي غير معنية بالتفاوض، بل بمواصلة الحملة الانتحارية التي تتمتع بتأييد شعبي كبير جدا.

ولكن هذه النشوة لا مبرر لها، فالشعور بالانتقام لا يمكن ان يكون بديلا عن البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فما هي برامج هذه المنظمات المسلحة؟ الاسلاميون من جهة يريدون دولة اسلامية، اما الوطنيون فيتمسكون بنظام السلطة الفاسد. ويتفق الطرفان على ان الانتحار هو الاسلوب لتحقيق اهدافهما. ولكن العمليات الانتحارية لا تستطيع هزم الاحتلال لانها تفتقد المقومات الاساسية للنجاح، وعلى رأسها الدعائم الاقتصادية والاجتماعية والدعم الدولي والعربي. ان النضال ضد الاحتلال لا يكون بعملية سريعة وحاسمة، بل يحتاج الى نفس طويل ويتطلب ظروفا دولية واقليمية مواتية لا يستطيع دونها ان يحقق اهدافه.

لقد اثبتت المنظمات المسلحة قدرتها على تحدي الاحتلال، ولكنها فقدت الدعم الدولي وحتى العربي. ان صور الباصات المتفجرة في شوارع اسرائيل أثرت سلبا على النضال الفلسطيني، لدرجة ان اسرائيل اعادت احتلال الضفة الغربية، واعتبر العالم ذلك دفاعا مشروعا عن النفس.

لقد اخذ النضال الفلسطيني يفقد مصداقيته لسببين: الاول يتعلق بطبيعة القيادة الفاسدة المعروفة بسوء ادارة امور شعبها واستعدادها للاستسلام، كما فعلت في صفقة كنيسة المهد حين وافقت على ابعاد عناصرها مقابل فك الحصار عن عرفات؛ والثاني يتعلق بان العالم يستصعب تفهم العمليات الانتحارية، ولا يجد فرقا بين الانتحار والاستشهاد، ويعتبره على كل حال ارهابا.

لقد بدأت المعادلة تتضح شيئا فشيئا، فالانتحار لا يمكنه حسم المعركة، كما تعجز الدبابات الاسرائيلية عن ردع العمليات الانتحارية. من هنا، يبقى التناحر الخيار الوحيد امام الجانبين.

ان اسرائيل ترتزق من الاحتلال ولا وجود لها دونه، لذا تسعى لاحداث قيادة فلسطينية بديلة يمكنها التعاون معها في اطار دولة مؤقتة او حكم ذاتي او اي شكل آخر من علاقة التبعية لاسرائيل. اما الشعب الفلسطيني فموجود في وضع دقيق للغاية، فهو من جهة عاجز عن استبدال قيادته رغم فسادها وعدم قدرتها على قيادة النضال ضد الاحتلال، ومن جهة اخرى يدعم العمليات الانتحارية منساقا وراء الشعور بالانتقام.

ان القضاء على الاحتلال يتطلب التسلح برؤية شمولية للعالم والمجتمع البديل الذي يريد بناءه بعد دحر الاحتلال. كيف يجب ان يكون شكل المجتمع الفلسطيني؟ ما هي اسسه الاقتصادية، هل تكون اقطاعية ام رأسمالية ام اشتراكية تقدمية؟ السؤال الذي لا يقل اهمية هو: من هم حلفاؤنا في هذا العالم، هل هي امريكا والانظمة العربية ام هي الطبقة العاملة في العالم والعالم العربي؟ هل نكون جزءا من نضال شعوب العالم نحو التغيير الجذري، ام ان لنا جدول عمل خاص لا علاقة له بما يحدث في العالم؟ للاسف ليس هناك اليوم بين القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية من يطرح هذه الاسئلة الخطيرة التي تعتبر شرطا مسبقا للقضاء على الاحتلال وبناء مجتمع فلسطيني عصري وديموقراطي على انقاضه.

 تموز 2002 العدد154 - ِالصبار



#ِالصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ِالصبار - الاحتلال يؤجل الدولة المؤقتة