أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - مغامرات كهيعص - أجزاء ( 6 )














المزيد.....

مغامرات كهيعص - أجزاء ( 6 )


أمجد المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 20:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فور انصراف بهيجه , استدار أزميل مخاطباً الفتاة الروميه : ما اسمك يا صبيه ؟ , هلا كشفتِ عن وجهك حتى أراكِ؟
أزاحت الفتاة الخمار فكشفت عن وجه خمرى صبوح , و عينين خضراوين بهما حوّر و شعر أشقر ينسدل على الكتفين , إنبهر أزميل لحُسنها الأخاذ و غبط نفسه أن ساق له حظه تلك الهديه الرائعه , فأخذ بيدها و أجلسها برفق قائلاً : لم تخبرينى ما اسمك , و من أين أنت قادمه , أريد أن أعرف عنك كل شئ .
الفتاه : أنا يا سيدى صوفيــا بنت لــورين , إبنة السيد/ لورين الرومى تاجر الحبوب , كنت عند فجر اليوم بصحبة أبى فى قافلته القادمه من الشام , حيث خدعنا الدليل و أسلَمَنا لقطاع طريق قتلوا أبى و نهبوا القافلة و فروا , و وسط الهرج و المرج هربت , فأسرنى أعرابى أتى بى و عرضنى على السيدة بهيجه التى ابتاعتنى و افتدتنى بمالها و أتت بى إليك . . . ثم غلبها البكاء .
راح أزميل يكفكف دمعها و يربت على كتفها بحنو قائلا : إهدأى يا صوفيا و لا تجزعى , حزنت كثيرا لمقتل أبيك , و لكن ثقى أنى سأعمل على تعويضك عن فقده , إنى أعلم الناس بخصال أولئك البدو الأجلاف , إنهم أهل غلظة و فظاظه , يتعيشون على السطو و سفك الدماء , و لكنك ههنا فى مأمن من شرهم , الآن أدركت سبب ركاكة لكنتك العربيه , فلسنا من هذه البلاد , أظنك تتحدثين الآراميه .
صوفيا ( باللغه الآراميه ) : أشكر الرب الذى حفظنى و عوضنى بك يا سيدى عما حاق بى من أهوال .
أزميل : حسناً , ليكن حديثنا من الآن بالآراميه .
صوفيا ( بابتسامة خجلى ) : لن أشعر بالاغتراب فى معيتك , فقد تسللت الطمأنينة الى نفسى , باركك الرب أيها السيد الكريم.
أزميل : أخبرينى يا صوفيا , من بقى من أهلك و عشيرتك ؟ .
صوفيا : لا أحد , فأنا وحيدة أبى و أمى , وقد ماتت المسكينة إثر مرض قصير منذ سنوات .
أزميل : أنا منذ اليوم أهلك و عشيرتك , و هذا بيتك و مقامك .. توقف أزميل عن الكلام عندما سمع طرقاً على الباب , فقال لصوفيا : ضعى الخمار و افتحى الباب.
أقبلت بهيجة مبتسمه و قالت : أبشر عزيزى أزميل , فقد تم تجهيز الغرفه المجاوره كأحسن ما يكون , كما انتهى الخدم من تخزين أغراضك .
أزميل : لك كل الشكر , و أوصيك بتعيين الحراسه اللازمه على المخزن .
بهيجه : أعدك بذلك ..... و أنصرفت .
أزميل ( و قد التقط صرة كبيره من أحد صناديقه ) : هلمى يا صوفيا لنعاين غرفتك الجديده .
صوفيا ( بعد ولوجهما للغرفه) : يا له من مخدع جميل !, أهذا لى ؟ .
أزميل ( مناولاً اياها الصره ) : نعم هو لك , و اليك هذه الثياب , يمكنك الآن أن تغلقى بابك و تغتسلى و تنالى قسطا من الراحه , بعدها نلتقى .
صوفيا : كم أنت نبيل و طيب القلب , ممتنة أنا لرعايتك لى و اهتمامك بشؤونى ... انصرف أزميل راضيا باسما .
جلس أزميل على مقعده بالمنظره يحتسى كأساً , و بعد قليل سمع طرقاً على الباب , فسمح بدخول القادم , أقبل الخادمان فى ثياب الجوارى , فبادرهما قائلا :
هل أتممتما المهمه ؟ ....... أجاب أحدهما و هو منكس الرأس : لم نتمكن يا سيدى , فبعد وصولنا و تربصنا بالقرب من دار أبى قاسم , أحس بوجودنا أهل الدار التى اختبأنا بها, و شرعوا فى الامساك بنا , لم يكن أمامنا سوى الفرار فأطلقوا غلمانهم فى أثرنا حتى أطراف البلده , على البعد رأينا بيتاً يحيطه الخلاء فلجأنا من فورنا اليه , و وجدناه مهجورا فمكثنا به حتى كف البحث عنا .
أزميل : عند قدوم الليل سأصطحبكما إلى ذلك البيت المهجور لألقى نظرة عليه , إذهبا الآن لتناول الطعام و نيل بعض الراحه .
استلقى أزميل فى فراشه و راح فى إغفاءة قصيره , ثم نهض متجها نحو أحد صناديقه فأخرج خارطة بسطها على المنضده و راح يجيل بصره فيها , ثم استدعى الخادمين و أمرهما بتحديد موضع البيت المهجور الذى إختبآ فيه , فأشار أحدهما إلى موضع على الخارطه قائلا : هذا هو يا سيدى, فأومأ الآخر مصدقاً على قوله.
أزميل( دون أن يرفع بصره عن الخارطه ): اصنعا لى عشاء فاخراً يليق بضيف عزيز سيتعشى معى,و بعدها ننصرف فى ثياب الفرسان لنلقى نظرة على ذلك البيت.
الخادمان : السمع و الطاعة يا سيدى . . . و انصرفا .
بعد أن صف الخادمان طعام العشاء على المنضده و انصرفا , اتجه أزميل إلى أحد صناديقه فأخرج قارورة و كأسين وضعهم وسط المنضده ثم ذهب فقرع بلطف على باب غرفة صوفيا التى ما لبثت أن فتحت الباب , و بدت لناظريه كزهرة يانعه يعبق عطرها المكان , فى ثياب تصف و تشف فتبرز مفاتنها .
فقال مداعباً : أنسانى حُسنك و بهاؤك ما جئت من أجله , هيا يا صوفيا نتناول العشاء فقد كاد الطعام أن يبرد ... ابتسمت صوفيا و تأبطت ذراعه نحو مائدة العشاء.
صوفيا ( بعد أن جلسا و شرعا فى تناول الطعام ) : يا له من طعام شهى و شراب لذيذ , كم كنت جائعة و منهكه .
أزميل : هنيئاً مريئاً يا صوفيا , لعلك الآن مرتاحة عن ذى قبل , أنصتى لى .. سأغادر بعد قليل لإنجاز عمل ضرورى , ستكونين هنا وحدك و الدار دارك , فابحثى عمّا يؤنسك حتى أعود , و لكن لا تفتحى الباب لأى طارق إلا إذا سمعت صوتى أناديك .
صوفيا :لا تنشغل بأمرى , فقد حل الليل و النوم يداعب أجفانى ... و استطردت ( منصرفة الى مخدعها) : ألقاك على خير عند الصباح .



#أمجد_المصرى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغامرات كهيعص - روايه (5)
- مغامرات كهيعص - أجزاء ( 5 )
- مغامرات كهيعص - روايه ( 4 )
- مغامرات كهيعص - أجزاء (4)
- مغامرات كهيعص - روايه (3)
- مغامرات كهيعص - أجزاء (3)
- ردود أفعال على (مغامرات كهيعص)
- مغامرات كهيعص - رواية ( 2 )
- مغامرات كهيعص - أجزاء (2)
- توابع كهيعص
- مغامرات كهيعص - روايه تنشر أجزاؤها تباعاً
- مغامرات كهيعص - أجزاء (1)


المزيد.....




- قرابة 300,000 شخص ألقوا نظرة الوداع الأخيرة على نعش البابا ف ...
- بالصور: فتح أبواب كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري أمام الجمهور ...
- لقاء ترامب وزيلينسكي في الفاتيكان.. لمن كان الكرسي الثالث؟
- ساكو بشأن -الترشيح- لمنصب البابا الجديد: تكهنات.. وعلى الكني ...
- السلطات الأردنية تعتقل قياديا بارزا بجماعة الإخوان المسلمين ...
- نتنياهو: رفض الاعتراف بالدولة اليهودية هو سبب النزاع القائم ...
- نتنياهو: الحاجز الأكبر أمام تحقيق السلام هو رفض الفلسطينيين ...
- آلاف الكاثوليك يتجمعون في ساحة القديس بطرس حدادا على البابا ...
- -يأسر القلوب-.. محمد صلاح يلتقط صورة -سلفي ذهبية- بهاتف فتاة ...
- -إقصاء ماكرون رسالة واضحة-.. نائب فرنسي يكشف معنى بادرة ترام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمجد المصرى - مغامرات كهيعص - أجزاء ( 6 )