أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زيد ميشو - يوم الحرية الكوني














المزيد.....

يوم الحرية الكوني


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 09:21
المحور: حقوق الانسان
    


نعيش هذه الأيام أجمل الأوقات ، تشبه ما قبلها والتي ستأتي بعدها ، إذ تمر علينا مناسبة من أقدس المناسبات وأهمها وأروعها ، وهي ذكرى يوم الحرية الكوني ، والذي يصادف في الأول من كانون الثاني ولغاية الواحد والثلاثون من كانون الأول من كل سنة ، وذلك منذ بداية أول نفس عاقلة وجدت في الكون ، وإلى آخر روح تزهق ظلماً وبهتاناً .
وبما إننا مقبلين على عام جديد ، مطلعها يوم جديد وساعة ودقيقة وثانية وأصغر وحدة زمنية جديدة ، علينا أن نجدد عهدنا مع ذواتنا ، وبحضور المبادىء وشهادة الضمير ، ذلك العهد المقدس الذي يربطنا بكل أخت وأخ في عالمنا وكل شيء فيه روح ، ومع الأم الأرض بثلث نسبتها اليابس والثلثين المغطى بالمياه . أن نقسم على الولاء المطلق لسمو الأميرة حرية ، ونحافظ على عذريتها من كل شهواني سال لعابه لجمالها ، ومن كل مغتصب وجائر يريد أن يبرهن على فحوليته معها ، ومن كل مستغل لطيبتها ، ومشوه لجمالها الذي لايفوقه حسن و جمال ، ونحارب من يظن بأنها ملكه لوحده وثبّت ملكيته بحُجّةً مزورة لطخت ببصمات شهوداّ من أوغاد إنتهازيين وصوليين وملونين بألوان قبيحة غير متناسقة ، ونكشف ونعرّي من إنتحل شخصيتها ليمتهن الأحتيال ويجني ماهو ليس من حقه وبإسمها الطاهر .
لنقسم على أن نحافظ على سموها ورقيّها ، ونذلل العراقيل من واضعيها في طريق الوافدين لإمارتها ، للسجود والصلاة لأجلها ، والدعاء لها بالبقاء الأبدي . ونقاوم من يغير دلائل الوصول إلى هيكلها المقدس ، ويظلل سبيل حُجّاجها ، كي لايتباركوا منها ويغرفوا من نِعمها الغزيرة التي تكفي إلى عدد من البشر لايمكن حصرهم برقم .
هذا البشر الثلاثي التركيب " جسد ، وروح ، وحرية "، الذي يختلف عن ثلاثي الحيوان " جسد ، وروح ، وغريزة " .
أما الحيوان فلا يدرك أي معنى للحرية ، ولا يعلم إن للحرية عنوانين لاغير ، الأول " أن أتصرف بحريتي الكاملة دون خوف ودون قيود " والثاني والمهم " أن لاأحرم غيري حريته أو أضايقها " ، بالرغم من إن الحيوان يصول ويجول في البراري والغابات ، وفي الفضاء وداخل المياه ، إلا إنه ليس حراً ، فالشرسة منها تخافها الوديعة ، فلا تقترب من محيط تواجدها وكأن الأرض للشرسة التي تُحرِم الوديعة حريتهم وتقلقها ، والوديعة أيضاً تتبجح على من هم أضعف منها ، لذا يطلق الإنسان العاقل على طريقة حياتهم " قانون الغاب " . والأليفة تتملق كي تعيش غير مكترثة بكرامتها ، تلبي الأوامر وتنفذها صاغرة ، ويتعامل سيدها معها بحسب مزاجه ، مرة تهان وأخرى تغنّج وهو نفسه سيدها المبجل ، يسارع لتنظيف مخلفاتها ، وهذه هي المفارقة .
بينما الإنسان ولد حراً ، ويفهم جيداً ماتعني كلمة حرية ، إلا إن منهم من يتناسى إنسانيته ويتصرف كحيوان شرس ، وآخرين يتمثلون بالودعاء منهم ، يستنعج أمام القوي أو يهرب منه ، ويستأسد متى ماكان الذي امامه أضعف ، وهناك الأليف لمن بيده زمام الأمور ، ينفذ مايقوله له ويتحاباه . والنوع الآخر من يتشبه بالدواب ، يخضع للتعسف ويحمل الأحمال الثقيلة ولايحرك ساكناً .
وأخطر نوع من البشر ، الصامت وهو طليق اللسان ، الجامد برغم سرعة حركته ، هذا النوع الذي يبصر ولايرى ، يسمع ويتغابى ، يلمس ويفتح راحيته ويعرضهما للهواء كي يسقط ما مسكه خوفاً من حريته إذ قد يكون لها ثمن يؤلمه ، مفضلاً أسر لسانه على أن تخرج منه كلمات حقٍ وإن أحيط بالباطل من كل صوب وأتجاه .
فهي الحرية المغلوب على أمرها ، وهبت كيانها للإنسان والأخير غدر بها وبنفسه أولاً ومع ذلك يدعي بأنه أهلاً لها .
فما فائدة عبق الورود لمن تنعشه الروائح النتنة ، وما الجدوى من موسيقى موزارد في صالة تضج بألأغاني الصاخبة ، ومن يتمتع بنور الشمع الهادىء إن أغمض عينيه .
هي الحرية ، معهم وأضاعوها ، مساكين ... لم يتمتعوا بطعمها يوماً .
بينما من إختبرها ، وتأمل في جمالها ، لايقبل أن تسلب منها ، فهي سيدته وهو خادمها الأمين ، وهي كرامته وعزته وشرفه ، وهي كلمة له يعمل بها ومن خلالها .
والفرق بين الإنسان وغيره من الخلائق كبير جداً ، وإن قيل بأن الإنسان حيوان عاقل فلا سبب لذلك سوى إنه الوحيد الذي يعرف بعقله كيف يكون حراً .
ومن لايدرك قيمة حريته ولم يتذوق طعمها ، لايدرك بأنه إنسان .
وكل سنة وسيدتنا الحرية بخير .





#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة القندرية مكلفة مادياً
- أبوك يال H1N1 لحكتنة حتى عالسلام
- إلى لجنة إعادة صياغة دستور العراق .. إحذروا التقليد
- إلى أهالي الناصرية الطيبين ، لكم كل الحب
- المجلس الشعبي الطويل الإسم يسعى لتمثيلنا !!
- وأنا أيضاً أقترح تسمية لشعبنا
- إنظر إيها المتعالي – على ظهر من تتسلق
- إسطورة شعيط ومعيط وجرار الخيط
- صورة رجل الدين المشوهه لبدائيين من عصرنا
- وللأناني يوم عالمي
- الإنسان أم رأيه
- كم هي ثقتك عمياء بحكومة أميركا يامنتظر
- صلاة كلب
- لاتقولوا كلداني آشوري سرياني رجاءً - بل مسيحيي العراق
- سلام المسيحيين نعمة وليست منحة حكومية
- الجرأة حلوة ، لماذا لايخوض البعض غمارها ؟
- وسلام المسيح معك أخي كاظم شلتاغ
- هل صحيح كما يقال – الغربيون أغبياء ؟
- الغاء البند 50 له إيجابياته أيضاً
- تغطية إعلامية لزيارة سفير لم تتم !


المزيد.....




- رئيس الكونغو يخفف الإعدام إلى المؤبد لأمريكيين أدينوا بالضلو ...
- الأمم المتحدة تدين قتل -إسرائيل- لقافلة طبية وإنسانية برفح
- -حماس- تفنّد مزاعم إسرائيل بشأن مجزرة عيادة -الأونروا- في جب ...
- كفاءتها متدنية وخلفيتها نازية.. زاخاروفا تستغرب نية بيربوك ا ...
- الأمم المتحدة: إغلاق المخابز في غزة مأساة تنذر بأزمة جوع هائ ...
- محدث:: الاحتلال يرتكب مجزرة بقصفه عيادة -الأونروا- شمال قطاع ...
- اغلاق المخابز في غزة ودخول القطاع مرحلة جديدة من المجاعة
- مجزرة جديدة.. أكثر من 15 شهيداً بينهم أطفال في قصف استهدف عي ...
- لوبان تطرق باب المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان
- ليبيا: إطلاق سراح -المصري- يبدد آمال المهاجرين غير الشرعيين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زيد ميشو - يوم الحرية الكوني