أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - وحشيتهم برزت يوم أن قتلوا أطفال بعلوشة ..!














المزيد.....


وحشيتهم برزت يوم أن قتلوا أطفال بعلوشة ..!


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 21:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ أن تصاعدت موجة الفوضى الأمنية التي عمت الأراضي الفلسطينية عقب الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006، أخذت تزداد الجرائم؛ فكانت أروعها تلك الجريمة التي يندى لها الجبين، وشكلت سابقة تاريخية خطيرة في ثورة الشعب الفلسطيني المقاوم؛ عندما استفاق سكان قطاع غزة على واقعة مفجعة وبشعة وكأنها كابوس ذهب ضحيته أطفال أبرياء في عمر الزهور، سقطوا بين مخالب ذئاب بشرية، فسرقت منهم أحلام الطفولة، وحولتهم إلى جثث وغيبتهم عن عالمنا، إنهم: "أسامة واحمد وإسلام بعلوشة" أطفال ثلاثة لم تتجاوز أعمارهم التسع سنوات....، فارقوا أحضان عائلاتهم بين عشية وضحاها على يد مجرمين، انتزعوا البسمة من شفاههم، وحولوا حياة العائلة إلى جحيم لا يطاق. عندما قرروا هؤلاء الجلادون على أن يكتموا صوت الطفولة فسارعوا إلى تنفيذ مهمتهم الدنيئة؛ الخبيثة؛ الشنعاء؛ قادمون من أقاصي بؤرهم ومستنقعاتهم الموبوءة محملين بالحقد والموت إلى حي الرمال الهادئ مستهدفين عائلة العقيد بهاء بعلوشة المسالمة؛ المنكوبة؛ التي يقطنها هؤلاء الأبرياء الذين أدوا أطفاله نداء الله في طلب العلم حيث باغتتهم تلك الوحش البشرية السفاحة لتطلق نار حقدها ولتسفك دماءهم التي صعدت إلى بارئها لتشكو هذا الظلم الفادح الذي لم تشهده البشرية طيلة تاريخها؛ فتخطف حياة طفولتهم .
وهكذا ارتكب الوحوش الكاسرة جريمة العصر ضد الطفولة السعيدة بعد أن أخذوا يطلقون زخات الرصاص من أسلحتهم الأوتوماتيكية على تلك السيارة المارة التي كانت تقل الأطفال الثلاثة المتجهين إلى مدارسهم طلباً للعلم؛ فسقطوا مضرجين بدمائهم الطاهرة الزكية التي أصبغت ملابسهم المدرسية فاختلطت بحقائبهم المدرسية ودفاترهم وكتبهم وأقلامهم التي شهدت عليهم أن المجرمين حقاً كانوا يهدفون إلى تغيير فطرة وخلق الله الذي فطر بها هذه الأجساد الملائكية الغضة الرقيقة .. بذلك سجل الحدث تجاوزاً لكل أنماط الجرائم التي شهدها المجتمع الفلسطيني على يد الاحتلال الصهيوني، لأنها وقعت في ظل سيادة فصائلية ودينية وصراع بدء يتضح معالمه على تولي قيادة السلطة الفلسطينية وصلاحية كل طرف؛ فعم الفساد والتناحر وأصبح الطهر جريمة وصفاء الحق ضباباً كثيفاً.
إن من حقنا نحن الفلسطينيين بل وسائر البشر في هذا العالم الصغير أن يتساءل إلى أية سلالة من البشر يتبع هؤلاء القتلة؟، هل هم من آكلي لحوم البشر؟... حقاً إنهم مجموعات الخوارج الذين كفروا كل المسلمين؟، نتساءل من جديد ما هي الكتب التي قرءوها، والتفسيرات التي اعتمدوا عليها، ومن الذين حرضوهم وأوعزوا لهم بأن يرتكبوا جريمتهم البشعة، هل لديهم قرآن غير قرآننا، وحديث للنبي غير أحاديثنا، وأية أفكار شيطانية دخلت إلى عقولهم فدمرت ضمائرهم، وصاروا يحللون ما حرّم الله، ويستبيحون دماء الأبرياء بوحشية نادرة؟! فأي دين وأية شريعة تبيح لهم ارتكاب هذه الجرائم، ... وهل توجد معارضه أو جماعات تختلف مع نظام أية دولة في العالم تقوم بقتل الأطفال والشباب والمناضلين وتنتقم عبر وسائلها هنا وهناك لتعبر عن رفضها ...!
إن القرآن الكريم حرم قتل النفس ونهى عن قتل الأطفال لأي سبب كان وجاء في سورة الإسراء "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيراً" (آية 17) كما قال الله في محكم كتابه العزيز : بسم الله الرحمن الرحيم( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) "الآيه 33 من سورة المائدة". والآن وبعد جريمة قتل أطفال بعلوشة الثلاثة؛ ومضي ثلاثة أعوام دون القبض على المجرمين ... هذه الجريمة التي تتمتع بكل مواصفات الجريمة المنظمة من خلال توقيتها الزمني وعدد المشاركين بها وموقعها والكيفية التي حدثت بها؛ إنما تدل على تورط جهات متنفذة فيها لتكشف أن المجتمع الفلسطيني يعيش في طور انهيار حقيقي، ومفجع، بعد أن اختفت المروءة وتلاشت الإنسانية وبرز التوحش والدموية المفرطة بهذا الحد والجرأة؛ فالحقوا الهزيمة والإساءة بالإسلام الحنيف وبمقاومة شعبنا التاريخية لأنها مثلت واحدة من أبشع الحوادث التي وقعت في الأراضي الفلسطينية يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وأخيراًَ لم يبقى لنا إلا أن نسأل أين دور رجال الدين والفصائل الفلسطينية الصامتة على هذه الجريمة وجرائم أخرى ترتكب؟ وأين دور الأجهزة الأمنية والشرطية؟.. هل غزة كبيرة لهذه الحد حتى يختفي بها المجرمون؟ وأين تلاشت صيحات السياسيين الانتهازيين الذين يهتفون بكرة وأصيلا بأمن البلد وسلامة أهله وكل يوم تطالعنا وسائل الإعلام بجريمة تقشعر منها الأبدان! بينما الواقع يؤكد أن المجتمع الفلسطيني يعيش في بيت مفكك مخرب بالكامل لايحتكم على موقف سياسي موحد، ولا معيشة كريمة وحرة، فكل ما صنعوه أنهم ألهبوا الساحة الفلسطينية بسجالاتهم العقيمة الخاوية وملئوا قلب الشعب الفلسطيني قهراً وزرعوا الفرقة والتناحر نتيجة صراعاتهم الشخصية والحزبية والفكرية وعلى حصصِ ومناصبٍ هي كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماء.
كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة في المجتمع الفلسطيني تدق ناقوس الخطر.!
- احذروا تصريحات هذا الشيطان الماكر..!
- في ذكرى استشهاده ..عرفات كما عباس لم ينجح في إقناع حماس.!
- إعلان استقلال فلسطين هو يوم وطني مقدس
- الجهاد وفتح علاقة تاريخية مظفرة بدماء الشهداء
- قناة الجزيرة تصنع الملهاة وتحارب المشروع الوطني الفلسطيني.!
- معركة وقف الاستيطان الرئيس يستغيث .!
- الشباب الفلسطيني ينتحر لماذا ومن المسؤول؟
- عمال غزة صمود وسط وعود رمضانية
- قادة فلسطينيون يعملون من أجل بناء الدولة الفلسطينية..؟
- قوة فتح الفتية برزت في المركزية
- أمريكا تتحدى إسرائيل وتعلن انقلاباً عليها..!
- المؤامرة على حركة فتح تشتد
- وهل ستضرب إسرائيل إيران ؟
- كفاكم استنزافاً لقطاع غزة وأهله.!
- لا نريد أن نخسر مصر ولا نصر الله !
- عواصم عربية انتهكتها طائرات عسكرية إسرائيلية .!
- ما السر وراء رفض الرئيس عباس القبول ب 93% من أراضي الضفة..؟
- المصالحة الفلسطينية واجب وطني ديني مقدس
- الكابونة هاجس المواطن الغزي ..!


المزيد.....




- فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ ...
- رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح ...
- روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
- رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو ...
- وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - وحشيتهم برزت يوم أن قتلوا أطفال بعلوشة ..!