أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله الداخل - ملاحظات في الكتابة عن الدين (4) في العلمانية العربية - ب- إختطاف اللعبة من يد الطفل














المزيد.....

ملاحظات في الكتابة عن الدين (4) في العلمانية العربية - ب- إختطاف اللعبة من يد الطفل


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 17:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل أفلحت (أو، بالأحرى، هل ستـُفلِح) العلمانية العربية في فصل الدين عن الدولة؟ بل هل ستفلح في فصله عن السياسة؟ إنْ لم يتحقق هذا على وجهٍ دقيق، فأين من المتوقع أن يحدث؟ وإذا استرجعنا بعض التأريخ فهل من الممكن القول أن العراق، كمثال، كان مرشحاً لهذا النوع من الفصل بعد العام 1958 رغم نص الدستور بأن الإسلام هو دين الدولة الرسمي؟

لقد نجح مؤخراً بعض الكتـّاب العرب من أدعياء العلمانية في تعميق مشاكل حركة التحرر العربية، وذلك بإشغال أعداد غفيرة من المثقفين والقراء العرب وإلهائهم في محاولةٍ لزجّهم في صراعٍ غير أساسي على الإطلاق في عصرنا، عصر انتصار الرأسمالية، وأقل ما يمكن أن يُقال بحق هؤلاء الكتـّاب هو أنهم يتغافلون عمّا يجري أمام أعينهم؛ فلقد أفلحوا في تصوير أن العدو الأساسي للجماهير العربية هو الإسلام وليس الامبريالية والصهيونية والطبقات الحاكمة في بلدانهم؛ قالوا لهم أن السبب في التخلف هو الدين وليس الفقر، هو رجال الدين وليس الحكـّام ممثلو الطبقة العليا ومالِكو وسائل الإنتاج، مالكو الدولة بما فيها من مؤسسات بضمنها الدين وحتى رجال الدين أنفسهم؛ قالوا لهم أن السبب يعود لهم، لبلادهم، ولم يكتب سوى قليلٌ منهم عن الامبريالية والرأسمالية والاستغلال. قالوا للعراقيين بعد احتلال بلدهم واحتدام تشجيع القتول الطائفية أن الدين الذي أطلقوا العنان لمدعيه والجرائم التي ارتـُكبت باسمه كان هو السبب.
إذن لقد نجح هؤلاء الكتاب في تعميق مشاكل حركة التحرر العربية وذلك بمحاولة تغليب الصراع الديني في الداخل بدلا من توجيه الأنظار الى ضرورات الكفاح من أجل الاستقلال الوطني، الحقيقي: الاستقلال السياسي والاقتصادي، حيث أن إحدى هذه الضرورات هي إما كسب المتدينين لهذا الكفاح، أو، على الأقل، تحييدهم، وليس العكس.

وهكذا، شئنا أم أبينا، فقد أضيف واجبٌ جديدٌ، عبءٌ جديد، الى الأعباء التي تـُثقل كاهل حركة التحرر العربية، ألا وهو تثبيت أولويات الكفاح، وتثقيف الجماهير بها.

هناك حقيقة يتناساها البعض، وهذا ما يجب التركيز عليه، وهي أن معظم الكتابات التي تـُسمى علمانية تستغل الفراغ السياسي الذي خلـّفته وراءها أحزابُ اليسار بعد الإنسحاب غير المعلن خلال العقدين الماضيين من ساحة مقاومة الإمبريالية في عصر انتصارها الزائف والمؤقت؛ وهذه الحقيقة تقودنا إلى حقيقة أخرى: فباستثناء النظام الايراني الحالي فإن معظم أنظمة الشرق شبه الثيوقراطية تدور في فلك الغرب بصورة سافرة، وما يجب التركيز عليه هو دَوْر هذه الأنظمة العميلة في استغلال الدين لإخضاع السكان، وليس في النقد المجرد، النظري، للدين، مما يُحمَل على أنه إساءة الى معتنقي الإسلام من البسطاء والقرّاء، وهو موقف يستلزم الصدق في الالتزام السياسي والكفاح العملي، وهو التزام محكوم بطبيعته اليسارية دون مواربة وذو علاقة لا يمكن ابداًً إغفالـُها بالتحرر الاقتصادي والفكري.

حقيقة ثالثة

أنت لا تستطيع أن تختطف اللعبة من يد الطفل إذا لم يكن لديك ما تمنحه له كبديل لها، فما هو البديل إنْ لم يكن نظاماً إقتصاديا سياسيا فكريا جديداً، وإن لم يكن متحدياً لواقع تلك الأنظمة وأسسها وارتباطاتها الخارجية المشبوهة؟

نحن نقوم باختطاف اللعبة، ويشرع الطفل بالبكاء، وعندما يستعيدُها بمساعدة تلك الأنظمة والخصوم الذين نخلقهم في الطريق الوعر، فهيهات آنذاك أن نحاول إقناعه بتركها حتى وإنْ توفر البديل، أليس كذلك؟ أليس هذا هو هدف الآخرين الذين نساعدهم مجانا؟

حركة التحرر العربية تواجه ليس فقط بورجوازيات (أو إقطاعيات) بلدانها، بل تواجه أيضاً سيدتـَها، الرأسمالية الغربية، مضافاً إليها الصهيونية العالمية، وهي حركة دينية- عنصرية- رجعية في منتهى الخطورة على العرب والعالم؛
إذن فمهام حركة التحرر العربية هي مهام مضاعفة ويزيدها تعقيداً فقدان نصيرها العالمي السابق، المعسكر الاشتراكي، ولهذا السبب فإن استمرار الكتابات اللامسؤولة في نقدها المبالغ للدين، الاسلام خاصة، بأردية اليسار والعلمانية والتحرر، سيُفقِـد، بل انه قد أفقدَ فعلا والى حد كبير، حركة َالتحرر العربية من أنصارٍ محتمَلين غفيري العدد، لذا فإن دعاة العلمانية يؤدّون خدمة مجانية لغيرهم كما أنهم يُساهمون في الفوضى الفكرية العالمية التي هي إحدى ميزات عصر انتصار الرأسمالية الحالي.
الصراع الحقيقي الذي يجب أن تدور رحاه هو الصراع السياسي من أجل الاستقلال السياسي-الاقتصادي لبلدان الشرق التي تتعرض للنهب الامبريالي في غياب أي إسنادٍ عالمي لها كما كان الحال قبل انهيار الكتلة الاشتراكية.
ان نشاط الكتاب العلمانيين اللاسياسي هو نشاط فردي لبرالي كثيرا ما يُغفل (ويقود إلى إهمال)الكفاح السياسي من أجل التحرر الذي يُفترض أن يؤدي الى بناء النظام الاقتصادي الذي فيه عدالة لجميع السكان من خلال التوزيع العادل للثروات ونتائج البناء، بمعنى آخر لابد للتحرر السياسي أن يعني بناء النظام الاشتراكي البديل لأنظمة البورجوازية والاقطاع.
ان نشاط العلمانيين اللاسياسي هذا هو نشاط لا يعوض بأية حال من الأحوال عن أعمال الحزب السياسي الذي يقود هذا الكفاح.
إن تركيز الكتاب العلمانيين كنشطاء فكريين ولبراليين أفراد على نقد الدين في مرحلة الكفاح من أجل التحرر السياسي في ظروف الضعف التاريخي الحالي للحركات اليسارية، ظروف الانحسار المؤقت للفكر الاشتراكي سياسيا ودولياً، قد يكون بالغ الضرر على حركات التحرر التي ينبغي أن تضم كل السكان، لأن الكتاب العلمانيين محسوبون، شاؤوا أم أبَوا، على تلك الحركات.






#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات في الكتابة عن الدين (3) - العلمزيف - وصف السرج
- ملاحظات في الكتابة عن الدين (2) - في العلمانية العربية الحدي ...
- مشكلة في بريطانيا
- الخُطى 3
- تصميم الصراع الذكي
- كريم - القرية 52-55
- رأيٌ بقصيدةٍ قصيرةٍ للجواهري
- أحاديثُ القرية (1)
- التحجر
- من أجل المحافظة على عراقية العراقيين الساكنين خارج العراق
- هذا الذي أسلمني القلم
- القُرضة
- طوق الليل - قصة
- الخَبَر
- كريم - القرية 49 - 51
- القرية 44-48
- القرية 40- 43
- القرية - 39
- الأسئلة الأخيرة
- من عصر الرصاص 2


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله الداخل - ملاحظات في الكتابة عن الدين (4) في العلمانية العربية - ب- إختطاف اللعبة من يد الطفل