|
مسيحيو الموصل احق بالموصل، كل الموصل، من غيرهم
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 23:17
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
بصراحة ابن عبود تتصاعد في الاونة الاخيرة الاعتداءات، والاغتيالات، والمضايقات ضد سكان العراق الاصليين، واحفاد بناة حضارته، وتاريخه القديم من الاشوريين، والكلدان، والسريان. وسنضطر لسهولة الحديث الى تسميتهم بالمسيحيين رغم ان الديانة المسيحية تشمل الارمن، وبعض العرب فبني تغلب، واغلب بني تميم كانوا مسيحيين قبل الغزو الاسلامي للعراق، كما تنتشر المسيحية بين اقليات، ومجاميع اخرى. ولكننا نقصد هنا بالمسيحيين تحديدا الاشوريين، والكلدان، والسريان والذين يتمركزون بالموصل وقراها خاصة. فعمليات التصفية الجسدية، والتصفية العنصرية، والاستيطان، والتكريد الذي يقوم به جحوش القيادات القومية الكردية(ليس كل الاكراد) تشاركهم في ذلك فلول البعث، وبقايا القاعدة لاهداف سياسية بحتة من اجل زعزعة الاستقرار، واخلاء العراق، وخاصة وادي نينوى من سكنة العراق الاصليين ليتم بعد ذلك اعتبار كل الموصل ضمن "الاراضي المتنازع عليها"! في حين، ان التاريخ يشير، ويسجل انها ارضهم التاريخية، وانهم حافظوا على هويتها العراقية بدمائهم، وتضحياتهم، وصمودهم، ونضالهم خلال تاريخ الدولة العراقية الحديثة بعد ثورة العشرين وقبلها.
المعروف ان قادة، ورجال دين الطوائف المسيحية تجاوبوا مثلا مع تحريم الاشتراك في انتخابات المجلس التاسيسي، الذي كان يراد له الموافقة على ابرام معاهدة 1922 مع بريطانيا. وورد تاريخيا(...ان مطارنة النصارى دعوا المسيحيين الى مقاطعة الانتخابات "تمسكا بالجامعة الوطنية، وحفظا للمصالح المشتركة، وتاييدا للحقيقة الواضحة، واستبقاء للتآلف القديم والتوادد المستقيم" على حد ما جاء في بيان التحريم الذي الصق على ابواب الاديرة، كما الصقت فتاوي علماء المسلمين على ابواب المساجد والمراقد المقدسة) الحسني ـ تاريخ الوزارات ط 1 ص 142. عن حسن العلوي "الشيعة والدولة القومية في العراق" ص 340
ودفعوا منذ ذلك التاريخ ثمن عراقيتهم: التهميش، والتنكيل، والابعاد، بل المذابح، والمجازر المعروفة وتعرضوا للتمييز الصارخ، كما هو حالهم الان، فقد حارب ساطع الحصري المعروف بطائفيته، وعنصريته المسيحيين. وقد اعترف في مذكراته " وانا لم اتردد في الحكم بان تنفيذ هذه الخطة ـ انشاء دار للمعلمين في الحلة واخرى في الموصل ـ يعرض الوحدة الوطنية لخطرعظيم لانه كان من الطبيعي في تلك الظروف ان تكون الاكثرية الساحقة من طلاب دار المعلمين في الموصل من ابناء المسيحيين وفي الحلة من ابناء الجعفريين". ولقد كان لساطع الحصري، كما هو معروف، في الجانب الاداري، والتعليمي، والثقافي في العراق الملكي ما كان لنوري السعيد من نفوذ، وتاثير في الجانب السياسي. رغم ذلك فان المسيحيين كانوا من اوائل الصحفيين، والاطباء، والمهندسين، والمحامين، والمحاسبين في العراق. بل يمكن القول انه ان حافظت مدارس النجف القديمة على اللغة العربية هناك فان الاب انستاس الكرملي انقذ علوم العربية، ولغتها من الانقراض في العراق كله.
معروف ايضا دور المسيحيين من اساتذة مدرسة الحقوق في بداية العهد الملكي فمن خمسة عشر استاذا 9 مسلمون واربعة من المسيحيين ويهودي واحد. وهم يوسف العطا، حنا خياط،انطوان شماس،جبرائيل بنا. وهي نسب كبيرة قياسا الى عدد سكان العراق، ناهيك عن الفروع، والعلوم الاخرى التي نترك روايتها للمنصفين من اساتذتنا في تاريخ العراق. ونتمنى ان يتحفنا الاساتذة حامد الحمداني، سيار الجميل، وتيسيرالالوسي مثلا بمعلوماتهم الغزيرة عن مساهمات المسيحيين في تاريخ العراق الحديث في الاقل. ولنورد فقط ما اورده المسيحي المستكرد "جرجيس فتح الله" في كتابه "العراق في عهد قاسم" لنثبت صحة ما جاء في عنوان المقال، ولكي لا ندعي في نفس الوقت اختراع العجلة من جديد. وهي من اختراع الاشوريين واخشى ان لا تكون براءة اختراعها قد سجلت باسم القيادات القومية الكردية من مسعود البرزاني، وبرهم صالح، وجلال الطالباني، وغيرهم ممن ينسقون، ويخططون لتقطيع اوصال العراق، والرقص على جثث ابنائه البررة من المسيحيين، وغيرهم، الذين يرفضون التكريد، او التخلي عن عراقيتهم.
"في العام 1745 او ما بعده بقليل حينما كانت جحافل الشاه (طهماسب) المعروف بنادر شاه تغذ السيرالى المدينة لتلقي عليها الحصار قام واليها الحاج حسين باشا الجليلي يستنجد بالسكان ويستنهض هممهم للدفاع عنها ولسبب ما كان من راي الوجهاء والعلماء والسكان ان يسلموها للغازي دون قتال. فما كان من حاكمها هذا الا ان ندب مقاتلي المسيحيين من القرى المجاورة فلبوا نداءه وتركوا قراهم (قرقوش(بغديدة)، برطلة، كرمليس....) ليملأوا اسوار المدينة بمواجهة اعظم ماكنة حربية جردها غاز في الشرق الاوسط منذ عهد السلطان مراد الرابع ونجحوا في صد هذا الفاتح الذي لم تصمد امامه تحكيمات عاصمة الهند المنيعة دلهي" ص 801
ان ابناء هذا التاريخ المجيد الذين دافعوا بعدها عن ثورة تموز، وقبلها عن العراق في ثورة العشرين، وانتفاضة اذار 1990 سوف لن يركعوا للسيف المسلط على رقابهم من جهات عديدة. ونامل من اهل الموصل، ان يذكروا هذا التاريخ المشرف لابناء مدينتهم وبلدهم من المسيحيين الشرفاء ويردوا لهم جميل بقاء المدينة عراقية منذ عهد اشور، بالوقوف سورا منيعا للدفاع عنهم بوجه تكالب الحاقدين عليهم، وعلى الموصل والعراق كله. فان تقاعسوا، حسب رواية التاريخ، يوماعن حماية مدينتهم بوجه الغازي الفارسي، فنامل ان يقفوا ضد من جلب الغازي الامريكي لارض الحضارات. واعلموا ان المسيحيين يدفعون الثمن القاسي فقط لتمسكهم بعراقيتهم، واعتزازهم بالوطن العراقي!
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اذا حكمت العمامة قامت القيامة (1)
-
وداد سالم، واديب القليچي نجمان ساطعان في عالم النسيان
-
اطفال ابو الخصيب في ضواحي ستوكهولم
-
النبي الاثول
-
برلمان الجوازات الديبلوماسية يمنح الفوضى والارهاب في العراق
...
-
صداميون يتحدثون باسم الاكراد
-
التيار الديمقراطي والاعصار الاسلامي القومي
-
ابو اسراء خلصنا من هؤلاء العملاء
-
من دولة ائتلاف القانون الى امارة التحاف الذقون
-
هل حقا لا يعرف الصديق جاسم الحلفي من قتل وغيّب رفاقه؟!
-
الكراسي الذهبية للوزراء وحال العراقيين الفقراء
-
كيف تغرب يا ابو شروق؟؟!
-
هم سادة وهم حرامية وهم عيونهم وكحة!
-
اشرب ماي والعن خامنئي!
-
الجيش العراقي هو الذي اسقط صدام واعاد الامن وليس الجيش الامر
...
-
شط العرب (التنومة) وعذاب الاعمى وامور اخرى
-
في العراق لا يوجد شئ اسمه -اقليم كردستان- او -قضية- اسمها كر
...
-
خامنئي صدام ايران
-
ندى اغا سلطاني شهيدة الاسلام الفاشي
-
الشيخ البصري يشتم الشعب العراقي من قناة العراقيين
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|