أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - السلطان الكهنوتي.














المزيد.....


السلطان الكهنوتي.


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1. قصة حقيقية.
الله في الدين الحديث المسمى "المسيحية الأرثوذكسية المصرية الحديثة" لا يستطيع أن يغفر إن لم يغفر الكاهن. مثل هذه المقدمة لن تجعل القارئ الكريم الموجه له هذه الفكرة يُكمل بقية المقال. لكن، ماذا لو تحاورت معك عزيزي القارئ الكريم؟
سأل صديقاً لي شماساً في كنيسة كبيرة: لو أنت تسير في الطريق العام ونظرت نظرة شهوانية إلى سيدة جميلة المظهر، وروح الله الحقيقي القدوس تحرك وأنَّبْكَ لتتوب، ومِن قلبك رفعت صلاة توبة وأنت في الطريق، فهل يغفرها الله لك؟؟
فكان رد صديقي الشماس الأرثوذكسي المصري: لا وألف لا، ما لم ارجع إلى أب إعترافي فهو القادر على غفرانها لي.
عفواً عزيزي القارئ الكريم، لقد لطمت على وجهي صارخاً في وجهه لعله يفيق: إذا كان الله لا يستطيع أن يغفر خطاياي التي فعلتها في السر أو العلن، فهذا يعني أنه سرقنا مِن الله سلطانه الكهنوتي.

2. التهديد والوعيد وعظائم الأمور
• رداً على مقالتي السابقتين المعنونتين كالتالي: "لماذا لا يتبع جلالة البابا تعاليم المسيح؟" و"لماذا يعبدون البابا؟"، انهالت تعليقات القراء الكرام حول تهديدي ووعيدي بعظائم الأمور في أخر الزمان مِن جراء تطاولي على جلالة البابا ومناقشتي لادارته الأرضية للعزبة الكنسية المرقسية، هو ومعالي عظمة المحيطين بعظمته. كل التعليقات اكدت أنني اخطأت في ذات الجلالة العليا التي تملك سلطان القلوب والعقول. وكأنني تجاوزت حدي في مَالك المُلك المستوي على العرش الأعظمِ.
• التهديد الثاني والسابق لهذه التهديدات بل والسابق لهاتين المقالتين هو ذلك التهديد الذي كتبه صديقي الأستاذ مدحت قلادة في مقالته "العلمانيون والإنتماء للكنيسة" قائلاً: الطريق لجهنم مملوء بالنوايا الحسنة. وذلك كرسالة تهديد للعلمانيين المصريين المسيحيين، كيف أنهم تطاولوا على قداسة وجلالة البابا ومنظومة الكنيسة داعين إلى اعادة النظر في كيف تدار الكنيسة المصرية الأرثوذكسية.

يا سادة يا كرام، لا يزال يحكمنا السلطان الكهنوتي. لا يزال يحكم شعب جلالة البابا المعظم سلطانه الكهنوتي الذي يقول: كن، فيجب أن يكون.

3. أقوال عظمى مأثورة.
وإن كانت تقود الشعب لا إلى العظمة والجلالة لكن تقوده إلى الخنوع والاستكانة. إنها تعاليم سيادة السلطان الكهنوتي، مبادئ سيادة أنصاف الآلهة، كثير مِن الكهنة يمارسون ذلك السلطان بمثل هذه التعبيرات:
"ابن الطاعة تحل عليه البركة"......
وماذا عن بقيتها؟
وما جزاء مَن لا يطيع السلطان الكهنوتي؟
يأتي بقية التعبير:
"والإبن العاق لا حِل ولا بركة".

4. عودة العصور الوسطى المظلمة.
العصور الوسطى تعود مرة أخرى بأكثر قوة وأشد ظلاماً، فها السلطان الكهنوتي يعود مرة أخرى ويمسك الكهنة رقاب العباد، التابعين الأبرار طبعاً، في خوف منهم ورعب مِن "اللا حِل واللا بركة" فينفذون أوامر آبائهم القديسون المعاصرون بسلطانهم الكهنوتي السماوي قبل الأرضي.

5. أين التعليم؟
لا يستطيع أحد أن يُحب إلا بقلبه. لا خوف مع المحبة، هكذا علمنا الإنجيل قديماً. إن السيد المسيح بجلالة قدره وعظمته لم يستطع أن يجعل الناس تحبه ولا حتى بالقوة. قال المسيح وهو عالي: "إن أراد أحد أن يتبعني". أي أسلوب تخيير هذا بين التبعية والرفض للكاهن الأعظم؟
إلى متى نخيف الناس بجهنم وبئس المصير لمن يرفض سلطان كهنتنا الأفاضل جل شأنهم؟
الله الحقيقي يريد شعب يحبه مِن قلبه وليس خوفاً من عقاب السلطان الكهنوتي.
يا سادة الشعب الفقير الذي ارتضى أن يتبعكم، ارفعوا سطانكم الكهنوتي عن إيمان الناس ولا تجعلوهم يخافون الله بدلاً مِن أن يحبونه بسبب تسلطكم وتصرفاتكم الهوجاء المتسلطة الرافضة لكل فكر آخر يتعارض مع فكر جلالة سلطانكم الكهنوتي.

6. الله المتجسد عبداً.
المفترض يا سادة السلاطين الكهنوتيين أنكم صورة الله المُحب المتنازل عن عرشه المتواضع الذي أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، هكذا يقول النص الإنجيلي المقدس.
فهل السيد الكاهن عبد وخادم للشعب التابع له؟ أم هذا الكاهن ملكاً متوجاً يَحل مَن يشاء ويَربط مَن يشاء؟ يرفع مَن يشاء مِن الخانعين المطيعين؟ أم يذل مَن يشاء مِن المفكرين المعارضين؟

7. تحرير الإنسان.
إن الحل الحقيقي هو تحرير الإنسان مِن الخطية وليس الكاهن هو الذي يحرر. إن الله الحقيقي وحده هو الذي لديه حِل الإنسان المستعبد مِن الخطية. وما الكاهن إلا أداة الله لتساعد الإنسان لكي يتخلص مِن عاداته الشريرة وسقطاته، وفي عصرنا الحاضر يمكن الاستغناء عن هذه الأداة حين ينضج الشعب. الكاهن ليس مساوياً لله وليس مساوياً حتى للمسيح. الله الحقيقي لم يره أحد، كما يقول الإنجيل، لكنه جل شأنه أعطى مجده لكلمته المتجسده بيننا الذي له سلطان الكاهن الوحيد على حياتنا، وهو السيد المسيح.
إن رسالة الكهنة في عصرنا الحالي لا يجب أن تأخذ دور السلطان والتسيد الكهنوتي، ولكن يجب أن تكون تعليم للشعب أن يقف مستقلاً شامخاً أمام إله عظيم محب غافر الذنب متواضع في تجسده. الله الحقيقي يريدنا أن نرفع مِن قيمة الإنسان الذي يعبده بمحبة وفرح وليس خوف من سلطان كهنوتي.

8. القبور المبيضة صغيرة الشأن
لا يجب أن يكون المتحكمين بالسلطان الكهنوتي كالقبور المبيضة مِن الخارج كما قال السيد المسيح عن أمثالهم الفريسيين قديماً. أو هؤلاء الذين اخذوا الكهنوت كتعويض عن صغر النفس وحب التسلط والتملك على الآخرين.

إننا نريد إنسان مسيحي أرثوذكسي ناضج واعي باحث عن الحق أينما كان، دون أن يقف خلفه السلطان الكهنوتي بالكرباج يحرمه مِن البركة، فهل بهذا يكون هذا السيد الكاهن صانع سلام أم صانع بغضة؟ صانع سلام بالتفتيش عن الحق أينما يوجد؟ أم صانع بغضة بكراهية الآخر المختلف في الرأي والفكر؟
ألم يقل السيد المسيح: فتشوا الكتب؟
وهل يخاف هؤلاء السادة مالكي السلطان الكهنوتي على خرافهم؟ ألم يقل السيد المسيح: خرافي تسمع صوتي؟
اتركوا الشعب يستمع لصوت السيد المسيح وليس صوت السلطان الكهنوتي.




#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعبدون البابا؟
- لماذا لا يتبع جلالة البابا تعاليم المسيح؟
- عرقنة الرياضة
- التدين والغش.
- اكتب باسم الحرية.
- رجل دين كندي
- نساء قاضيات، لما لا؟
- ألهة الأديان.
- قراءة في الدولة الدينية الأموية والعباسية عند فرج فودة.
- قراءة في أول دولة دينية عند فرج فودة.
- الإيمان ونظافة القاهرة
- سرطان الجسد الفلسطيني
- كان أبي مسلماً.
- الإرهاب والإصلاح الكنسي.
- الكنيسة وفكر الخرافة
- ماذا لو اصبح البابا القادم من النساء؟
- كنتُ وزيراً للأديان المصرية.
- حوار مع الرسام المسيء للرسول بعد إيمانه.
- الكنيسة والمسجد والعمال.
- الإرهاب الفكري ضد البهائيين.


المزيد.....




- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيمن رمزي نخلة - السلطان الكهنوتي.