أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - - تحت الدف- / للتذكير ليس إلا!














المزيد.....

- تحت الدف- / للتذكير ليس إلا!


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 08:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تلقى المغاربة هذه السنة عيد الأضحى في ظروف تميزت ببداية احتقان وسخط اجتماعيين ناتجين عن عدة متغيرات التقت كلها في خندق واحد، ألا وهو هضم الحقوق وعدم احترام القانون والدوس على الكرامة في صفوف الشغيلة، والهجوم السافر على حرية التعبير والصحافة.

استقبلت بلادنا، هذه السنة، عيد الأضحى في ظرف تبيّن فيه بجلاء أن حكومتنا والقائمين على أمورنا ما زالوا لم يعوا بعد، حق الوعي، أن هناك حقيقة لا مندوحة عن الإقرار بها ـ أراد من أراد وكره من كره ومهما كانت الأحوال والظروف ـ وهي أن قيمة القوانين تكمن في مدى تطبيقها على الجميع واحترامها من طرف الكل دون أي استثناء، مهما يكون موقع الشخص أو الجهة، كما أن فعالية تلك القوانين ونجعاتها تقتضي، أولا وقبل كل شيء، ظروفا اجتماعية واقتصادية وسياسية ملائمة وإلا اختلت المعادلة.

إن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها الأغلبية الساحقة من المغاربة، تتميز بالأساس، بانخفاض مهول في القدرة الشرائية والتدهور الملحوظ في ظروف المعيشة من جراء الزيادات المتتالية في الأسعار مقابل استمرار تفشي البطالة وتآكل الأجور والمداخل في مختلف القطاعات.

وهذا الوضع لن يزيد إلا من الاحتقان واتساع دوائر الاحتجاج وانتشار فضاءات السخط وتناسل أسبابه، سيما وأن حكومة عباس الفاسي ما زالت تعتمد نفس النهج الذي جُبلت عليه جميع الحكومات السابقة، والذي مفاده، تجاهل وتهميش المطالب المشروعة في العيش الكريم وعدم جدية التعاطي معها. ويتناسى عباس الفاسي أن عدم الاستجابة لهذه المطالب المشروعة وعدم جدية التعاطي معها من طرف الحكومة التي يقودها، إن كان يدل على شيء، فإنه يدل أولا عن ضعف الحكومة وضعف الدولة على فرض احترام القانون من طرف الجميع. إذ أن جزءا كبيرا من مطالب الشعب المغربي تجد بداية حلّها في احترام القانون وفرضه على الجميع، وليس الدوس عليه لهضم حقوق قصد نيل رضا "أقلية قليلة" لا تكاد تبين، سعيا وراء خدمة مصالحها على حساب مصالح السواد الأعظم للمغاربة.

لم يفعل عباس الفاسي وحكومته إلا تكريس ما ظلت تفعله الحكومات التي سبقتها، أي ترسيخ سياسة إغناء الغني وإفقار الفقير رغم كل ما يقال، وبالتالي لن تنفع كل الإجراءات المتخذة إلا بالإقرار بضرورة تغيير هذه السياسة.
فلا سبيل لاستقامة الأمور إلا، أولا بالإقرار باعتماد هذا التغيير وبحضور الإدارة الفعلية للقيام بذلك فعلا وليس قولا، وإلا ستعمل الحكومة الحالية على جعل التاريخ يعيد نفسه، وهذا ما أضحى جل المغاربة يشعرون به.

بعد عشر سنوات من محاولة زرع الآمال، هاهي مرحلة عودة "القهقري" قد انطلقت في أكثر من مجال:
- اجتماعيا، سخط كبير واحتجاجات تجتاح كل شبر من المملكة.
- اقتصاديا، أزمات مركبة، الظاهرة منها والمستترة، وتدهور مطرد لا يسعف على تحقيق أي تنمية فعلية يستفيد منها أغلب المغاربة.
- حقوقيا، سُجلت تراجعات مهولة على صعيد حرية الرأي والتعبير والصحافة وعلى صعيد حقوق الإنسان، وبدأ يبرز، هناك وهناك، التعذيب والاختطاف واستمرار تفعيل "الهراوات الغليظة"، ضد المحتجين في الساحات العمومية، لأن الحكومة تعرف، حق المعرفة، أن الأوضاع ليست على ما يرام، بفعل سياسيتها المعتمدة، لذلك عليها الحرص كل الحرص، ولو بالقمع، على محاولة حنق بؤرة أي احتجاج جماهيري في مهده خوفا من انتشاره. وهذا مؤشر ضعف كبير، وليس قوة كما قد يعتقد أصحاب الحنين لأساليب سنوات الجمر والرصاص كأسلوب للتدبير، وليست صدفة، أن يكون بعض هؤلاء هم المطالبون بالمحاسبة من طرف أصحاب شعار "عدم الإفلات من العقاب".
-
على حكومة عباس الفاسي، أن تعي أن للسلم والاستقرار الاجتماعيين ثمنهما، وعلى الدولة أن تعرف أنه لا يمكن تحقيقهما دون خلق شروط ضرورية وملائمة لذلك، ولن ينفعها اللجوء إلى القمع والتخويف والمنع، لأن المتضررين من الوضع القائم، وما أكثرهم، لن يستمروا ي قبول الأمر الواقع والاستسلام لشروط الاستغلال القاسية، المؤدية لا محالة إلى فرض العيش دون كرامة. خصوصا وأنه أضحى واضحا أن الدولة انتهجت خطا رجعيا دون أن تأبه بمطالب أوسع فئات الشعب المغربي..
إن مظاهر القمع أصبحت حاضرة في مختلف المجالات والمناسبات.. في الشارع.. أمام البرلمان.. في الجامعات.. في المعامل.. وفي كل مربع يسعى للاحتجاج على واقع حال مستمر في التدهور.. ألم تعد "هراوات" نظام مشتغلة أكثر مما كانت عليه في السابق؟

لقد لاحظ الجميع، عبر العشرية الأولى من العهد الجديد، أن حرية الصحافة والتعبير وكافة الحقوق المرتبطة بالحريات والحق في الاحتجاج السلمي، تعمل في منحى موجات صاعدة وهابطة. وكنا نعتقد أن التاريخ يتقدم إلى الأمام ببلادنا على نحو مستمر مند 1999، لكن تأكد بما فيه الكفاية حاليا أن ما يقع يثبت خطأ هذا الاعتقاد، والخوف كل الخوف من أن نلج فترة سنوات جمر ورصاص بصيغة جديدة، وهذا من شأنه أن يضيع على المغرب عقود أخرى، وقد تقذف به، هذه المرّة، إلى متاهات من الصعب الخروج منها دون خسارات جسمية ومهولة لأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وظروف العالم اليوم ليس هي ظروفه بالأمس.

ففي خضم سنوات الجمر والرصاص كانت الحياة مملة والأفق مغلق، فما الفرق بين هذا الوضع وواقع حال اليوم؟
وهذا للتذكير ليس إلا.
مرزوق الحلالي





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حانوتي المشروع الحلم الذي تحول إلى كابوس
- مفهوم -وزارات السيادة- نتاج الصراع بين الشرعية الشعبية والشر ...
- اليسار هل تكتمل دورته الحياتية؟
- وصفة لا غنى عنها الحكومة تراهن على القروض الخارجية لمواجهة ا ...
- مشروع ميزانية 2010 إجراءات تُنبئ بمزيد من الاحتقان الاجتماعي
- يا أحزاب المغرب اتحدي أو انتحري
- لماذا الزج بشحتان في السجن؟!
- تقرير التنمية البشرية يعري عن عجز الحكومة وفشلها
- الحكومة تراهن على الخوصصة سنة 2010
- هل هي بداية طي صفحة الماضي -الاقتصادي والاجتماعي-؟
- -التامك- كان محميا من طرف -الديستي- و-لادجيد-
- مولاي أحمد العلوي عين الملك الحسن الثاني في كل مكان
- تضحية على سبيل التجربة ليس إلا
- محاكمة ثلاثة صحافيين من جريدة -المشعل- بتهمة نشر خبر زائف وا ...
- هل فعلا يعيش المغرب خطر المؤامرات الخارجية الأجانب؟
- اليخلوفي، الديب، النيني والشريف بين الويدان جيلان من بارونات ...
- -الله يكون في عون وزارة الصحة-
- المغرب – الجزائر :أمريكا، روسيا وفرنسا تشعل سباق التسلح بالم ...
- -ميشيل- الحريزي لغز اغتيال رفيق المهدي بنبركة
- هل هناك فعلا ما يدعو إلى القلق؟


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - - تحت الدف- / للتذكير ليس إلا!