|
قراءة في كتاب:
حسن عماشا
الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 08:31
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
قراءة في كتاب: محمود حيدر لاهوتُ الغَلَبَة التأسيس الديني للفلسفة السياسية الأميركية حسن عماشا تمهيد: مع سقوط جدار برلين مـدّ الإخطبوط الأميركي أطرافه في طول الأرض وعرضها، على اليابسة كما في المحيطات والبحار. شاهرا برنامجه لغزو الفضاء (حرب النجوم) – كأنه يقول: البسيطة لي تحصيل حاصل، ومن شاء مواجهتي فليلحق بي إلى السماء. فتمظهر قدرا لا فكاك من الخضوع لمشيئته. وكانت "نهاية التاريخ" فرمان طاغية، تجمدت أمام جبروته كل خاصية ظنت أن لها حيّز تحيى فيه على هذه المعمورة. تنتظر )المبادرة الأمريكية( وتصلّي كي لا تكون أولى من تدهسها عجلة التمدد العمياء. وأستسلم العالم، إلا نتف متفرقة – "الدول المارقة". وسارع من سَـلَـفَ له ليحظى بوظيفة أو دور يلعبه نظير اكتساب بضع فتات مما يتدلى من خِرِجّ الاستحواذ. وآخرون أعلنوا التوبة ومـدوا بلادهم بساطا أبيضا يوقع عليه "العم سام"- "صك الغفران" بـ"العقب الحديدية"، أو بأغنية:الـ Rock ، أو بوجبة سريعة من الـ McDonalds . لكن الأمم والشعوب عادت إلى موروثاتها ونفضت عن مخزوناتها غبار الوعي الزائف لتستلهم من تاريخها عناصر القوة والمناعة. ولأن الزمان غير الزمان، والبطش والتدمير وسيلة للإخضاع وليس غاية بذاته. والعنف يستدعي العنف، فكان زلزال أيلول/سبتمبر، يكسر المألوف ويفتح الباب على عدة جديدة لم تكن من أدوات الحرب تحولت سلاحا له من القوة والفعل أكثر من ما للصواريخ العابرة للقارات. ما استدعى العقل الأمريكي أن يبسط ألوان الطيف على بقاع الأمم التي لم تستسيغ الخضوع، فلوّنها بما يوائم خصائصها الفكرية الاجتماعية وأستخرج من واقعها عناوين لمعضلات حولها شعارات ومن ثم أقام أعراس المزاوجة بين شرائح تابعة، وطفيليات فقدت أئمتها، ووجدت في "لاهوت الغلبة" أولياء جدد. وعملت على تجيش شرائح اجتماعية خاوية، تفتقر إلى أي قيمة فاعلة سوى بكونها تؤلف عددا، يجمع أمام عدسات التلفزة، وتلعب تكنولوجيا الإعلام المعولم لعبة التصنيف بين ملائكة وشياطين لتجند في وجه قوى الممانعة والمقاومة. ولا يهم ماهية الخطاب التعبوي طالما يصب في نهاية المطاف في اصطفاف يلاءم الاستراتيجيات المرسومة. وسارعت الغالبية العظمى من أهل القلم إلى كتب "الموضة الجديدة"، ودوريات الترويج الدعائي، وجهدوا لتوطين الرغبات الأمريكية وتبني مقارباتها لقضايا الأمم والشعوب السياسية – الاجتماعية. لتظهر كأنها مطالب وطنية تأتي الولايات المتحدة لتدعمها. مستفيدين من حالة الفقر المعرفي وثقافة الاستهلاك، وسيادة الوعي السطحي واللهاث الأعمى خلف الشعارات البراقة دون النظر في مضامينها وشروطها التاريخية. أو حتى في طبيعة مطلقيها؛ و واقعهم وممارساتهم ماضيا وحاضرا. إلا قلة لم يرهبها طغيان الوعي الزائف، وأبت أن تستسلم في وجه الجبروت الإعلامي والسياسي وتنساق خلف السائد، والسَوقّ مع السُوق. فكان: روجيه غارودي، نعوم تشومسكي، و وليم بلوم، وميشال شوسودفسكي، وآخرون أبوا أن يخضعوا للإرهاب الفكري. محمود حيدر واحد من هؤلاء، جسد الدور المناط بكل باحث أمين على تحصيل المعرفة الموضوعية. وغاص في أعماق العقل "الأميركي" باحثا في أوليات، بنيانه الفكري – "الديني والسياسي". وما كانت حملته من خلفيات ثقافية جماعات المستوطنين المؤسسين لهذه الظاهرة التاريخية، ولاحقها في متاهاتها دون أن يضيع بها أو ييأس من تعقيداتها وتناقضاتها. كاشفا في صيرورتها التاريخية خيوط الترابط التي لم تنقطع عن الموروثات الفلسفية والدينية التي حملها الرواد إلى "الأرض الجديدة". والتي استمرت تشكل أساس الترابط الروحي، للمكوّن الاجتماعي الرئيسي في الولايات المتحدة الأميركية، إلى يومنا هذا. فوضع بين يديّ القارئ العربي خلاصة بحثه في كتاب: "لاهوت الغلبة /التأسيس الديني للفلسفة السياسية الأميركية". قبل مراجعة مضامين الكتاب. لا بد من الإشارة إلى أن ظاهرة بحجم الولايات المتحدة الأميركية، والدور الذي لعبته في التاريخ الحديث، السياسي – الاجتماعي. وما وصلت إليه من هيمنة على مفاصل أساسية – هي محل صراع لازال مفتوحا - في مسيرة التطور العام للبشرية جمعاء، بل أكثر من ذلك، بما يطال ظروف الحياة على الأرض برمتها. لعبت عوامل عديدة أدوراً متفاوتة في تشكلها وتطورها وتفوقها، منها: التاريخية والجغرافية والاقتصادية والسياسية، والفلسفية إلخ.. لا يمكننا إغفالها واعتبار الفلسفة؛ الأداة الوحيدة التي تمكننا من إدراك ماهيتها ومآلها. وما لهذه العوامل من تأثير عكسي على هذه الظاهرة نفسها في ضوء المتغيرات الجارية على كل صعيد وفي طليعتها المقاومة والممانعة وتنامي الشعور القومي لدى كافة الأمم في مواجهة الغطرسة والعنصرية الأمريكية. في الـ"مدخل" يبيّن الباحث الأستاذ محمود حيدر، خط بحثه منطلقا من رؤى البعض "إلى أميركا بوصفها قضية فينومينولوجية". شارحا مضمون هذا المفهوم، وكاشفا عدم استقرار "المقالة الأمريكية على توصيف واحد. والفرادة التي خُلعت عليها، من أهلها ومن عدوًّها، جعلتها مقالة مفتوحة على التأويل". ومشيرا إلى "شعور أميركا بنفسها اليوم، هو شعورها نفسه يوم وضع مؤسِّسوها الأوائل مهمتها العظمى، بما هي أمة مبعوثة للبشرية. .. من أبراهام لينكولين إلى جورج بوش، الكلمات التي ترسلها إلى العالم هي هي". قائلا في، "مسعى هذا الكتاب هو تظهير حاضرية الدين في تشكيل الهندسة العامة للأطروحة الأميركية بأحيازها الأيديولوجية، الثقافية، والاقتصادية، والسياسية، والإستراتيجية. ولسوف يتبين للقارئ كم لمساحات الفعل اللاَّهوتي المسيحي البروتستانتي من أثرٍ مبيّن في نشوء أميركا." ويخلص إلى "الأطروحة المركزية" لعمله هذا، وهي "البحث في مقومات الظاهرة الأميركية بوصفها ظاهرة دينية ما بعد إمبريالية." (...) واضعا هذه "الأطروحة" في سبعة فصول وخاتمة. الفصل الأول طبائع أميركا الأولى فلسفة الولادة بعد عرض موجز عن شخص كريستوفر كولومبوس وآماله. يبيّن الكتاب، "أن سكان أوروبا كانوا على شفا عالم جديد. كانت الآفاق تتسع، بينما هم يدخلون عوالم لا مخططات لها جغرافياً، وثقافياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وسياسياً. إلا أنهم ظلوا على يقين من أن إنجازاتهم هذه سوف تجعلهم سادة الأرض". مشيرا في الوقت عينه، "أن للحداثة، مع ذلك، جانبا أكثر قتامة". متخذا من إسبانيا "المسيحية" باعتبارها، "واحدة من أقوى الممالك في أوروبا وأكثرها تقدما". مثلاً أول، مبيناً "أن توحيد إسبانيا الذي أكتمل بفتح غرناطة تبعه تطهير عرقي أدى إلى فقدان اليهود والمسلمين أوطانهم. كانت الحداثة – بالنسبة للبعض – قوة محفِّزة، محررة وساحرة. بينما خَبِرَها آخرون كقوة غازية ومدمرة." وهذا العرض لتلك الحقبة التاريخية التي مهدت السبيل لاكتشاف أميركا. يستنتج الكاتب:" يمكن القول إن رحلة كولومبوس كانت أمراً محالاً من دون اختراعات مثل البوصلة المغناطيسية، أو من دون امتلاك احدث ابتكارات علم الفلك." ويلاحظ أن :"في الحقبة التي شهدت نزول الأوروبيين على شواطيء العالم الجديد، المسمَّى أميركا كانت سماتُهم القومية قد بلغت تمامها، وكان لكل منهم شخصيته المميزة." سندا إلى "المؤرخ الفرنسي الكسس دوتوكفيل". مشيرا إلى فوارق بين جماعات المهاجرين "في أكثر من وجه" .. "ومع ذلك كان ثمة قواسم مشتركة.. كما كانوا يحيون في ظروف مماثلة..." ولاحظ أن دوتوكفيل قدم "اضاءة في غاية الأهمية حين يشير إلى رابطة اللغة بوصفه أقوى الروابط التي تجمع بين الناس، وأكثرها دواما." " كان المهاجرون،... ينتمون إلى تلك الطائفة الانكليزية، التي لتقشف مبادئها أطلقت على نفسها اسم الطهرانية. والمعروف أن النزوع الطهراني لم يكن مذهباً دينياً فحسب، بل غالباً ما كان يتطابق، في عدد من الأوجه، مع النظريات الديمقراطية والجمهورية الأشد مغالاة. وهذا ما ألًّب على الطهرانيين حكومة وطنهم. أما الذين تأذّت مبادئهم الصارمة جراء السلوك اليومي للمجتمع الذي عاشوا في كنفه، فأنهم راحوا يبحثون عن أرض بربرية ومعزولة تماما عن العالم، حيث يكون متاحاً لهم أن يحيوا فيها كما يشاؤون وأن يعبدوا ربّهم بحرية". وتحت عنوان: " معنى الجغرافيا الناشئة" بعد الإشارة إلى أن "الإسبان والبرتغاليون هم أول من استوطنوا القارة الأميركية. .. قبل نحو قرن من عبور الإنكليز المحيط الأطلسي .. في نهاية القرن السادس عشر .." يعرض الكتاب إستننادا إلى ريتشارد هاكليوت، بشكل موجز الدوافع الانكليزية للهجرة، الاقتصادية والقلاقل الاجتماعية، والدينية. ومن ثم يبين أنه:" كان على المستوطنين أن يمروا في تجربة مصالحة مع الأرض التي حلّوا فيها للتّو. ولم يكن أمامهم إلاّ الدخول في ما يشبه العبور البرزخي الشاق من طور الغربة إلى طور السكينة. ولسوف ينبغي لهم أن ينشئوا زماناً غير الزمان الذي سبق مجيئهم إلى أرض الميعاد. وأن يعيدوا هندسة المكان على قياس الأحلام التي غالبا ما تتصور الأمكنة على تمام المدن الفاضلة. وهكذا لم يكن ليُفتح بابُ الكلام على أميركا بوصفها "مدينة فوق جبل"، إلا في سياق جعل الجغرافيا تمثيلا واقعيا للإيمان الديني. "لحظة تكوين الهوية" يشير الكتاب إلى أن: "منذ البدايات الأولى للإستيطان الانكليزي فيما وراء البحار، سعى المسوطنون نحو تكوين هوية خاصة ومستقلة عن هوية الجغرافيا الأم. وبحسب المؤرخين فإن الإرهاصات الأولى لولادة الحضارة الأميركية بدأت في عهد الملكة اليزابيت الأولى في انكلترا. عارضا للظروف التاريخية التي كانت تتخبط فيها المملكة البريطانية وبروز الاتجاهات المذهبية، والنزعات التحررية من سلطة الكنيسة، "ونفوذها الشعائري والسياسي"، والحراك الذي في ظله تكون ما يسمى "الطهرانيون"، و"التحول إلى كتلة أيديولوجية لها رؤاها واستراتيجياتها في النظر إلى الدين والمجتمع والدولة." مبيناً،"التأسيس الطهراني لأميركا" "أولا- الطهرانية الإنكليزية"، وكاشفا على أن: "("الأفكار الرئيسية") فيما يتعلق ببزوغ الأمة الأميركية ليس فقط من خلال التماهي مع الشعب العبراني، بل أيضا من خلال الطهرانية الانكليزية." عارضا الظروف التاريخية لنشأة هذه الأخيرة، ومسار تبلورها. "ثانيا الطهرانية الأميركية"، والخصائص التي توسمت بها في الأرض الجديدة. وصولا إلى "ثقافة الحرب الأهلية"، التي أنهكت انكلترا من جهة والثورة الفرنسية من جهة أخرى. والصراع بينهما على "المستعمرات الأميركية (1756- 1763 ) .. الأمر الذي أدى إلى حرب الاستقلال (1775- 1783) وتأسيس أول جمهورية علمانية في العالم الحديث." لكنه كشف عن ظهور عدد من المذاهب، و متوقفا يشكل خاص عند (الكواكرز أو" الصاحبيون؟"). عارضا أصولهم وظروف تشكلهم وأبرز رموزهم. ("البراغماتية" بوصفها لاهوتاً سياسيا) يعرض تحت هذا العنوان: ظهور البراغماتية في الفلسفة السياسية الأميريكية من منشأها الديني البروتستانتي، مبيناً المخاض الذي تبلورت في ظله، ومحاولات الاجابة على سؤال:"كيف يمكن أن تصبح الولايات المتحدة الأميركية، ("الإمتداد الحصري للإمبرياليات الأوروبية السابقة") وذلك من خلال وضع إطار فكري لبرامج بعيدة المدى على جميع الأصعدة الثقافية والفكرية والتربوية والفنية. (وكانت هذه هي المرحلة الأولى للذرائعية الأميركية من الناحية النظرية)." مبيناُ "حجر الزاوية في هذه الفلسفة كما يقدِّمها وليم جيمس": "- إنكار الحقيقة الموضوعية التي تتميز بوجودها المستقل عن الذات والخبرة البشرية، وتنعكس في وعينا عن طريق الحواس. - إنكار للضرورة الموضوعية العلمية. - الإيمان بأن الوجود هو اعتقاد، والنجاح هو معيار الحكم على الحق والباطل." ومن ثم يسلط الضوء على "أركان الإيمان البراغماتي"، و"جدلية الميتافيزيقي- العلماني"، وكاشفا عن "إختراقات العلمنة". ومختتما الفصل الأول بـ "الجمع بين مفارقتين: التديُّن والحرية". الفصل الثاني "أميركا بما هي دولة دينية" مفتتحا هذا الفصل بعنوان: "مثلث الأصولية والليبرالية والإنجيلية". مبيناً "ثلاثة تيارات": - "التيار التقليدي الملتزم وهو ما اصطلح على تسميته بالأصولي. - التيار التقدمي الملتزم بالتقاليد الأخلاقية، وهو المعروف بالمسيحي الليبرالي. - التيار الواسع الانتشار، والمعروف بالإنجيلي التقليدي." مستعرضا خصائص كل واحد من هذه التيارات وتقاطعاتها وأختلافاتها. ومبيناً "المرجعية التبشيرية"، بإعتبار "البروتستانتية هي الأصل" وعارضا لإتجاهات الحركة الفكرية ومذاهبها والعناوين التي تناولتها. مثل: "هيرمينوطقيا الإصلاح- الهرمينوطقيا البروتستانتية واحداثة- ". وصولا إلى الكشف عن "العقيدة كسلوك سوسيو- سياسي"و"العلمنة المتديِّنة" وخاتماَهذا الفصل بـ"سَريات التكيف". الفصل الثالث فلسفة المكان "مفارقات الهوية القومية في أميركا" بعد إستعراض فرضيات "العالمان الاجتماعيان الانكليزيان "تيفي" و"سميث". حول القومية. يكشف عن "ثمانية أعمدة للقومية الأميركية" سماتها هي:"حب التجديد- القرب من الطبيعة- حرية الحركة- مخالطة الشعوب- النزعة الفردية- الوعي بالمصير- الميل إلى العنف- والنظرة الشمولية الى البشرية ككل." ومن ثم ينتقل إلى: "فكرتا القومية والدولة الأمة" عبر مقاربات تناولت الثورات الأميركية والثورة الفرنسية متوصلا الى خلاصة منظروا الفلسفة الأميركية. "هى أن الحيوية التاريخية لنظام الولايات المتحدة، تقوم على التزام الشعب الأميركي العميق الجذور بفكرة التغيير الديموقراطي. لكن مثل هذا التغيير سيأخذ منحاه الخاص في التقليد والممارسة الأميركية، حيث كان التعبير الحر عن الرأي الفردي والجماعي يتم في اطار الهرم الاجتماعي. الأمر الذي شكل ذلك عاملا أساسيا يجعل المعارضة والاختلاف فائضا تاريخيا عبر تحوير وتبني برامجها". "في التغاير عن هوية المنشأ" يبيّن الكتاب خاصية مكتسبة للأميركيين مغايرة عن الأنساق والتقاليد العريقة التي قامت علها الدول/الأمم. وهي: "الشعور بعظمة الميثاق الذي شيدوا على هديّه عقدهم السياسي الاجتماعي." وكاشفا عن:"ثلاث سمات سيادية مميزة"، أولها "بكمون السلطة، وذلك على خلاف الطابع المتسامي للسيادة الأوروبية الحديثة." أما الثانية: "الانتاجية"، والسمة الثالثة: "هي نزوعها نحو مشروع مفتوح متسع يمارس نشاطه على أرضية غير محدودة." "صناعة الوعي القومي"، وتقوم على "فرضيتان": الأولى : "الوطنية الإرادية" بإعتبارها "حلة خاصة بالولايات المتحدة،". الثانية :"بلد المساواة، حيث جميع الناس هم على المستوى الإنساني نفسه". كاشفا عن نسَب هذا الوعي إلى جذور "الثقافة الأوروبية". مبيناً ثلاثة عوامل "تستحضر كلما استلزمت مراحل تطور النموذج الأميركي ذلك." وفي هذا السياق يتحدث الكتاب عن: "قومية على حدّ الاستثناء"، مبيناً مفارقتين ومزايا ثلاث تكوّن فرادتها. ويشير بعد ذلك إلى "القومية الأميركية في دائرة التوظيف". و"الأيديولوجيا كتجل لوحدة الدين والقومية" خاتما هذا الفصل بـ" الجغرافيا المقدسة". أما الفصل الرابع: "فلسفة أميركا الإسرائيلية". يبيّن الكتاب "المشترك اللاهوتي" بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة. والسمات المشتركة بينهما، ووحدة "النشأة والسلوك والممارسة". مركزا على معنييّن، الأول: السمة الاستيطانية، والثاني: "السمة اللاهوتية التوراتية"، مستحضرا سلسلة من العناوين والمواقف التي تبيّن التماهي بينهما. وخاتما هذا الفصل بـ"توراتية الانجيليين الجدد"، و "وحدة النشأة والمآل". والفصل الخامس: "فلسفة الحرب": "التأسيسات الايديولوجية للهيمنة" و"فلسفة الاستهتار بالغير". مبيناً "زمانية الاستعلاء" مسجلاً خمس مقولات لروزفلت تعبر عن هذه النزعة الامبراطورية. وفي الفصل السادس: "فلسفة الفوضى"، كاشفا "أصلان للفوضى: ديني وفلسفي" في الايديولوجيا الأميركية، والتي برزت مع وصول "المحافظين الجدد" الى رأس السلطة مع بديات هذا القرن. ومبيناً طغيان المفاهيم اللاهوتية على الممارسة السياسية. وخصص الفصل السابع، إلى استعراض :"نقًّاد الامبراطورية المعصومة". عارضاً جملة من المواقف النقدية لمجموعة من العلماء والكتاب الأميركيين والأوروبيين والعرب. أما "الخاتمة": يقول الكاتب: "غاية هذا الكتاب هي الاقتراب من أميركا بوصفها اطروحة سياسية دينية."
صدر الكتاب عن دار الفارابي – بيروت – لبنان. بالتعاون مع مركز دلتا للصحافة والأبحاث المعمقة بيروت. الطبعة الأولى 2009 . ضم 366 صفحة من الحجم الكبير
#حسن_عماشا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنطباعات
-
وحيداَ ثقيل الخطى على رصيف الشاطئ
-
تحية الى موقع الحوار المتمدن في عيده السابع
-
قراءة في:- التوجهات العامة التي اقرتها لجان اللقاء اليساري ا
...
-
الوضع اللبناني: بين وهم التسوية والعجز الوطني(أولى أسباب الا
...
-
المستنقع الآسن
-
الكيان اللبناني : أزمة تكوين
-
ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟
-
مبروك زواج الانعزالية
-
حركة 14 اذار تجمع قوى الانعزال ورموز الافلاس الوطني-القومي
-
-في مناسبة العيد الرابع لانطلاق موقع -الحوار المتمدن
-
خلوة مع النفس
-
مساهمة في تصور اولي
-
برسم الثوريون المفترضون
-
بصدد المسألة التنظيمية
-
حزب ام حركة؟..اشكالية، الاطارالناظم
-
نداء الى الشيوعيين اللبنانيين
-
الموت في التيه...¨سقط جورج حاوي شهيدا..
-
أزمة اليسار العربي: اللبناني نموذجاً وضرورة ولادة جديدة
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|