أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي جاسم آل خليفة - ممنون ..... سويسرا..... تشكرات ..... ليحفظك الرب















المزيد.....

ممنون ..... سويسرا..... تشكرات ..... ليحفظك الرب


سامي جاسم آل خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 22:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل ما أستطيع قوله في هذه السطور لا يعبر عن الاحترام الذي أكنه للحبيبة سويسرا وخدمتها الكبيرة للأحرار ممن رفضتهم بلدانهم ووقوفها الدائم بجانب المضطهدين وفتح الخيرات أمامهم بكل إنسانية واحترام لا يجدونه في بلدانهم الإسلامية .
أقول ذلك في الوقت الذي أجد فيه العرب خاصة والمسلمين عامة يعلو صراخهم من على المنابر في المساجد وعلى القنوات الفضائية والصحف مستنكرين تارة ويشجبون تارة أخرى قرار التصويت على حظر المآذن ولا أعرف ماذا يريدون من سويسرا أيريدون أن تكون قطعة من صحراء العرب يتبركون ببول البعير ويأكلون لحم الضب والجرابيع أو يريدونها قاعدة ينطلق منها الإرهابيون محملين مؤخراتهم بالمتفجرات يفجرون الشيعة في العراق وباكستان أم يريدونها أن تكون الأندلس التي أضاعوها على رقص العاهرات في الليل وأنغام الموشحات في النهار أم ينتظرون أن تكون جبال "الألب" جبال "تورا بورا" يمضغون لحاهم ويشربون ما تجمع من بصاق بعد السواك أم يريدون تكون "برن" "بغداد" التي سقطت وخليفتها يستمع الغناء بين أحضان مغنيته "لحاظ" ثم يتهمون "ابن العلقمي" و"هولاكو" و"نصير الدين الطوسي" لا أعتقد أن تنتظر سويسرا كل هذا فتضيع من أجل إرضاء غرور رجل ملتحي أراد أن يصلي في مسجد له مئذنة ثم تجلس سنوات تحارب هؤلاء الإسلاميين وتعقد المفاوضات معهم في السقيفة وكأن سويسرا بلدهم التي غنموها من الحرب أو ورثوها من الأجداد في صحراء الربع الخالي أو الصحراء الغربية .
ممنون سويسرا كثيرا أقولها بدون مجاملة فكل الأصوات التي ارتفعت ضد قرار حظر المآذن خرست حينما شاهدت إغلاق المساجد في بلدانها وكتمت أفواهها حينما يتعرض رجال دين يخالفون مذهبهم للاعتقال والمنع من أداء الصلاة واختبأت كالفئران حين حظر الحجاب حقيقة مؤلمة أعرف أنها جرحت كبرياء الملتحين من عشاق "الاستنجاء" و"الاستجمار" و"مسح الجبيرة" لكني مع هذه الحقيقة أقدم تشكرات محملة بالورد للعظيمة سويسرا التي عرت هؤلاء الإسلاميين وفضحتهم بقرار تصويت لا منع وإغلاق كما يحدث في بلدانهم تشكرات سويسرا فالذين تنكروا لك الآن وتظاهروا وشجبوا نسوا الحليب الذي شربوه من أبقارك المدللة دلالا يتمنوه لأبنائهم في بلدانهم .
تمنيت أن لا يثور هؤلاء الإسلاميون على بلد مثل سويسرا احتضنتهم حينما هربوا من جحيم السلطة في بلدانهم لكنهم إسلاميون عرُفوا بالتنكر لكل صاحب فضل وعطاء فالانقلاب فيهم طبيعة صحراوية منذ القدم ولم يأتوا إلا بما يتوافق سجيتهم الجرداء .
يقول " القرضاوي " على قناة الجزيرة أدعو المسلمين في سويسرا لبناء القبب بدلا من المآذن وأن يكثروا منها في أوروبا وأنا أقول إنها قمة الانفصام والانفصال عن الواقع لأنه يعرف أن مساجد الشيعة في معظمها تخلو من المآذن والقبب وأن مساجدهم وحسينياتهم تتعرض بين الحين والآخر إلى الإغلاق والهدم أو المصادرة ومع هذا يغض طرفه إما خائفا من ضياع النعيم الذي يحيا فيه أو إصرارا على الطائفية أو بغضا للحق وإمعانا في رفض الآخر الذي ينشد قربه في المسيحية سويسرا ويرجو معاشرتها تحت مظلة القبب والتمتع بحسنها وفض غشاء خصوصيتها الذي ينكره على المسلمين الشيعة وغيرهم من أبناء المسلمين .
ممنون محبوبتي سويسرا كثيرا فمن يشاهد ثورة "القرضاوي" على المد الشيعي قبل شهور مضت والقنوات الفضائية التي تطبل ليل نهار لمحاربة الفرق الإسلامية الأخرى والتحريض عليها يدرك أن الإسلام محارب من أهله وليس منك أيتها الجميلة سويسرا وإلا ماذا يُخيفهم من إسلام شيعي أو غيره حتى يحاربوه بكل وسائل ويدعون حرصهم على الإسلام والخوف عليه وهم كل يوم يُصلون الصلاة ثم يُفجرون الأبرياء والأطفال والنساء في المساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة باسم الإسلام ومعانقة الحور العين والآن يتبجحون بالديمقراطية والحقوق ويطلبونها منك سيدتي بيضاء الثلج السويسرية وكأنهم تغذوا على الحريات والديمقراطية في بلدانهم الملتحية ذات الشوارب المحفوفة والإبط العفن الذي لا تزول رائحته إلا بأعشاب سويسرية من هضابك ذات الأنوثة الساحرة .
كان حريا بهؤلاء الإسلاميين أن يتصالحوا مع المآذن في بلدانهم وينادوا بالديمقراطية واحترام حقوق الآخرين وأن يفتحوا طريق الحريات والتعبد أمام الآخرين ويقيموا العدالة المفقودة حتى في بناء دور العبادة دون تمييز طائفة على أخرى .
أتعلمين يا فتاتي الثلجية كم عين تنظر لي بازدراء واحتقار وبغض وكراهية وأنا أصلي مضطرا في مسجد لطائفة غير طائفتي ويمرون وهم يهمسون بالشتم والسب وإخراجي من الدين الإسلامي بلا ذنب غير مخالفة مذهبهم فأين المآذن في بلدانهم من هذا التصرف المخزي أليست المساجد لله كما جاء في الشريعة فكيف يطالبون بحريتهم في حضرتك وينسونها في مساجدهم ويرفضون الطوائف الأخرى ويشنعون عليهم بالأكاذيب والافتراءات وأين أصحاب الأصوات التي ارتفعت عليك بسرعة البرق أصابها الشلل وهي تشاهد المجازر والذبح في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي وتغض الطرف عنها وتدخل مصلية ترجو الثواب وتخرج من الباب الآخر تشاهد قنوات" أنا وأنت في الهوى " نعم الهوى والهوان والمآذن تشهد عليهم .
تشكرات معشوقتي سويسرا فلا نريد أن نرى الإرهاب يغزو جسدك الثلجي ويستبيح عذرية بحيراتك فيكفينا إرهاب في دولنا نريد أن نستمتع بالثلوج شتاء وبالسحر والرقة صيفا نريد أن ننسى في قربك سيدتي تلك الوجوه التي لا تفهم غير القتل والدم والهتك والبطش نريد نسيان الهلع من صاحب لحية نتنة يلبس ثياب امرأة نترقب تفجيره ووحشية نفسه نريد في قربك أن نشم الأريج وزهور النارنج فقد سئمنا روائح أجسادهم العفنة وهي تقتل الضحايا دون ذنب وتظن نفسها وهي تقتل أنها تشم رائحة الجنة .
خذيني في أحضانك عروستي سويسرا وامنحيني الحنان الأوربي واجمعي شتاتي الإسلامي الممزق تحت أصوات المآذن وفتاوي التكفير وخطب المنابر ودعي المآذن تمزقهم أكثر وتشتت شملهم فكل من ينتقدك سيدتي لا يملك الجرأة لتشخيص واقعه المرير فلستِ ياسيدتي بحاجة إلى إسلام الحجاج الثقفي فإسلامنا دين محبة وتسامح ولستِ بحاجة إلى سيف يزيد بن معاوية فقد شبعنا دم تحت صوت المآذن ومباركة رجال الدين وشريح القاضي .
سيري يا حلوتي سويسرا متبخترة فلازلت عروس الحرية وتؤمنين بحرية المعتقد لكنك تؤمنين أيضا بحماية أرضك وشعبك ممن يكبرون باسم الإسلام في المآذن ثم يقتلون أطفالك في شارع "دو مارشيه" لأنهم مسيحيون لم يعتنقوا الإسلام .



#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي جاسم آل خليفة - ممنون ..... سويسرا..... تشكرات ..... ليحفظك الرب