أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - هيغل1















المزيد.....

هيغل1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2853 - 2009 / 12 / 9 - 23:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المرأة الجميلة يقع في غرامها كل الرجال والفيلسوف الرائع يقعُ في غرامه كل المؤرخين والفلاسفة والأدباء , وهذا ما حصل مع هيغل فغالبية الفلاسفة أحبوه وكأنه امرأة جميلة لدرجة العبادة والبعض اتخذوه عدواً .

وكثيرون هم الذين وقعوا تحت تأثيرالحركة الهيغيلية حتى أعداء المثالية والحقيقة المطلقة ,وقد كان هيغل يكتب فكره وتصوراته بلغة غامضة حتى الألمان أنفسهم كانوا يستصعبون ما يقوله, لذلك اعتبره البعض مجرد أي شخص يهذي بكلام غريب , أما أساتذة الجامعات فقد كرهوه بسبب إقبال الطلاب على محاضراته أكثر من إقبالهم على محاضراتهم.

لذلك قالوا أن هيغل هونفسه (هرقليطس) الأثيني الذي كان يقول (لا تحرك النار بالسكين)وهي تفسير لما يقوله العرب (لا تلعب بالنار) وكان هرقليطس غامضاً جداً وكذلك هيغل كانت لغته غامضة جداً ولا يملكُ أسلوباً مشرقاً لكي تقرأه الناس , ولربما أقرب مثال على ذلك أسلوب المفكر العربي الطيب تيزيني , فالطيب تيزيني أيضاً لا يملكُ أسلوباً مشرقاً لكي تقبل عليه القًراء.

قال عنه أصدقاءه بأنه هو أول فيلسوف قتل الفلسفة بل هو أول من أطلق عليها الرصاص وقال عنه الآخرون هو أبو الفلسفة الحديثة .

أما (سيرين كيركجرد) صاحب مقولة (إما أو) فقد قال عنه : هوأول فيلسوف وضع الفلسفة فوق مستوى الدين نفسه وهذه الجرأة لم يكن أحد قد وصل إليها من قبل.

أما (شلنج) فقد قال عنه هو الذي وضع الفلسفة السلبية بمقابل الفلسفة الإيجابية .

وقال عنه البعض : فلسفة هيغل عبارة عن تجديد للفكر المسيحي نفسه ومحاولة للهروب من البروتستنتية الاحتجاجية الألمانية , وقال عنه البعض : كان هيغل عباره عن حمار ميت.

أما (البير كامي) فقد قال (هيغل عقّّل أشياءَ غير معقولة).


وقد فهم الناس مقولة ماركس خاطئة عن هيغل فماركس لم يقل أن فلسفة هيغل مقلوبة رأساً على عقب بل قال : هيغل قلب الأشياء رأساً على عقب وهذه عبقرية كُبرى.

والماركسيون قالوا عنه (هيغل ثوري).

ولم تكن حياة هيغل تحتوي على مؤثرات ادرامية بل كانت طبيعية جداً وهو مثال للموظف الطبيعي الذي تدرج في الرتب العلمية وحتى تنال شهادة الأستاذية .

وهيغل ليس اسمه بل هو اسم العائلة واسمه (_جورج فيلهلم فردريتش هيغل)ولد سنة 1770م لأسرة برجوازية جداً وأبوه كان يعمل موظفاً بخزانة الدولة .

لم تكن حياة هيغل مثل حياة الفلاسفة العظام الذين عانوا وعانوا وقاسوا وذاقوا آلام الحياة , حتى ولا شيء من الممكن أن نعتبره ذا إثارة في حياة الفيلسوف العظيم هيغل , كانت حياته طبيعية وكل شيء طبيعي وهذا في الحقيقة لا يتناسب مع حياة العباقرة والفلاسفة والشعراء .
وكان تلميذاً نابهاً جداً وأمضى حياته وهو تلميذ حتى في شيخوخته كان تلميذاً يبحث عن المعارف والحقيقة المطلقة.

ولم يكن هيغل عاطفياً أو رومنسياً بل كان العقل هو المتحكم في تصرفاته ووجهات نظره ولربما أن هذه العقلية غير الرومنسية هي التي جعلته يمجد الماضي الكلاسيكي , لقد كان هيغل من أنصار القديم وكانت وجهات نظره في التطور لا تعني أن البشرية تتطور للأفضل بل كان يقول التطور ضروري ولكنه ليس الأفضل فهو يرى أن الكلاسيكية في الفن الإبداعي ما زالت تبتز الرومنسية بدليل أن الناس تستلذ بالقديم , وهذا يشبه من يقول أن الغناء القديم أفضل من الجديد والفن القديم أفضل من الجديد مع الاعتراف بتطور وتقدم الجديد على القديم , وهنا يبدو هيغل بنظري مثل رجل طاعن في السن يجلس على مقهى من مقاهي شوبرا في القاهرة وهويستمع للغناء القديم ويسب ويلعن بالغناء الحديث .

أحب هيغل حياة اليونان وعلى من شأنهم وقال : هم أناسٌ أحبوا الحياة ولم يكترثوا بالخطيئة ولم يعفّروا جباههم تحت أقدام آلهة جبارة منتقمة.

كان هيغل يرى في المسيحية أنها جعلت من الإنسان مواطناً غريبا عن الحياة لأنها أقنعته بأنه ابن السماء وليس ابن الأرض .
أما أصحاب هيغل فقد نظروا لفلسفته على أنها ديانة جديدة يجب دراستها والتعمق فيها وأن تكون بمثابة إنجيل جديد.

وبالرغم من أن هيغل كان ناقداً لنفسه دوماً غير أن إيمانه بالحقيقة المطلقة أو بالمطلق جعلت من فلسفته فلسفة صارمة لا تقبل النقاش ,وفي الكتاب الذي كتبه (اكروتشه ) بعنوان( ما بقي حياً وما طواه الموت في فلسفة هيغل) وقد وقف اكروتشه على كل شيء ما عدى المذهب العقلاني المغلق عند هيغل الذي جعل من فلسفته قوانين صارمة لا تقبل النقاش.

ولم يكن كارل ماركس في بداية حياته إلا هيغيلياً هو وبرتراند رسل وجورج مور .

ومن المقولات التي أعجبتني عن هيغل مقولة الفيلسوف الإيطالي (إكروتشه) حيث قال: أنا أشعر بالحزن وبالأسى العميق حين أجدُ نفسي مضطراً لأقول عن هيغل ما قاله (كاتولوس) عن (لزبيا) :أجل أنا لا أقدر أن أعيش مع هيغل ولا أستطيع أن أعيش بدونه .

ومما أعجبني مقولة الماركسيين الأوائل عن هيغل حيثُ قالوا : إن الهيغيلية بالنسبة لنا مثل العهد القديم بالنسبة للمسيحيين.

وبهذا فهم يقصدون ما قاله إكروتشه بالضبط , وبعبارة ديالكتيكية أكثر دقة : كانت الهيغيلية مرحلة من مراحل التطور الفلسفي الجدلي, واليوم أصبح هيغل رمزاً تاريخياً ومرحلة من مراحل التطور الفلسفي,لقد أعطى هيغل الكثير من وقته للفلسفة وخدمها خدمة الجندي في السلاح ,وقد مات هيغل ولم يلقي بسلاحه على الأرض مات هيغل وهو يحتضن سلاحه في عقله ورفض مرات عدة النزول عن ظهر حصانه .

لم يكن فيلسوفنا العظيم رجلاً انطوائياً على نفسه أو معزولاً عن حياة الناس بل كان اجتماعياً جداً , ويقال أن هيغل حرم من طفولته في اللعب مع الأطفال كونه كان من عائلة برجوازية ويقال أنه كبر وشاخ وما زال في عيونه بريقٌ من الطفولة , وحين أشتهر هيغل وشاهد بعينيه مجده تكونت لديه رغبات جديدة منها زيارة المتاحف والمعارض والمسارح .

وفي الكتاب الذي وضعه عن سقراط 370ق.م.300ق.م. والمسيح 3ق.م27ب.م, قال بأن سقراط كان فيلسوفاً اجتماعيا , أما المسيح فقد كان انعزالياً اختار لنفسه مجموعة محددة من التلاميذ , أما سقراط فلم يطلب من تلامذته الانفصال عن الناس ...إلخ.
ويعلل هيغل تحول المسيحية من ديانة تدعو إلى المحبة وإطاعة الواجب إلى ديانة تدعو إلى العبودية بأن السبب في ذلك هو تسلل بعض المفاهيم اليهودية إلى المسيحية , وهذا الموقف اتخذه هيغل مبكراً في شبابه حين راح يهاجم أساتذته البروتستنت , فالبروتستنتية بذلك تصبح المسيحية اليهودية , لأنها تحتوي على كل ومآثر اليهود والمسلمين وتتعارض من الكاثوليكية , فالكاثوليكية عبرت بالرسم والمنحوتات عن الفكر المسيحي بينما حرمت ذلك البروتستنتية واستعملت الموسيقى والغناء , وهذا يشبه نظرة اليهودية والإسلامية للفنون .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضمانات البنوك الإسلاميه
- على قد السمع
- رسالة إلى المفكر الكبير طارق حجي
- حقيقة المناضلين ضد الاستعمار
- حين أكتب1
- الأبوة الروحية المسيحية
- كيف فقد الإنسان الفردوس الدائم؟
- نساء متمردات1
- أوهام
- الإنسان في العقيدة الدينية
- كل عام انت بخير
- فائدة الموت والحرب
- الرأسمالية لعنت أخت الطبقه الكادحه
- حل مجلس النواب الأردني
- الفكر المعاصر
- غريب في عالم عجيب
- حرارتي مرتفعة
- دعاء أمي
- هذا هو الزمن العربي
- زيارة المريض


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - هيغل1