أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - مقال سياسي : عراقيوا المنافي و الأنتخابات و التلاعب بمقدرات الشعوب















المزيد.....

مقال سياسي : عراقيوا المنافي و الأنتخابات و التلاعب بمقدرات الشعوب


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 866 - 2004 / 6 / 16 - 06:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تشير بعض المعطيات بل و تتوارد بعض الأنباء من بعض المقربين من مراكز صنع القرار في العراق حول النية في عدم أشراك عراقيوا المنافي أو ما أصطلح على تسميته في الآونة الأخيرة بعراقيوا الخارج في الأنتخابات العامة المزمع أجرائها في العراق بداية السنة القادمة .. و هذه الأخبار أن صحّت فأنها تعتبر كارثة بل جريمة بحق هؤلاء العراقيين بل و بحق العراق ككل .
لقد بدأ العزف على هذا الوتر الخبيث منذ اليوم الأول لسقوط النظام .. فقد وُصِفَ أغلب قادة و زعماء أحزاب المعارضة الوطنية التي ناضلت لعقود ضد النظام السابق بأنهم جاؤوا من الخارج و أن بعضهم قد دخل العراق على ظهر دبابة أمريكية رغم أننا جميعنا لم نرَ مثل هذا المشهد بل و لم تستطع حتى كاميرات فضائيات الحقد و الضغينة من ألتقاط مثل هذه الصورة لأحد زعماء المعارضة وهو يدخل وسط بغداد على ظهر دبابة ملوحاً لجماهير العراقيين كما فعلها قبلهم بنصف قرن الجنرال الفرنسي ديغول عندما دخل باريس و أخترق شارع الشانزيليزيه الذي يمثل قلب باريس على ظهر دبابة لا أذكر أن كانت أمريكية أو بريطانية و هو يلوح للجماهير الفرنسية التي أحتشدت لأستقباله و التي ركّزت على زعيمها العائد من المنفى و لم تركز على واسطة النقل التي عاد بها أو الوسيلة التي عمل بها على تحرير بلاده من النازية لذا فقد أستقبلته حينها كبطل منقذ و قائد منتصر رغم أنه لم يكن لا هذا و لا ذاك بل و ما كان له أن يرى فرنسا مرة ثانية بعد فراره منها لولا دعم الحلفاء له و تحريرهم لبلاده .
و كان متوقعاً ما تسعى اليه اليوم بعض جهات صنع القرار أو تلك الجهات المؤثرة على صنع القرار في العراق من محاولة لأبعاد عراقيوا المنافي عن الأنتخابات المرتقبة و تغييب أصواتهم عنها .. فالكثير من القوى و التيارات الموجودة في العراق ترى في هؤلاء خطراً يهدد مصالحها و مخططاتها الشمولية و عاملاً مهماً و حساساً قد يقلب الموازين القائمة الآن في العراق و التي يبدوا أن كفتها تميل لصالح التيار الأصولي الديني بوصفاته التخديرية و نوعاً ما القومجي العروبي بشعاراته الطوباوية .. أما عراقيوا المنافي فالصورة لديهم واضحة من دون ضبابية الشعارات و الأحلام الوردية التي لا تزال تؤثر على أجيال الداخل و تبين ذلك جلياً و واضحاً في تصدرهم للمطالبات المتكررة بتعليق عضوية العراق في جامعة الأنظمة العربية و لطلب ألغاء القرار137 الذي ألغى قانون الأحوال الشخصية و المدنية السابق وهما مثالان صارخان على الحس العراقي و ليس ( العروبي ) و الحس العلماني الليبرالي و ليس ( الأصولي ) الذي يتمتع به هؤلاء و الذي يخشى منه البعض على حساباتهم و مخططاتهم .
لقد عاش أغلب عراقيوا المنافي في دول ديمقراطية بل أن الكثيرين منهم موجودون في أرقى دول العالم ديمقراطية و هؤلاء قد فهموا و خبروا خلال فترة أقامتهم في هذه البلدان معنى الديمقراطية و معنى حقوق الأنسان و معنى أحترام الرأي الآخر و غيرها كثير من المعاني و المفاهيم السامية التي لا يختلف أثنان على كونها شحيحة بل و عملة نادرة في أغلب مجتمعاتنا و منها المجتمع العراقي .. و رغم أن نسبة معينة من هؤلاء لم تتأثر بكل هذه المفاهيم و لا تزال و ستبقى تسب و تشتم و تلعن ( الغرب الكافر ! ) الذي تعيش و أُسرِها في كنفه و تحت رعايته الكريمة في حين أذاقتها دول ترفع راية الأسلام مر الذل و الهوان بعد خروجهم من العراق .. ألا أن أغلب الموجودين في المنافي سيصوتون بالتأكيد في حال سمح لهم بالمشاركة في الأنتخابات الى جانب التيار الليبرالي العلماني البعيد عن كل أشكال الولائات الفئوية و الطائفية و العشائرية التي يعمل على أساسها البعض و الذي لن يفرق بين الجار و جاره و الزوج و زوجته على أساس الطائفة أو الدين أو القومية .
أن أي أنتخابات تجري في العراق من دون مشاركة عراقيوا المنافي هي أنتخابات غير شرعية و أي حكومة تنتج و تنبثق عن هذه الأنتخابات هي حكومة باطلة بكل المقاييس و الأعراف .. فتغييب صوت 4 ملايين عراقي يعيشون في المنافي أي ما يزيد على 15% من مجموع أبناء الشعب العراقي خوفاً من أن يغيروا حسابات بعض قوى و أحزاب الداخل الطائفية و القومية التي ليست بحسبان الكثير أن لم نقل أغلب ممن هم في الخارج لا يختلف عن عمليات التزوير و التسويف التي كان يقوم بها النظام السابق حينما كان يستثني عراقيوا الخارج و عراقيوا أقليم كردستان من المشاركة في الأستفتائات ( حيث لم تكن هناك أنتخابات أصلا ) الصورية و المزيفة حول منصب الرئاسة الذي كان هو مرشحه الوحيد خلال 25 عاماً و التي كانت تجرى تحت ضغط و قمع شديدين تستخدم فيهما شتّى الوسائل من ترغيب بأشتراء ذمم الكثيرين الى ترهيب يبدأ بقطع البطاقة التموينية و يصل الى الضياع في غياهب أقبية السجون لمن يقول كلمة ( لا ) أو يمتنع و عائلته عن المشاركة في مثل هذه المهازل .. و لا يستبعد أن تقوم بعض القوى و الأطراف اليوم بالضغط على الكثير من الشرائح في المجتمع العراقي و بطرق مختلفة لأجبارها على التصويت لمرشحيها في الأنتخابات .
أن عراقيوا المنافي هم صمام الأمان الوحيد للمجتمع العراقي الذي عاش لعقود تحت ظل أعتى و أبشع الأنظمة الديكتاتورية في العالم و الذي ترك بعد سقوطه الغير مأسوف عليه أمراضاً و مشاكل أجتماعية مزمنة لا تزال آثارها موجودة حتى لدى البعض ممن تمكن من النفاذ بجلده و حاول أن يبدأ حياة جديدة في مكان آخر من هذا العالم .. لذا فبناء العراق الجديد و تأسيس أو على الأصح أعادة الروح الى مجتمعه المدني الذي أغتالته رشاشات العسكر صبيحة 14 تموز 1958 لا يمكن أن يتم من دون أن يكون لعراقيوا المنافي الدور الريادي فيه لأن أغلبهم يعيش و منذ سنوات في مجتمعات مدنية قطعت أشواطاً كبيرة في بناء المؤسسات الأجتماعية و الدستورية في بلدانها كما أن أستبعاد هؤلاء من المشاركة في الأنتخابات المقبلة و التي سيتقرر فيها مستقبل العراق لأجيال قادمة سيجعل منهم و هم اليوم أكثر الناس دعماً للتغيير في العراق و أشدّهم حماسة لعهده الجديد معارضين لأي حكومة تفرزها هذه الأنتخابات .
لذا على الحكومة الجديدة و التي لنا ثقة كبيرة برجالها أن تقف بوجه الدعوات و التصريحات التي تطلق هنا و هناك و التي تدعوا الى أستبعاد عراقيوا المنافي من المشاركة في الأنتخابات المقبلة بذرائع شتى ليس لها أي أساس من الصحة و أن تبادر الى حسم هذه الموضوع بأصدار بيان يضع النقاط على الحروف في هذا الموضوع كما فعل مشكوراً قبل أيام الشيخ غازي الياور رئيس الجمهورية عندما أكد خلال لقائه بلفيف من الجالية العراقية في أمريكا على أن عراقيوا الخارج سيشاركون في الأنتخابات المقبلة أسوة بأخوتهم و أهلهم في الداخل .. فهذه المشاركة ليست منّة من أحد كونها حق مشروع من حقوقهم كما أنها الطريق الصحيح الذي يضمن أنتخاب حكومة ترضى عنها جميع شرائح الشعب العراقي سواء التي في الداخل بأغلبيتها الصامتة أو تلك التي في الخارج بأغلبيتها التي لا ترى في العلمانية كفراً أو في الديمقراطية أنحلالاً أو في الفيدرالية تقسيماً و هي الركائز و الأساسات الصحيحة التي يجب أن يبنى عليها العراق الجديد و الذي لن تقوم له قائمة بدون أحداها .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الجديد ما بين التمثيل بالجثث و أختطاف الرهائن
- العراق الجديد .. و مفترق الطرق
- أحتكار حق المواطنة .. و تكرار المأساة
- العراق الجديد بين الثرى و الثريا
- أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء
- الفضائيات .. و صفقات التسويق المفضوحة
- أمريكا .. ما بين مسمار جحا و قميص عثمان
- عراقية الأكراد .. عريقة عراقة دجلة و الفرات
- الأرهاب ملّة واحدة .. صدام و بن لادن
- المتقاعدون .. لماذا لم ينصفهم العراق الجديد ؟
- مجلس الحكم و سياسة المحاصصة و التوافق
- لسنا فقط أمة قاصرة .. بل أننا القصور بعينه
- مرتزقة و مزورون
- نعم للفدرالية .. من أجل عراق مستقر و آمن
- العرق الجديد .. و خطوة الى الوراء
- وزير الدفاع الأمريكي وأسير حربه !
- لماذا ما هو حلال لكم حرام علينا ؟
- و أَ سكَتوا صوت الحق
- العراق الجديد و هيستيريا القومجيون العرب
- العراق الجديد و بعض الأصوات النشاز


المزيد.....




- بعد وفاتهم بسبب -ضربات شمس-.. الأردن: إصدار 41 تصريحًا لدفن ...
- الداعية المصري عمر عبد الكافي يرد على شائعة وفاته (فيديو)
- وثيقة إسرائيلية تكشف: الجيش كان على علم بخطة حماس في 7 أكتوب ...
- كيف تؤثر دراسة الحيتان في القارة القطبية الجنوبية على معرفتن ...
- ارتفاع درجات الحرارة يهدد مشتقبل الأولمبياد الصيفية
- -هذا ما عاد به الهدهد-.. -حزب الله- ينشر صورا من شمال إسرائي ...
- رصد قرش رأس المطرقة قبالة جزر الكناري
- عروض ألعاب نارية تزين سماء أبوظبي بمناسبة عيد الأضحى
- وزير خارجية إيطاليا يشرح لماذا لم توقع بعض الدول على بيان مؤ ...
- مخاوف في إسرائيل من -تهريب المختطفين إلى مصر عبر الأنفاق-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - مقال سياسي : عراقيوا المنافي و الأنتخابات و التلاعب بمقدرات الشعوب