صلاة المذهب الظني وصلاة عقيد التنزيه

تنزيه العقيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2853 - 2009 / 12 / 9 - 18:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الأذان والإقامة والتشهد والتسليم المتساوي بالعبارات:
هنا ندرج نصوص كل من الأذان والإقامة والتشهد والتسليم، لمن يريد من المؤمنين الشاكين، أو التفكيكيين، أن يمارس التقية، ويأتي بعبارات متساوية من حيث الوقت، دون أن يُسمع أحدا، لاسيما عندما يصلي ضمن صلاة جماعة، إذا اضطر لذلك، وكان اجتنابها مسببا لحرج يعتد به، بحيث يأتي بعبارات على نحو لا يتفاوت كثيرا من حيث طول العبارة وما تستغرقه من وقت طولا وقصرا. مع العلم إننا لا نتناول هنا خصوصية الخلفية المذهبية، من حيث ذكر أو عدم ذكر بعض العبارات، مثل «حي على خير العمل»، أو «الصلاة خير من النوم»، وعدد تكرار العبارات في الأذان والإقامة، أو تقديم أو تأخير بعض عبارات التشهد والتسليم، مثل «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصلحين»، أو مقدمات التشهد من ذكر وحمد وتحيات.

يمكن لممارس التقية من المؤمنين الظنيين أن يأتي بالتشهد والتسليم على هذا النحو، فيردد ما لا إشكال ولا شك عنده فيه، بينما العبارات التي لا يؤمن بها، أو يشك بها، فيمكن أن يتكلم بعبارات بديلة عنها، مساوية لها في طولها، ولو على نحو التقريب، فإذا كانت عبارته البديلة أطول أسرع بنطقها، وإذا كانت أقصر تباطأ في نطقها، كل ذلك من غير إسماع غيره طبعا، وعلى النحو الآتي:

العبارة في الأصل:
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

العبارة البديلة:
غير موقن أن محمدا عبده ورسوله

العبارة في الأصل:
اللهم صل على محمد وآل محمد

العبارة البديلة:
اللهم صل على من اصطفيت من عبادك

العبارة في الأصل:
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته

العبارة البديلة:
السلام على الطيبين ورحمة الله وبركاته

أو ما شاء المصلي أن يستبدل به العبارات، فيجمع بين صدقه مع نفسه ومع ربه، بعدم الإتيان بما لا يؤمن به، أو لا يقين له به، وبين اتقاء الحرج والضرر من الناس.

وهنا راعينا الاقتصار على أقل قدر ممكن من إضافات، مع مراعاة سرعة النطق، بحيث لا يتأخر بشكل ملحوظ فوق العادة عن بقية المصلين. ولم نذكر للظنيين العبارات البديلة للأذان والإقامة، فلهم أن يختاروا نفس ما نطرحه لاحقا للمؤمنين الشاكين، أو التفيكيكيين. فللأذان والإقامة يمكن استبدال «أشهد أن محمدا رسول الله» بـ «أشهد ألا إله إلا الله»، فينطق بالشهادة الأولى أربع مرات، بدلا من الإتيان بكل من الأولى والثانية مرتين مرتين، بطريقة لا يشعر بها أحدا، إلا إذا كان مفصحا عن عقيدته، وكان الآخرون قد قبلوه كما هو، وإن كان هذا في أوساط المتدينين شبه محال.
صلاة عقيدة التنزيه (صلاتي الخاصة)
لست بصدد تشريع صلاة، أريد أن يصلي بها غيري، فلست داعية دين، ولا مدعيا لامتلاك ما يعد قا نهائيا، لكني أحببت أن أقدم صور لصلاتي الشخصية، منذ تحولت من المذهب الظني بعد عشر سنوات من اعتماد منهج تأصيل مرجعية العقل، وبعدما بقيت على المذهب الظني ستة أشهر، ثم انتقلت ومنذ سنتين إلى عقيدة التنزيه. مع العلم أن تحولات تطرأ باستمرار، وهذ أمر طبيعي، ما زلت لا أملك جبريلا ينزل على صدري مكلفا من الله سبحانه، بل هي تأملاتي وفهمي وفلسفتي وطريقة تعاطيّ مع كل ذلك فكريا وعاطفيا وسلوكا.
الوضوء
نعم، أتوضأ، ولكن وضوئي، كما كل أفعال صلاتي ومقدماتها، ليس مطابقا، لا للفقه الشيعي، ولا للفقه السني، بل أتعمد أحيانا مخالفة كلا المذهبين، اجتنابا للتشبه بأحدهما، فيما تحول من شعارات أو لوازم هذا المذهب أو ذاك.

أغسل كفي، إما بفرك الأولى بالثانية، وإما بتمريهما تحت الماء، أو غمسهما فيه، سوية أو تباعا. بعدها آخذ الماء بملء كلتي كفيّ مقعرتين، ثم أغسل بهما وجهي، وأمررهما على رأسي، كله أو جزئه، وقد أضم رقبتي وأذني، أو لا أفعل ذلك، ولا ألتفت إلى مدى استيعاب الغسل والمسح.

بعدها أمرر ذراعي اليمنى فاليسرى، وإذا تيسر، فسوية تحت الماء، أو أغمسهما فيه، من أسفلهما إلى أعلى لغاية العكسين، أيضا من غير اهتمام بما يستوعبه الغسل أو لا يستوعبه، وبدون إزالة الحواجز، كالخاتم، أو أي شيء آخر. ولو صادف ألا يكون في الجو البارد إلا ماء بارد، وكان الغسل غير مستساغ لهذا السبب، فيكون المسح ببلل اليدين بقليل جدا من الماء، لاكتفيت، ولو كان غسل الذراعين لأي سبب متعسرا، فيكفيني غسل الكفين.

بعدها وببلل يدي، أمسح قدمي، برفع الأيمن ووتثيبته على ركبتي اليسرى، والمسح ببطن كفي اليسري، مبتدئا بنهاية ظهر القدم، حيث المفصل بينه وأسفل الساق من مقدمته، وإلى بداية القدم حيث رؤوس الأصابع ومتحولا بمسحة واحدة إلى باطن القدم إلى الكعب. وهكذا أفعل بمسح القدم الأيسر باليد اليمنى، وكل هذا بدون التزام بطريقة معينة، فلو كان في وضع ما مسح اليمنى باليمنى واليسرى باليسرى أيسر، لفعلت، ولو صادف أن يكون الغسل أيسر لفعلت، ولو استثنيت القدمين، بسبب البرد وحرج خلع الحذاءين والجوربين، لتركت ذلك. ولو صادف أن عملت بترتيب آخر: كـن مسحت على القدمين، بعد المسح على الرأس، كما هو الحال في وضوء المسلمين، فلا يهمني أاذخت ماء جديدا، أو مسحت بما تبقى من بلل أو رطوبة، فالقضية كلها رمزية، ولا شروط محددة لها.

الغسل
ليس هناك غسل من جنابة ولا من أي مما توجب شريعة الإسلام الاغتسال منه، بل أجعل الاستحمام معوضا عن الوضوء.

القبلة
لا أتوجه إلى قبلة ما، فـ«أينما تولوا فثم وجه الله»، لأن الله متنزه عن أن يُؤَيَّن أو يُحَيَّز أو يُتوَجَّه إليه. صحيح إن التوحيد في الإسلام لا يقول غير ذلك، وما التوجه إلى القبلة إلا قضية رمزية، لاستحضار فكرة التوجه المجازي إلى الله، ولكنها في نفس الوقت إنما اختيرت بسبب الحنين إلى موطن مؤسس الإسلام مكة، يوم اضطر إلى الهجرة منه، وكذلك مخالفة منه لليهود، بسبب العداء المستحكم منه تجاههم.

مكان السجود
ليس هناك مادة أو شيء محدد يجب السجود عليه، بل توضع الجبهة على أرضية المكان الذي أصلي عليه، سجادا كان أو مرمرا أو أي شيء آخر، وقد أضع جبهتي على ظاهري كفيّ، إذا احتملت عدم نظافة المكان.

عدد الصلوات وركعاتها وأوقاتها
أصلي على الأغلب ثلاث صلوات في اليوم، وأحيانا أصلي صلاتين، أو صلاة واحدة فقط، بحسب الظروف. صلاتي الأولى، الصلاة الصباحية، أصليها من ركعتين، بعد نهوضي من الفراش صباحا، بقطع النظر عن شروق الشمس أو عدم شروقها، أو حلول وقت الفجر عند المسلمين، أو عدم حلوله. ثم أصلي في النهار صلاتي النهارية، من أربع ركعات، وأصلي صلاتي المسائية من ثلاث ركعات. وليس هناك ما يسمى بالقضاء، لأني غير ملتزم بوقت حتى أصلي تلك الصلاة خارج الوقت بنية القضاء، ولا ألتزم بعدد الصلوات، حتى أعوض ما فات، بل ما فات قد فات منها.

الأذان والإقامة
أكبر أربع مرات أو مرتين أو ثلاث مرات بعبارة «الله أكبر». ثم أنطق بشهادة توحيد الله بعبارة «أشهد ألا إله إلا الله» مرتين. وأنطق بما يسمى بالحيعلات مرة مرة، أو مرتين مرتين، وهما إما اثنتان «حي على الصلاة» و«حي على الفلاح» دون «حي على خير العمل»، وقد أضيف في بعض الأحيان حيعلتين أخريين، هما «حي على الصلاح» و«حي على السلام»، وعند إتياني بهذه الإضافتين، أكتفي بالحيعلات الأربع عندها بمرة واحدة لكل منها. ثم أقول «قد قامت الصلاة»، دامجا الأذان والإقامة. وبعدها يأتي التكبير «الله أكبر» مرتين و«لا إله إلا الله»، التي أفضل تكرارها ثلاثا، لاجتناب التشبه بالشيعة الذين يأتون بها مرتين، وبالسنة التي يأتون بها مرة واحدة.

النية:
لا تحتاج صلاتي إلى نية، التي يعتبرها الفقه الإسلامي شرطا لصحة الصلاة، ثم إن لكل فعل يقوم به الإنسان، ولكل قول ينطق به، ثمة دوافع ونوايا ومقاصد، لا حاجة لمن يأتي بها إلى استحضارها، بل هي حاضرة، سواء في الوعي أو اللاوعي، أو الوعي الخفي، ناهيك عن الحاجة للنطق بها، والشائع الإتيان به في الفقه الشعبي لكثر من المسلمين، ولو إن الفقهاء لا يفتون به، إلا الشواذ منهم.

كتبت في عامي 2008/2009
روجعت في 08/12/2009

#تنزيه_العقيلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات