أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - علي فهد ياسين - الاحتباس الحراري وتداعياته البيئية















المزيد.....


الاحتباس الحراري وتداعياته البيئية


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2853 - 2009 / 12 / 9 - 13:15
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


بمناسبة أنعقاد قمة كوبنهاكن
المقدمة
استحوذت الحرب الباردةعلى اهتمام العالم لعقود في النصف الثاني من القرن العشرين ,وكان من
ابرز معالمها صعوبة الخروج بقرارات موحدة لمعالجة مشاكل خطيرة , نتيجة لختلف المصالح
السياسية لقطابها ,وقدخسرت البشرية جهودا كبيرة وامكانيات مادية اكبر نتيجة لذلك ,كان الولى
ان توجه لمافية صالح البشر والفقراء منهم على وجه الخصوص, كالتصدي لظاهرة الحتباس الحراري
التي اكد على خطورتها العلماء والمختصون منذ مؤتمر استوكهولم عام 1972
واذا كانت اجندة السياسيين مرتبة باولويات تنسجم مع رؤاهم ومصالحهم, فان اجندة غالبية العلماء
والباحثين يتصدرها الهتمام بمايخدم البشر ويحقق لهم حياة افضل ,وهذا مادئبت علية جهودهم في
التحذير من خطورة هذه الظاهرة واثرها في التغييرات المناخية وتداعياتها ,حتى تصدرت اهتمام
الجميع ساسة ومنظمات حكومية وغير حكومية وشعوب من اجل ان تنتظم كل الجهود باتجاه الحد
من اثارها المدمرة للبيئة والعمل على استعادةالتوازن الحيوي لكوكب الرض بيت النسان وكل
الكائنات المشاركة له فية, ليكون معافىقدر المكان وهو يستقبل الجيال القادمةالتي لها حق التمتع
بخيراته كما تتمتع بها الجيال الحاضرة
نبذة تاريخية
لقد انتبه العلماء لظاهرة دفء الرض منذ اكثر من قرن ونصف ,فقد اشار لهاالعالم الفرنسي فوربيه
عام ) 1826 ( والعالم البريطاني تيندال عام ) 1865 (والعالم السويدي ارينيوس عام ) 1896 ( والعالم
المريكي تشيمبرلن عام ) 1897 ( واكدو على ان مرجع ذلك هو الغلف الجوي وتغيرات ثاني اوكسيد
الكاربون فيه ) 1(ثم جاءت ظاهرة نفوق السماك في بحيرات الدول السكندنافية وتحديدا في السويد
والنرويج والدنمارك عامي 1967 و 1968 حيث اثبتت البحاث ان غاز ثاني اوكسيد الكاربون واكاسيد
النتروز المنبعثة من مصانع في انكلترا والمانيا تذوب في مياه المطار وتؤدي الى رفع حموضة
البحيرات في تلك الدول ممايتسبب في نفوق الثروة السمكية فيها فطلبت هذه الدول عقد مؤتمر u
)2( دولي حول البيئة النسانية فكان مؤتمر استوكهولم عام 1967
وبدء الهتمام العالمي بثقب الوزون عام 1974 ثم توقيع اتفاقية فينا لحماية طبقة الوزون في اذار
عام 1985 ودخلت حيز التنفيذ في ايلول 1988 وجاء بروتوكول مونتريال عام 1987 و عقد المؤتمر الدولي
الول عن تغيير المناخ عام 1979 وفي عام 1988 تم انشاء اللجنة الدولية المعنية بتغيير المناخ
التي تجمع البحوث وتصدر التقارير المتعلقة )Intergovernmental Panel on Climate Change IPCC(
بالتغييرات المناخية في العالم.
لقد توالت المؤتمرات الخاصة بالتغيرات المناخية والبيئة خلل العقدين السابقين وباهتمام متزايد من
المم المتحدة ومراكز البحاث والحكومات وكل المنظمات والفعاليات المهتمة بالبيئة لتدارك ما اصاب
كوكب الرض من اضرار نتيجة للنشاط المنفلت وغير المسؤول الذي تجاوز طاقات الكوكب الستيعابية
في المحاور الثلث الساسية وهي الزيادة المضطرده للسكان والتلوث واستنزاف الموارد
واخر المؤتمرات هو مؤتمر مونتريال الذي عقد في نهاية ايلول الماضي وشارك فيه ممثلون من 191
دولة) وهو اكبر عدد من الدول المشاركة في مؤتمر دولي في تاريخ البشرية ( ,والخاص بحماية طبقة
الوزون بمناسبة مرور عقدين على توقيع بروتوكول مونتريال والذي تم التوقيع علية بداية من جانب 24
دولة في 16 ايلول عام 1987 وقد وصل عدد الدول الموقعة علية الن الى 190 دولة
بيئة الرض وحدة متكاملة
البيئة هي كل مايحيط بالنسان ,وهي نظام كبير ومعقد يتكون من مجموعة من العناصر )حية وغير
) حية (تتفاعل فيمابينها مؤثرة ومتاثرة تحكمها علقات اساسية تحفظ لها تعقيدها ومرونة اتزانها ) 3
والمناخ احد عناصر البيئة يمثل الخصائص الرئيسية المميزة لحالة الجو في منطقه معينه والتي امكن
استخلصها وتحديدها عن طريق دراسة حالت الجو المتعاقبة في تلك المنطقه مدة طويلة من الزمن
قد تصل الى ثلثين عاما ,وعناصر المناخ الرئيسية هي الحرارة والضغط الجوي والرياح والرطوبة
والمطار وهي تؤثر ببعضها البعض , وتعتبر الحراره اهم هذه العناصر المناخية نظرا الى ان اختلف
درجتها يؤثر في العناصر الخرى , والمصدر الرئيسي للحرارة هو الشمس حيث يخترق الغلف الجوي
مانسبته 52 % من اشعتها لتصل الى سطح الرض ينعكس 6%منها على شكل اشعه ذات موجات
طويلة هي الشعة تحت الحمراء يعيق نفاذهاباتجاه الفضاء غاز ثاني اوكسيد الكاربون بشكل رئيسي
اضافةالى اوكسد النتريك والميثان ومركبات الكلوروفلوروكاربون مما يؤدي الى زيادة درجة الحرارة في
الطبقة القريبة من سطح الرض وهذا مايطلق علية بالحتباس الحراري
لقد كان للتوجه الكبير والمتسارع لتطوير وتوسيع الصناعة في المائه والخمسين عام الخيرة السبب
الرئيسي لستخراج وحرق كميات هائلة من الوقود الحفوري لتوليد الطاقة, نتج عنه كميات متعاظمة
من غاز ثاني اوكسيد الكاربون الذي يعد من اهم اسباب تغير المناخ اضافة الى مئات المليين من
وسائل النقل المختلفة والمكائن والمعدات النتاجية الخرى التي تنفث مليين الطنان من الغازات
اضافة الى ماخلفته وتخلفه النشطة العسكرية وخاصة الحروب من ملوثات Co السامة اضافة الى 2
نوعية ومارافق ذلك من تدمير وقطع جائر لمليين الهكتارات من الغابات التي تعتبر الموازن الساسي
لغاز ثاني اوكسيد الكاربون واطلقت في اجواء الرض وفوقها اطنان لتحصى من الملوثات التي لم
تستطع قدرات الطبيعة تفكيكها واعادتها الى اصولها لنها مركبات كيميائية جديدة ساهمت بقدر كبير
في تلويث الرض والماء والهواء ,وقد اثبتت البحوث والدراسات العلمية ان كل ذلك ساهم بشكل واضح
في ظاهرة الحتباس الحراري وادى الى تداعيات مناخية خطيرة في كافة ارجاء الرض .
ان غازات الدفيئة الساسيه هي ثاني اوكسيد الكاربو ن والميثان واكاسيد النتروجين والوزون
في الجو عام 1958 ويصل مستوى حجمه حاليا Co ومركبات الكلوروفلوروكاربون ,بدء قياس نسبة 2
354 ( من الحجم الكلي وهي نسبة تزيد بمقدار 25 %عماكان عليه قبل العصر الصناعي ولم يصل ppm(
الى هذا المستوى منذ 160 الف عام ,وهي اعلى بنسبة 32 %مماكانت علية في نهاية القرن الثامن
ppm 970/ بنسبة تتراوح بين 540 Co 280 ( وهناك توقعات لرتفاع تركيزات 2 ppm( عشر حيث كانت
1784 عام 2000 وهي تعادل مرتين ppm بحلول عام 2100 ,اماتركيز الميثان في الغلف الجوي فقد كان
1800 في 2001 ppm ونصف ماكان عليه في القرن الثامن عشر حيث كان 700 وقد وصل تركيزه الى
314 عام 1998 مرتفعا بنسبة 16 % عماكان علية قبل القرن الثامن ppm وكان تركيز اوكسيد النتروز
280ppm ( . ) عشر حيث كان تركيز) 4
% يمتص ثاني اوكسيد الكاربون 55 % من الشعة تحت الحمراء ومركبات الكلوروفلوروكاربون تمتص 24
منها اما غاز الميثان فيمتص 15 % واوكسيد النتروجين يمتص ال 6% المتبقية لذلك فان هذه الغازات
هي المسؤولة عن الحتفاظ بالشعة تحت الحمراء المنعكسة من الرض للفضاء لتشكل السبب
الرئيسي لزيادة درجة الحرارة في الطبقة القريبةمن سطح الرض التي تساهم بالتغيرات المناخية
التغيرات االمناخية اجراسا للنذار
لقد تراكمت النشاطات البشرية المنفلته بوتائر متصاعده خلل القرن الماضي دون اللتفات الى
حقيقه ان الطبيعةالتي هي خزان الطاقات الداعمه للحياة تنتظم وفق هياكل متوازنه كي تستمر في
العطاء وكل فعل فيها يسير بقانون يفضي الى المحافظه على توازناتها واي اجهاد في مفردة من
مفرداتها لبد ان يساهم في ارباك التوازن العام لها وتاثير النسان قائم اما بتغيير خصائص سطح
الرض او بتغيير خصائص الغلف الجوي وهذا ماحدث ولزال يحدث منذ الثورة الصناعية الى الن
ونتائجه بدءتتتوضح بشكل جلي خلل العقود الخيرة من القرن الماضي من خلل التغيرات الكبيرة
والمتلحقة لمناخ الرض متمثلة في ازدياد الكوارث كالزلزل والبراكين والفيضانات واتساع التصحر
والجفاف وانتشار الوبئة والمراض الجديدة وعودة امراض كانت البشرية قد تخلصت منها في القرن
الماضي وقد اجتهد العلماء والباحثون في مراكز البحث العلمي والجامعات في التوصل الى السباب
الحقيقه لهذه التغيرات المناخية والعمل على تقديم افضل الحلول والمعالجات ليقاف التدهور الحاصل
اول واعادة مايمكن اعادته الى التوازن من خلل العمل البشري الجماعي للمشاكل التي تهدد
مستقبل الرض والبشرية
لقد اثبتت الدراسات والبحوث بان الساس الرئيسي في مايحصل من تغيرات مناخية على مستوى
العالم يعود الى ارتفاع درجات الحرارة بتاثير ظاهرة الحتباس الحراري ,فقد اشارت وكاله الرصاد
الجويه اليابانيه بان ارتفاع معدل درجة الحراره في العالم ضمن المقياس الزمني الطويل كان بحدود
0,7 درجه مئويه خلل 100 عام بينما كان معدل درجة الحراره السطحيه في العالم في عام 2001
2000 كان / اعلى من المعدل الطبيعي بحدود 0,42 درجه مئويه ومعدل درجات الحراره للفتره من 1970
ثالث ارتفاع في ال 122 عام الماضيه ,كما اشارت الى ان في النصف الشمالي من الكره الرضيه من
المرجح ان يكون ارتفاع درجة الحراره في القرن العشرين هو العظم بين القرون الخرى في خلل
اللف عام الماضيه ومن المرجح ان هطول المطار فوق الكثير من مناطق نصف الكره الشمالي شبه
) المداري قد تناقص خلل القرن العشرين بنحو 0,3 %في العقد الواحد. ) 5
و اشارت دراسة علمية بان التغيرات المناخيه قد تؤدي الى انقراض مليين من الكائنات الحيه بحلول
العام 2050 ,استخدمت الدراسه نماذج الكترونيه لمحاكات 1103 انواع من الكائنات الحيه من الثدييات
والنباتات والطيور والزواحف والضفادع والفراشات ازاء اي تغير في درجات الحرارهومناخ الراضي التي
تعيش فيها ,كما فيستة مناطق تتميزبالتنوع الحيائي وتمثل 20 %من مساحة اليابسه على كوكب
الرض ,ووضع العلماء ثلثة احتمالت لتغير مناخ الرض ,وهي اقل تغير ممكن وتغير متوسط واقصى
تغير ممكن ,وتم اعداد هذه الحتمالت على اساس بيانات مستقاة من اللجنة الحكوميه البريطانية
للتغيرات المناخيه , كما اشتملت الدراسه على تقييم ما اذا كانت تلك الحيوانات والنباتات ستكون
قادره على النتقال الى اماكن جديده
37 من كافة الكائنات التي تعيش / وخلص فريق العمل الذي شارك في الدراسه ,الى ان من بين 15
في المناطق التي شملتها الدراسه قد تتعرض للنقراض بسبب التغيرات المناخيه في العوام
القادمه حتى سنة 2050 اي في حالة حدوث اقل تغير مناخي فان 18 %من انواع الكائنات ستندثر
) وفي حالة تغير متوسط فان 24 %منها ستندثر اما في حالة اقصى تغير فان 35 %منها ستندثر) 6
وقد نشرت المجموعة الحكومية لخبراء تطور المناخ في بروكسل تقريرا عن ارتفاع درجة حرارة الرض
اشارت فيه الى انه اذا تجاوز ارتفاع حرارة الرض معدل درجتين او ثلث درجات مئويه مقارنة مع عام
1990 سيكون لذلك اثار سلبيه على جميع المناطق في العالم وسيكون هناك نقص حاد بالمياه لقرابة
2,3 مليار نسمه ونقص بالغذيه لقرابة 600 مليون نسمه بسبب الجفاف وتراجع نوعية التربه بحلول
. ) 7( عام 2080
وفي دراسه منفصله حول تاثير درجة الحراره على موارد المياه فقد وجد ان م المحتمل ان يكون هناك
نقص حاد في المياه يؤثر على سدس سكان العالم الذين يعتمدون على ذوبان الثلوج للحصول عليها
) ,وقد تاثرت بيرو بالفعل من انخفاض امدادات المياه بنسبة 25 %على مدى الثلثين عاما الماضيه.) 8
وقد اظهرت دراسه لدارة الفضاء والطيران المريكيه ناسا ان سماكة الثلوج في القطب الشمالي
تقلصت خلل العامين الماضيين بنسبة 23 %وقد استخدم علماء ناسا صور القمار الصناعيه لمسح
مختلف انواع الثلوج البحريه بما فيها الكتل القديمه وتلك المتشكله حديثا , اكتشفو ان الثلوج التي
)9 ( تقلصت تبلغ حجم وليتي تكساس وكليفورنيا مجتمعتين وذلك بين شتائي عامي 2005 و 2007
وفي دراسة اخرى قال باحثون من المركز الوطني المريكي للبحاث الجويه ومعهد جورجيا
للتكنولوجيا ان عدد العاصير في المحيط الطلسي زاد في موسم واحد في المتوسط الى الثلثين
خلل القرن الخير واشارو الى ان ذلك عائد الى حد ما لرتفاع درجة حرارة المسطحات المائيه , وتغير
) انماط الرياح الناجم عن ارتفاع حرارة الرض خلل ال 100 عام الماضيه بواقع 1,3 درجه فهرنهايت ) 10
وتقلص الجليد في القطب الشمالي والهمليا كان السبب الرئيس له هو ارتفاع درجة الحرارة الناجم
عن تاثير النحباس الحراري , وهو المتسبب في التدفق الهائل للمياه باتجاه المحيطات والنهار ,والذي
بدوره كان سببا في تزايد الفيضانات المدمره التي ضربت مناطق كثيرة من العالم وادت الى تشرد
العداد الكبيرة من البشر وتدمير البنى التحتية للكثير من المدن والذي ساهم بانتشار المراض
والوبئة في مناطق كثيرة في اسيا وافرقيا وامريكا الجنوبيه ,اضافة الى ان ارتفاعات المناسيب للبحار
بسبب التزايد في درجة الحرارة وذوبان الثلوج من الممكن ان يهدد المدن الساحلية على المدى
البعيد حيث ان 10 %من سكان العالم تقطن هذه المدن اضافة الى وقوع الكثير من المناطق الهلة
بالسكان في مواقع منخفظة عن مستوى البحار الحالي ,وستكون مرشحة للغرق والتدمير في حالة
حدوث ارتفاعات جديدة في مستويات البحار مستقبل, ومن المدن المرشحة والمهددة بالغرق
مستقبل القاهرة والسكندرية في مصر وبومباي في الهند وجكارتا في اندونيسيا وبانكوك في تايلند
وبوينس ايريس في الرجنتين وريودوجانيرو في البرازيل وطوكيو في اليابان والكثير من المدن
الساحلية الخرى .
اما في فيمايخص الزراعه فان للحتباس الحراري تاثير ربما يكون الخطر في حلقاته من بين مجمل
التداعيات التي يتسبب بها ,وفي هذا المجال ستكون الدول الفقيره وخاصة في افريقيا واسيا هي
المتضرر الكبر , حيث ان ارتفاع درجة الحراره سيتسبب في اختلف توزيع المطار ومناسيبها وتكرار
حالت الجفاف واتساعها لتشمل مساحات جديدة تصل الى درجة التصحر اضافة لخطار الفيضانات
وغرق مساحات اخرى نتيجة لضعف البنى التحتية لتلك الدول ,وقداشار الكسندر مولر مساعد المدير
العام لمنظمة الغذاء والزراعة الدولية في رسالته الى اجتماع الخبراء في روما في ايلول الماضي الى
انعكاس التبدلت الشاذة في درجات الحرارة وسقوط المطار وتزايد حالت الجفاف وزيادة الفيضانات
على هيئة نتائج طويلة الجل على النظم البيئية الزراعيه في العالم , وكل ذلك يهدد اقتصادياتها
المعتمده بشكل اساسي على الزراعه اضافة الى نتائجه الخطيره في تزايد موجات الهجره والنزاعات
, بينما سيكون الضرر قليل على دول اخرى وسيزيد من المكاسب القتصاديه للدول الصناعيه نتيجة
لزيادة انتاجيتها وحصولها على اسواق جديده على المدى القصير قبل ان تتفاقم التاثيرات وتعم العالم
ولبد من الشارة الى تاثير التغيرات المناخية على المجال الصحي حيث اثبتت الدراسات والبحوث ان
الكثير من المراض التي كانت البشرية قد حجمتها وتخلصت من تاثيراتها المهلكة بعد جهود مضنية ,
عادت من جديد بفعالية مؤثرة في مناطق كثيره من العالم الفقير نتيجة لرتفاع الحرارة ولموجات
العاصير والفيضانات التي تضرب المناطق المختلفة من تلك الدول اضافة الى ظهور الوبئه والمراض
الجديدة سواء التي تصيب الحيوانات او النباتات وحتى البشر فقد عاد مرض الكوليرا للتفشي من
دراسة SCIENCE جديد وكذلك السل والحمى الصفراء وامراض التسمم الغذائي ,فقد نشرت مجلة
مفادها ان ظاهرة الحتباس الحراري تزيد من مخاطر انتشار الوبئة والمراض بين الحيوانات والنباتات
مع زيادة مخاطر انتقالها للبشر ,واعلن رئيس فريق البحث العالم دروهارفيل ان مايثير الستغراب
والدهشة ان الوبئة الشديدة التاثر بالمناخ تظهر عبر انواع مختلفه جدا من مولدات المرض من
فيروسات وجراثيم وطفيليات وتصيب مجموعة متنوعة للغاية من الكائنات كالمرجان والمحار والنباتات
البرية والعصافير والبشر .
المل في العمل الجماعي
لقد ايقن الجميع علماء وباحثون ومتخصصون وسياسيون وناشطون في كافة مجالت المعرفة
وعامة,ان الخطر ليستثني احدا وستكون اثره شاملة لذلك فالمسؤولية في مواجهته يجب ان تكون
مشتركة وفورية لغتنام الفرصة الخيرة في ايقاف زحف الخراب والبدء بانقاذ مايمكن انقاذة على كافة
المستويات وسوف يكون التقاعس والتردد وعدم اللتزام بمايتفق علية من خطوات وبرامج عمل هو
فعل اجرامي موجه للبشرية جمعاء ,وفي هذا الجانب سيكون من الفضل ان نقدم مايمكن الستفادة
منه كمقترحات او رءى قد تساهم في المساعدة على وضع البرامج وسياقات التحرك الجماعي
لمداواة العلل التي اصابت البيئةمن النشطة النسانية القاسية عليها.
1.ترشيد استخدامات الطاقة والقلل من استخدامات الوقود الحفوري .
. CO 2.العمل على خفظ نسبة النبعاث لغاز 2
3.تحمل الدول الصناعية مسؤولياتها بمستوى نسب التلوث المتسببة فيها.
4.دعم اقتصاديات الدول الفقيرة وزيادة كفاءة بناها التحتية وخاصة في الزراعة والتعليم والصحة
والباقي الخدمات من اجل الحد من نسب البطالة المتصاعدة وتوفير المستلزمات الضرورية
لمواطنيها للحد من تصاعد وتائر الهجرة والتخفيف من اسباب النزاعات الداخلية واقامة علقات
دولية متكافئة بعيدا عن النزاعات العسكرية ونتائجها الكارثية على شعوب العالم .
5.دعم وتشجيع انشطة البحث العلمي وفتح محطات التجارب في الدول الفقيرة وربطها بالمراكز
العلمية العالمية لتشجيع المشاركات والتعاون العلمي من اجل شبكة معلومات تغطي كل العالم
بمساندة المم المتحدة ومنظمات الختصاص فيها .
6.تنظيم المؤتمرات الوطنية والقليمية والدولية وزيادة المشاركة فيها من كافة دول العالم ومراقبة
تنفيذ اللتزامات والمسؤوليات الواجبة على جميع الطراف .
7.الهتمام بالتوعية البيئية على كافة المستويات وادخال معافها ضمن المناهج التعليمية على
مستوى العالم وتشجيع المنظمات والجمعيات المتخصصة في هذا المجال ودعمها ,وايلء اهتمام
اكبر لزيادة اهتمام العلم بالقضايا البيئية .
الخلصة
لقد انتبه العلماء منذ اكثر من قرن ونصف الى تاثير التطور الصناعي المتنامي على بيئة الرض ,وذلك
التراكم الهائل من الفازات التي تنفثها المعامل وخاصة غاز ثاني اوكسيد الكاربون ,اضافة لتصاعد وتائر
االسحب من مخزون الرض من الوقود الحفوري الذي هو احد اهم مصادر الطاقة غير المتجدده .
ومع ماخلفته الحربين الكونيتين من اثار مدمرة على البيئة ,فان انتهاءهما لم يخلف اجماعا على
العمل المشترك من اجل معالجات لتلك الضرار انما كان ايذانا ببدء الحرب الباردة التي لم توفر مناخا
ايجابيا لبناء متوازن يعود بالفائدة على البشر في انحاء العالم المختلفة بشكل متساوي بل زادت من
خطوط الفرقة وقسمت العالم الى اغنياء وفقراء ,وبدل من توجيه الجهد والمال باتجاهات تفيد الجميع
انشغل اقطابها بالتحضيرات للمواجهه طوال نصف القرن الماضي واعتمدو التسابق لتكديس السلحة
والمعدات بدل من توفير الغذية والمستلزمات الطبية والتعليمية الضرورية لبناء المجتمعات ,وبذلك فوتو
اكثر من فرصة لبناء عالم جديد بعيدا عن الحروب والنزاعات ,وكان مجال القتصاد احى مضامير
التسابق الذي قادت فيه الشركات العملقة حربها الخاصة من اجل نسب اعلى من الرباح دون
الهتمام لما تتسبب فية الصناعات المتصاعدة من اضرار تربك التوازن الطبيعي للحياة , ناهيك عن
الستحواذ غير العادل للثروات الطبيعية للبلدان الفقيرة لضمان الدوران المستمر لعجلة النتاج في
الدول الصناعية ,فكانت النتائج لكل هذا التمادي وعدم الكتراث لوجاع الرض هو مزيدا من الكوارث
الطبيعية من فيضانات واوبئة واعاصير وزلزل كنتيجة طبيعية للتراكم الهائل للغازات الملوثة لحواء
الرض وخاصة غاز ثاني اوكسيد الكاربون والميثان واكاسيد النتروجين اضافة لمركبات الكلوروفلورو
كاربون والكيميائيات الخرى التي ليس للطبيعة القدرة على استيعابها واعادتها الى اصولها غير
الضاره ,ومن جانب اخر كان لهذه الكوارث نتائج ملموسة في زيادة الجفاف واتساع مساحات التصحر
وزيادة الفات الزراعية والمراض النباتية وتدهور كفاءة التربه وانخفاض انتاجيتها مما له نتائج خطيرة
على توفير الغذاء والماء الذين يشكلن العنصر الساسي للستقرار السكاني فازدادت موجات الهجرة
والنزاعات والحروب ,وقد ايقن الجميع الن بان الكارثة قادمة وليس هناك من فرصة لمواجهتها ال
بالعمل المشترك والجاد من اجل ايقاف تاثيراتها الضافية والعمل لحقا على معالجة اضرارها للوصول
الى التوازن الطبيعي المنشود لعادة العافية الى الرض وماعليها من كائنات .
المصادر
. 1.عصام الحناوي/قضايا البيئة في 100 سؤال وجواب -المنشورات التقنية /الطبعة الولى - 2004 ص 72
. 2006-9- 2.مرصد البيئة العربية/ لقاءمع الدكتور مصطفى طلبة 27
. 3.كاظم المقدادي -اساسيات علم البيئة الحديث-الجامعة العربيةالمفتوحة في الدنمارك /ص 53
www.aldarajii.jeeran.com / 4.سعد الدراجي-التغير المناخي في العالم حقيقة ام خيال
. http://www.maroctimes1.com.5
تقرير مقلق جدا عن التغيرات البيئية . wwwkululiraq.com.6
مؤتمر بروكسل لخبراء المناخ . http://www.annabaa.org.7
. http://www.fao.org.8
. http://www.afaaq.genistra.com.9
10 .المصدر السابق.
علي فهد




#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتسربون في العراق ....تلاميذ المدارس ونواب البرلمان !!!!!! ...
- بيان الاحزاب العراقية الى الشعب بمناسبة الانتخابات القادمة ! ...
- ومضات الشاعر سامي عبد المنعم ....ابداع ووفاء
- فوانيس كامل الركابي الضوء الوطني والدفء الانساني
- ملف الكفاءات العراقية لايعالج بجمع التواقيع
- العلماء والرؤساء
- انا وحسون الشنون وعلي
- لا للحوار ان لم يكن متمدنا


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - علي فهد ياسين - الاحتباس الحراري وتداعياته البيئية