داليا علي
الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 09:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في مقال سابق أشرت إلي ان لكل إنسان معاييره الخاصة وطريقته الخاصة للوصول للسلام النفس والتوافق مع الضمير وهو الشيء المميز للإنسان عن الحيوان, وأن لكل إنسان وسيلته سواء كانت عن طريق الإيمان’ او الحب ورؤية الجمال, او العقل وهم الطرق الثلاث لتحديد السلام والطمأنينة الداخلية والخارجية لكل إنسان, وتحدد بوصلته الخاصة التي ترشده للطريق القويم وكيفية الوصول, فهي التي تحدد للإنسان الخير وكما قلنا ألا هو العمل الذي إذا ما عمله الإنسان أصبح راضيا مستريحا متقبلا لنفسه والشر وهو العمل الذي إذا ما اضطر الإنسان لعمله لجاء لتبريرات لنفسه اعند عمله فيقول انه ما كان ليقوم به لولا هذا او ذاك
فإما ان تكون معايير الضمير عند الإنسان محددة من خلال: الإيمان بوجود اله والخير والشر معرف, أما عن طريق العقل ومحدداته التي تحدد بالعقل والعقل فقط ما هو الخير وما هو الشر للإنسان, وأما عن طريق الحب ورؤية الجمال بدون النزعة الإيمانية او العقل يتم تحديد حدود هذا الضمير والخير والشر والمقبول والغير مقبول
ودعونا اليوم نتكلم عن العقل, وانه المحدد للخير والشر ولحدود الضمير,, وانه ما يحدد الباطل ومن يحدد الخير,, ويحضرني هنا قول Friedrich Nietzche 1844-1900حينما قال"لا يوجد شيء غريب في كون الحملان تكره الطيور الكاسرة, فهذه الطيور كثيرا ما تسطو علي الحملان. ولذلك من الطبيعي ان تتهامس الحملان وتتكلم عن كون هذه الطيور هي الشر بعينه. ويكون عندهم كل الحق في الاعتقاد بان طير غير الطيور الكاسرة هذه هي الخير بعينه!!!! ولكن في ذات الوقت لا خطأ أيضا في حيرة هذه الطيور عندما تقول إنها بالعكس لا تحمل أي ضغينة او كراهية وحقد للحملان ولكن بالعكس نحن نحبها فلا يوجد ألذ من لحم الحملان"
بالفعل هل نلوم الحملان في كراهيتها... هل نلوم الحملان في اعتقادها باقي الطيور هي الخير... وهل نلوم الطيور الكاسرة علي سعيها للبقاء.... فمن نلوم فالعقل والعقل وحدة هنا يعطي لكل منهم الحق في تحديد خيره وشره وكلاهم علي صواب ففي الحقيقة لكل منهما وجهة نظره وكل منهما في مكانه علي حق
فمن عنده الحقيقة وما الذي يحدد الصواب والخطأ للضمير الإنساني ما الذي يحدد له الصواب والخطأ في حالة العقل فقط وغياب اي قوة إيمانية أخري... فلو قسنا الأفعال بالعقل المجرد لاختلف الخير والشر والحق والصواب تماما مثل الحملان والطيور في كل شيء ولأعطي الأمثلة:
قد يري المؤيدين للإجهاض الحق والصواب في حرية اخذ القرار للاحتفاظ بالطفل او فهم يروا إن هذا حق خاص لصاحبه فهو جسد الشخص وصاحبة هذا الجسد من أعطت هذا الجنين الحياة ومن حقها اخذ قرار إنهائها,,, وعلي هذا لم لا يكون من حقها إنهائها في أي وقت حتى بعد الولادة او ليست هي صاحبة هذا الطفل وبنظرية لا يوجد روح والإنسان يخلق يعيش يموت بلا روح مجرد شيء لم تمنع الأم من قتل الطفل الوليد فقد يكون متخلف قد يكون اعمي به أي عيب لم لا تقتله من يحدد هنا الصواب والخطأ
لو أعطينا للعقل تحديد الصواب والخطأ وكان العقل وحدة هو المتحكم في وضع الحدود التي يقيس عليها الضمير الأفعال وبالتالي يمنع ولا يمنع... فلو تركنا العقل هنا سيعطي الإشارة الخضراء لمثل هذه الأفعال وبالتالي سيكون في إتيانها راحة نفسية للإنسان حسب حدود الضمير وبالتالي سيفعلها بضمير مستريح, وتصلح هذه هي القوانين النفسية السليمة فهل هي سليمة
وبالتالي لم لا يكون للإنسان الحرية في إنهاء حياته في أي وقت لم يمنع وما الخطأ او الصواب هنا
القتل... قتل اهلك وعشيرتك خطأ... لكن قتل الآخرين بحجة استعمار, متخلفين,, مؤذيين مع الأخذ في الاعتبار من يحدد الإيذاء مثل قتل الفلسطيني أو قتل الأفغاني أو قتل الإفريقي... من يحدد القتل الجيد والقتل السيئ, سيتحول هذا القتل مثله مثل الطير للحملان فلا حيلة لهم فيه فهو ضروري لأنهم غير؟؟؟؟
مرة أخري لو تركنا العقل هنا سيعطي الإشارة الخضراء لمثل هذه الأفعال وبالتالي سيكون في إتيانها راحة نفسية للإنسان حسب حدود الضمير وبالتالي سيفعلها بضمير مستريح, وتصلح هذه هي القوانين النفسية السليمة فهل هي سليمة...
لمن لا ضمير له ومن يتلون ضميره ومن يكون العقل وحده هو المحدد لقيمة ومبادئه وبالتالي حدود ضميره ستجده يستسيغ هذه الأفعال وغيرها وبالتالي للأسف سيموت ضميره فما عاد عنده حدود للصواب والخطأ وأصبح كل شيء عنده قابل للنقاش والتغيير وبالتالي لكي يعيش بلا مرض وبلا نفس تؤرقه ينتهي هنا دور الضمير ودور النفس ويصبح مثلما فكر مجرد عقل مجرد أداة ومجرد آلة بلا مشاعر فالمشاعر والضمير سيكونون عبء علي العقل الذي يبحث عن اللا حدود
من سيمنع الرجل عن لن أقول خيانة لأنه سيصبح حقه في التنوع والحصول علي لذات الحياة,, من سيمنع المرأة من نفس الحق,, من سيمنع الخيانة وان يسطوا الرجل علي زوجة غيره او تسطوا المرأة علي زوج غيرها,,, فبالنهاية كل راشد وكل مدرك لما يريد وهذا حقه ,, وكل فعل سيكون له تبريره العقلي وهو تبرير سليم من الناحية العقلية والمنطقية وخاصة ان لا يوجد اي ثوابت محددة للأخلاق فهي متغيرة بتغير الظروف والمكان والعصر مع تغير قوة العقل أم لنا رأي أخر, من سيمنع من خيانة الصديق لصديقة من سيمنعني من اخذ ما في يد الأخر فكل يري انه أحق به... فالرجل أحق بزوجة الأخر,, والصديق أحق بصديق الأخر, والمستعمر أحق بثروة الأخر, والمستعمر أحق ببلد الأخر وماله وعرضه, وبالتالي القوي يكون هو الأحق بكل شيء وهذا يبرر ما نراه يوميا في غزو البلاد مثل أمريكا لأفغانستان,, ومن قبلها روسيا,,, وإسرائيل لفلسطين ومثل حالات الطلاق الكثيرة والخيانات الكثيرة,,, وهي تتم وأصحابها لا تتنازعهم أي مشاكل مع الضمير فالعقل وسع نطاق الضمير بالطريقة التي جعلته غائب فأصبح أشبه بالحيوان عقل بلا ضمير وفعل بلا رقيب ولا إحساس موجع لضمير حي معيق للعقل
من يمنع الأب من زواج ابنته,, او أخته,,,, بالعقل ماذا يمنع وقد كان القدماء يفعلونها وكانوا سعداء ماذا بالعقل الذي يمنع... من يمنع زواج الرجال من الرجال ومن الأطفال من يمنع ولم .... إذا ما سمحنا لهم وفي بلاد تسمح بزواجهم لم لا تسمح بزواج الرجل والطفل او الطفلة ؟؟؟؟
من يحدد هذه الحدود... هل سنقول الدولة إذن ستختلف بين الدول,,, ففي إفريقيا لا خجل من العيش عراية من يحدد ويمنع هذا لا مانع من أكل الإنسان من يمنع ولم فالأكل والمأكول يؤمنوا بهذا من يمنعهم,,, ولم يكون للدولة الحق في وضع قوانين تحد من حرية الفرد إذا ما لم يكن فيها إيذاء لأحد,,, ان تزوج بالابنة من سيؤذي فلم يمنع... ان مضي عاريا من سيؤذي فلماذا يمنع... ان قتل جنينه او ابنه أولا يمتلكه لم منع وأي حق لهذا الجنين او الطفل فانا من صنعه.... فانا من يخلفه ومن حقي مثل حقي في عربتي وفي بيتي ان ابنيه وأدمره....
هل من حق الدولة والقوانين ان تتدخل في الحرية الشخصية
فلو أردت ان اسب واسفه وأدمر صورة البابا او الرئيس او الوزير من يمنعني ولم,,, هل هم فوق النقد الا انقد معتقدات الآخرين بنفس الحرية الشخصية.... من أراد أن يسب دين ونبي فهو حر فلا شيء غير قابل للنقد ولا شيء مقدس ... وعليه عندما نري سب وتهجم وخطأ بين وألفاظ تتعدي كل الحدود سنجد الطيور والحملان سنجد الطيور الكاسرة كلها تري بين هذه الطيور ما كتب بأنه الجمال كله ويمتدحوا القول والفعل حتى ولو كان منافي لكل ما يؤمنوا ب هاو يتقولون به,,, فقط لأنهم في ثياب الطير,, ولا خلاف في حسن النية عندما تري ان طعم الحملان هو الألذ,,,, ولا عيب في هذه الرؤية من عين الطير
بينما عندما يرد الأخر يلبسوا ثياب الحملان وتختلف الرؤية,,, إذن مع العقل تختلف القوانين والرؤية والصواب والخطأ باختلاف مكان الشخص في ملعب الحياة وباختلاف الدور والمكان فلا شيء ثابت وبالتالي فلا ضمير هنا فالضمير شيء لا يتلون ولا يتغير بل إما أن يصح وإما أن يموت
فصعب ان يعيش ويكون هناك ضمير حي إذا ما عاش الإنسان بالعقل والعقل فقط
#داليا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟