هل اصبح الاكراد قطاع طرق ؟!

مرتضى عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 21:16
المحور: القضية الكردية
    

لموضوع لا يتعلق بمنع البيشمركة المجلس المحلي لمحافظة نينوى من دخول قبل فترة وجيزة اي قطعهم الطريق على الحكومة المحلية للمحافظة المنتخبة دستوريا الدستور الذي طالما تغنى به الاكراد واعلنوا بمناسبة وغير مناسبة انهم لا يحتكمون الا اليه !. وانما محاولة ايضاح العلاقة بين ممارسات الاحزاب الكردية الحاكمة حاليا وبين المصطلح الذي كان دارجا قديما بان كلمة كردي تعني قاطع طريق وهذا الموضوع ليس اختلاق من كاتب السطور وانما ورد ذكره في معظم الكتب التاريخية التي تطرقت لتاريخ الاكراد حتى اكثرها تعاطفا مع الاكراد مثل باسل نيكتين و ديفيد مكدول ومينورسكي وغيرهم وبقيت كلمة كردي تشير الى قطاع الطرق من سكان الجبال وليس الى قومية معينة لعدةقرون . الا انه معنى مكتسب لا شك في ذلك فالكلمة تشير الى غير ذلك قطعا وليس المغزى من ذكرنا لذلك المعنى المكتبسب كما اشرنا هو الانتقاص من الكرد فكلمة عرب ايضا كان لها معنى في العراق مغاير لمعناها الاصلي وبقيت كذلك لفترة طويلة وكان يراد بها البدو او سكان الارياف قليلي الحضارة ..وليس المعنى الاصلي للكلمة لكن السياسات الحالية للحزبين الكرديين وبعض اجهزتهم الااعلامية وجمهرة كبيرة من الاعلامين الاكراد تجعلنا نقر ان المعنى المذكور لم يأتي من فراغ ليس فقط لأن حزب مسعود البارزاني الحزب الديموقراطي الكردستاني هو في الحقيقة امتداد لعشيرة بارزان او مجموعة عشائر بارزان التي امتهنت ولفترة طويلة التمرد والغزو ومهاجمة قوافل الجيش والتجارة والحكومةالعثمانية انذاك في المنطقة ومن الأسماء المشهورة في عائلة البارزاني الشيخ عبد السلام البارزاني الذي اثارت اعماله الاجرامية وخروجه على القانون الحكومة العثمانية مما ادى اعدامه في عام 1916 كما ان اول صدام بين الجيش العراقي والبارزانيين عام 1932 بعد ان هاجم الشيخ احمد البارزاني قوافل كانت ترمي الى تأسيس مخافرشرطة ودائر حكومية مدنية في منطقة بارزان . وليس من قبيل الصدفة ان حزب العمال الكردستاني التركي كان يفرض اتاوات على كل من يمر من المنطقة الحدودية بين العراق وتركيا بحجة دعم للحركة القومية الكردية وكان اكثر سالكي تلك الطرق الوعرة هم من فقراء الاكراد وغيرهم ممن يدخلون تركيا خلسة بهدف العمل او الوصول الى اوروبا وكان احدهم كاتب السطور .
لسنا بصدد حشد لحوادث تشير بدرجة واخرى الى رغبة الاستيلاء وقطع الطريق لدى قادة الاحزاب الكردية التي تحولت بعد الحرب العالمية الثانية الى احزاب قومية فيما كانت قبل ذلك حركات قبلية تعتمد على السلب والغزو والعصيان مهنة تعتاش منها لتركب موجة القومية التي كانت قد انتشرت بسرعة بين اوساط الاكراد بداية القرن الماضي وانما الغرض هو رصد رغبة السلب او الاستيلاء المستفحلة عند القادة الاكراد حتى بعد ان البسوها مسوح الوطنية والقومية والدفاع عن حقوق الشعب الكردي المستلبة..والرغبة هذه تطورت بعد تغير ظروف السلب والنهب وقطع الطريق العلني في القرن السابق الى ظروف القرن الحالي التي تميزها احزاب وميليشيات مسلحة تحتمي وراء واجهات قومية تارة وشيوعية اخرى وديموقراطية احيانا وصولا الى حكومة ووزارات في شمال العراق اخيرا بعد انهيار النظام الدكتاتوري.
الا ان كل هذا لم يستطع كبح جماح رغبة السلب والتسلط لدى الاحزاب الكردية القوموية وزعاماتها الذين تحولوا الى امراء حرب اكثر منهم الى قادة سياسيين فمن مجموعات متمردةفي الثمانينات تتخذ من قمم الجبال قلاع تحتمي بها من الجيش العراقي الى ميليشيات متحاربة فيما بينها بضراوة وقسوة في التسعينات .حيث كانت العشر سنين الاخيرة من القرن العشرين مسرحا لأعنف المعارك بين الحزبين الرئيسيين في الشمال العراقي على الموارد وفرض السلطة على اكبر مساحة ممكنه ممن الارض التي اتسعت وانتفخت في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بعد ان قابلها ضمور في الجهاز المركزي الحكومي العراقي في بغداد ..ربما كان كل ما ذكرنا من رغبة تسلب وقطع الطريق لدى الاحزاب الكردية صفة تتصف بها اغلب الاحزاب السياسية في العرق وربما المنطقة وليس الكردية فقط الا ان المثير في الجانب الكردي لقضية تطور قطع الطريق والقرصنة هو مرافقة عملية القرصنة العسكرية على ارض الواقع عملية قرصنة ثقافية مثيرة للاستغراب والشفقة خاصة لان قراصنتها ناس يحسبون انفسهم مثقفين !فعيد النوروز اصبح عيد كردي او العيد الوطني الكردي مع اشراك خجول للفرس بهذا العيد الكردي .... لكن كل محاولاتي لاثبات كردية هذا العيد باءت بالفشل ليس هناك اي دليل ملموس او غير ملموس ولا حتى تلميح الى ان هذا العيد كردي بل بالعكس المعروف ان هذا العيد فارسي ايراني انتشر في المناطق التي انتشرت فيها الثقافة الفارسية من افغانستان شرقا الى كردستان تركيا غربا رغم ان موصفات العيد و طقوسة المرتبطة بشكل وثيق بالديانة الزرادشتية بقي مترسخ لدى الايرانيين والفرس منهم خصوصا الى يومنا هذا . وعلى ذكر زرادشت مؤسس الديانة الزرادشتية الديانة الرسمية للدولة الساسانية فأنه اصبح ايضا وبقدرة قادر الى النبي الكردي كما يروح المثقفين الاكراد ... وكما انه لا يوجد اي دليل على كردية عيد النوروز فأني لا اعرف على ماذا اعتمد المقفين الاكراد في قضية تحويلهم قومية زرادشت الى الكردية ؟؟ حيث لا توجد اشارة لا من قريب ولا من بعيد على ان قومية زرادشت كانت كردية ولا حتى لسانه ولا مكان ولادته الا اللهم ان الاكراد كانوا يدينون بديانته لفترة من الزمن تحت التأثير الفارسي على المنطقة لكن باعتبار ان الاكراد وكرد فعل على محاولات ابتلاع ثقافتهم من قبل الثقافات الجبارة المحيطة بهم الفارسية اولا والعربية ثانيا والتركية لاحقا ..لكن الغزوات الكردية التالية خاصة على المستوى الشعبي منها والغير رسمي فان النبي محمد كردي والنبي ابراهيم كردي بل ودفن في منطقة ابراهيم الخليل في زاخو كما ان الحضارة السومرية كردية !لان هناك عدد من الكلمات السومرية تشبه الكردية ولا اعرف لماذا لايكون اصل الاكراد سومري وليس العكس؟ لكن اذا عرفنا ان الاكراد يعتبرون الفارسية نسخة مشوهة عن الاصل الكردي كما يفسر المثقفين الاكراد التشابةاللغوي بين الكردية والفارسية ... كل الحضارات المجاورة للمنطقة الكردية وليس التي كانت تحكم الاكراد منها فقط اصبحت كردية بقدرة قادر فالدولة العيلامية كردية الحثيين والميديين (ربما يكونوا الاخيرين اكراد رغم ان هذا لم يثبت بعد ولكنه يذكر على سبيل اليقين في الادبيات الكردية)كلهم اكراد مدن اشورية معروفة مثل كركوك واربيل اصبحت كردية منذ الازل بل وغير اسم الاخيرة الى هولير!
ربما يكن الدافع لكل عمليات التزوير المثيرة للضحك الانفة الذكر هي كما قلنا وسيلة اثبات وجود امة كردية ذات تاريخ وديانة وانبياء والخ لكن ذلك بنظرنا لايبر عمليات السطو الثقافية التي يقوم بها المقفين الاكراد على حقائق علمية ثابتة تخص شعوب اخرى وهي نفس المنزل الذي انزلق به العرب وبدأو يفيقون لفداحته اليوم وهو ماكان يسمى محاولة استيلاء القوميين العرب على الارث الحضاري الاسلامي وتحويله الى ارث حضاري عربي ! فتحول بفعل ذلك صلاح الدين الايوبي الكردي الى القائد العربي المقدام كما تحول سيبويه الايراني وابن سينا وغيرهم كثير الى علماء عرب دون ارجاع ذلك الى ادلة علمية وهو بالضبط ما يقوم به القوميون الاكراد اليوم وبنفس اسلوب القوميون العرب الذي عفى عليه الزمن فمتى يتعلم المثقفين الاكراد الدرس .

#مرتضى_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات