أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زياد العناني - الأزمة والدور وفعالية النظرية















المزيد.....

الأزمة والدور وفعالية النظرية


زياد العناني

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 16:16
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عمان- مع صدور الطبعة الثالثة من كتاب نايف حواتمة،" اليسار العربي رؤيا النهوض الكبير.. نقد وتوقعات" تتجمهر الأقوال المؤكدة على أن اليسار العربي والعالمي في طريقه الى العودة الى الحياة السياسية وان انهيار الاتحاد السوفيتي السابق لم تدفعه الى كتابة نهايته كما كان يتوقع الغرب أو يتمنى.
يقدم حواتمة في كتابه الذي يقع في خمسة فصول معاينة فكرية ناقدة لواقع اليسار العربي وأزمته ودوره وفعاليته النظرية والسياسية.
ويشير حواتمة إلى انهيار النظريات الفاشية ونظرية "نهاية التاريخ"ونظرية "صراع الحضارات"، مبينا انها بنيت على تفكك وانهيار "التجربة الاشتراكية السوفيتية" و"ضرورات البحث عن عدو جديد" مؤكدا انها ادعت انتصار "الرأسمالية النيوليبرالية المعولمة" في حين أن الوجه الآخر لها يعني حلول صراع الحضارات كبديل عن صراع البشرية التاريخي نحو العدالة الاجتماعية.
ويلفت حواتمة الى التحولات اليسارية الكبرى في اميركا الجنوبية والوسطى والكاريبي وصمود الثورة الكوبية وكسر الحصار من حولها في العالم مشيرا الى أن هذه التحولات الكبرى ادت الى اعتراف إدارة اوباما بفشل سياسات الحصار الاميركي على مساحة 47 عاما وكسر تعليق عضوية كوبا في منظمة الدول الاميركية واستعادة حقها بين أسرة دول الاميركتين.
كما يلفت حواتمة الى عمليات النهوض العاصف والكبير في مسار شعوب العالم الثالث والجنوب نحو عالم الحداثة والعدالة الاجتماعية مع مطالع القرن الواحد والعشرين.
ويقارن عمليات النهوض هذه بما يحدث على الضفة الاخرى حيث أزمة النظام المالي الرأسمالي العالمي الطاحنة التي اجتاحت اقتصاد بلدان المركز الرأسمالي العالي التطور وامتدت على مساحة العالم رائيا ان الازمة الكبرى هي في الرأسمالية وبنيتها.
ويقول حواتمة: "بات من غير الممكن الحديث بدقة عن اليسار العربي من دون تناول تاريخه وتاريخ المجتمعات العربية تناولا نقديا".
ويؤكد أن مصطلح "اليسار" هو تعميم فضفاض يحتاج الي تحديد في البلد والمجتمع الواحد وبين مجتمع عربي وآخر في المشرق والمغربي العربي وكذلك بين مجتمعات المشرق العربي ومجتمعات المغربي العربي في ظروفها الذاتية والموضعية المحلية والاقليمية والدولية المحيطة بها وفي حركة تطورها الايجابية والسلبية.
ويبين انه من دون هذه اللوحة من التفاوت سنقع في اخطاء مؤرخينا الموضعين- اي الذين يأخذون "اليسار" بالجملة وكتلة واحدة - من دون تبيان الحركة ذاتها والصراع الطبيقي والتشكيلات الاثنية والاجتماعية ودور الاديان والفكر الديني الطائفي والمذهبي التاريخي وفي حاضر المجتمعات العربية التكوين والتركيب الثقافي والسيكولوجي.
ويضيف حواتمة أن هذه التداعيات والتطور المتفاوت بين مجتمع وآخر والمصالح الخاصة خلقت بعض الظروف والعلاقات التي اتاحت المجال لمن صنفوا في "خانة اليسار" من الذين يغيب عنهم حامل النشاط العام وناظمه القانوني المتمثل في النقد ونقد برامج العمل ثم ضياع الرؤية والخطى بين التكتيك والاستراتيجية سواء بسواء.
ويقول حواتمة إن أول المحددات العامة لمفهوم اليسار الديمقراطي هو ارتباطه بجوهر مفهوم العدالة الاجتماعية وتوزيع عائدات الدولة والمجتمع على اكبر قدر من الناس، فضلا عن ارتباطه بمفهوم التقدم حيث تتمثل رؤيته بالأهداف العامة التالية المترابطة في قوتها عضويا وبنيويا لتحقيق السيادة الوطنية والقومية والتحرر من التبعية والتنمية الانسانية المستدامة بكل ابعادها وفي المقدمة تحرير العقل الاصلاح والانفتاح وحلول الديمقراطية للمشكلات "الاثنية الطائفية والمذهبية" المزمنة تاريخيا حتى يومنا في اغلبية الاقطار العربية والتطور الصناعي والتكنولوجي العلمي والمساواة في المواطنة من دون تمييز في الجنس والعرق والدين والمذهب وفتح نوافذ الحريات الفكرية والثقافية والسياسية الحزبية والنقابية بدون قيود سلطوية.
ويرى حواتمة أن الأمر في الحالة العربية يشير الى تبدد هذه الاهداف وذلك لأن البنى المتخلفة بنيويا وتاريخيا التي ولدتها الانظمة الطبقية الاستبدادية على مساحة عشرات القرون بما فيها الامبراطورية العثمانية وما بعدها انظمة التحالف الطبقي الاقطاعي- الكومبرادوري من تخلف اجتماعي سياسي واقتصادي أخلاقي ومعرفي برعاية الاستعمار القديم والجديد.
ويوجه حواتمة نقده اللاذع الى النخب الطبقية الاجتماعية والسياسية الحاكمة المتعاقبة في تاريخنا، مؤكدا أن المسؤولية الاولى تقع عليها منذ انهيار "دار الحكمة وتقديم العقل على النقل" و"طغيان النقل على العقل".
كما يوجه نقده الى من حاربوا كل عناصر المشروع النهضوي العربي الحديث واحتضنوا طغيان النقل على العقل في خدمة الهيمنة الامبريالية (اعلى مراحل الرأسمالية)، ومشاريع العولمة الاميركية والتوسعية الاسرائيلية الصهيونية وتفكيك مشاريع التطور العربية المحلية والقومية.
ويقول حواتمة إن مشروع التنوير تحول على يد الثقافة القدرية التاريخية والراهنة التي تنخر مجتمعاتنا الى محنة للتنوير بدلا من فضله -التنوير- البحث عن اكثر المبادئ تنورا نحو تكوين منتوج الرأي العام المتنور.
ويضيف أن "الثقافة القدرية شكلت ابرز اعمدة انظمة الاستبداد الطبقية الضيقة والمغلقة على مساحة عشرات القرون".
ويلقي حواتمة الضوء على تحالف نقيضين: النيوليبرالية المتوحشة بافرازاتها والثقافة القدرية أو ثقافة "العين لا تعلو على الحاجب" و"المقدر مكتوب" و"الدنيا قسمة ونصيب"، رائيا ان ما يعزز هذين التحالفين يكمن في السفسطة الغيبية والأصولية والفتاوى الارادوية الاوامرية الصادرة عن فكر اجتماعي متخلف ينتحل صفة الدين.
ويؤكد حواتمة أن الدواء الناجع لقوى اليسار الوطني الديمقراطي والثوري لن يتمثل فقط في المشاركة السياسية على اهميتها نظرا لاستفحال الداء بل في اعادة بناء حركة شعبية تحررية تقدمية متنورة بما يتطلب من جهود شاقة وضخمة لأن السلفية القدرية الدينية السياسية والنيوليبرالية ومدرسة المحافظين الجدد ستصل في النهاية الى الجدار المسدود.
ويقول حواتمة إن الليبرالية الجديدة (برامج ووصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) ستصل الى الطريق المسدود في البلاد العربية، لافتا الى الاضرابات العمالية الكبرى في مصر المغرب الجزائر وكذلك الى اضرابات اساتذة الجامعات الاطباء القضاة الشاملة في اكثر من بلد عربية دفاعا عن الحريات والديمقراطية.
ويبين أن هذه الاضرابات توحي بتحولات كبرى ضد "زواج المتعة" بين الانظمة السلطوية والمال مشيرا الى ان هذه الظواهر الكبرى الاجتماعية والفكرية لم تجد بعد في الواقع المحلي القطري والاقليمي الراهن الحركات الحزبية والنقابية التي تشكل "الروافع والحوامل الداخلية" لها.





#زياد_العناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زياد العناني - الأزمة والدور وفعالية النظرية