أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الحوار المفقود














المزيد.....

الحوار المفقود


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 19:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يمكن لنا نحن شعوب بلدان العالم المتخلف أن نقدم على الحوار ؟ وكيف ينظر الكثيرون منا إلى التحاور والاستماع الى الرأي المخالف والعمل على الاقتناع بوجهة نظر الآخر بهدوء وروية،وعدم التسرع في إصدار الأحكام ، وهل تصدر الدعوة إلى التحاور غالبا عن موقف قوة أو ضعف ، وكيف ينظر الآخر إليك إن دعوته مرة الى نسيان الاختلافات أو تناسيها على الأقل، والبدء في صفحة جديدة ؟ هل تتكون لديهم فكرة انك تنطلق من ثقتك بقدراتك ، وتحب منهم ان يشاركوك هذه القوة وان ينظروا إلى الشيء الذي تختلفون حوله، من نفس الزاوية للوصول الى عين الرأي ؟ ام انه سرعان ما يتهمك بأنك ضعيف مسكين تطلب منه الحوار كي تضع حدا لإحساسك اللامنتاهي بضعف لا قدرة لك على احتماله حتى يقف بجانبك مذللا لك الصعاب ، وهل يحدث الحوار بين الأشخاص المؤمنين بوجهة نظر واحدة، تنطلق من أيدلوجية معينة ، أم يمكن ان نتحادث مع أشخاص عديدين من مختلف الثقافات وان نصل إلى قناعة واحدة ؟ وهل جربت يوما ان تتبادل وجهات النظر ، مع شخص تجده متفقا معك في الكثير من الأفكار ، فأحببت ان تقنعه بوجهة نظرك التي تجدها صائبة مائة بالمائة ، فأبدى اقتناعه بما ذكرت له من دلائل تثبت صحة رأيك ، ثم افترقتما ، وحين التقيتما من جديد ، فوجئت به يبدي نفس الفكرة التي اختلفتما حولها ، وكأن الساعات الطويلة التي قضيتها في محاولة إقناعه قد ذهبت أدراج الرياح ، كيف يكون شعورك حينئذ ؟ ولماذا أبدى تأييده السابق ؟ هل كان من اجل إرضائك ؟ وكيف غيره بهذه السرعة ؟ هل مجرد نسيان أم انه وجد دلائل أخرى تعزز موقفه ؟ وهل ينبعث الاختلاف من تباين الفكرة أم تعاكس الشعور ، وهل صحيح ما يشاع عنا إننا امة عاطفية؟ وان كان الاختلاف في فكرة واحدة بين شخصين يحملان نفس الآراء، ويؤمنان بوجهات النظر ذاتها ، يبدو لنا كامل الصعوبة ، ومن العسير جدا أن نجد قدرة على التحاور في شأنه، والوصول إلى رأي يحقق اتفاقا بين الشخصين المختلفين ، فكيف يمكن ان يكون الحوار بين أشخاص يحملون رؤى مختلفة، ويؤمنون بوجهات نظر، لا يمكن لها ان تتفق هل يمكن ان يتفق من يدعو الى دين معين ويكفّر حملة الأديان الأخرى مع الداعين إلى دين مختلف بوسائل العنف أيضا، وكيف يتفق حملة الرأي المعين والمعتقدين انه أصح ما توصلت إليه عبقرية الإنسان، مع المعارضين لصواب معتقداتهم ، وهل تتفق النساء الراغبات في البقاء في المنزل متمتعات بحقوقهن، كربات للبيوت يصرف عليهن الزوج، ويشقى من اجلهن هل تتفق هؤلاء مع المناديات بحقوق النساء الكاملة، التي حصلت عليها المرأة في العالم المتمدين، وهل ينظر رجل الدين نظرة تسامح ومحبة الى من ينكر فضل الدين أويدعو الى إلغائه ؟ وهل يحترم كل من يدعي التطور وتقدير الاختلاف والتحاور بين البشر، هل يحترم هؤلاء من يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ حتى لو اتصف هذا الأخير بقدرة كبيرة على التسامح بين الناس، واحترام وجهات النظر مهما كانت متباينة ، ألا يسارع الكثير منا إلى اتهام الآخرين بالانغلاق، والجهل أحيانا ان هم أبدوا بادرة ولو بسيطة لاختلافات فكرية ؟ ولماذا يتوقع أغلب الناس أن الآخرين يجب أن يكونوا أشباه لهم يماثلونهم في التفكير ويرددون نفس كلماتهم ويصادقون على آرائهم مهما كانت ، لماذا بقينا نحن العرب -الا القليلين- لا نحترم من يبدي رأيه بصراحة، ونفضل من يجامل ويكذب مدعيا جورا انه معنا وهو في الحقيقة يخشى نقمتنا وغضبنا ، متى يمكننا ان نقبل على التحاور بيننا وان نحترم شخصية الإنسان الآخر مهما كان مختلفا إن كان اختلافه هذا لا يسيء إلينا او يهدد سلامتنا في الحياة، او ينغص علينا عيشتنا ، ألم يئن الوقت كي نطور أنفسنا وننظر الى الآخر نظرة احترام وتقدير ، ولا نغمطه حقه في التمتع بقول ما يجده صحيحا ،ومن المسؤول عن حالتنا المزرية هذه ؟ هل هل طريقة التربية التي تلقاها الكثيرون منا أم مناهجنا المدرسية التي غذت فينا حب العنف والابتعاد عن التساهل مع الناس باعتباره ضعفا لا يصح الاتصاف به ،ام الكتب التي نقرؤها تغذي فينا الميل الى العدوانية؟ وهل يمكن ان تتحلى نظرية واحدة بالصحة الكاملة وتخطيء النظريات الأخرى؟ ولماذا لا يتمتع النظام الديمقراطي بالتأييد الفعلي؟ ولا يقتصر تأييده على الكلام ، ألم يحن الأوان كي نبدل طرائق التفكير، كي نكون أهلا للعيش السعيد ؟



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث وتباين في ردود الفعل
- تجارة الجنس ومخاطرها
- الشك
- أدب نسوي أم إنساني ؟
- أمسية لتقديم كتاب
- حوار مع الشاعرة والقاصة المغربية خديجة موادي
- أربع قصص قصيرة جدا
- حفل تأبيني لشهداء الأربعاء الدامي
- السياحة المهدورة في العراق
- حوار مع سلطانة نايت داود
- نزف من تحت الرمال : مجموعة قصص قصيرة جدا
- تأثير الحروب على المدنيين
- قراءة في مجموعة قصصية ( التابوت)
- ريمة الخاني أديبة الحروف الجادة
- حوار مع القاص والناقد المغربي محمد سعيد الريحاني
- الأطفال العراقيون ، من يداوي جراحاتهم ؟
- لماذا تطور ت الأمم وبقينا متخافين ؟
- الشرنقة : قصة قصيرة
- وأين حقوق العمال الماكثين ؟
- العار : قصة قصيرة


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - الحوار المفقود