أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - عَمود بالعرض !!














المزيد.....


عَمود بالعرض !!


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 20:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دردشة

هذه ليست حزورة هندسية ـ عزيزي القاريء ـ وانما "ضرورة فنية "ـ أن صح تسميتها ـ دفعني اليها محرر الملحق الثقافي ، إذ نبهني الى ان بعض ما كتبته في هذا العمود ، يصلح لصفحة "أراء وافكار" السياسية ، أكثر مما يصلح لصفحات الملحق الثقافي ، وأكدَ : " حاول ان تركز على تناول الهموم الثقافية يا صاحبي " ، وهو يشدد على حرف "الميم" ، وكلمة " يا صاحبي" هذه لم يقلها ولكني تخيلتها لأخفف الامر على نفسي ، فالكتابة عن السياسة ولا أسهل منها عندنا في عراق اليوم لكثرة ما يزدحم عالم السياسة بالمتغيرات والوجوه السياسية و"الكولسة " ـ من كواليس ! ـ واللعب على الحبال والضرب تحت الحزام ، أنظر حولك ـ عزيزي القاريء ـ وستجد ان الفضائيات تزدحم بالمحللين السياسيين ـ بنظارات وبدون نظارات ـ اما الكتابة في الهموم الثقافية فهذه أعتقد لا أشق منها على المثقف العراقي إلا تنظيم ميزانية صرفيات الشهر. لا اعتقد انك ـ عزيزي القاريء ـ ستقول لماذا تكون الكتابة في السياسة اسهل دائما ، وأنت الاعرف بذلك ، حسنا لاذكرك بتلك النكتة التي تروى للتعريف بالعراقيين ، وتقول بأنك لو مررت بدار سكن طلبة في دولة اوربية ورأيت مصباح النور مضاء في احد الغرف، في ساعة متأخرة من الليل ، فستعرف حالا لأي جنسية ينتمي هؤلاء الطلبة بمجرد الاصغاء قليلا الى ما يصدر من اصوات عن نافذة الغرفة ، فأذا كان ثمة هدوء وسكون هذا يعني انهم فيتناميون مشغولون بالدراسة ، واذا كانوا يدبكون ويرقصون فهم من البلد العربي الفلاني ، واذا كانت الاصوات والهمهمات تشير الى أنشغالهم بالكذا ! فهم من دولة الكذا !! ، اما اذا كان هناك هرجة واصوات تصعد و تنزل و" ابدا ما عندك حق " أو " انت ما تعرف اساس القضية " ، فهم بلا منازع عراقيون يتناقشون بأمور سياسية ! أرأيت ـ عزيزي القاريء ـ كيف ان السياسة معجونة في دمائنا بحيث صارت تروى عنا النكت وصار انشغالنا بها هوية لنا في كل مكان ؟! وهكذا هو أيضا حال مثقفينا ، لا اسهل من تناول السياسة عندهم ، فيمكن لاي كاتب عراقي ان يصوغ لك فكرة سياسية بنص قصير من 300 كلمة فقط ، او ينفخ ويمط نفس الفكرة بنص اخر من 750 كلمة او حتى اكثر ، دون أن يضيع زبدة الموضوع عليك ، فثمة خبرة لا تضاهى عند مثقفينا في تناول ما هو سياسي ، فهي حاضرة دائما في عمل المثقف مع استكان الشاي ـ يجوز فنجان قهوة أو غيره ! ـ الذي يشرب، فلا تجد نصا شعريا أو قصصيا او لوحة او صورة ان لم تترك السياسة ظلالها عليها بهذا الشكل أو ذاك ، فالسياسة معجونة بروحه ، وأذا ترميه خارجها يشهق ويموت كالسمكة ، فكيف استطيع ان احقق طلب محرر الملحق الثقافي بالالتزام بكتابة مادة عن الهموم الثقافية من 500 كلمة فقط ، ان لم يسامحني قليلا ويوسع لي من مساحة العمود بزيادة عرضه ، لأن طول العمود ثابت اساسا حسب طول الصفحة ؟!
هذا الكلام يقودنا ـ عزيزي القاريء ـ الى علاقة المثقف العراقي بالسياسي ، والتفاعل فيما بينهما ، فثمة مثقفون امتهنوا السياسة ، سواء من خلال ارتباطهم المباشر بأحزاب سياسية ، او بأعتناقهم مباديء ونشاط سياسي معين بشكل مستقل ، لكن ثمة جمهرة من المثقفين تحاول البقاء خارج سياقات السياسة المباشرة لكنها بنفس الوقت ليست بعيدة عنها ، اذ لا يمكنها ـ لكل ما تقدم ـ أن تطفأ مصباح النور بشكل مبكر ان لم تلبط ـ ولو قليلا ـ في بحر السياسة . كثيرا ما قيل من أن السياسي لا يريد من المثقف سوى ان يكون تابعا له ، وأن هذا للاسف واقع معاش في العراق قديما وحاليا ، يتحمل مسؤوليته المثقف قبل السياسي الذي يريد ان يحقق اهدافه باي وسيلة ، ويكون المثقف عنده مجرد أداة ، بينما مثقفنا وهو يسعى لاثبات وجوده ، ومن أجل ديمومته ، تجده ينصاع مرارا لطلبات السياسي وشروطه فتجده ينفذ ما يريده السياسي متخليا عن الكثير من استقلاليته كمثقف ، فتجد السياسي يمعن في التجاوز عليه ـ يعني يدوس في بطنه ! ـ بأسم الوطنية والمباديء ومثقفنا راض بأن يبقى ضوء المصباح مضاء لاخر كل ليلة في منجزه الابداعي ما دام يعتقد أنه يحقق خدمة ما للوطن المبتلي بحبه ، والطامة الكبرى هنا فيما أذا كان السياسي فاسدا وطائفيا وديماغوجيا ، وله أجندة مشبوهة لا تخدم مستقبل العراق الديمقراطي ، عندها فأن مثقفنا الدائر في فلكه ـ لهذا السبب او ذاك ـ وبكل بساطة سيكون في خبر كان !! وبعد ـ عزيزي القاريء ـ واذ تجاوزنا الان حدود الـ 500 كلمة ، اتعتقد أنه اليس من حقي مطالبة محرر الملحق الثقافي بأن يزيد قليلا من عرض العمود ؟!
وسنلتقي !



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما تخلد قصة وفاء كلب ياباني !
- ديمقراطية الخورمژ !
- خذ بالك من أنف الديمقراطية ؟!
- الكلاب المسعورة !!
- صورة -العدو- البشع في الدراما التلفزيونية العربية -رجال الح ...
- هل سيشهد العراق فترة حكم الديكتاتورية الطائفية ؟
- النكات الطائفية !
- التراث العراقي تراث تعاضدي أنساني
- لقاء مع المناضل الشيوعي والاستاذ الجامعي الفرنسي باتريك ريبو
- لقاء مع قيادي بارز من الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والا ...
- المؤتمر الخامس للأنصار الشيوعيين العراقيين ينهي أعماله في بغ ...
- وقائع المهرجان الثقافي الثالث للأنصار الشيوعيين بغداد 6 8 آب ...
- اليسار الفنلندي والخروج من الأزمة !
- حكاية الفنان كوكب حمزة وامرأة قطار أبو شامات
- السيد -سيد صباح بهباني - انت مطالب بالاعتذار للقراء أولا !
- الناشط البيئي ئارارات مجيد رحيم
- أفياء البدلة الزرقاء
- الباحث كورش أرارات عاشق الطبيعة والطيور
- بطاقات أنصارية لذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- بمناسبة العيد الماسي للحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - عَمود بالعرض !!