|
الحوار منبر لليسار الواقعي ايضا
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 22:38
المحور:
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟
لم يمر اكثر من سنة و نصف و نُشر لي اكثر من 400 مقال في هذا الموقع المتميز و الاول من نوعه ، و لا اريد ان اجامل هنا و انا اكتب بكامل حريتي و بعمق ايماني الشخصي باليسار فكرا و فعلا و عملا، و الخط العريض الذي اعتمدت عليه بعد تجربتي المتواضعة في هذا الاتجاه ، و رغم كل ما يطرح من ما في عمق اليسار من الفلسفة و الفكر و العقيدة و الايديولوجية، الا انني كان توجهي بشكل عام هو مصالح الطبقة الكادحة و الفقراء المعدمين كاهم هدف و خط عام، و ما نطقت به و كتبت من كلمة لم تكن الا من اجل ما يصب في خانة التفكير السليم و ايجاد الطريق السوي لتحقيق العدالة الاجتماعية و المساواة التي هي من اهم ما تطمح اليها هذه الطبقة قبل غيرها في المجتمع. و كما نعلم ان العصر الجديد فيه من المميزات التي تفرض الدقة في العمل على ارض الواقع المشوه حاليا من قبل الراسمالية العالمية و يتيمز بخصائص التي تفرض عدم الالتزام بفكر معين و نظريا بشكل مطلق كما فعلنا من قبل بالنصوص و قدسناها الى ان شُبٌهت بايات قرانية، والتي لا يمكن الاجتهاد فيها ،وعلى الرغم من اننا لم نكن في يقين مما تعنيه هذه النصوص و ما قصده هؤلاء الفلاسفة و المفكرين اليساريين في اي جانب مما كانت تطرح فيه تلك الافكار دون قراءة الواقع و الظروف و الاوضاع التي كانت فيه تلك المرحلة و الثقافة و التقدم العلمي و المعرفي في جميع الجوانب فيها بشكل عام في حينه. انني تذوقت طعم الاهداف اليسارية بجميع اتجاهاتها، و خصوصا انني تعايشت مع مضامينها فكرا و واقعا بحيث ولدت و ترعرعت و كبرت في بيئة و عائلة لم تهتم بما تتسم بها غير اليسار لوحده ، في قرية متقاربة و متساوية المعيشة و الثقافة بشكل كبير ، و من عائلة ربها عتال لم يحمل في لبه و عقليته غير تامين معيشة ابنائه و الاهتمام بمستقبلهم و ثقافتهم بعيدا عن المتطلبات المعقدة للحياة العصرية. الحوار المتمدن حامل لشعار يساري عام و الذي يمكن ان يحتوي و يستوعب جميع الاتجاهات و الهدف الاسمى هو مصلحة الطبقة الكادحة و تامين حياتها ، اي المجتمع المدني العلماني الديموقراطي الحديث و من اجل ضمان العدالة الاجتماعية و الحرية للجميع و في مقدمتهم الفقراء المعدمين و الكادحين و العمال و الفلاحين و الكسبة و ذوي دخل المحدود و الذي يعتبرون في مقدمة الفقراء في بعض الاماكن، و العمل على تامين حياتهم. هذا المنبر الرفيع يمكن ان يكون مدرسة و بيتا و وطنا كبيرا رغم الاختلافات في وجهات النظر بين المنتمين و الكتاب ،فالتفاعل في العمل و التقاء الاهداف و الاعتماد على النقاط المشتركة بين الملمين يمكن ان يؤدي الى طرح المواضيع المهة الضامنة للمصالح العامة لهذه الطبقة و تثمر عنه النتائج الباهرة و التي يمكن الاستناد عليها في الصراع مع الراسمالية المعيقة لتقدم كل ما يمت باليسار من التركيب و الفكر و الايديولوجيا و العقلية التي يعتمد عليها بشكل عام. من يتصفح المواضيع التي تنشرو يتمحص في مضامينها طيل السنين يكتشف ان الديموقراطية المتبعة في هذا الموقع مشجعة للتطبيق على ارض الواقع في السياسة و العمل الحزبي و للنظام الحكم ايض، ونكتشف هذا من خلال ما تطرح من الاراء و المواقف حول العديد من المواضيع و الافكار و الفلسفات و السياسات المختلفة و بطعم يساري تقدمي بعيد عن التشدد و ضامن لاحترام الاخر و عدم الغائه. و ما يميزه انه يتحمل الانتقاد و صدره رحب لكل القراء ،و هذا هو المطلوب في اي جانب سياسي كن او ثقافي لهذا العصر المتميز الذي يتصارع فيه الجميع بشكل سلمي. و ان كان اليسار محقا في طرحه المتعدد الجوانب و جوهره و الافكار المنبثقة منه لابد له ان ينهض من الكبوة التي تعرض لها في العالم ، و هذا ما نلمسه و ما نراه من ملامح تثبيت احقيته و اصحيته و التي تبان في الافق و بشكل واضح، و كل ما يحتاجه هو الحوار و النقاش المستند على الدلائل و الوثائق و المنطق في التعامل مع المواضيع و الافكار و الفلسفات و المناهج و الاجندات المطروحة و ان كانت تتقاطع معها. لابد من التعاون الجدي بين جميع الاتجاهات من اقصى اليسار الى ادناه في سبيل الوقوف في صف واحد متراصف امام الاخرين و هم كثار ، وهم الذين يعيقون التقدم المنشود من قبل اليساريين و المنتمين لليسار و اليسارية المختلفة الواسعة المساحة و من جميع المجالات ، الا ان جوهر ليساروحيد و الهدف واحد و الطرق متعددة و لا تحتاج الا لارادة و وثبات و مثابرة لسالكيها . عند قراءة ما تتميز به بقعة معبنة من النواحي الاجتماعية الثقافية الاقتصادية ، و عند العمل فيها استنادا على النهج اليساري و باجندات متنوعة لابد ان يكون في نظر الاعتبار ما يميز اي واقع و اختلافاته عن الاخر لتنفيذ ما تتطلبه موجبات اليسار الحقيقي في الارضية الواجب تقييمها مسبقا. اي معرفة المرحلة و ما فيها من التعقيدات و ما انتشرت من المعوقات ولابد من معرفة السلبيات و الايجابيات المتسمة فيها ايضا، و في اية منطقة كانت، من اجل الدقة في العمل و بخلفيات يسارية و الاولوية في كيفية تلائمها مع الواقع و قراءة المرحلة من اجل تغييرها بعد الاصلاح ، و الهدف الكبير هو عدم اهمال ما تفرز من السلبيات و طرح الافكار وكيفية التعامل مع الواقع للانتقال الى المراحل الاخرى، و هذا ما يحتاج الى وقت و جهد و عقلية و امكانية و تعاون مختلف التوجهات و التيارات و الاحزاب و الشخصيات. و هنا ابدع لحوار المتامدن في جمع هؤلاء لطرح ما يؤمنون نظريا لايجاد الوسيلة الملائمة للتطبيقاتو تنفيذ المراد لكل منطقة و تحديد العوامل و النقاط المشتركة بينهم، وهذا ما اسميه اليسار الواقعي .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استئصال البعث بمحو فلسفته ومضمونه و اثاره و ليس باشخاصه
-
الجهات السياسية بين الواقع و التغيير المطلوب
-
المعارضة البديلة للحكومة الاصيلة
-
من يستهدف الصحفيين في العراق ؟
-
النظر الى قضية الحوثيين بعيون انسانية بحتة
-
اعيد السؤال، لماذا أُرجيء التعداد العام لسكان العراق ؟!
-
ماطبقت في اليابان و المانيا لا يمكن تكرارها في العراق
-
لماذا الانتقائية في مقارنة فدرالية العراق مع دول العالم
-
كيفية التعامل مع عقلية الاخر لتطبيق مادة 140 الدستورية
-
ضرورة تجسيد التعددية الحزبية في العراق ولكن!
-
هل تثبت تركيا مصداقية سياستها الجديدة للجميع
-
المركزية لا تحل المشاكل الكبرى بل تعيد التاريخ الماساوي للعر
...
-
من يمنع اقرار قانون الانتخابات العراقية
-
لازالت عقلية الواسطي منغمصة في عهد ذي القرنين
-
هل بامكان احدما اعادة البعث الى الساحة السياسية العراقية
-
فلسفة التعليم في العراق بحاجة الى الاصلاحات و التغيير
-
تكمن الخطورة في تصادم استراتيجيات الاطراف العراقية
-
كيف تُحل القضايا الشائكة العالقة في العراق
-
هل بعد الاحد و الاربعاء يوم دامي اخر
-
ألم تستحق مجموعات السلام الاستقبال المشرٌف
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
المزيد.....
|