أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - بأي مسوغ يستثني هذا العدد الهائل من الإنتخابات؟















المزيد.....

بأي مسوغ يستثني هذا العدد الهائل من الإنتخابات؟


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 865 - 2004 / 6 / 15 - 06:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الواقع إن الحديث الذي تسرب من الداخل عن محاولة بعض الأطراف في الحكومة الإنتقالية وعلى راسهم رئيس الوزراء البعثي المخضرم وجلاوزته من تمرير قرار يستثني العراقيين في الخارج من المشاركة بالتصويت في الإنتخابات التي طالما إنتظرها العراقي ومازال يعد الأيام والساعات من أجل أن يشارك بها. المحاولة البائسة ورائها البعثثين واصحاب المشاريع المريضة بإعطاء اثقال مختلفة للأصوات في العراق.
ربما يتسائل البعض عن هوية العراقيين في المهجر، فمن هم؟
ببساطة شديدة هم جميع العراقيين الذين غادروا العراق منذ أوسط السبعينيات ولحد سقوط النظام وجميعهم من الرافضين للنظام البعثي الهمجي البهيمي ما لم يكونوا جزءا من تشكيلات لاحزاب تم تصفيها في الداخل خلال فترة النظام المقبور من أجل أن يتفرد بالسلطة لوحده، ومن ثم الدكتاتور وعشيرته بعد ذلك، هذه العناصر هي من أفضل العراقيين تعليما لأن الأساس في خروجها للمهجر هو كونها تحمل مؤهلات علمية عالية وتستطيع العمل في أي مكان في العالم، لذا نجد الكثير منهم أطباء ومهندسين في مختلف الإختصاصات وحقوقيون ورجال أعمل وبنكيين وما إلى ذلك من المهن، هذا بالأضافة إلى الفنانين والكتاب والعاملين في مجال الفكر و الإبداع. هذه الفئة من العراقيين هي من كان يمتلك إمكانيات العيش والبقاء في الخارج لكونها أصلا تمتلك مؤهلات ممتازة، اضف إلى ذلك الكثير منهم من إرتقى بمؤهله العلمي وحصل على شهادات عليا، حتى صار أصحاب الشهادات العليا من العراقيين في المهجر اكثر من حملة البكلوريوس بكثير، فهم رصيد لا ينضب من الخبرة والكفاءة العالية التي يمكنها أن تغذي العراق بكل ما يحتاجه من كفاءات ومن أي نوع. أتذكر، وأقول أتذكر لعدم وجود الإحصائيات الكافية عن العراقيين في المهجر، أتذكر حين عملت في الجزائر خلال الفترة من أوائل عام 1979 وحتى نهاية العام 1984 كانت الجامعات الجزائرية الكثيرة جدا تعتمد على الكادر العراقي بالتدريس، حيث كان الكادر عراقيا بالكامل ما عدا رئاسة الكلية أو الجامعة كانوا من الجزائريين، وبذات الوقت كانت الجامعات الليبية ومن بعدها الجامعات التي إنشئت في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات في الأردن، كلها كان الكادر التدريسي فيها بالكامل من العراقيين، هذا فضلا عن الجامعات الأخرى في العالم أجمع، ففي إنجلترا وأمريكا وكل الدول الأوربية والآسيوية نجد الكادر التدريسي فيها من العراقيين. لم يكن التدريس هو المجال الوحيد الذي عمل به العراقيين في الخارج، فجميع المهن وجد العراقيين طريقهم لها وأثبتوا جدارة عالية جدا، لست مبالغا لو قلت أن العراقي في الخارج منذ ذلك الوقت ولحد الآن يحسب له ألف حساب لكفائته العالية ومستواه. كل هذه الكفاءات التي يزيد عددها على الستة ملايين بأقل تقدير توفرت لهم فرص تعليم هائلة في بلدان المهجر وإن أولادهم الذين خرجوا في اوئل الثمانينيات أطفالا هم الآن رجال ونساء يحملون المسؤلية متعلمين ومتزوجين ولهم عوائلهم الخاصة بهم. إن هذه الأعداد الهائلة من البشر المتعلمين والذين يملكون الخبرات الواسعة بنظم العمل ويحملون قيم العمل الراقية ويعرفون معنى الديمقراطية بعد أن مارسوها في بلدان المهجر لمدة قد تزيد على ربع قرن، هي بالتحديد ما يحتاجه العراق في الوقت الحالي من اجل مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه عملية إعادة الإعمار وترقية نظم العمل والإرتقاء بها إلى مصاف الدول الراقية ونقل القيم الجديدة بحاجة لمن يحمل الثقافتين ثقافة الغرب وثقافة العراقي في الداخل لكي لا يكون هناك حاجز ثقافي بين الإثنين من أجل أن يكون التفاهم في أحسن حالاته.
هذه الطاقات البشرية الهائلة التي يملكها العراق لا يمكن أن تهدر هكذا من أجل لعبة سياسية حقيرة ويتم تهميش هؤلاء لمجرد تقديم أسباب تافهة لا مسوغ لها. فهم ربما أكثر من شعب الأردن بالكامل وجميعهم من الناس المتعلمين أرقى تعليم وفي كل الأختصاصات، إن قوة الشعب العراقي تكمن بعودة ومشاركة هؤلاء.
كان وزير الداخلية العراقي إبان الحكم البعثي الهمجي وفي العام 1980 كان قد صرح للصحافة وقتها من أن العدد الإجمالي للعراقيين الذين غادروا العراق آن ذاك قد فاق الثلاثة ملايين حسب إحصائيات وزارته، ومنذ ذلك الوقت ولحد الآن لم يجري أي تقدير حقيقي للعراقيين في الخارج. ولكن نستطيع أن نخمن أن عدد الذين خرجوا من العراق بعد تلك الفترة التي يحق لنا أن نسميها بالهروب الكبير، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون أقل من مليونين. يجب أن لا ننسى إن الذين خرجوا قد تزاوجوا وتوالدوا حتى أن الكثير من العراقيين كان قد خرج لوحده ولكنه الآن لديه عائلة من خمسة أشخاص أو أكثر، وهذا يعني إن العدد قد تضاعف على اقل تقدير، فلو وفرت لنا دوائر الهجرة في الدول التي يعيش فيها العراقيين أرقاما لكان الناتج النهائي كبيرا جدا بحيث لا يمكن تصديقه، فهناك مدن اكثر من نصف سكانها صار من العراقيين، وأخرى صار العراقيين يشكلون الجالية الأولى فيها، ومدن أخرى كبيرة وصل عدد العرااقيين فيها أكبر من الجاليات التي سبقتهم بالهجرة من عدة عقود، وفي بعض البلدان صار لهم إذاعات خاصة ومحطات تلفزيون تبث البرامج العراقية وما إلى ذلك.
يضاف إلى هذه الأعاد من العراقيين تلك الجماعات التي هجرها النظام بحجة انهم من أصول غير عربية، وتحديدا إدعى النظام أنهم إيرانيين يفوق عددهم النصف مليون من المناطق العربية ومثله من المناطق الكردية والمناطق الأخرى من العراق، كل هذه الأعادا من البشر إضيف لهم الذي هربوا خلال أحداث العام 1991 إبان الإنتفاضة العارمة آن ذاك، ليصبح العدد يفوق المليون من هذه الفئات التي وجدت طريقها إلى بلدان المهجر البعيدة والقريبة منها.
في الواقع لم أرى لحد الآن دراسة موسعة عن العراقيين في المنافي وكم هي أعدادهم، وهذه هي فرصتنا اليوم في الحصول على معلومات دقيقة عن هذه الفئة المهمة جدا من العراقيين لعدة أسباب منها أولا أن يأخذوا حقهم بإنخاب ممثليهم، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى، لكي يتسنى للعراقي المخطط العمل وفق أسس علمية على إعادة هذه الاعداد الهائلة من العراقيين إلى بلدهم، فبدون هذه الدراسات لا يمكن لأي مخطط ان يعمل على إرجاعهم وإعادة إدماجهم بالمجتمع العراقي من جديد، الذي لم يتركوه أبدا في واقع الأمر بالرغم من مرور سنين طويلة على تركهم البلد.
إن جميع العراقيين في الخارج كانوا ومازالوا هم الذي يعين الموجودين في الداخل من أهاليهم على مواجهة صعوبات العيش في ظل الحصار الذي دام مدة ثلاثة عشر عام متواصلة، كان قبلها العراقي يعين أهله على مواصلة الحياة بظل القهر وسياسات التجويع المتعمدة من قبل النظام، وبقي العراقي لحد اليوم هو الذي يمد أهله بالطاقة الكافية من أجل مواصلة الحياة، فهم في الواقع على تواصل مباشر مع أهاليهم ويعينوهم على العيش، وهم من عمل بلا كلل على إسقاط النظام البعثي الهمجي البهيمي وبدون هؤلاء لبقي البعث يجثم على نفوس العراقيين لحد الآن وربما لسنوات طويلة أخرى. ليس هذا وحسب، بل بقي العراقي في الخارج يتابع أحداث العراق بكل جد ويبذلون الجهود الكبيرة للوصول للمعلومة ويتداولوها أكثر بكثير من المتواجدين في الداخل الذين كانوا يعيشون بظل تعتيم إعلامي رهيب، فمجرد أن يستمع العراقي لإذاعة البي بي سي مثلا يعتبر تهمة، بل جريمة قد يدفع الإسان حياته مقابلها، اما إمتلاكه طبقا لاقطا للفضائيات، فإن ذلك من الجرائم التي شرعت لها القوانين الخاصة بها، في حين كان العراقي في الخارج يتمتع بالحصول على المعلومة ويتداولها مع الآخرين بحرية تامة، حتى أن كم المعلومات الذي كان ليهم أكثر بكثير من معلومات الذين يعيشون بالداخل، الذين إنقطعوا عن أخبارهم هم أنفسهم. سأعطي مثلا عني شخصيا، حين عدت للعراق بعد التحرير من نظام البعث الهمجي البهيمي، وأطلع بعض من أصدقائي وأهلي على ما كنت أكتبه عن العراق قبل السقوط، كانت دهشتهم كبيرة جدا من كم المعلومات التي وجدوها في تلك المقالات والتي لم يكونوا هم يعرفون بها، فكان الذي يطلع على معلومة معينة لا يستطيع تداولها مع الآخرين خشية النظام، وأن لا يكون ضحية لمعلومة بسيطة يمتلكها، فكان المرء يكتمها ولا يتداولها إلا مع المقريبين جدا من الثقاة من اهله وأصدقائه، فكان أن تحول الامر، بدلا من أن أسألهم أنا عن أحوالهم خلال الخمسة والعشرين سنة التي تركت بها العراق، كانوا هم من يسال وأنا من يجيب، وهذه كانت من المفارقات العجيبة التي واجهتني وانا في العراق خلال زيارتي الأولى بعد التحرير. كل ما أريد أن أخلص له من هذا القول هو أننا لم نكن غائبين عن العراق بل كنا الحاظرين، بل والأكثر حظورا من الذين في الداخل، فكيف نهمش ونحن من عمل ليل نهار على إسقاط السلطة وكنا من تهجر او هاجر بسبب مقارعته للنظام الهمجي البهيمي وساهم إسهامة عظيمة بإسقاطه، إننا لم نكن في نزهة أو خرجنا للإرتزاق، بل خرجنا بسبب القهر والإرهاب من اجل أن نواصل المسيرة لتحرير العراق، وقد نجحنا في ذلك، فهل هذا أول جزاء من الوطن الحبيب لنا، ونحن ابناءه الأبرار؟
إن عزل هذه الفئة من العراقيين عن الإدلاء بأصواتهم أمر يخدم اصحاب المشاريع المريضة فقط، ومن لا يريد للديمقراطية أن تأخذ طريقها للعراق الجديد، فإن أصوات هذه الفئة من العراقيين لها وزن كبير جدا سيغيير من الميزان على حساب بعض القوى، وتحديدا بقايا البعث الذين وجدوا لهم طريقا لينظموا تحت عباءة الأحزاب الجديدة التي تشكلت وتلك التي جائت وهي تحمل مشروعا لإستيعابهم وخلق أحزاب للبعث بدلا من حزب واحد تحت مسميات أخرى جميلة، كالوفاق والنور والعودة ومسميات أخرى لا تدل على معانيها بل العكس من ذلك تماما. إن العراقيين في المهاجر لا يمكن أن يصوتوا لممثلي هذه الأحزاب بأي حال من الأحوال، لذا سيبقى هؤلاء المرضى يقاتلون من أجل أن يحجبوا صوت الحق العالي جدا من أجل ان يمرروا مشاريعهم الخبيثة لإعادة البعث من جديد للعراق، ألا بئس الخيار وبئس الأسلوب وبئس البرنامج.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد العجائب وعصا موسى!!!
- الوزارة الجديدة والهواجس المشروعة
- ليتنا نكمل المسيرة
- مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار
- مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم
- المؤامرة الإيرانية في العراق تؤتي أكلها
- ورقة إيران ما قبل الأخيرة في العراق
- ماذا نريد لنكون شعبا هادئ الطباع ومنسجم
- أبو غريب، دروس في الديمقراطية – 1 & 2
- العرب يدافعون عن حقوق الإنسان في العراق؟! من يصدق ذلك؟!؟
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- مصمم العلم له أيضا مقال
- الإبراهيمي، فلم أقوى من سنكام
- هل حقا هزمت أمريكا أمام عمائم الشيطان!؟
- دروس مأزق نيسان
- كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق
- من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟
- رسالة تهديد من بن لادن
- العربي كما القطة التي أكلت أبنائها حبا بهم
- السيناريو المرعب ولكن بمشيئة أمريكية 1 & 2


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - بأي مسوغ يستثني هذا العدد الهائل من الإنتخابات؟