أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ناس تأكل بالدجاج ... وناس تتلگه العجاج..!!














المزيد.....

ناس تأكل بالدجاج ... وناس تتلگه العجاج..!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ناس تأكل بالدجاج ... وناس تتلگه العجاج مثل شعبي قديم, منذ أن بدأ تقسيم العمل الاجتماعي وبروز فائض إنتاج والملكية الفردية لوسائل الإنتاج ونشوء الاستغلال في المجتمع البشري.
وفي العراق يجسد هذا المثل الشعبي وعياً اجتماعياً عميقاً وتلخيصاً لتحليل علمي لواقع اقتصادي ومعيشي قائم تئن تحت وطأته الغالبية العظمى من السكان والكادحين منهم على نحو خاص. إنها الحكمة القديمة التي انبثقت من قلب المجتمع ومن الأوساط الشعبية الجائعة في العراق والتي لم تكف عن دق أبواب الحكام والأغنياء, وهم غارقون في تخمتهم وسادرون في غيهم وفي أذانهم صمم.
هذا المثل الشعبي الرائع المعبر عن وعي طبقي وجمعي صارخ الذي انطبق دوماً على واقع العراق, أصبح اليوم أكثر انطباقاً من أي وقت مضى في البلد الذي حبته الطبيعة بأرض طيبة تختزن ثروة هائلة أسيئ استخدامها على أوسع نطاق منذ أن تم اكتشافها والبدء باستخراجها إلا في فترة قصيرة, هي الفترة الأولى من حكم قاسم في العراق.
امرأة شعبية فقدت جزءاً مهماً من أسنانها ويبدو عليها الإملاق والإجهاد والمرض وسوء التغذية, وهي لا تزال في سن الأربعين, تصرخ بأعلى صوتها : " ناس تلعب بالمليارات.. وناس لا تدري وين تنام ولا تدري شتاكل". هذه صرخة حزينة ومتمردة على الخوف تنطلق من فمها كالطلقة لتصل لمن يحكم العراق اليوم ومن بدا وهو في المعارضة وكأنه كان يناضل ضد الجوع ولصالح الجياع, وإذا به يشارك في إشباع ذاته حتى التخمة وإشباع الجائعين بمزيد من الجوع والحرمان.
مضمون صرخة المرأة صحيح ومعبر وأليم, فهو صحيح ومعبر عن واقع قائم. فهناك حسب تصريحات مسؤولين كبار في البلاد زيادة كبيرة في عدد أصحاب الملايير في العراق, وعددهم الكبير لا يقاس بأي حال مع تلك القلة من أصحاب النعمة الحديثة المسروقة من أفواه وبطون عائلات كادحة, من أفراد عائلة وحاشية وبعض أفراد طغمة الدكتاتور المقبور صدام حسين, أولئك الذين يلعبون اليوم بالمليارات لم يحصلوا في الغالب الأعم عليها من عرق جبينهم, بل من نهب المال العام, من نهب خبز الجياع, من الفساد المالي بكل أشكاله.
ومثل هذا الظلم لا يجوز أن يدوم, فأن دام دمر.
كثرة من الحكام والساسة مشغولون بالانتخابات وقانون الانتخابات وسبل الحصول على الأصوات وكيف يمكن إقناع الآخرين على انتخابهم وبسبل مختلفة, بما فيها توزيع النقود لكسب الأصوات, ولكنهم في الغالب الأعم والأغلب منهم نسى هؤلاء الجياع الذين دعا لإنقاذهم من الجوع حين كان معارضاً وحين أصبح حاكما وأحس بدفء الكرسي نسى هؤلاء ولم يتذكر منهم سوى الأقربون له من أفراد العائلة أو من أفراد الحزب المقربين جداً.
وأنا أكتب هذا المقال تذكرت قول الشاعر الزهاوي :
يا مليكاً في ملكه ظل مسرفاً فلا الأمن موفور ولا هو يعدل
تمهل قليلاً لا تغض أمة إذا تحرك فها الغيظ لا تتمهل
وأيديك أن طالت فلا تغترر بها فأن يد الأيام منهم أطول
وأنا أتابع كرم السادة رؤساء الوزارات في العراق وهم يوزعون أراض الشعب العراقي, أراضي الدولة على الوزراء والنواب والأحباب بمساحة تصل إلى 600 م2 وربما لعدة مرات, تذكرت مقطعاً من قصيدة للشاعر محمد صالح بحر العلوم حين قال:
وفتاة ما لها غير غبار الريح سترا
تخدم الحي ولا تملك من دنياها شبرا
وتود الموت كي تملك بعد الموت قبرا
وإذا الحفار فوق القبر يدعو
أين حقي
وهل ننسى صرخات الفلاحين المماثلة لصرخة المرأة التي تقول ملينة والله ملينه من هذي العيشة الگشرة حين راحوا يهزجون بتمرد واعٍ:
كريم ياكل عنبر وأنه بليه دنان اسمع يا مفوض
كريم يركب كاديلاك وأنا بليه نعال اسمع يا مفوض
فهل للسادة الحكام في العراق أن يدركوا هذه الحقيقة, التي تعيش تحت وطأتها نسبة عالية من بنات وأبناء الشعب العراقي, في حين هم لاهون في حمى مناقشة قانون انتخابات غير موفق وفيه من الجور غير قليل؟
5/12/2009 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس هناك سجناء فكر وسياسة, ولكن هناك قتلى فكر وسياسة وإعلام ...
- ما هي الأهداف التي يسعى كل حزب إلى تحقيقها من مشاركته في الا ...
- هل هناك من يريد خلط الأوراق في الموقف من قانون الانتخابات؟
- السيد أحمد أبو ريشة والقضية الكردية
- هل الرأسمالية هي نهاية التاريخ؟
- هل ستكون الانتخابات العامة القادمة في العراق نزيهة ونظيفة؟
- المضمون الفاشي لمجازر الأنفال وحلبچة في كُردستان العراق
- مسيرة الأحزاب السياسية ونتائج انتخابات الإقليم الأخيرة - الح ...
- مسيرة الأحزاب السياسية ونتائج انتخابات الإقليم الأخيرة- الحل ...
- مسيرة الأحزاب السياسية ونتائج انتخابات الإقليم الأخيرة - الح ...
- مجلس النواب يقاضي المدى والشعب في آن واحد!
- الخونة المجرمون يسعون لإشاعة الفوضى والموت في العراق
- التيار الديمقراطي وأزمة تحالفاته المستمرة!
- الفنان الكاريكاتير سلمان عبد والظواهر السلبية في المجتمع
- هل من مشروعية لتدخل الحكومة العراقية في شؤون النقابات العراق ...
- لم التشاؤم من إمكانية تشكيل جبهة وطنية أو تحالف سياسي انتخاب ...
- تكن قضية الكرد الفيلية والمهجرين قسراً واحدة من أبرز القضايا ...
- ما الموقف من سياسات الحزب الشيوعي والقيادة المركزية من الحكم ...
- من أجل إنجاز برنامج واقعي للتحالف الديمقراطي العراقي المنشود ...
- كم من حاكم مستبد ونرجسي يمسك برقاب شعوب منطقة الشرق الأوسط؟ ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ناس تأكل بالدجاج ... وناس تتلگه العجاج..!!