أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - لماذا يُركز البعثيون على مسألة العشائرية ؟














المزيد.....

لماذا يُركز البعثيون على مسألة العشائرية ؟


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 13:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ذات يوم كنت أجلس مع صديق في هذه المدينة الكندية التي أرقد فيها , نتحدث عن العراق ومآسي العراق وتاريخ العراق وحزب العراق الشيوعي وغيرها . كنا نتحدث ونحتسي الخمر .. فجأة رن جرس التلفون .. الصديق المشار إليه شيوعي , وأمضى ما يقرب العشرة سنوات في كتائب الأنصار في كردستان , وتعرض للضرب الكيمائي في أحداث الأنفال إلى حد إنه إلى الآن آثار السلاح الكيميائي على جسده . وبعد كردستان إستقر هذا الشخص في سوريا , وبعدها إنتقل إلى - كندا - .. ولأنه قد كونَ علاقات أثناء تواجده في سوريا , ولأنه كذلك من النوع المردانة في إعطاء الفلوس لمن هب ودب فقد ظلت ذكراه خالدة لأصحابه هناك , ولأن أحد أصحابه كان قد إتصل به من بضعة أيام فقد حدثني عنه : وقال عنه إنه بعثي عراقي من جماعة سوريا وإنه إنسان طيب وصاحب علاقات كثيرة مع أركان الحُكم في سوريا .. لم أعبأ بما قاله عنه لكن ظلت المعلومات التي ذكرها لي في رأسي.. وفي اليوم التالي كانت رنة التلفون من هذا الشخص , قال له بأنه محتاج فلوس , فأجابه : عندما تتوفر عندي سوف أرسل لك , أما الآن فليس عندي أي نقود .. ثم أشار عليه أن يتحدث معي : هذا صديقي أحب أن أعرفك عليه والتحدث معه , في البدء سلم علي وأنا كذلك , وبعدها أثارني سؤاله التالي : من أي عمام أنت ؟ .. إستغربت وضحكت على السؤال , وقلت له : ماذا تعني من أي عمام , وأضفت له : أنتم البعثيون دائما تسألون عن العشيرة , ما هو سركم في ذلك التساؤل , هل هو من ضمن عقيدكم العروبية , أو هل في إجتماعاتكم الحزبية يُضخ فيكم هذا المفهوم العشائري !؟

التعلق البعثي بالمفهوم العشائري لا تستشفه من هذه الواقعة , لأنك ليس مغربيا أو تونسيا أو جيبوتيا .. أنت عشت وسط هذا الرعاف في العراق , وعلى معرفة مطلقة من هم عناصر البعث التي كانت تدور الفُلك في العراق , من رأس الهرم صدام وعشيرته إلى القادة العسكريين العشائريين إلى التشكيلات القيادية الحزبية التي جلها من الأعراب , مع التأكيد هنا على خصخصة المفهوم العشائري , بمعنى ليس بالضرورة إن الفلان الحزبي يعيش ضمن الحاضرة المدنية منذ عشرات السنين .. كلنا ننتمي لمجتمع قبلي , الشعب العربي عموما يُوصف إنه شعب قبلي , لكن الإنعتاق من هذا المفهوم الحجري هو الجوهر هنا...وتعود لتقول أو تبرهن هذه الحقيقة في عراق البعث .. لناخذ مثالا بسيطا لذلك :

شخص عسكري , جندي عادي , أُلقي القبض عليه قرب جسر ( محمد القاسم ) بين قضاء الدير والبصرة , جسر محمد القاسم على بُعد خطوات من مقر قيادة الفيلق الثالث في البصرة .. أقتيد هذا الشخص إلى قائد الفيلق - ماهر عبد الرشيد - القائد الماهر سبَ هذا الجندي ولعنه حتى آخر هلبة صفراء في شواربه , وبعد أن أكمل قال له الجندي : هل تعرف من أنا , أنا إبن - بدر الرُميض- يُقال - والعُهدة هنا على مراسل ماهر عبد الرشيد الذي كان حاضرا في هذه المواجهة - يُقال إن عبد الرشيد قد قال لهذا الجندي : حبيبي كان المفروض بك من البداية أن تقول لي إنك إبن بدر الرُميض .. ومن ثم أكرم هذا الجندي مع هالات التقدير والإحترام !!
والتكريم لم يأت من فراغ , فيُقال إن - بدر الرُميض هذا - هو شيخ عشيرة الرُميض في مدينة سوق الشيوخ في محافظة ذي قار , وإنه يضع مشعلا من النار فوق أحد التلال ليستدل بها التائه , وإنه أشبه بحاتم الطائي في تكريمه لهذا التائه , وان بدر الرُميض مُتزوج من مئة إمرأة , وإن أبنائه واحفاده لا يُحصون! ! ولذلك فإن القائد العسكري , ولكونه عشائريا تحركت في صميمه الجرثومة العشائرية فندم على فعله الأول ومن ثم أغدق ما أغدق على الجندي المُهان والمُكرم لاحقا .

هذه واقعة يرافقها قرار مناقض , ومن ثم فِعل مُعاكس لهذا النقيض .. القرار إن نظام الحكم السابق في العراق كان قد ألغى الألقاب في سنوات الثمانينات , ما معناه لا تسمية بإسم : الدوري , أو الدليمي , أو العبودي .. وغيرها من الألقاب العشائرية.. لكن الغرابة إن هذا القرار بدل أن يأخذ مجراه في التنفيذ , فقد كان التنفيذ مُعاكسا تماما للقرار , بحيث إن العشائرية أخذت تتوغل في شرايين الحياة العراقية : التسميات والأفعال العشائرية ..

وهنا هي العلة الكبرى للبعث في هذا التركيز , فهو أصلا مُؤسس على هذا المفهوم : مفهوم العربي الذي تكتنفه القوة التاريخية التي بمقدورها خلق الخوارق , مع إنها قد أوجدت الخوازق وليس الخوارق , مع يقيننا إن العربي مثله مثل أي كائن على هذه الأرض , من الممكن أن يكون خارقا وعاجزا ولصا ومجرما وأنسانيا وجميلا وفنانا .. وغيرها من السمات .. أما إنك تعطيه مميزات فوقية فهذه هي الكارثة الكُبرى , وهذه بالذات التي وصمت البعث بالنازية , هذه هي الأصداء التي قالت عنكم أيها الشراذم إنكم فاشست نازيين , ليس منظورا فكريا فقط إنما فعلا إجراميا مُجسدا في الواقع .



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي يدعو الإيطاليات إلى إعتناق الإسلام !
- حكاية المليون دينار وبرلمان النحس العراقي .
- يوتيوب نازي في وجه بشار دمشق؟
- ضع تفجيرات البعث في نحره , الأمم المتحدة لا تنفع
- أفغانستان وطقوس فرانسيس كوبولا !
- التطبيع الثقافي مع - إسرائيل - الوهم والواقع
- - دليمي طريبيل - أكثر حِكمة من نواب البرلمان العراقي ؟
- - جين فوندا - في مواجهة الميديا الصهيونية
- جلال الطالباني شواربك بيضاء لكن كلامك أسود ؟
- آخر تشريع للأخلاق يصدر من - بشار الأسد -!
- ( تحسين إبن الملاية , علي كراوي , علي مشني ) رموز إنتفاضة آذ ...
- رمز من رموز مدينة الشطرة - قاسم الخياط - قتله أبناه طمعا في ...
- إنقلاب - وئيم الجنيحي وصاحبة الحِنك المُذَنب - على المد الإس ...
- هل الحواجب المُقطبة قرينة ثورية ؟
- خيوط الوهج
- غرابة موقف جنبلاط الأخير
- قضية - سيد القمني - لا تحتاج أكثر من سيارة - جيب - ومُكبرة ص ...
- جدلية البُرقع البدوي على ساحل - السين -
- خامنئي - نجاد , دائما يضعان اللوم على - عبود -
- ما هو موقع اليسار والعلمانية وسط مجتمعات مُترعة بالدروشة الإ ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - لماذا يُركز البعثيون على مسألة العشائرية ؟