|
أعداء الإنسانية: قراءة في فكر الندوة العالمية للشباب الإسلامي
علي فردان
الحوار المتمدن-العدد: 864 - 2004 / 6 / 14 - 04:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(13 مايو 2004 م)- تأسست الندوة العالمية للشباب الإسلامي عام 1972 م (1392 هـ) بأمر من الملك فيصل، ومقرّها الرياض، وأخذت الندوة على عاتقها، كما هو منشور على موقعها، خدمة الدعوة إلى الإسلام عقيدة وشريعة، تبيين العقيدة الصحيحة التي يجب على المسلمين الإيمان بها، دعم الهيئات والجمعيات الخاصة بالشباب المسلم، وغيرها، وتستخدم في تحقيق ذلك إقامة المخيمات الطلابية والشبابية، تنظيم المؤتمرات، تأليف وطباعة وتوزيع الكتب لباحثين متخصصين، إصدار النشرات والمطبوعات، نشر الكتب بلغات أخرى،، دعم المنظمات الشبابية مادياً وأدبيا لتسهيل عملها.
لكن عندما نتصفح الكتب التي تنشرها الندوة، أو التي تقوم بتوزيعها الندوة نرى عكس ذلك، فالكثير من الكتب هي حقيقة دعوات للتطرف والكراهية والعنف، واتهام الآخرين بالكفر والشرك، وهذا ليس فقط في الكتب، بل حتى في مجلتها الرسمية المستقبل، والتي لم تترك ديناً أو مذهباً أو طائفةً من المسلمين وغيرهم إلاّ وكفرتها أو اتهمتها "بالعمالة" لليهود والنصارى، وتحمل المجلة أفكاراً مشابهة لما يحمله أتباع طالبان، وهي نظرية "المؤامرة"، وإن كل ما نحن فيه من مشاكل ومفاسد هي بسبب الغرب واليهود تحديداً.
ففي عدد 124 لشهر أبريل، 2003 م في الصفحة الأولى، تذكر الصحيفة "وما نراه اليوم في العراق ليس إلاّ صورة من صور الصراع الحضاري، وما تفعله قوى حضارة في عصرنا الراهن من تجبّر ومحاولة بكل ما أوتيت من وسائل القهر لتدمير أقدم حضارة في التاريخ، لا يعني وفق معايير السنن الكونية، أن الغلبة ستكون للبطش والقوة، بل ستكون النتيجة الحتمية – بإذن الله – السقوط والانحدار للحضارة المعتدية، وما الاتحاد السوفيتي ببعيد!!". ولست هنا لنقاش موضوع الاتحاد السوفيتي، ولكن يبدو أن الندوة تعتقد بأن إسقاط الإتحاد السوفيتي تمّ بجهاد الأفغان وحدهم، وليس بالبلايين من الدولارات السعودية والأسلحة الأمريكية والدعم الأمريكي اللامحدود لتقويض الإتحاد السوفيتي سابقاً.
في صفحة 9 من نفس العدد وتحت عنوان حاربوا الاختلاط، ترى اتهام الغرب بأنه سبب الاختلاط في بلادنا، وتقول المجلة "فقد عمد المستغربون الذين رباهم المستعمر وصنعهم على عينه أن يجعلوا من هذه القضية الركيزة الأساسية لتشويه الأجيال، واستخدوا الإعلام والثقافة والتعليم لترسيخ الأذهان بأن الاختلاط هو "القاعدة"، وعدم الاختلاط هو الشاذ". وفي عنوان آخر في نفس العدد "العسكريون المسلمون في الجيش الأمريكي .. هل يسرّحون؟!" والعنوان يوحي بأن الجيش الأمريكي يمارس العنصرية ضد المسلمين فيا الجيش ويضطهدهم بشكل أو بآخر حتى يخرجوا منه وإن ذلك يتم بالتنسيق مع الإعلام الأمريكي الذي يخضع للتوجهات الصهيونية.
وإذا ما خرجنا من موضوع فكرة "المؤامرة" نرى أن المجلة تتهم أهل الكتاب بالكفر، ففي صفحة الفتاوى صفحة 26 تقول المجلة رداً على سؤال هل يجوز أن نقول عن النصراني "كافر"؟! والإجابة هي "نعم" وتُدعّم ذلك بذكر آيات قرآنية، وتؤكد بأن هناك العديد من النصوص القرآنية والنبوية التي فيها الحكم بكفرهم. وفي عنوان آخر في الصفحة ذاتها
"اليهود والنصارى الذين وصلتهم رسالة الإسلام ولم يتبعوها يعاملون معاملة الكفار" وعنوان آخر "لا يجوز إطلاق اسم مسيحيين على نصارى اليوم لأنهم كذبوا على الله". ففي الرد على سؤال آخر في صفحة 27 من الفتاوى، تحت عنوان أهل كتاب أم أهل كفر، ورداً على سؤال بأن البعض يقول بأن أهل الكتاب ليسوا كفاراً وإنما كانوا أهل الكتاب فقط، والجواب هو "من قال ذلك (بأنهم أهل كتاب وليس كفاراً) فهو كافر؛ لتكذيبه بما جاء في القرآن والسنة من التصريح بكفرهم ولا ينفعهم تمسكهم بدينهم". "رئيس نصراني لأكبر دولة مسلمة في إفريقيا للمرة الثانية على التوالي في نيجيريا" هو عنوان آخر في أعلى صفحة 10نافذة على العالم، وهي مرة أخرى تشير إلى نظرية المؤامرة كما ذكرت المجلة سابقاً في مواضيع عدة ودعوة لكراهية الغرب والنصارى لأنهم وحكوماتهم يكيدون للمسلمين والإسلام.
وبما أن النصارى واليهود هم كفّار وإن من يقول بغير ذلك يعتبر كافراً، فتسميتهم كفار هو ما تستمر المجلة في طرحه، وهنا سؤال في صفحة الفتاوى حول الشراء من الكفار، وترد المجلة "تفضيل المسلم للكافر في البيع والشراء نوع من الموالاة للكافرين".
والمجلة لا تنتقص فقط من اليهود والنصارى عموماً، بل تتهمهم بالخيانة لأوطانهم، وهنا أعني اليهود والنصارى والطوائف التي تعيش في البلدان الإسلامية وخاصةً في العراق، وتقول المجلة في عنوان لها "مستقبل العراق في يد اللوبي الصهيوني: غنائم الحرب .. وورقة اليهود العراقيين". فمن سياق الموضوع، تطرح المجلة بأن "اليهود العراقيين وهم أقلية لا تزيد عن واحد في المائة، هم أكثر من استفادت من العدوان الأمريكي – البريطاني على العراق، وهم يطرحون الخطط التي يريدون تنفيذها في بغداد، حتى تكون الأنموذج الذي يريدونه لتطبيقه أو تعميمه أو تصديره إلى المنطقة بأسرها". والعنوان الجانبي للمقال يقول "اليهود العراقيون يعودون على ظهر الدبابة الأمريكية والمال
والإعلام للسيطرة على الأحزاب الورقية"، وهذا اتهام واضح وتقليل من شأن بقية الشعب العراقي بأنهم لا شيء، وإن العراق سيكون "يهوديا" بعد سقوط صدام، وهو دفاع ضمناً عن صدام وجرائمه، واتهام اليهود العراقيين بأنهم "خونة تركوا العراق وهربوا إلى الأراضي المحتلة، والآن يعودون ليحصدوا الوضع الجديد في العراق".
ولا تنسى المجلة النيل من الطوائف الأخرى الإسلامية وغيرها الأخرى، وهنا تذكر المجلة في صفحة 30 من العدد 143 حول موضوع الشيعة والسنة والأكراد، وتقول المجلة تحت عنوان "هل تقام لهم دولة عاصمتها كركوك: التركمان وأحلام الطورانية" تقول بأن التركمان الآن "لهم ظهر قوي يحميهم، وهو التدخل التركي القوي والمباشر" وتتحدث المجلة عن الأكراد بنوع من الاحتقار لأنهم "عقدوا تحالفا سرياً مع الغزاة في نظير حصولهم على الحكم الذاتي في ظل (الفيدرالية)" وإن الأكراد "نسوا تاريخهم وتاريخ أسلافهم وفضلوا السير في ركاب الغزاة في الوقت الحاضر، في محاولة لإقامة دويلة في الشمال للأكراد، وهو أمر بعيد المنال – حالياً". فتضيف المجلة "أم إن طموح الأكراد في "دويلة" و"آمال" الشيعة في الحكم والانفراد به بصفتهم الأغلبية، تخندق السنة في وسط البلاد في كانتون صغير هو الخيار الأقرب إلى الواقع الآن، حيث الغزاة يتلاعبون بالجميع وهم الذين يقررون؟". فكما ترى من صياغة الجملة بأن الغزاة الذين يقررون عن الشعب العراقي باستمالتهم الأكراد والشيعة وحصار السنة، وهذه دعوة صريحة للانقسام والاحتراب الداخلي ودعوة أهل السنة في العراق بالقيام والدفاع عن مصالحهم بقتال الشيعة والأكراد معاً، حيث تتهم المجلة الشيعة العراقيين بأنهم "يحلمون بالحكم والرئاسة وتسلم مقاليد الدولة بدعوى أنهم الأغلبية النسبية والأكراد يحلمون بكردستان". وهذا تشويه للصورة بشكل مقصود وكأن الشيعة لا يمانعون من تمزيق العراق ودعم الاحتلال طالما سيقوم الاحتلال بتسليمهم السلطة، وإن الأكراد عملاء للأمريكان واتفقوا مع المحتل ليحصلوا على الحكم الذاتي، فمن ناحية تريد المجلة الإيحاء بأن العراق في
ظل الأمريكان سيتحول لعدة دول مفككة وإن صدام كان أفضل حيث حافظ على العراق دولة واحدة، ومن ناحية أخرى تطعن في فئات الشعب العراقي وتدعو لحرب أهلية غير معلنة يكون الغالب فيها من يريد "تحرير العراق" وهم أهل السنة. وتحت عنوان الشيعة الاغتيالات تشير تذكر المجلة بأن "تداعيات الأحداث أظهرت بجلاء الخلافات العميقة بين الفصائل والأحزاب الشيعية"، وكأن المجلة مخولة للتحدث باسم الشيعة وإنهم إن حكموا العراق فلن ينتهي الأمر إلى خير بسبب الانقسامات والقتال فيما بينهم وإنهم لا يستطيعون حكم العراق لأسباب عدة منها موالات بعضهم لإيران واختلاف مرجعياتهم والخلاف على من يكون الرئيس الشيعي. وفي صفخة 27 من العدد 150 لشهر ديسمبر 2003 م تنتقد المجلة الشيعة وتقول بأنهم خارج الإطار وهم "تحت وهم أنهم الذين يكسبون في النهاية بمهادنة المحتل أو بالتدرج في التوصل إلى دستور دائم وإجراء انتخابات تضعهم على رأس الحكم، ولذلك يخشى الشيعة ثمار المقاومة المسلحة والمكاسب التي تتحقق من خلالها والتي ستحوّل لمصلحة السنة". وهذه دعوة صريحة أخرى لأهل السنة لكراهية الشيعة وكأن الشيعة هم العقبة ويجب إزاحتهم أو أنهم هم العدو، وهي محاولة لشق الصف العراقي وزعزعة الاستقرار في العراق لإحداث حرب أهلية، وكل ذلك خوفاً من وصول الشيعة، وهم أكثرية، إلى الحكم، ولو أدى ذلك إلى تدمير العراق أرضاً وشعباً. وعلى عكس ما تدعو إليه المجلة، تتهم المجلة الشيعة بأنهم من يريد تقسم العراق "حتى المرجعيات الشيعية التي لا ترى إلاّ مغانمها المذهبية الضيقة، ولو كان ذلك على حساب وحدة واستقرار العراق واستقلاله". وتؤكد المجلة في أكثر من مكان نظرتها الطائفية والمعادية للشيعة في كل محفل، فتقول تحت عنوان حوار الطرشان، في العدد رقم 151 لشهر يناير 2004 م "وحاولت بعض تيارات الشيعة، خاصة العراقيين، أن يكون لهم الصوت العالي وكان هناك تحالف بدأ يشق طريقه بين الشيعة العراقيين والأمريكيين، خارج حدود العراق"، وهذا اتهام صريح للشيعة ليس فقط بالعمالة، بل بمحاولة زعزعة السف العربي والإسلامي أيضاً.
وإذا ما ابتعدنا قليلاً عن الشأن العراقي، ففي نفس العدد في صفحة 43 العدد 143 لشهر مايو 2003 م بعنوان هل المنهج في خطر؟ لكاتبه د. سعيد ناصر الغامدي، يقول عن الشيعة "وهذا مترفض تستعر أحشاؤه بنيران حقد تاريخي اصطنعه، وتجتهد أحواله في طمس معالم فضائل قرون الهجرة الأولى وتحترق أوصاله حنقاً من ذكر الحديث المتصل الإسناد، ويفرح بالمعاجز المخترعة ويخشع في المشاهد لا في المساجد، ويتلو أناشيد المآتم والأحزان ويبكي لها ولا يكاد يفصح بتلاوة القرآن".
ولا تنسى المجلة بأن تتهم كذلك الأشوريون، بقولها "باعوا أنفسهم للمستعمر الإنجليزي قديما: الأشوريون والغزاة الجدد!!"، فتقول المجلة بأن الأشوريين "أقلية نصرانية تعيش في الشمال وعددهم بين الثلاثين والأربعين ألفاً، وقد عرفوا بتحالفهم مع المستعمر الإنجليزي وارتباطهم به – تاريخياً- خاصة في الحرب العالمية الأولى وهذا ما عرضهم لمضايقات كثيرة وأثار كراهية المسلمين لهم، خاصة الأكراد". وتضيف المجلة "ولكن النصارى العراقيين وجدوا في الأوضاع الجديدة سنداً قوياً لهم، سيجعلهم رقما في اللعبة السياسية التي يتم التخطيط لها في العراق، خاصةً بعد الدور الكنسي والمد التنصيري الذي يواكب دائماً الغزاة الغربيين في حركتهم الاستعمارية، الخ".
في سياق الموضوع السابق، لم يبقََ في نظر المجلة أحد يستحق الإشادة سوى "سنة العراق" فهم كما تذكر في عنوانها "صحوة أهل السنة بدأت من المساجد .. والشيخ الكبيسي يؤكد لا خيار إلاّ التحرير". وتتحدث المجلة بتعاطف شديد مع سنة العراق، وتكتب تحت عنوان: أهل السنة والموقف الصعب، تذكر فيه بأن "السنة عانوا الأمرين تحت حكم صدام، فقتل علمائهم وشردهم وأمم مؤسساتهم الدينية".
وتدافع المجلة في عدد 151 صفحة 14 عن صدام بشكل أو بآخر، حيث تدّعي المجلة،
كما في كتابات المنتديات الإنترنتية، بأن صدام كان مخدراً وقت اعتقاله باستخدام غازات سامة أو غيرها، مثلما "فعل الروس عندما استخدوا الغاز أثناء احتجاز المجاهدين الشيشان في المسرح الروسي، والذي جعل الجميع ينامون"، وأضافت بأن الأمريكان "نقلوا صورة العربي المسلم المتخلف وهذا ما يريده اللوبي الصهيوني". وكل ما تم ذكره في هذه الصفحة هو دفاع عن صدام، وكأن اعتقاله أو إهانته هو إهانة للإسلام وللعرب، المجلة بدورها تدافع عنه وكأنها فقدت عزيزاً عليها، خاصة عندما تذكر في نهاية الصفحة على شكل أسئلة وعلامات استفهام طائفية، وهي "لماذا سمح لأربعة فقط من أعضاء المجلس الانتقالي معظمهم من الشيعة بزيارة صدام (نصف ساعة) وبحضور الحاكم الأمريكي بريمر، ولماذا ذكّر الأعضاء الأربعة صدام بقتل علماء الشيعة ولم يذكروا له علماء السنة؟!".
فهذه سياسة الندوة العالمية للشباب الإسلامي تعلن عن وجهها القبيح وتنتقص من الشيعة والسنة الأكراد والنصارى واليهود والأشوريون والتركمان ولم يبقى إلاّ من هو على شاكلتهم. ولا تكتفي بتكفيرهم بل باتهامهم بالعمالة للمحتلين والمستعمرين والغزاة والغرب عموماً، وتدعو بشكل أو بآخر إلى قتالهم بصفتهم كفار ومشركين. لكن المجلة نفسها "تحارب" التطرف والتفجير والتكفير فقط في السعودية، أما في غيرها، فهي الرائدة، ففي العدد 150 صفحة 36 عنوان كبير "مفاسد في الأرض وضلال كبير: التفجير والتكفير والأيدي الخفية"، وكذلك في صفحة 32 من العدد 152 تتحدث عن الحوار الوطني وأنه شمل كل أطياف الشعب السعودي وبدون حساسيات، لكن في صفحة 26 من نفس العدد 152 في صفحة الفتاوى وتحت عنوان "الحج ولو برفقة مبتدعة" رداً على سؤال عن الحج مع الشيعة عل أنهم مبتدعة، كان الجواب "ولكن مع الحذر من شبهات الشيعة، ومذهبهم الباطل". فالشيعة مبتدعة ومذهبهم باطل، وهم كفار في نظر الندوة، وبالتالي قتالهم، أو "جهادهم" مشروع. ولا تكتفي بذلك، ففي نفس العدد أيضاً في
صفحة صدر أدب وثقافة، قائمة بالكتب التي صدرت حديثا، كتاب "الفوائد المجتمعة في بيان الفرق الضالة المبتدعة" تذكر المجلة في سياق عرضها للكتاب "وهو كتاب يعرض عشرات الفرق من أمة محمد، وبعض فرق اليهود والنصارى .. ويكتفي بذكر بضعة أسطر عن كل فرقة، كفرق الخوارج والشيعة والمتبدعة".
بعد كل ما سبق، وبعد كل ما تنشره المجلة من عداء صريح للنصارى واليهود وبقية المسلمين، وبقية شعوب الأرض قاطبة، تعود المجلة للعب على وتر حسّاس وربط الأنظمة الديكتاتورية بالإسلام، في اتجاه يناقض ما توصلت إليه من استنتاجات سابقة، فتقول بأن "الهجوم على السعودية هدفه الإسلام". وتعارض المجلة تحول المعارضة السياسية إلى معارضة مسلحة، وإن ذلك "لا يجوز من الناحية الشرعية إلاّ في حالة الكفر البواح من السلطة". فالمجلة تدعو لقتال كل أهل الأرض، وتصنف الآخرين استناداً لدياناتهم وطوائفهم وأجناسهم، وإنهم كلهم كفّار ومبتدعة وعملاء. لكن عندما يتم التحدث عن الدولة السعودية التي كانت ولا زالت عميلة للغرب ولمدة زادت عن سبعين عاماً، وأعطت الغرب قواعد عسكرية ولعشرات السنين انطلقت منها نفس القوى التي تعاديها الندوة الآن، وهي القوات الأمريكية، انطلقت منها لتحرير الكويت، ولضرب العراق، ولضرب أفغانستان وإسقاط نظام التخلف والإرهاب طالبان، وأخيراً تحرير العراق من نظام صدام، تراها تدافع عن هذا النظام "إلاّ إذا أتى بكفر بواح". يعني إذا قال السلطان بأنه لا يعترف بالدين، عندئذ فقط يجب محاربته، ولكن لو استمر في أفعاله الإجرامية باسم الدين، فهذا مقبول في عرف الندوة.
نختصر توجهات الندوة في هذه النقاط، وهي معاداتها لليهود والنصارى وإنهم كفار وليسوا أهل كتاب، ومن لم يكفرهم فهو كافر. كذلك الندوة تعادي الشيعة والأكراد والتركمان، والأشوريون وتتهمهم بالعمالة للقوات الغازية والمحتلة، وإنهم يأتون على
ظهر الدبابات الأمريكية وتدعو للفتنة والاقتتال في العراق بشكل أو بآخر. الدفاع المستميت عن السعودية، فالندوة تمثل تيار سلفي وهابي، وهي تدافع عنه، لذلك فهي تدفع سنة العراق إلى القيام بالأعمال العسكرية ضد الأمريكان بحجة تحرير العراق، وليس حباً فيهم. وأخيراً في الشأن العراقي، تدّعي الندوة بأن سنة العراق هم من يمثل التيار السلفي الوهابي، وهذا من ناحية تريد توريطهم وليس إنقاذهم في حرب ضد الأمريكان معروف من الخاسر الأكبر فيها، وكل ذلك دفاعاً عن السعودية حتى لا يأتيها الدور، فكما ذكرت المجلة في افتتاحيتها في عدد فبراير 2004 م، بأننا في "زمن حلق الرؤوس"، ومن لا يحلق رأسه، سيقوم آخرون بحلق رأسه.
#علي_فردان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية بوابة الإرهاب
-
الكاتبة السعودية وجيهة الحويدر: قضيتكِ قضيتنا
المزيد.....
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|